أردوغان يرفض ربط صفقة إف-16 بالموافقة على انضمام السويد للناتو
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإدارة الأميركية تربط مبيعات طائرات إف-16 لبلاده بتصديق أنقرة على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرا إلى أن هذا الربط يسبب "إزعاجا شديدا" لتركيا.
وقال أردوغان إنه عقد اجتماعا "مصغرا" مع نظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة العشرين، بحثا خلاله ملف بيع مقاتلات (إف-16)، وتحديث أخرى ضمن الأسطول التركي.
وكشف أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء قمة العشرين، أن بايدن ربط بين تسليم الطائرات وتصديق تركيا على طلب السويد للانضمام للناتو.
وحول ربط بيع المقاتلات لتركيا بموافقة الكونغرس الأميركي أوضح أردوغان أن رده على ذلك "إنكم تتذرعون بالكونغرس في كل شيء، وأنا أيضا لدي الكونغرس المتمثل بتركيا باسم مجلس الأمة التركي الكبير، فلا يمكنني المصادقة (على عضوية السويد بالناتو) طالما أن البرلمان التركي لم يصدر قرارا بالموافقة على ذلك".
وأضاف "ليس من الممكن بالنسبة لي أن أوافق منفردا على (طلب عضوية السويد في حلف الأطلسي) ما لم يوافق برلماننا على مثل هذا القرار". كما أكد أن على السويد "الإيفاء بالتزاماتها، وإذا لم تف بتلك الالتزامات ينبغي عليها انتظار ما سيصدر عن البرلمان التركي".
ووقعت تركيا مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية بخصوص مكافحة الإرهاب، في قمة الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 يونيو/ حزيران 2022.
ومنتصف يوليو/ تموز الماضي استضافت العاصمة الليتوانية فيلنيوس اجتماعا ثلاثيا ضم الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون والأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ.
وعقب الاجتماع، أكد بيان ثلاثي أن أنقرة ستحيل بروتوكولات انضمام السويد للناتو إلى البرلمان للتصديق عليها، وأن ستوكهولم ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أردوغان بعد زلزال إسطنبول: لا مجال للسياسة في وقت المحنة الأولوية للوحدة الوطنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أعقاب الزلزال الذي ضرب مدينة إسطنبول، والذي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر، وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة واضحة دعا فيها إلى تغليب الوحدة الوطنية على الاستغلال السياسي، محذرًا من توظيف الكارثة لتحقيق مكاسب حزبية.
وفي خطاب ألقاه اليوم الخميس، غداة الزلزال الذي تبعته سلسلة من الهزات الأرضية تجاوز عددها 300 هزة، أكد أردوغان أن "هذه الأيام ليست مناسبة لممارسة السياسة، بل لتجديد معاني الأخوة والتكافل".
وأضاف: "لا أريد الدخول في جدال في مثل هذا الظرف الحساس… فذلك سيكون بمثابة قلة احترام لمعاناة شعبنا".
أردوغان عبّر عن ارتياحه لأن الزلزال، رغم شدته، لم يسفر عن خسائر بشرية تُذكر، قائلاً: "أكبر عزاء لنا أنه ليس لدينا قتلى ننعاهم".
وقد أكدت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن إحدى الهزات الارتدادية بلغت قوتها 6.4 درجات، ما أعاد المخاوف من احتمالية تكرار سيناريوهات سابقة شهدت فيها تركيا دمارًا واسعًا.
زلزال تحت مجهر السياسةتصريحات الرئيس تأتي في سياق حساس سياسيًا واجتماعيًا، إذ سبق أن تعرّضت الحكومة لانتقادات حادة بشأن تعاملها مع زلزال كهرمان مرعش في 2023، والذي خلّف آلاف القتلى والمصابين. ومنذ ذلك الحين، صار أداء الحكومة في مواجهة الكوارث الطبيعية محورًا رئيسيًا في الخطاب السياسي التركي.
ويبدو أن أردوغان أراد استباق الانتقادات أو التشكيك في الاستجابة الحكومية، من خلال التأكيد على أهمية التضامن الشعبي وتجنّب التسييس في خضم مواجهة كارثة طبيعية، قد تكون لها انعكاسات نفسية واجتماعية واسعة على سكان المدينة الأكبر في البلاد.
قراءة سياسيةدعوة أردوغان إلى "تجميد الجدال السياسي" في مثل هذه اللحظات لا تُقرأ فقط بوصفها نداءً للوحدة، بل أيضًا كإشارة ضمنية إلى معارضيه بعدم توظيف الزلزال كأداة للهجوم السياسي، خاصة في ظل التحضيرات الجارية لانتخابات بلدية مقبلة، تعدّ إسطنبول أحد أهم ميادينها.
كما يعكس الخطاب محاولة للحفاظ على الثقة العامة في قدرة الدولة على الاستجابة للطوارئ، مع التركيز على السلامة العامة بدلاً من الدخول في معارك إعلامية أو حزبية.