تركت الزيارة التي قامت بها وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو إلى الصين، الأسبوع الماضي، الجانبين "متفائلين بحذر" بشأن إصلاح العلاقات الثنائية الشائكة، وفقا لفيكتوريا هيركزيغ في تحليل في مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد".

وبعد اجتماعها مع كل من نظيرها الصيني ورئيس مجلس الدولة ونائب رئيس مجلس الدولة ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين، قالت جينا إنها "متفائلة بشأن إصلاح العلاقات الثنائية"، في إشارة إلى منافسة استراتجية حادة بين البلدين أثارت خلافات ثنائية وإقليمية.

وقالت فيكتوريا إن "واشنطن وبكين اتفقتا على إطلاق إطار عمل لتبادل المعلومات حول إنفاذ ضوابط التصدير ومجموعة عمل حول القضايا التجارية، ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أنهما تعهدتا بعقد اجتماعات فنية منتظمة بشأن النزاعات حول حماية الأسرار التجارية وتبادل المعلومات حول ضوابط التصدير".

وتابعت أنه "توجد فجوة كبيرة تفصل بين واشنطن وبكين، وبالنظر إلى الوضع الحالي للاقتصاد الصيني، فإن الولايات المتحدة لها اليد العليا (...) ومن المرجح أن تحتاج الصين إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة إذا كانت راغبة في حل مشاكلها الاقتصادية والمالية المتصاعدة، وهذا سيتطلب تنازلات من بكين وإدارة دقيقة للاقتصاد والسياسة المحلية".

اقرأ أيضاً

بايدن: لا نعتزم إيذاء الصين.. وأتطلع للقاء رئيسها

أمن البيانات

و"أحد المجالات التي من المرجح أن تضطر الصين إلى الانحناء فيها هو النهج الذي تتبعه في تنظيم البيانات، ففي السنوات القليلة الماضية، أصدرت قوانين ومشاريع قوانين تقيد بشكل كبير خصوصية وأمن البيانات"، كما تابعت فيكتوريا.

وأضافت أن هذا "الاقتراح الأخير يهدد بعقوبات مالية باهظة وحتى اتهامات جنائية ضد أصحاب العمل في الصين الذين ينتهكون قواعد عدم نقل بيانات الموظفين أو العملاء إلى خارج البلاد".

وأوضحت أنه "لنقل البيانات بشكل قانوني إلى دولة أخرى، يجب على الشركات اجتياز تقييم أمني تجريه "إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية" واستيفاء شروط قانونية صارمة".

فيكتوريا حذرت من أن "تشديد القواعد التنظيمية سيضر الاقتصاد الصيني أكثر مما ينفعه، فنظرا للتشكيك في بيئة الأعمال الصينية بسبب مشكلاتها الاقتصادية والمالية، فإن بعض الشركات الأجنبية ستبقى بعيدا أو تغادر البلاد".

ورأت أن "النتائج الإيجابية لزيارة جينا تشير إلى أن الحكومة الصينية تدرك المخاطر. فمنذ ما لا يقل عن شهر واحد، بدا أن اللائحة التنظيمية الخاصة بأمن البيانات قد أصبحت راسخة، لذا فإن استعداد بكين لقبول مناقشات منتظمة مع واشنطن يعتبر إنجازا في حد ذاته".

وأردفت أن "الحكومة الصينية قالت إنه من المهم أن تخلق بيئة ترحيبية للشركات الأجنبية. وعلى الرغم من أن بكين لم تعد بأي تغييرات، إلا أنها تبدو منفتحة على القيام بذلك".

اقرأ أيضاً

عين على الصين.. محادثات أمريكية سعودية لتقاسم معادن أفريقية

صادرات التكنولوجيا

"في المقابل، تريد بكين من واشنطن إزالة القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين، بما في ذلك أشباه الموصلات المتقدمة والحوسبة وبعض قدرات الذكاء الاصطناعي"، كما تابعت فيكتوريا.

وفي محاولة للتقليل من أهمية القيود الأمريكية، قالت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا إن الصين لن تحتاج قريبا إلى استثمارات أمريكية على الإطلاق، وهذه الحجة من المفترض أن يعززها أحد العناصر المفاجئة في هاتف "هواوي "الذكي الجديد Mate 60 Pro.

وأوضحت أن Semiconductor Manufacturing International Corp، وهي أكبر شركة محلية لتصنيع الرقائق في الصين، تمكنت من تصنيع الشريحة الرئيسية للهاتف بدقة 7 نانومتر، مما قد يدل على أن بكين في طريقها إلى اللحاق بالغرب في تصنيع أشباه الموصلات المتطورة.

واستدركت: "حتى لو افترضنا أن الشركة قادرة على إنتاج رقائق بدقة 7 نانومتر على نطاق واسع، فإن هذا من شأنه أن يضعها خلف منافسيها مثل Apple (الأمريكية) بحوالي خمس سنوات".

وتابعت: "كما أن ضوابط التصدير الأمريكية ستعمل على تقييد قدرة شركة  SMIC  على توفير قطع الغيار والخدمات، وهو  ما قد يفسر كون شركة هواوي أقل حماسا بشأن هذا الاختراق من وزارة الخارجية الصينية".

اقرأ أيضاً

أمريكا تحظر على شركاتها الاستثمار بالتكنولوجيا المتقدمة في الصين.. وبكين تحذر

مشاحنات إقليمية

إن الاعتراف علنا بضعف الصين الحالي مقارنة بالغرب، وفقا لفيكتوريا، من شأنه أن يشكل إحراجا وخطورة للرئيس الصيني شي جين بينغ، لذا تحاول بكين صرف انتباه القوميين والمنتقدين بجولة جديدة من المشاحنات الإقليمية مع جيرانها.

