مراكش الان:
2025-04-02@20:35:18 GMT

الدكتور بنطلحة يكتب: التحدي المغربي

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الدكتور بنطلحة يكتب: التحدي المغربي

د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير مركز الدراسات والابحاث حول الصحراء 

تعرض المغرب، عبر تاريخه الطويل، لمجموعة من الأحداث المؤلمة والأزمات، والملاحظ أنه يخرج منها دائما منتصرا. إنه مثل طائر فينيق الأسطوري الذي ينبعث من رماده، ليعود ويحلق من جديد.

ومن بين هذه الأحداث، تأتي الزلازل باعتبارها أبرز الظواهر الطبيعية التي شهدها المغرب، حيث نجد زلزال 28 ماي سنة 818 الذي ضرب جبل طارق وأثر على الساحل المغربي وزلزال سنة 1079 الذي أدى إلى مصرع الآلاف من السكان وتدمير مدن وقرى بكاملها، وزلزال 1624 الذي ضرب مدينة فاس وتازة ومكناس، وزلزال مدينة مراكش سنة 1719.

ويبقى زلزال لشبونة 1775 بقياس 9 درجات على سلم ريشتر من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ المغرب، بل ومن أكبر الزلازل فتكا وتدميرا عبر التاريخ، حيث أعقبه تسونامي وحرائق، مما أدى إلى تدمير شبه كامل لعدد من المدن الساحلية المغربية.

ومن الزلازل الحديثة في تاريخنا المعاصر، نجد زلزال أكادير الذي تسبب في وفاة 15 ألف شخص وإصابة 25 ألفا رغم أن شدته لم تتجاوز 5,7 درجات فقط.

وفي 24 فبراير من عام 2004، تعرضت مدينة الحسيمة لزلزال عنيف بلغت قوته 6,3 درجات، وقد خلّف العديد من الجرحى والمعطوبين.

ويبقى زلزال منطقة الحوز الذي عرفته بلادنا مؤخرا هو الأعنف منذ قرن من الزمن، حيث أفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء أن شدة الزلزال بلغت7,2 درجات، في حين قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن شدته بلغت 6,8 درجات.

إن هذه المحطات الكارثية والمؤلمة من التاريخ المغربي، هي لحظات مفصلية في تاريخنا المغربي، حيث أن كارثة الحوز أظهرت أن الأزمات تعتبر لحظة تجلي ومكاشفة لعمق الانتماء الوطني ودليلا صادقا على المعدن الأصيل للإنسان المغربي وعلى مدى الالتحام بين العرش والشعب في مواجهة التحديات، مما خفف عنا جرحنا الإنساني العميق وزاد في قوة وصلابة وعينا الجمعي.

إن الدولة المغربية بكل مؤسساتها أبانت عن روح وطنية عالية ومسؤولية في التدبير والتخطيط، مما يؤكد الحاجة الملحة لإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة المنقذة التي بإمكانها مواجهة الاختلالات العميقة بإمكانياتها وقدراتها والتحامها الوطني من أجل الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأن يبقى البلد سيدا في اتخاذ قراراته، حيث باتت «المساعدات» الأجنبية في بعض الأحيان تخضع للمساومة والابتزاز السياسي.

إن المغرب الدولة الأمة واجه فاجعة زلزال الحوز معتمدا على قدراته اللوجستية والأمنية وتضحيات أبناء شعبه، بفضل الرؤية السديدة والمتبصرة لملك البلاد الذي وجه تعليماته السامية بنشر القوات المسلحة الملكية بشكل مستعجل وإمداد المناطق المنكوبة بفرق البحث والإنقاذ من أجل تسريع عملية الإغاثة وإجلاء الجرحى وتوزيع حصص الأغذية والخيام على المنكوبين، والتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة، وتقديم الدعم لإعادة بناء المنازل المدمرة في أقرب الآجال، وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين بهدف الاستئناف الفوري للأنشطة على مستوى المناطق المعنية، والتعبئة الشاملة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن بجميع مكوناتها من أجل تقديم الدعم ومواكبة المواطنين في المناطق المتضررة، وتشكيل مخزون للحاجيات الأولية على مستوى كل جهة من المملكة.

إننا أمام إدارة وطنية للأزمة وفق تخطيط استراتيجي ينطلق من تحديد الأهداف الرئيسية والتحليل المستمر للأزمة وتطوراتها، ووضع البدائل والاحتمالات المختلفة وتحديد مسارها المستقبلي من خلال التنبؤ والاختيار الاستراتيجي للإمكانيات المتاحة والموجودة، وفق التكيف مع التغيرات المفاجئة، وهي ليست عمليات ردود أفعال وليست انكماشية جامدة، بل إنها عبارة عن عمليات تسارعية مرنة تعتمد على الضبط والسرعة في الإنجاز وتضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار في إطار قرار وطني مسؤول يمتلك رؤية نسقية لمواجهة هذه الكارثة عنوانه التحدي المغربي.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

الكوارث الطبيعية تهدد العالم.. مئات الضحايا في زلزال ميانمار واليابان تتوقع تسونامى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد العالم على مر العصور العديد من الكوارث الطبيعية التي خلفت آثارًا مدمرة على الإنسان والبيئة، فمن الزلازل المدمرة التي تهز المدن وتدمر المباني، إلى الأعاصير والفيضانات التي تجتاح المناطق الساحلية، وصولًا إلى حرائق الغابات والجفاف الذي يهدد الأمن الغذائي والمائي، تظل هذه الظواهر الطبيعية مصدر قلق عالميا، فها هو زلزال مدمر يضرب ميانمار وتايلاند، يخلف مئات الضحايا، فضلا عن الأضرار في البنى التحتية، كما حذرت اليابان من خسائر اقتصادية ضخمة في البلاد، حال وقوع زلزال متوقع حدوثه منذ وقت، ومع تزايد التغيرات المناخية، ازدادت وتيرة هذه الكوارث، ما يستدعي جهودًا دولية متضافرة للتخفيف من حدتها.
توقعات بزلزال هائل يضرب اليابان 
أفاد تقرير حكومي ياباني، صدر مؤخرا، بأن اقتصاد البلاد قد يخسر ما يصل إلى ١.٨١ تريليون دولار في حال وقوع زلزال هائل مُرتقب منذ فترة طويلة قبالة ساحلها المُطل على المحيط الهادئ، والذي قد يُسبب موجات تسونامي مُدمرة، وانهيار مئات المباني، وربما يُودي بحياة حوالي ٣٠٠ ألف شخص.
وأوضح التقرير أن الأضرار الاقتصادية المُتوقعة البالغة ٢٧٠.٣ تريليون ين، أي ما يُقارب نصف إجمالي الناتج المحلي للبلاد، قد ارتفعت بشكل حاد عن التقدير السابق البالغ ٢١٤.٢ تريليون ين، حيث أخذ التقدير الجديد في الاعتبار الضغوط التضخمية وبيانات التضاريس والأراضي المُحدثة التي وسّعت مناطق الفيضانات المُتوقعة حسبما أورد موقع "زون بورس" الإخباري الفرنسي.
وتعد اليابان من أكثر دول العالم عرضة للزلازل، وتتوقع الحكومة احتمال وقوع زلزال بقوة ٨ إلى ٩ درجات على مقياس ريختر في منطقة قاع البحر المضطربة المعروفة باسم حوض نانكاي بنسبة ٨٠٪ تقريبًا.
في أسوأ السيناريوهات، واستنادًا إلى احتمال وقوع زلزال بقوة ٩ درجات في المنطقة، من المرجح أن تشهد اليابان إجلاء ١.٢٣ مليون شخص، أي ما يعادل ١٠٪ من إجمالي سكانها. وأظهر التقرير أن ما يصل إلى ٢٩٨ ألف شخص قد يموتون جراء موجات تسونامي وانهيارات المباني إذا وقع الزلزال، كما أوردت صحيفة "ماينيتشي شيمبون" المحلية.
وفي العام الماضي، أصدرت اليابان أول تحذير لها من الزلازل الضخمة، مُشيرةً إلى وجود احتمال أكبر نسبيًا لحدوث زلزال بقوة ٩ درجات في الحوض، بعد زلزال بقوة ٧.١ درجات وقع على حافة الحوض.
وأدى زلزال بقوة ٩ درجات في عام ٢٠١١، تسبب في حدوث تسونامي مدمر وانصهار ٣ مفاعلات في محطة للطاقة النووية شمال شرق اليابان، إلى مقتل أكثر من ١٥ ألف شخص.
بركان خامد يثور جنوب أيسلندا
في سياق متصل، بدأ بركان في الثوران في جنوب غرب أيسلندا، الثلاثاء الماضي بعد ساعات فقط من إخلاء السلطات مجتمعا محليا مجاورا ومنتجع بلو لاجون الصحي، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان في الهواء مع انفراج الصدع البركاني قرب بلدة غريندافيك، حيث تم إخلاء نحو ٤٠ منزلاً، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتليفزيون الوطنية (RUV).
وأُخليت معظم المنطقة، الواقعة في شبه جزيرة ريكيانيس، قبل عام عندما عاد البركان إلى نشاطه بعد أن ظل خامدًا لمدة ٨٠٠ عام.
وأظهرت الأقمار الصناعية صخورًا منصهرة تتدفق باتجاه السكان، ودوّت صفارات الإنذار في غريندافيك، بينما أُخلي أيضًا منتجع بلو لاغون الحراري القريب ، أحد أكبر مناطق الجذب السياحي في أيسلندا.
زلزال مدمر يضرب ميانمار
تواصل ميانمار مواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، حيث أعلنت مصادر رسمية، صباح الثلاثاء الماضي ، ارتفاع عدد الضحايا إلى ٢٧١٩ قتيلًا، فيما تبذل فرق الإغاثة جهودًا مكثفة لمساعدة المنكوبين، حيث ارتفع عدد ضحايا زلزال مينمار على الرغم من وصول مساعدات دولية، إلا أنها لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمتضررين لمواجهة تداعيات زلزال ميانمار.
ووفقًا لوكالة رويترز، أشار ألكسندر ماثيو، مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي، إلى استمرار الجهود الحثيثة لتوفير الإغاثة والخدمات الإنسانية العاجلة للمتأثرين بهذه الكارثة.
وأكد ماثيو أن حجم المساعدات التي وصلت حتى الآن لا يغطي جميع الاحتياجات، مشيرًا إلى أن فرق الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى بعض المناطق الأكثر تضررًا بسبب الدمار الواسع الذي خلفه الزلزال.
كما تسببت الهزة الأرضية في ميانمار في انهيار العديد من المباني السكنية والتجارية، مما زاد من تعقيد عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض؛ وتواصل الحكومة المحلية والمجتمع الدولي تنسيق الجهود لإيصال مزيد من الدعم والمساعدات إلى المناطق المنكوبة.
 

مقالات مشابهة

  • الكوارث الطبيعية تهدد العالم.. مئات الضحايا في زلزال ميانمار واليابان تتوقع تسونامى
  • زلزال قوي يهز سواحل اليابان
  • استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميانمار
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا جنوب المحيط الهادي
  • زلزال يضرب بلوشستان بقوة 3.9 درجات
  • ارتفاع عدد قتلى زلزال ميانمار وتوقعات بتجاوزهم 3 آلاف
  • مشاهد لحجم الدمار الذي حل بتايلاند عقب زلزال .. فيديو
  • اليابان تحذر من زلزال قد يقتل 300 ألف شخص.. وخسائر 1.81تريليون دولار
  • الإمارات ترسل فريق البحث والإنقاذ للمتأثرين من زلزال ميانمار