تراث سيد درويش في مكتبة الإسكندرية.. أسطوانات ونوت موسيقية وصور
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
عقد زواج مر عليه 104 سنوات، برز كأحد أهم مقتنيات سيد درويش داخل مكتبة الإسكندرية، الذى كشف عن دفعه مهراً 45 جنيهاً خلال تلك الزيجة التى استمرت 4 سنوات فقط وتوفى بعدها فنان الشعب تاركاً إرثاً فنياً من أعماله، إضافة إلى عوده الذى عزف عليه أجمل أغانيه، ناهيك عن أسطوانات لفنانين آخرين اعتاد على سماعهم.
«شيرين»: بعضها يعرض بـ«الوسائط المتعددة».. والآخر محفوظ بمخازن الكتب النادرة
تلك المقتنيات انتقلت إلى مكتبة الإسكندرية بعدما اشترتها المكتبة من أسرة الفنان وتسلمتها فى عام 2005، وعُرضت بعدها بداخل المكتبة فى عام 2006 ومستمر عرضها حتى الوقت الراهن، بحسب شيرين محمود، رئيس قسم الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية. وأضافت «شيرين»، لـ«الوطن» أن مجموعة الفنان سيد درويش منقسمة إلى جزءين، أولهما الجزء المعروض فى مكتبة الوسائط المتعددة، وهو يتضمن 6 أسطوانات لأغانى الفنان الشهيرة: «أنا عشقت، ضيعت مستقبل حياتى، ياللى قوامك يعجبنى، حرج عليّا بابا، الحبيب الهجر، أنا هويت وانتهيت»، بجانب العود الخاص به، ونوتة رواية شهرزاد، بالإضافة إلى 3 براويز لصور شخصية للفنان سيد درويش.
أبرز تلك المقتنيات هى وثيقة عقد زواجه من الراقصة جليلة، حيث تعود الزيجة إلى 29 مايو عام 1919، على صداق 45 جنيهاً، على يد إبراهيم شعبان الدمنهورى، مأذون ناحية الشوام التابعة لمحكمة الأزبكية.
وتضمنت تفاصيل عقد الزواج اسم الزوج «السيد درويش بن درويش بن مصطفى»، و«الست جليلة بنت عبدالرحيم بنت أحمد» وكلاهما من رعايا الحكومة المحلية بحسب توثيق ذلك العصر، كما أن عقد الزواج بتوكيل أخيها محمود عبدالرحيم، على صداق قدره 45 جنيهاً، المقدم منه 30 جنيهاً، والمؤجل 15جنيهاً، فى منزل عبدالرحيم أحمد الكائن بحارة جامع خورشيد قسم شبرا.
توضح رئيس قسم الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية أن الجزء الثانى يتمثل فى المجموعة المحفوظة بمخازن الكتب النادرة، والمتمثلة فى مجموعة من البراويز لصور الفنان فى مختلف الأعمار، ومجموعة من الأسطوانات بصوته، إضافة إلى مجموعة من النوت الموسيقية لألحانه لروايات مثل: «كليوباترا ومارك أنتونى، شهرزاد».
كما برزت مجموعة من الأسطوانات لفنانين كانت موجودة بهذه الفترة بلغ عددها 118 أسطوانة تكشف ذوق فنان الشعب فى سماع مطربى عصره منهم: «زكى أفندى مراد، السيد الصفتى، محمد أفندى بخيت، الشيخ سلامة حجازى، سليمان أبوداوود، كش كش بك، ونجيب الريحانى»، وغيرها من الأسطوانات لعدد من المطربين القدامى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري مکتبة الإسکندریة سید درویش مجموعة من
إقرأ أيضاً:
من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية
يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في وجدان المسلمين، حيث تتجلى فيه قيم العبادة، والتأمل، والتواصل الروحي، ولم يكن الشعراء بمنأى عن هذا التأثير، فقد تغنوا بجمال الشهر الكريم، ورصدوا أجواءه الروحانية وأثره في النفوس، معبرين عن معاني الصوم والطاعة والصفاء الروحي.
رمضان في الشعر العربي القديمفي العصر العباسي والأندلسي، أبدع الشعراء في وصف رمضان باعتباره شهر العبادة والتقوى. يقول أبو تمام في قصيدة مشهورة: (والصوم مروضة النفوس لفطْرها.. عن لذةِ الإثم الذي هو ملتذ).
ويرى أن الصوم يروض النفس، ويبعدها عن الذنوب والشهوات، ليكون وسيلة للتطهير والتقرب من الله.
أما الشاعر الأندلسي ابن العريف، فقد صور رمضان ببهجة خاصة، واعتبره موسماً للتوبة والمغفرة، حيث يقول: (وشهر الصوم منتصف تجلى
ينادي بالتقى في كل واد).
أما في الشعر الصوفي، فقد تميز رمضان بوصفه فرصة للوصول إلى الصفاء الروحي والانقطاع عن الدنيا للتركيز على الله، وكان جلال الدين الرومي وابن الفارض من أكثر الشعراء الذين مجدوا هذا الشهر بطريقة رمزية، حيث شبهوا الجوع بالصيام عن كل ما يشغل القلب عن الله، يقول ابن الفارض: (إن لم يكن فِي معادي آخِذِي بيدي.. فما صيامي وما صومي وما سنني)، ويعني هنا أن الصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تقرب روحي إلى الله، وتطهير للقلب والنفس.
رمضان في الشعر الحديثفي العصر الحديث، استمر الشعراء في الاحتفاء برمضان، ولكن بأساليب أكثر بساطة وأقرب إلى الحياة اليومية، فقد صور أحمد شوقي رمضان بكونه شهر الخير والرحمة، حيث يقول: (رمضان ولى هاتها يا ساقي.. مشتاقة تسعى إلى مشتاق)، ورغم أن البيت يتحدث عن انقضاء رمضان، إلا أنه يعكس اشتياق الناس لهذا الشهر بكل تفاصيله.
أما محمود حسن إسماعيل، فقد صوّر مشاهد رمضان في الريف المصري، حيث تحدث عن صوت المسحراتي، وعن تجمع الأسر حول موائد الإفطار في أجواء مليئة بالدفء.
ويظل رمضان ملهمًا للشعراء في كل العصور، حيث يجسد معاني الطهر والتأمل والتقرب من الله، وبينما ركز القدماء على الجوانب الروحانية والتعبدية، تناول المحدثون أجواءه الاجتماعية وتأثيره في الناس. ورغم اختلاف الأساليب، يبقى رمضان مصدر إلهام متجدد في الشعر العربي.