وأضافت أنه "في أغسطس/آب الماضي، نشرت الحكومة الصينية نسخة جديدة من خريطتها الوطنية تؤكد سيادة الصين على الأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي (بينها مناطق قضت محكمة دولية في 2016 بأنها تابعة للفلبين) بالإضافة إلى ولاية أروناشال براديش الهندية وهضبة آقساي تشين المتنازع عليها، وقد اعترضت الفلبين والهند وتايوان وماليزيا وفيتنام على المطالبات الجديدة".

وأردفت أن "الصين فقدت بعض نفوذها في المنطقة، وليس لدىها مصلحة كبيرة في إثارة صراع حقيقي مع أي من الأطراف المتضرر، وبدلا من ذلك يناقش المفاوضون الصينيون والهنود سبل تهدئة نزاعهم الحدودي، ومن وقت إلى آخر تلمح الصين إلى تعاون بحري محتمل مع الفلبين".

و"قد تحسنت علاقات نيودلهي مع واشنطن بشكل كبير، وأصبحت مانيلا الآن عضوا نشطا في شبكة المحيط الهادئ التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء الصين. وإذا كانت الصين راغبة في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، فإن تطبيع العلاقات مع الهند والفلبين سيشكل خطوة أولى جيدة"، كما ختمت فيكتوريا.

اقرأ أيضاً

حماية من الصين وباكستان وشراكة مع أمريكا.. الهند تعيد هيكلة الجيش

المصدر | فيكتوريا هيركزيغ/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين علاقات إصلاح الولایات المتحدة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

كندا تؤكد استعدادها للرد على أي رسوم جمركية أمريكية

 قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الجمعة، إن كندا مستعدة للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة يوم الإثنين إذا نفذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تهديده بهذا الشأن.

وقد يكون للرسوم الجمركية تأثير قوي للغاية، نظراً لأن كندا ترسل 75% من جميع صادرات السلع والخدمات إلى الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لجارتها الشمالية. ويؤكد المسؤولون الكنديون على الضرر الاقتصادي الذي قد تسببه للولايات المتحدة أيضاً.

وقالت جولي للصحافيين اليوم بعد محادثات في واشنطن تهدف إلى تجنب الرسوم الجمركية "لدينا سلسلة تدابير وضعت بالفعل، وهي بالتأكيد رسوم جمركية مرتبطة بالواردات. إذا مضى الرئيس قدماً يوم الاثنين، فسنكون مستعدين. نحن مستعدون لجولة ثانية وثالثة".

ترودو يرد على ترامب: كندا لن تصبح ولاية أمريكية - موقع 24 قال رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو إنه من المستحيل أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.

وقال مصدر مطلع على الأمر يوم الأربعاء الماضي إنه إذا نفذ الرئيس المنتخب تهديده، فإن كندا ستستهدف على الفور مجموعة صغيرة من السلع، منها عصير البرتقال من فلوريدا التي يعيش فيها ترامب.

وأضاف المصدر أن كندا وضعت قائمة أوسع من الأهداف لكنها ستعقد مشاورات عامة قبل التنفيذ، موضحاً أن حجم أي رد فعل محتمل سيعتمد على الإجراءات التي يتخذها ترامب.

وذكر المصدر أن كندا قد تفرض تدابير مضادة على واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار كندي (105 مليارات دولار).

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية جوناثان ويلكينسون الخميس إن كندا قد تفرض أيضاً رسوماً جمركية على المعادن الحرجة.

خطة أمن حدودية

وذكر ترامب أنه يريد فرض رسوم 25% لدفع كندا إلى تشديد أمن الحدود لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين وخفض تهريب الفنتانيل.

وأعلنت كندا عن خطة أمن حدودية بتكلفة 1.3 مليار دولار كندي (909 ملايين دولار) ردا على ذلك.

وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن أقل من 1% من المهاجرين غير الشرعيين وأقل من 1%  من الفنتانيل الذي يدخل الولايات المتحدة يأتي عبر كندا.

وأوضح ترودو اليوم في اجتماع لمجلس العلاقات الكندية الأمريكية في حكومته الذي تشكل أخيراً "إذا تفاقمت الأمور، فسنكون أقوياء ودفاعنا عن كندا والكنديين أمر لا لبس فيه".

مقالات مشابهة

  • مكتبة طريق الحرير في بكين.. طموح ريادة ترجمة الكتاب العربي إلى اللغة الصينية
  • كيف يمكن أن تتأثر الصين بقرار حظر تيك توك في أمريكا؟
  • صحيفة صينية: اتصال شي وترامب يؤكد استعداد الصين لعلاقة بناءة مع الإدارة الأمريكية الجديدة
  • عقوبات أمريكية على بنك يمني بذريعة تمويل الحوثيين
  • كندا تؤكد استعدادها للرد على أي رسوم جمركية أمريكية
  • الرئيس الصيني خلال اتصاله بالرئيس المنتخب دونالد ترامب: نطمح لعلاقات صينية-أمريكية قوية
  • الصين: نولي أهمية كبيرة لاتصالاتنا ونأمل في بداية إيجابية للعلاقات مع واشنطن
  • واشنطن وبكين تستعرضان تحقيق التوازن التجاري و"بداية جيدة" في العلاقات
  • بايدن يفرض حظرا على تكنولوجيا صينية وروسية بصناعة السيارات
  • واشنطن تراقب… هل يغامر العراق باعتماد العملة الصينية؟