تفاؤل حذر.. بداية متواضعة لإصلاح علاقات أمريكية صينية شائكة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تركت الزيارة التي قامت بها وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو إلى الصين، الأسبوع الماضي، الجانبين "متفائلين بحذر" بشأن إصلاح العلاقات الثنائية الشائكة، وفقا لفيكتوريا هيركزيغ في تحليل في مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز" الأمريكي (Geopolitical Futures) ترجمه "الخليج الجديد".
وبعد اجتماعها مع كل من نظيرها الصيني ورئيس مجلس الدولة ونائب رئيس مجلس الدولة ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين، قالت جينا إنها "متفائلة بشأن إصلاح العلاقات الثنائية"، في إشارة إلى منافسة استراتجية حادة بين البلدين أثارت خلافات ثنائية وإقليمية.
وقالت فيكتوريا إن "واشنطن وبكين اتفقتا على إطلاق إطار عمل لتبادل المعلومات حول إنفاذ ضوابط التصدير ومجموعة عمل حول القضايا التجارية، ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أنهما تعهدتا بعقد اجتماعات فنية منتظمة بشأن النزاعات حول حماية الأسرار التجارية وتبادل المعلومات حول ضوابط التصدير".
وتابعت أنه "توجد فجوة كبيرة تفصل بين واشنطن وبكين، وبالنظر إلى الوضع الحالي للاقتصاد الصيني، فإن الولايات المتحدة لها اليد العليا (...) ومن المرجح أن تحتاج الصين إلى علاقات أفضل مع الولايات المتحدة إذا كانت راغبة في حل مشاكلها الاقتصادية والمالية المتصاعدة، وهذا سيتطلب تنازلات من بكين وإدارة دقيقة للاقتصاد والسياسة المحلية".
اقرأ أيضاً
بايدن: لا نعتزم إيذاء الصين.. وأتطلع للقاء رئيسها
أمن البيانات
و"أحد المجالات التي من المرجح أن تضطر الصين إلى الانحناء فيها هو النهج الذي تتبعه في تنظيم البيانات، ففي السنوات القليلة الماضية، أصدرت قوانين ومشاريع قوانين تقيد بشكل كبير خصوصية وأمن البيانات"، كما تابعت فيكتوريا.
وأضافت أن هذا "الاقتراح الأخير يهدد بعقوبات مالية باهظة وحتى اتهامات جنائية ضد أصحاب العمل في الصين الذين ينتهكون قواعد عدم نقل بيانات الموظفين أو العملاء إلى خارج البلاد".
وأوضحت أنه "لنقل البيانات بشكل قانوني إلى دولة أخرى، يجب على الشركات اجتياز تقييم أمني تجريه "إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية" واستيفاء شروط قانونية صارمة".
فيكتوريا حذرت من أن "تشديد القواعد التنظيمية سيضر الاقتصاد الصيني أكثر مما ينفعه، فنظرا للتشكيك في بيئة الأعمال الصينية بسبب مشكلاتها الاقتصادية والمالية، فإن بعض الشركات الأجنبية ستبقى بعيدا أو تغادر البلاد".
ورأت أن "النتائج الإيجابية لزيارة جينا تشير إلى أن الحكومة الصينية تدرك المخاطر. فمنذ ما لا يقل عن شهر واحد، بدا أن اللائحة التنظيمية الخاصة بأمن البيانات قد أصبحت راسخة، لذا فإن استعداد بكين لقبول مناقشات منتظمة مع واشنطن يعتبر إنجازا في حد ذاته".
وأردفت أن "الحكومة الصينية قالت إنه من المهم أن تخلق بيئة ترحيبية للشركات الأجنبية. وعلى الرغم من أن بكين لم تعد بأي تغييرات، إلا أنها تبدو منفتحة على القيام بذلك".
اقرأ أيضاً
عين على الصين.. محادثات أمريكية سعودية لتقاسم معادن أفريقية
صادرات التكنولوجيا
"في المقابل، تريد بكين من واشنطن إزالة القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين، بما في ذلك أشباه الموصلات المتقدمة والحوسبة وبعض قدرات الذكاء الاصطناعي"، كما تابعت فيكتوريا.
وفي محاولة للتقليل من أهمية القيود الأمريكية، قالت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا إن الصين لن تحتاج قريبا إلى استثمارات أمريكية على الإطلاق، وهذه الحجة من المفترض أن يعززها أحد العناصر المفاجئة في هاتف "هواوي "الذكي الجديد Mate 60 Pro.
وأوضحت أن Semiconductor Manufacturing International Corp، وهي أكبر شركة محلية لتصنيع الرقائق في الصين، تمكنت من تصنيع الشريحة الرئيسية للهاتف بدقة 7 نانومتر، مما قد يدل على أن بكين في طريقها إلى اللحاق بالغرب في تصنيع أشباه الموصلات المتطورة.
واستدركت: "حتى لو افترضنا أن الشركة قادرة على إنتاج رقائق بدقة 7 نانومتر على نطاق واسع، فإن هذا من شأنه أن يضعها خلف منافسيها مثل Apple (الأمريكية) بحوالي خمس سنوات".
