هزة جديدة لـ«زلزال المغرب».. و«ساعات حاسمة» بحثاً عن ناجين
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شيّع المغرب أمس ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي دمر جزءا كبيرا من مناطق بالبلاد وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص وأوقع مئات الجرحى والمصابين، فيما تسابق فرق الإنقاذ الوقت من أجل البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وذكر التلفزيون الرسمي المغربي أن عدد قتلى الزلزال المدمر ارتفع إلى 2122 شخصا والمصابين إلى 2421. وأعلن مرصد الزلازل الأورومتوسطي تسجيل هزة أرضية ارتدادية جديدة في المغرب بقوة 4.
وسرّعت فرق الإنقاذ امس عملياتها بحثا عن ناجين محتملين وسط الأنقاض التي خلفها الزلزال الذي دمر العديد من القرى جنوب مراكش. وعرضت قنوات محلية امس مشاهد جوية لبعض القرى وقد هدمت تماما، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو. كما أظهرت مشاركة متطوعين من السكان المحليين في عمليات إنقاذ. ولاتزال هناك آمال في العثور على المزيد من الناجين، حيث أظهرت مقاطع تم التقاطها في منطقة مولاي إبراهيم رجال الإنقاذ وهم يسحبون شخصا من تحت الأنقاض.
ويواجه عمال الإغاثة تحديا للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال وعرة غالبا ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، انهار الكثير من المنازل فيها.
ولاتزال المملكة المغربية تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسبما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (6.8 حسب هيئة الزلازل الأميركية).
ومن بين القرى التي تكاد تكون دمرت تماما، قرية «تفغاغت» الواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
في الأثناء تواصل إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية.
وفي غضون ذلك سجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة الماضي بلغت شدتها 4.5 درجات وفق ما أكد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ناصر جبور لموقع هسبريس المحلي، موضحا أن «النشاط الزلزالي بدأ ينخفض تدريجيا».
وفي الغضون، قالت منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 300 ألف تضرروا من كارثة الزلزال المدمر، فيما أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن «الساعات القادمة ستكون بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح»، حيث ستعطى الأولوية لجهود البحث والإنقاذ إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية».
وأعلنت عدة دول استعدادها لتقديم مساعدات. وقد أرسلت الجارة إسبانيا فريقا من 56 من رجال الإنقاذ، بعدما تلقت طلبا رسميا من الرباط. ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن احتياجات المغرب من المساعدات هائلة، مشددة على أهمية إيصالها بالسرعة الممكنة. وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أعلن في وقت سابق أن المعونة التي ستقدمها مدريد «مؤشر على التضامن الإسباني والشعور بالصداقة الذي يجمع الشعب الإسباني بالشعب المغربي»، مشيرا الى أنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش لطلب المساعدة. وأكد الوزير الإسباني أن مدريد ستقدم «مساعدة بقدر ما يحتاج إليه المغرب، بداية ما نعده هو فرق بحث وإنقاذ لأن محاولة العثور على أكبر عدد ممكن من الأحياء وإنقاذهم هو أمر طارئ. ومتى حان الوقت لإعادة الإعمار، ستكون المساعدة الإسبانية جاهزة أيضا».
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جاهزية بلاده لمساعدة المغرب، وذلك في تصريحات في ختام قمة دول مجموعة العشرين في نيودلهي.
وقال: «لقد حشدنا كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا». وأشار ماكرون الى أن السلطات المغربية «تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك»، مؤكدا أنه «في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتم إرسالها ونحن مستعدون (لذلك)».
وأكد أنه يعود للسلطات المغربية «أن تقرر بناء على تقييمها الميداني» لكي تعود المساعدة الفرنسية بالفائدة.
إلى ذلك، وصل فريق من رجال الإنقاذ المتطوعين الفرنسيين الى المغرب للمشاركة في عمليات الإنقاذ قرب مراكش، وفق سلطات محلية فرنسية. ويتألف الفريق من 4 عناصر متخصصين في عمليات الإنقاذ والدعم والبحث، وممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
هل تمثل التدريبات العسكرية “الفرنسية – المغربية” تهديدات للجزائر؟
أثار بيان الجزائر الذي استنكرت فيه التدريبات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب، تساؤلات عدة بشأن السيناريوهات المرتقبة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، إنها استدعت السفير الفرنسي لديها وأبلغته بـ”خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية، المزمع إجراؤها، شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية، وذلك تحت مسمى “شرقي – 2025″، الذي يحمل الكثير من الدلالات”.
وحذّر البيان من أن “تصرفا من هذا القبيل سوف يسهم في تأجيج الأزمة التي تميز العلاقات الجزائرية – الفرنسية في المرحلة الراهنة، ويرفع من حدة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة”.
من ناحيته، قال الخبير الأمني الجزائري أكرم خريف، إن “بيان الخارجية الجزائرية بالغ في الأمر إلى حد ما، خاصة أن هذه التدريبات العسكرية لا يمكن أن تمثل أي تهديد للجزائر”.وأضاف خريف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الجزائر تنظم تدريبات عسكرية على الحدود المغربية وكل الدول المجاورة دون إشكال، ما دامت أنها تستعمل ترابها الوطني”.
وأشار إلى أن “ما حدث يرتبط بالتوترات القائمة بين الجزائر وفرنسا، وربما رأت الجزائر أن الخطوة تأتي ضمن سلسلة الاستفزازات”.
ويرى أن الجيش الجزائري “لم يعلق على الأمر، في حين أن البيان الذي نشر كان على لسان الدبلوماسية الجزائرية”.
فيما قال نور الدين لعراجي، الخبير السياسي الجزائري، إن “فرنسا تعيش أزمة كبيرة على المستوى الداخلي، لذلك لجأ المغرب لإزعاج الجزائر في ظل التوترات القائمة بين باريس والجزائر”.
ويرى لعراجي أن “المناورات ربما تعتبرها فرنسا ردًا على مطالب الجزائر بإعادة النظر بشأن اعترافها بمقترح الحكم الذاتي”.
وتابع: “التدريب العسكري تحت اسم “شرقي – 2025″، يعد استفزازا للجزائر، خاصة أنها جاءت على الحدود الجزائرية على بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية، ما يشكل تهديدا للأمن القومي الجزائري”.
ويرى أن المغرب يسعى لـ”زيادة التوترات في ظل الأزمة القائمة بين فرنسا والجزائر، في الوقت الحالي”.
على الجانب الآخر، قال علي السرحاني، الخبير السياسي المغربي، إن “الجزائر تستهدف المغرب في المقام الأول، خاصة أنه يقيم العديد من التدريبات، وسبق أن أجرت تدريبات في “الصحراء المغربية” مع الجانب الأمريكي ولم تتحدث الجزائر عن أي استنكار”.
وأضاف السرحاني، في حديثه مع “سبوتنيك”، أن “الموقف الجزائري غير مفهوم، خاصة أن التدريبات تأتي في الإطار التقليدي الذي تقوم به المغرب مع العديد من الدول الأخرى”.
وأشار إلى أن “الدول الكبرى وأوروبا لن تسمح بأي توترات على مسافة قريبة منها، في ظل الأزمات التي يعيشها العالم”.
وتعيش العلاقات بين الجزائر والمغرب حالة من القطيعة، منذ أن قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب على خلفية التوترات المتصلة بقضية الصحراء الغربية.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب