ادعو الله تعالى من قلبي على الظالم ولكن تتأخر الإجابة فما أسباب ذلك؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأزمة في أن المولى تبارك وتعالى نبهنا إلى نسبية الزمان وحقيقة الدنيا ونحن لم نعي ذلك.

ادعو الله تعالى من قلبي ولكن تتأخر الإجابة

وأوضح علي جمعة من خلال برنامج “من مصر”، على شاشة سي بي سي: من يقولون ذلك هل نحن ممن يقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا وما يهلكنا إلا الدهر، مشددًا الله تعالى جعل لكل ظالم يوم هو يوم القيامة وكل ما يحدث في دنيانا أولاً مساحته قليلة، لأن الملائكة تعرج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وبالتالي اليوم الساعة بألفين سنة في التوقيت السماوي، وهنا ندرك أن سيدنا عيسى رفع إلى السماء من ساعة وفق توقيتها، كما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مر عليه ثلاث أرباع ساعة.

وأكد علي جمعة لو أخذ الإنسان بنسبية الزمان لهانت عليه الدنيا، فإن الوقت الذي يمضي ونظنه وقتًا ما هو إلا ثوانٍ معدودة في التوقيت السماوي، فمن ظلمك ربنا سيكتب عليه حساب، فوض أمرك إلى خالقك ولا تستعجل حسابه فإنه محاسب محاسب.

 أفضل كلمات يذكر بها المسلم ربه 

كما بين علي جمعة أنه المستحب من الأذكار أو أفضل كلمات يذكر بها المسلم ربه هي ما أسموه أهل الله بالكلمات العشر المباركات وهي كلمات علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وهي : [سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله] [وهذه الخمسة أسموها الباقيات الصالحات] وباقي الكلمات العشر هي : استغفر الله، ما شاء الله، حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، توكلت على الله».

وتابع: الكلمة الأولى وهي (سبحان الله) سبحان الله يواجه بها المسلم كل عجيب، فالدنيا مليئة بالعجائب منها عجائب ناجمة عن قدرة الله في الكون، أو في أفعال العباد، وهي كلمة نقولها ننزه الله بها عن كل نقص ونصفه بكل كمال مطلق كل هذا في كلمة واحدة قال تعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم :17] وكذلك بعد الانتهاء من أفضل العبادات وهي الصلاة فشرع لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ننزه الله سبحانه ونقول : (سبحان الله) ثلاثاً وثلاثين مرة، فسبحان الله أحد مكونات الذكر الجامع الذي استنبطه أهل الله من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما (الحمد لله) : وهي تعني الثناء على الله لكمال صفاته وعلو شأنه سبحانه وتعالى، فهي تعبر عن شكر الله على نعمته، وتعبر كذلك عن الثناء على الله لغير نعمة، بل لجميل صفاته، فيحمد الله على عظمته وجلاله كما يحمد على إحسانه وإكرامه قال تعالى : (وَلَهُ الحَمْدُ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم :18]

وشدد علي جمعة: فإذا لاحظ الإنسان إحدى نعم الله عليه أو أنشأ الله منة جديدة فسيقول الحمد لله، فإن ذلك الحمد إنما هو من توفيق الله وفضله، فكيف تسمي نفسك حامداً والله هو الذي جعلك تحمد، فينبغي عليك حينئذ أن تحمد الله أن وفقك لحمده، فإذا فعلت ذلك ولاحظت أن الحمد الثاني أيضا من توفيق الله، فتشعر أنك عاجز حتى أن تشكر ربك على نعمة بغير عونه وفضله، فيترتب على ذلك خضوعك وتواضعك لله، ويظهر هذا التواضع بين إخوانك المسلمين، فيحسن به الخلق وتزيد به العلاقات الإنسانية حميمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء من مصر لا إله إلا الله سبحان الله حسبنا الله ونعم الوكيل صلى الله علیه الله تعالى سبحان الله علی جمعة

إقرأ أيضاً:

أسمى الأعمال.. الصلح بين المتخاصمين طريق الأجر والبركة في الدنيا والآخرة

أكد الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة، على أهمية الصلح بين المتخاصمين في المجتمع، مشيرًا إلى أنه من أسمى الأعمال التي يجب أن يتحلى بها المسلم في حياته اليومية. 

استشهد في ذلك بحديث نبوي شريف ورد عن سيدنا أنس رضي الله عنه، حيث قال: "كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك حتى بدت نواجذه، ثم سأل سيدنا عمر ما الذي يضحكك يا رسول الله؟" فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "أضحك لرجلين من أمتي جثيا على ركبتيه أمام رب العزة تبارك وتعالى يوم القيامة".

مشهد عظيم من يوم القيامة

وشرح الدكتور أيمن أبو عمر خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة" المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، معنى هذا الحديث العظيم، مؤكدًا أن فيه تذكيرًا عظيمًا بمشاهد يوم القيامة. أشار إلى أن الحديث يتحدث عن شخصين سيتقدمان يوم القيامة، أحدهما مظلوم والآخر ظالم. وفي هذا المشهد، يطلب المظلوم من الله سبحانه وتعالى أن يُعطى حقه من الظالم، فيسأله الله عن ماذا سيفعل بحسنات الظالم؟ فيرد المظلوم قائلاً إنه يطلب من الله أن يضع سيئات الظالم على عاتقه، لكي يحمّل الظالم جزءًا من وزر ظلمه.

دروس عظيمة من الحديث النبوي

وأضاف وكيل وزارة الأوقاف أن هذا الحديث يبعث برسالة قوية لجميع المسلمين للتفكر في العواقب الوخيمة للخصام والعداوة، وأن الصلح بين الناس له مكانة عظيمة في ديننا الحنيف. فالله تعالى هو الذي يصلح بين عباده يوم القيامة، وهو الذي يدعو المسلمين إلى السعي في إصلاح ذات البين والتعاون على نشر المحبة والسلام.

وأشار إلى أن الحديث يختم بنصيحة عظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "فاتقوا الله وأصلحوا بين المتخاصمين"، وهو دعوة لكل مسلم بأن يكون مبادرًا للصلح بين المتخاصمين، وأن يعمل على تقوية الروابط بين الناس وفتح قنوات الحوار والتفاهم.

أهمية السعي للصلح بين الناس

وتابع الدكتور أيمن أبو عمر مؤكداً أن هذا الحديث الشريف يحمل دعوة عظيمة للمسلمين جميعًا ليكونوا سببًا في جلب الأجر والبركة في حياتهم، من خلال السعي المستمر لإصلاح ذات البين والعمل على إزالة أي مشاحنات أو خلافات قد تحدث بين أفراد المجتمع. وأضاف أن السعي للصلح ليس فقط عملاً دينيًا مستحبًا، بل هو أيضًا أمر أساسي للحفاظ على العلاقات الاجتماعية السليمة في المجتمع، حيث لا قيمة لأي علاقة تُبنى على الخصام والنزاع.

واختتم إن الصلح بين المتخاصمين ينبغي أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية، لأن هذا العمل ليس فقط وسيلة لتحصيل الأجر والثواب، بل يساهم أيضًا في نشر المحبة والسلام في المجتمع، ويُظهر معاني الرحمة والتعاون بين أفراد الأمة.

مقالات مشابهة

  • كيفية الإجابة على أسئلة الأطفال الوجودية.. أين الجنة وكيف يرانا الله؟
  • الرسول اهتم بشهر شعبان لهذا السبب.. علي جمعة يوضحه
  • الأدعية المستجابة في شهر شعبان.. رددها يوميا واحرص عليه في جوف الليل
  • أمين الفتوى: العفو والصفح أفضل من الدعاء على الظالم
  • في شهر شعبان.. كيف تحقق مناجاة الله الدعاء المستجاب.. جمعة يوضح
  • أدعية أول شهر شعبان.. تعرف عليها
  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • أسمى الأعمال.. الصلح بين المتخاصمين طريق الأجر والبركة في الدنيا والآخرة
  • أفضل أدعية أول جمعة في شعبان.. «اللهم امحو شقاوتي وطردي وحرماني»
  • دعاء أول جمعة في شعبان.. 6 كلمات تقضي حاجتك وتفرج همك