وتابعت: "كما أن ضوابط التصدير الأمريكية ستعمل على تقييد قدرة شركة SMIC على توفير قطع الغيار والخدمات، وهو ما قد يفسر كون شركة هواوي أقل حماسا بشأن هذا الاختراق من وزارة الخارجية الصينية".
اقرأ أيضاً
أمريكا تحظر على شركاتها الاستثمار بالتكنولوجيا المتقدمة في الصين.. وبكين تحذر
مشاحنات إقليمية
إن الاعتراف علنا بضعف الصين الحالي مقارنة بالغرب، وفقا لفيكتوريا، من شأنه أن يشكل إحراجا وخطورة للرئيس الصيني شي جين بينغ، لذا تحاول بكين صرف انتباه القوميين والمنتقدين بجولة جديدة من المشاحنات الإقليمية مع جيرانها.
وأضافت أنه "في أغسطس/آب الماضي، نشرت الحكومة الصينية نسخة جديدة من خريطتها الوطنية تؤكد سيادة الصين على الأراضي المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي (بينها مناطق قضت محكمة دولية في 2016 بأنها تابعة للفلبين) بالإضافة إلى ولاية أروناشال براديش الهندية وهضبة آقساي تشين المتنازع عليها، وقد اعترضت الفلبين والهند وتايوان وماليزيا وفيتنام على المطالبات الجديدة".
وأردفت أن "الصين فقدت بعض نفوذها في المنطقة، وليس لدىها مصلحة كبيرة في إثارة صراع حقيقي مع أي من الأطراف المتضرر، وبدلا من ذلك يناقش المفاوضون الصينيون والهنود سبل تهدئة نزاعهم الحدودي، ومن وقت إلى آخر تلمح الصين إلى تعاون بحري محتمل مع الفلبين".
و"قد تحسنت علاقات نيودلهي مع واشنطن بشكل كبير، وأصبحت مانيلا الآن عضوا نشطا في شبكة المحيط الهادئ التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء الصين. وإذا كانت الصين راغبة في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، فإن تطبيع العلاقات مع الهند والفلبين سيشكل خطوة أولى جيدة"، كما ختمت فيكتوريا.
اقرأ أيضاً
حماية من الصين وباكستان وشراكة مع أمريكا.. الهند تعيد هيكلة الجيش
المصدر | فيكتوريا هيركزيغ/ جيوبوليتيكال فيوتشرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين علاقات إصلاح الولایات المتحدة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
ترامب يمنح الضوء الأخضر لتسوية بلبنان ونقطة شائكة تعرقل الاتفاق
أبلغ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، بينما تحدث تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن نقطة شائكة تقف حاليا دون اتمام التسوية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية -اليوم الجمعة- إن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر التقى الأحد الماضي ترامب وكبار المسؤولين في إدارته، وناقش معهم مجموعة واسعة من القضايا.
وأضافت "أعطى ترامب الضوء الأخضر رسميا لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية حول لبنان".
ونقلت الهيئة الإسرائيلية -عن مصدر مطلع على المحادثات- أن الرئيس الأميركي المنتخب قال لديرمر "أريدك أن تتوصل إلى اتفاق بشأن لبنان.. ليس لدي أي اعتراضات على المخطط الحالي".
وأشارت هيئة البث إلى أن اجتماع ترامب وديرمر "عُقد حتى قبل اجتماع الأخير مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية هذا الأسبوع".
من جانب آخر، قالت "وول ستريت جورنال" إن ترامب أعرب لديرمر عن أمله في إنجاز التسوية مع لبنان قبل وصوله للبيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن الخطوط العريضة لاقتراح التسوية تقضي بمنع الجيش اللبناني واليونيفيل حزب الله من العودة جنوبا، وذكرت أن النقطة الشائكة في التسوية حاليا هي ضمان فرض إسرائيل وقف إطلاق النار إذا فشلت اليونيفيل والجيش اللبناني في مهمتهما.
وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى للحصول على مساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع حزب الله من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.
تحذيرات الخبراءونقلت "وول ستريت جورنال" تحذير خبراء أمن في إسرائيل من أن توسيع العمليات في لبنان قد يقود إلى حرب استنزاف، كما أن توغل إسرائيل في لبنان للضغط على حزب الله بشأن التسوية محفوف بالمخاطر.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي سابق للصحيفة إن إسرائيل مطالبة بمراجعة هدفها بتدمير حزب الله بالكامل كمنظمة عسكرية.
بدورها، أكدت صحيفة "إيكونوميست" أن المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق في لبنان أصبحت أكثر تقدما الآن.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن واشنطن قدمت مقترحا يقضي بانسحاب "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومنعه الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب.
لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
بينما يشدد الحزب على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
وادعى وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، الأيام الماضية، أنه "تم إحراز تقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان".
في حين شدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في كلام مناقض لتصريح ساعر، على أنه لن يسمح بتسوية مع لبنان لا تتضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني.