الوطن:
2025-01-31@20:15:49 GMT

الجميع خلف الأستاذ.. العباقرة ساروا على دربه

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الجميع خلف الأستاذ.. العباقرة ساروا على دربه

يُعد الفنان سيد درويش رائد ومُجدد الموسيقى فى مصر، حيث نجح فى بث الروح فيها من جديد، وجعل الجمهور يُعبر عن مشاعره وأحزانه وعواطفه أياً كانت من خلالها، فكان صاحب مدرسة موسيقية مميزة ورائدة حتى الوقت الراهن، رغم أنه لم يتلقَّ العلوم الموسيقية على يد أحد.

الكاتب الأمريكى إدوارد لويس، فى كتابه «سيد درويش والموسيقى العربية الجديدة»، يقول إن: «تلاميذ الشيخ سيد درويش، وعلى رأسهم المغنى الشهير محمد عبدالوهاب، جهدوا وهم ما زالوا يجهدون فى متابعة عمله، وإذا كان تنقيبهم المرير عن موسيقى كلاسيكية عربية مائة بالمائة يثير الابتسام، فإنهم بلا ريب لا يتماشون دائماً على خطة المعلم، فلقد كان اهتمام سيد درويش الأساسى ينصب على تنمية الأساليب التقليدية لا على نسخ الألحان الأوروبية، وكان دافعه الأكبر التعبير عما يرى ويشم ويشعر، وأن يُقاسم الجماهير هذا الشعور».

«إبراهيم»: كان يقع فى غرام الكلمة

الشاعر فوزى إبراهيم، أمين عام جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، قال لـ«الوطن»: هناك أجيال فنية كثيرة ما زالت تسير على نهج سيد درويش، حتى الوقت الحالى.

«القصبجى والسنباطى وفوزى» تأثروا بألحانه

والتى تعتمد على تلحين النص والموضوع نفسه، مثل محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد فوزى، ومحمد الموجى، وبليغ حمدى، وكمال الطويل، وفاروق الشرنوبى، فضلاً عن وليد سعد، ومحمد رحيم، وعزيز الشافعى، ومدين، وغيرهم الكثير، «كل هذه الأجيال ما زالت تتبع نهج سيد درويش».

وأوضح فوزى إبراهيم أن الشكل الموسيقى الذى وجد قبل ظهور سيد درويش كان يغلب عليه الروح التركى «كان الملُحن يُلحن الكلمة وحروفها دون الاهتمام بمعنى الجملة، فكان الغناء أجوف ويُقدم جملاً ليست فى سياقٍ واحد، حيث كان يقع فى غرام الكلمة فقط، فالشكل النهائى كان عبارة عن حالة طرب، يمنح الفرصة لاستعراض قدراته فقط».

وتابع: «سيد درويش جاء وصنع العكس، اهتم بتشخيص المعنى والتعبير عن الجملة كلها، وحال انجذابه لكلمة ما كان لا بد أنّ يُعبر عنها بما يتناسب مع سياق موقعها داخل الجملة نفسها»، موضحاً أن «اهتمامه بالمعنى ارتقى بالمغنى وصار له شكل وروح مصرية، كون ذلك كان يحدث لأول مرة فى الأغنية المصرية».

«السيد»: رائد التجديد الموسيقى

ومن جانبه، قال الناقد الموسيقى محمود فوزى السيد، إن: «وجود سيد درويش فى حد ذاته يُعتبر أحد أنواع التطور الفنى، إذ كان الشكل السائد قبل مجيئه هو الأغانى التى تعتمد على قالب الطقطوقة، إلى أن جاء واعتمد على التجدد الموسيقى، واختيار موضوعات أقرب إلى الجمهور»، متابعاً: «كان بياخد الغناء الشعبى الأصيل بتاع مصر، مثلاً الأغانى الخاصة بالفلاحين فى مواسم الحصاد، والأغانى الخاصة بأجواء الصيف والسواحل، وكذلك أغانى العيد.. هو كان يُغنى من خلال صوت الناس جداً.. أغانى الحارة المصرية الأصيلة، وفى الوقت ذاته، كان مجدداً ومطوراً فى نوع الموسيقى فى مصر».

ويرى أنّ «أبرز ما يُميز مدرسة سيد درويش هو التلقائية فى الأداء، فهو كان مُجدداً للموسيقى لدرجة كبيرة، لكن القدر لم يُمهله طويلاً لتحقيق ما كان يحلم به، خاصة أنه كان يتمتع بعبقرية وموهبة استثنائية للغاية، فقد كان يستعين بكلمات وهتافات الناس فى الشارع ويضع عليها لحناً ويُقدمها فى شكل غنوة».

وتابع الناقد محمود فوزى السيد أن «كل من جاء بعد رحيل سيد درويش ظل يسير على نفس نهجه لسنواتٍ طويلة، والحالة الموسيقية لم تختلف كثيراً بوفاته، إلى أن ظهرت بعض محاولات التجديد، كان أبرزها زكريا أحمد، الذى حقق إسهامات خاصة به، وكذلك محمد عبدالوهاب، الذى قاد فكرة التجديد بعد سيد درويش، وعمل على تطويرها بشكلٍ كبير».

واستكمل: «موسيقى سيد درويش مرتبطة بالمحلية جداً، عكس محمد عبدالوهاب، الذى بدأ يتبع شغفه وراء الموسيقى الغربية، فى أجواء انفتاح مختلفة». وقال إن «المتوهجين من بعد وفاة سيد درويش، وأكثر من عملوا على تطوير الشكل الموسيقى، وأضافوا إسهامات فنية، كان زكريا أحمد، ومحمد القصبجى، ورياض السنباطى، ومحمد الموجى، ومحمد عبدالوهاب، ومحمد فوزى، الذى يُعد أحد أهم عناصر تجديد الموسيقى فى مصر، حيث كان عبقرياً لدرجة كبيرة، وأيضاً بليغ حمدى».

وقال: «بليغ حمدى يُعد قمة التطور الموسيقى من بعد سيد درويش، حيث كانت مرحلة تمتاز بالنضج الموسيقى لدرجة كبيرة، وصنع شكلاً خاصاً به، إذ يُعد قيمة فى التلحين والموسيقى المصرية، فهو يقترب من منطقة سيد درويش، خاصة أن الفرق بينهما أن بليغ جاء فى عصر كانت الموسيقى لها شكل مُعين، لكن سيد درويش هو من صنع الموسيقى، وهذا قد يكون الاختلاف الوحيد».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري محمد عبدالوهاب سید درویش

إقرأ أيضاً:

حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يبقى المعلم هو العمود الفقري في جميع هياكل وأسس التربية والتعليم، فهو الذي ينفخ في عقولنا، ويُجري في عروقنا دماء العلوم والفنون والآداب. ففي عوالم التعليم هنالك عوامل شتى ومؤثرات كثيرة تجمع بين المناهج والمقررات والكتب والمحاضرات والإدارة والأجواء المدرسية والتوجيهية والواجبات البيتية والنشاطات الأخرى، تشترك كلها في التوجيه والتأثير بنسب متفاوتة، ولكن يظل المعلم هو العصب الحي للتعليم. .
وهنالك حالات بعيدة كل البعد عن هذه الأجواء، حالات يمكن ان نعدها صادمة أو غير عادلة. ولا تنتمي إلى الأوساط التربوية والتعليمية. .
اذكر في عام 1966 كنا طلابا في متوسطة الوحدة الواقعة خلف مستشفى الموانئ بالبصرة. وكان مديرها: الأستاذ (عدنان أحمد عبد الرحيم). واذكر ان الطائرة المروحية، التي كانت تقل الرئيس عبد السلام عارف، سقطت في منطقة النشوة، داخل الحدود الإدارية للبصرة، فخرج المدير (عدنان) يبكي ويذرف الدموع حزنا وألما على فراق السيد الرئيس، وكان بيده راديو ترانزستور يسمع منه الأخبار. .
كان المدير (عدنان) محسوبا على القوميين العرب، ومن المؤيدين لعبد الناصر وعبد السلام. فقرر في ذلك اليوم تعطيل الدوام الرسمي، وطلب من التلاميذ العودة إلى بيوتهم. .
كانت المدرسة تضم شريحتين متناقضتين من التلاميذ. بعضنا ينتمي إلى الطبقة الثرية المترفة، وبعضنا ينتمي إلى الطبقة الفقيرة المسحوقة. .
أنا بطبيعة الحال كنت من الطبقة المسحوقة جدا، وكان معي اثنان من أشقائي. فذهبنا في العام التالي إلى غرفة الإدارة لطلب المساعدة بغية الحصول على المقررات الدراسية بلا مقابل مادي. كان الأستاذ (عدنان) يجلس في الصدارة والى جانبه الأستاذ (حميد الفريح). قال لنا بنبرة حادة: ماذا تريدون ؟. قلنا له نريد أعفاءنا من مبالغ الكتب الدراسية ونحن اخوة. فزجرنا بغضب، وقال لنا: انتم من بيئة منحطة. .
لم نكن نعرف معنى مفردة (منحطة) فهي غير متداولة في القرى والأرياف. حتى اصدقائي لا يعرفون معناها، لكن تلك الكلمة ظلت عالقة في ذهني. . حزنت كثيرا عندما اكتشفت معناها، فالرجل كان يعامل أبناء الذوات بطريقة تختلف عن أبناء الفقراء، كان يكرهنا ويبغضنا دونما سبب. .
وفي بداية عام 1981 كنت اعمل بالموانئ بدرجة ضابط خفارة ملاحية، فلمحت الأستاذ (عدنان) من بعيد، واندهشت من عمله في القسم القانون بدرجة موظف في الأرشيف، ثم تبين لي أنهم طردوه من سلك التعليم بسبب تبعيته غير العراقية، وغير العربية. .
من كان يتوقع ان الرجل القومي المتشدد لم يكن عربيا !؟!. .
لم اكلمه ولم أعامله مثلما كان يعاملنا في تلك الأيام. ثم سألت عنه بعد حين، فقالوا انه طلب الإحالة إلى التقاعد، ورحل. . .
ظلت ارواحنا مقيدة بين شيئين: الذكريات والأقدار. فلا هذا يرحم، ولا ذلك نستطيع الفرار منه. ومع ذلك لا تفكر في الانتقام من أي إنسان، ولا تتشفى به. فقط راقب المشهد من بعيد وانظر لما سوف تفعله الأيام، فهي كفيلة بكل المتغيرات والانقلابات. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • شيرين عبد الوهاب تطرح أغنيتها الجديدة اللي يقابل حبيبي
  • أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21؟
  • تايلور سويفت تقدم جائزة أعلى تكريم بمجال الموسيقى
  • تسريبات لقرار مرتقب بتغيير سفير اليمن في واشنطن الحضرمي
  • محمود التهامي والليلة الكبيرة ونجوم الموسيقى العربية يبهرون جمهور اليوم الثاني
  • وتريات الإسكندرية يعزف أعمال باخ في سيد درويش
  • لماذا رفض محمد عبدالوهاب إنتاج أول أفلام الطفلة فيروز؟
  • من دراما «الحشاشين» إلى كوميديا «الكابتن».. ثوب جديد لـأحمد عبدالوهاب في رمضان 2025
  • المتحدة تروج لمسلسل "الكابتن" لـ أكرم حسني
  • حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة