إيران والولايات المتحدة يقتربان من تبادل سجناء بموجب اتفاق توسطت فيه قطر
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ قالت ثمانية مصادر إيرانية ومطلعة لرويترز إن تسلسلا مصمما بعناية من الإجراءات سيبدأ عندما يتم تحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المفرج عنها إلى بنوك في قطر في وقت قريب ربما الأسبوع المقبل إذ سيؤدي ذلك إلى تبادل ما يصل إلى خمسة معتقلين أمريكيين من مزدوجي الجنسية بعدد مماثل من السجناء الإيرانيين وعودتهم للبلدين.
وكخطوة أولى، أطلقت إيران في العاشر من أغسطس آب سراح أربعة أمريكيين من سجن إيفين بطهران ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية، لينضموا إلى أمريكي خامس هو بالفعل قيد الإقامة الجبرية. وفي وقت لاحق ذلك اليوم، وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخطوة بأنها الأولى في عملية من شأنها أن تؤدي إلى عودتهم إلى وطنهم.
وقالت الإدارة الأمريكية إن بينهم رجلي الأعمال سياماك نمازي (51 عاما) وعماد شرقي (59 عاما) إضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاما) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا. ولم ترد عائلتا طهباز وشرقي على طلبات للتعليق. كما رفض محام لعائلة نمازي التعليق.
ولم يتم الكشف عن هوية الأمريكيين الرابع والخامس، وأحدهما بحسب مصدرين امرأة. ولم تتمكن رويترز من تحديد السجناء الإيرانيين الذين ستعيدهم الولايات المتحدة في عملية التبادل تلك.
وقطر هي التي توسطت في إبرام هذا الاتفاق بين القوة العظمى التي تصفها إيران بأنها "الشيطان الأكبر" والجمهورية الإسلامية التي تصفها واشنطن بأنها راعية للإرهاب.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن الدوحة استضافت ثماني جولات على الأقل من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون يجلسون في فنادق منفصلة ويتواصلون عبر دبلوماسية مكوكية، حيث ركزت الجلسات المبكرة بشكل أساسي على القضية النووية الشائكة أما الجلسات اللاحقة فقد انصب تركيزها على إطلاق سراح السجناء.
وقال ثلاثة من المصادر إن الدوحة ستنفذ ترتيبا ماليا ستدفع بموجبه الرسوم المصرفية وتراقب كيفية إنفاق إيران للأموال المفرج عنها لضمان عدم إنفاقها على بنود تخضع لعقوبات أمريكية كما سيصل السجناء إلى قطر أولا في توقف قصير عند مبادلتهم.
وقال دبلوماسي كبير "إيران أرادت في البداية الوصول المباشر إلى الأموال لكنها وافقت في النهاية على الوصول لها عبر قطر... إيران ستشتري الغذاء والدواء وستدفع قطر مباشرة".
وجمعت رويترز هذه الرواية لتفاصيل لم تُذكر مسبقا حول نطاق الوساطة القطرية في المحادثات السرية، وكيف تم التوصل لاتفاق ومدى المصلحة التي دفعت الطرفين لإبرام اتفاق تبادل السجناء. وأجرت رويترز مقابلات مع أربعة مسؤولين إيرانيين ومصدرين أمريكيين ودبلوماسي غربي كبير ومستشار لحكومة خليجية ومصدر مطلع على المفاوضات.
وطلبت جميع المصادر عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الاتفاق الذي لم يتم تنفيذه بالكامل بعد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لإعلان التوقيت المحدد للإفراج عن السجناء. ورفضت الوزارة أيضا مناقشة تفاصيل ما وصفه المتحدث باسم "المفاوضات المستمرة والحساسة للغاية".
* بناء الثقة
لم تعلق الإدارة الأمريكية على توقيت تحويل الأموال. ومع ذلك، قال وزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين في الخامس من سبتمبر أيلول إن الجهود جارية لتحويل أموال إيران.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران ليست علاقة تتسم بالثقة. نحكم على إيران من خلال أفعالها، لا شيء آخر".
وأشار المتحدث إلى أن واشنطن وافقت على نقل الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى حسابات مقيدة لدى مؤسسات مالية في قطر، لكن لن تذهب أي أموال إلى إيران مباشرة.
ولم ترد وزارة الخارجية القطرية على طلب رويترز للتعليق على تفاصيل المفاوضات أو دور قطر في المحادثات أو شروط الاتفاق النهائي.
كما لم ترد وزارة الخارجية الإيرانية وبعثتها لدى الأمم المتحدة على الأسئلة التفصيلية المتعلقة بهذا الأمر.
تظهر رواية المصادر عن المفاوضات كيف تحاشى الاتفاق الخلاف الرئيسي بين الولايات المتحدة وإيران بشأن أهداف طهران النووية، وبلغ ذروته في لحظة نادرة من التعاون بين البلدين الخصمين منذ فترة طويلة إذ أنهما على خلاف واضح بشأن مجموعة من القضايا تتراوح من برنامج إيران النووي وحتى الوجود العسكري الأمريكي في الخليج.
ووصلت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران إلى نقطة الغليان منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018. ولم يحظ التوصل إلى اتفاق نووي آخر باهتمام كبير منذ ذلك الحين، إذ يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن للانتخابات الرئاسية عام 2024.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أيضا إنه لم يطرأ أي تغيير في نهج واشنطن الشامل تجاه إيران "الذي يواصل التركيز على الردع والضغط والدبلوماسية".
وأضاف أنه بمجرد تحويل الأموال، سيتم وضعها في حسابات مقيدة في قطر سيكون للولايات المتحدة الإشراف على كيفية وتوقيت استخدام هذه الأموال.
وأثارت عملية التحويل المحتملة انتقادات من الجمهوريين مفادها أن بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي يدفع في الواقع فدية مقابل إطلاق سراح مواطنين أمريكيين. لكن بلينكن قال للصحفيين في العاشر من أغسطس آب إن الاتفاق لا يعني أن إيران ستحصل على أي تخفيف للعقوبات، موضحا أن واشنطن ستواصل التصدي "بحزم لأنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وقال المصدر المطلع على المناقشات إن الوساطة التي تقودها قطر اكتسبت زخما في يونيو حزيران 2023 مضيفا أن ثماني جولات على الأقل من المحادثات أُجريت منذ مارس آذار 2022 مع تكريس الجولات المبكرة بشكل أساسي للقضية النووية وجولات لاحقة للسجناء.
وتابع قائلا "أدركوا جميعا أن (المفاوضات) النووية طريق مسدود وحولوا التركيز إلى السجناء. ملف السجناء أبسط. من السهل التوصل لاتفاق بشأنهم ويمكنك بناء الثقة... هذا عندما اكتسبت الأمور جدية مرة أخرى".
* السجناء سيمرون عبر بقطر
قالت المصادر الإيرانية والدبلوماسية والإقليمية إنه بمجرد وصول الأموال إلى قطر من كوريا الجنوبية عبر سويسرا، سيصدر مسؤولون قطريون تعليمات لطهران وواشنطن بالمضي قدما في عمليات تبادل السجناء بموجب شروط وثيقة وقعها الجانبان وقطر في أواخر يوليو تموز أو أوائل أغسطس آب. ولم تطلع رويترز على الوثيقة.
وقال المصدر المطلع على المحادثات إنه من المتوقع اكتمال عملية التحويل إلى البنوك في قطر في وقت قريب جدا قد يكون الأسبوع المقبل إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها. ولم تتمكن رويترز من تحديد البنوك المعنية.
وقال المصدر المطلع على المحادثات لرويترز "السجناء الأمريكيون سيسافرون جوا إلى قطر من طهران والسجناء الإيرانيون سيسافرون من الولايات المتحدة إلى قطر ثم ينقلون إلى إيران".
وبحسب اثنين من المطلعين الإيرانيين والمصدر المطلع على المفاوضات والدبلوماسي الغربي الكبير فإن الجزء الأكثر تعقيدا في المحادثات كان ترتيب آلية لضمان الشفافية في تحويل الأموال واحترام العقوبات الأمريكية.
وتم تجميد الأصول الإيرانية البالغة قيمتها ستة مليارات دولار، وهي من إيرادات مبيعات نفط، بموجب العقوبات النفطية والمالية الأمريكية الشاملة ضد إيران. وكان الرئيس السابق ترامب قد أعاد عام 2018 فرض العقوبات على إيران عندما سحب واشنطن من الاتفاق الذي بموجبه قيدت طهران برنامجها النووي.
وشملت القضايا التي تمت مناقشتها كيفية التأكد من إنفاق إيران للأموال فقط على السلع الإنسانية وتأمين ضمانات من قطر بشأن مراقبتها للعملية.
وقال مصدر إيراني مطلع على المحادثات لرويترز "لإنقاذ المفاوضات من الانهيار، تعهدت قطر بتغطية الرسوم المصرفية لتحويل الأموال من سول إلى سويسرا، ومن ثم إلى البنوك القطرية، مع تحمل مسؤولية مراقبة النفقات".
وقال مصدر إيراني مطلع ثان والمصدر المطلع على المحادثات إن محافظي البنكين المركزيين الإيراني والقطري اجتمعا في الدوحة يوم 14 يونيو حزيران لمناقشة تحويل الأموال. وامتنع البنكان عن التعليق.
وقال مسؤول إيراني ومصدران مطلعان على المفاوضات والدبلوماسي الغربي إن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي، الذي هو الآن في عطلة دون أجر لأن تصريحه الأمني قيد المراجعة، قاد المحادثات مع نائب المبعوث الأمريكي الخاص أبرام بالي وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني.
وقال دبلوماسي إيراني كبير لرويترز إن مهدي صفري نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية انضم إلى الوفد الإيراني في اجتماعين في قطر لإجراء محادثات بشأن تحويل الأموال. وقام وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي بدور الوسيط.
ورفض مالي التعليق. ولم يتسن الوصول مباشرة إلى بالي وكني والخليفي للحصول على تعليق.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي ايران امريكا قطر تبادل سجناء الولایات المتحدة وزارة الخارجیة تحویل الأموال إلى قطر فی قطر قطر فی
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: المتشددون في إيران يتمسكون بموقفهم بينما يزيد ترامب الضغط
شددت صحيفة "فايننشال تايمز" على أن من وصفتهم بـ"المتشددين" في إيران يعملون على تقويض الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان ومنع المفاوضات مع الولايات المتحدة على الرغم من التهديدات المتزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يثير احتمال تصاعد التوتر بين البلدين.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن انتخاب مسعود بزشكيان قبل أقل من عام بدا يبشر بفرصة للتواصل مع واشنطن، حيث تعهد الزعيم الإصلاحي بالسعي إلى التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي للبلاد مقابل تخفيف العقوبات.
وأضافت أن الآن تبدو خطته في حالة يرثى لها، حيث استبعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي - صانع القرار النهائي للنظام - الشهر الماضي إجراء محادثات مع واشنطن بعد أن أعاد ترامب فرض سياسة عقوبات "الضغط الأقصى" من ولايته الأولى.
ورفع ترامب الرهان يوم الجمعة، قائلا إنه كتب إلى خامنئي يحثه على التفاوض أو المخاطرة بالعمل العسكري. وقال لقناة فوكس بيزنس "إذا كان علينا أن نتدخل عسكريا، فسيكون ذلك أمرا فظيعا بالنسبة لهم. لا يمكنك السماح لهم بالحصول على سلاح نووي".
لكن الفصائل المتشددة، وفقا للتقرير، تحركت لإضعاف بيزيشكيان وحلفاءه الإصلاحيين. فقد عزل البرلمان الذي يهيمن عليه المتشددون هذا الشهر عبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد، بينما أجبر القضاء محمد جواد ظريف، نائب الرئيس ومهندس الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه ترامب في وقت لاحق، على الاستقالة.
ونقلت الصحيفة عن حامد رضا تراقي، وهو سياسي متشدد، قوله "لن يسمح البرلمان للولايات المتحدة وإسرائيل والإصلاحيين بفرض ضغوط اقتصادية عمدا لإثارة الاضطرابات وإجبار المؤسسة على تغيير موقفها [العدائي] تجاه الغرب".
ويعتقد خامنئي والسياسيون المتشددون أن ترامب يسعى إلى وقف ليس فقط الأنشطة النووية الإيرانية ولكن أيضا إجبارها على تقديم تنازلات بشأن برامجها العسكرية ودعمها للوكلاء الإقليميين، وهو أمر تعتبره طهران ضروريا لأمنها وقوتها. وتنفي طهران أنها تحاول تطوير أسلحة نووية.
ويزعم المتشددون أن الاعتماد على الإمكانات الاقتصادية المحلية وتعزيز العلاقات مع الصين والدول المجاورة كافٍ للتعويض عن العقوبات الأمريكية.
وقال تراغي: "كانت عملية المساءلة بمثابة إنذار نهائي للحكومة لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال الاعتماد على القدرات المحلية بدلا من تعليق الآمال على المحادثات مع الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة إن هناك تكهنات متزايدة بين الناس العاديين والدبلوماسيين الغربيين والدوائر السياسية حول ما إذا كان بزشكيان قادرا على البقاء حتى انتهاء ولايته في عام 2028.
وأضافت أن الألم الاقتصادي واسع النطاق - حيث انخفضت قيمة الريال الإيراني بنسبة 60% مقابل الدولار الأمريكي خلال فترة ولاية همتي [وزير الاقتصاد]، في حين ارتفعت أسعار السلع الأساسية - أدى إلى تقويض الدعم الشعبي. وحتى الإصلاحيون أصبحوا ينتقدون الرئيس بشكل متزايد لفشله في الوفاء بوعود حملته الانتخابية.
وحذر بعض الساسة الإصلاحيين من أن أبرز عضوين في مجلس الوزراء المؤيدين للإصلاح - وزيري العمل والصحة - قد يكونان الآن معرضين لخطر المساءلة أيضا.
وقال سعيد ليلاز، المحلل السياسي الإصلاحي، إن "المتشددين المتطرفين، الذين يتصرفون دون استراتيجية متماسكة ويركزون فقط على مهاجمة الرموز السياسية، ألحقوا الضرر بفضل عودة ترامب. هذا، إلى جانب التردد غير العادي بشأن الإصلاحات الاقتصادية الكبرى في حكومة بيزيشكيان، يشير إلى أننا نتحرك نحو طريق مسدود أعمق".
وقال تراقي إن المتشددين ليس لديهم نية لإزالة بيزيشكيان وأن كبار قادة البلاد لن يسمحوا له بالتنحي. ومع ذلك، قال إن بيزيشكيان كان عليه أن ينأى بنفسه عن السياسات الاقتصادية "الليبرالية الجديدة" للإصلاحيين.
قبل أشهر من إعادة ترامب فرض أقصى قدر من الضغط، أشار كبار دبلوماسيي بيزيشكيان إلى استعدادهم لمناقشة البرنامج النووي الإيراني مع واشنطن، حسب التقرير.
كان النظام يترنح من إحدى أكثر سنواته تدميرا على الإطلاق، مما جعل العديد من المراقبين يجادلون بأنه ليس لديه خيار سوى السعي إلى التوصل إلى اتفاق. لقد عانت قواتها الإقليمية بالوكالة مثل حزب الله من خسائر فادحة في الصراع مع إسرائيل، التي انخرطت أيضا في أول تبادل مباشر للصواريخ مع إيران وهددت بضرب مواقعها النووية. كما تم الإطاحة بحليف طهران الإقليمي بشار الأسد في سوريا العام الماضي.
ومع ذلك، بدا أن شروط ترامب للتوصل إلى اتفاق لا تشمل الأنشطة النووية الإيرانية فحسب، بل تشمل أيضا برنامج الصواريخ الباليستية ودعم الوكلاء الإقليميين، مما دفع خامنئي إلى التدخل.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الجمعة إن طهران لن تتفاوض بينما تظل سياسة الضغط الأقصى لترامب قائمة. وقالت بعثة البلاد لدى الأمم المتحدة يوم الأحد إنه في حين يمكن لطهران أن تفكر في التفاوض بشأن "العسكرة المحتملة" لبرنامجها النووي، فإنها "لن تناقش أبدا" تفكيك البرنامج السلمي تماما.
ويقول المحللون إن مصير بيزيشكيان سيعتمد إلى حد كبير على علاقته بالزعيم الأعلى، والتي ظلت قوية حتى الآن. يعتقد بعض الساسة أن خامنئي سيحمي بيزيشكيان من المزيد من الضربات من أجل الاستقرار.
ونقلت الصحيفة عن محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإصلاحي السابق، قوله "لقد احتاج المتشددون المتطرفون إلى لعبة القوة لكسر عزلتهم وإثبات أنهم ليسوا مهمشين تماما. ومع ذلك، لن يسمح لهم المرشد الأعلى بشل حكومة بيزيشكيان".
وإذا كان الهدف المباشر للمتشددين هو منع المحادثات مع الولايات المتحدة، فإن جهودهم لإضعاف بيزيشكيان والإصلاحيين يبدو أنها تهدف أيضا إلى تحقيق هدف أطول أمدا: التأثير على عملية خلافة المرشد الأعلى.
وبينما يظل الموضوع محظورا إلى حد كبير، فإن مسألة من سيخلف خامنئي البالغ من العمر 85 عاما عند وفاته تشكل مصدر قلق كبير بين النخب السياسية.
ويخشى المتشددون، الذين يقال إن بعضهم يفضلون الابن الثاني للزعيم، مجتبى خامنئي، لهذا الدور، أن يسمح الانفراج مع الولايات المتحدة للإصلاحيين باستغلال نفوذ واشنطن لتهميشهم في عملية خلافة مستقبلية.
ومع ذلك، يواجه النظام إحباطا عاما متزايدا. سيتعين على بيزيشكيان، الذي اعترف بصعوبة بيع النفط بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة، أن يقرر قريبا ما إذا كان سيزيد أسعار البنزين - وهي الخطوة التي أثارت اضطرابات واسعة النطاق في عام 2019. حاليا، يُباع لتر البنزين بحوالي 0.01 دولار، وهو سعر مدعوم غير مستدام.
وقال عباس عبدي، وهو خبير استطلاعات الرأي الذي شارك في حملة بيزيشكيان ولكنه ينتقده الآن، لوسائل الإعلام المحلية: "لقد استنزف الوضع الحالي بالفعل رأس المال السياسي لبيزيشكيان".
وأضاف عبدي أن الثقة العامة الأولية في بيزيشكيان انخفضت إلى النصف تقريبا ولكنها قد ترتفع إذا استؤنفت المفاوضات مع الولايات المتحدة. لافتا إلى أنه بخلاف ذلك، "إذا استمر الاتجاه النزولي الحالي، فسيتعين علينا التخلي عن أي أمل متبقي في هذه الحكومة".