الوطن:
2025-03-20@09:01:30 GMT

صوت الثورة.. أغاني سيد درويش تشعل حماس الشعب في 1919

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

صوت الثورة.. أغاني سيد درويش تشعل حماس الشعب في 1919

برز الدور الوطنى للموسيقار الكبير الراحل سيد درويش، الذى رحل عن عالمنا فى العاشر من سبتمبر 1923، عن عمر 31 عاماً تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً وغنائياً كبيراً، يشمل عشرات الأغانى والموشحات والمسرحيات الغنائية، لكن يظل عمله الأكثر رسوخاً فى الوجدان هو «بلادى بلادى»، الذى أصبح لاحقاً النشيد الوطنى فى مصر.

وسخّر الفنان الكبير سيد درويش ألحانه وأغانيه لخدمة الروح الوطنية وتحفيز الشعب المصرى فى كثير من المواقف السياسية التى مرت بها مصر فى الفترة من 1910 وحتى 1923، وجاء أبرزها دوره فى ثورة 1919 التى تعد واحدة من أهم الأحداث المصرية التى أثرت فى الأغنية الوطنية والحماسية، وألهبت أغانى «خالد الذكر» الفنان سيد درويش روح الوطنية لدى الشعب الثائر، وقد نهض درويش بدور تغذية روح المقاومة مستعيناً بأغنيات وطنية استلهم منها الشعب حماسته لمواصلة الثورة، والمطالبة بعودة زعيمه سعد زغلول ورفاقه من المنفى، وعبّر سيد درويش من خلال أغانيه الوطنية عن مطالب الثورة والشعب المصرى فى ذلك الوقت بأغنيات مثل «بلادى بلادى، لك حبى وفؤادى»، وأغنيتى «قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك» و«أنا المصرى كريم العنصرين، بنيت المجد بين الأهرامين»، هذه الأغنيات أثرت بشكل كبير فى مشاعر ووجدان المصريين لمواجهة الاحتلال البريطانى.

ويرى المؤرخون وأساتذة التاريخ أن سيد درويش لم يكن مجرد مشارك بأعماله الفنية، بل كان مشاركاً فعلياً فى الثورة، كان يخرج ويتصدر المشهد فى المظاهرات، وسيد درويش كان ثائراً حقيقياً، فقد غيّر مفهوم الغناء وتطرق لموضوعات لم يجرؤ أحد على تناولها، مثل الأغانى التى عددت مشكلات الطوائف العمالية التى اختلط بها فى بداية حياته عندما كان يشتغل بأعمال بسيطة، ومن الأمور التى ربما لا يعلمها البعض عن الفنان الراحل أنه كان ناقداً موسيقياً محترفاً فى المجلات التى كانت تصدر فى ذلك الوقت، وكان يوقع مقالاته باسم (خادم الموسيقى)، وكان لـ «درويش» العديد من الأمنيات التى لم تتحقق، فكان يتمنى دائماً أن يضع موسيقى أوبرا عالمية تخلد حياة الزعيم أحمد عرابى.. ولكن هذا كان مستحيلاً بالنسبة للرقابة الإنجليزية التى كانت موجودة فى ذلك الوقت، وكان يتمنى أن يسافر إلى إيطاليا ليدرس الموسيقى على أيدى أساتذتها، وأعد نفسه للسفر فعلاً سنة 1923وتوفى قبل أن تتحقق أمنياته.

وقال الدكتور محمد سعيد حسن، أستاذ التاريخ الاجتماعى الحديث، إن دور الأغنية الوطنية التى قدمها سيد درويش لم يقتصر على الرسائل السياسية المباشرة أو التعبير عن مطالب الشعب فقط، ففى عام 1919 قام مع الكاتب بديع خيرى بعرض مسرحية بعنوان «قولوا له»، قدما من خلالها عدداً من الأغنيات الوطنية، من بينها أغنية «بنت مصر» التى قُدمت على إثر استشهاد أول شهيدتين فى تلك الثورة، وهما «حميدة خليل» و«شفيقة محمد»، ولم تقف أغنياته على كونها مجرد كلمات حماسية تلهب مشاعر الشعب المصرى فقط، بل تحولت إلى هتافات سياسية أطلقها المواطنون فى الشوارع فور سماعها، فكان لأغانى سيد درويش دور الضمير الوطنى الذى حرك الشارع المصرى فى ذلك الوقت، غير أنه كان يتصدر الجماهير فى قلب المسيرات والمظاهرات وبجواره بديع خيرى.

وأشار إلى أن درويش قدّم مع بديع خيرى، بعد نفى سعد زغلول، إحدى الأغنيات التى ناشدت بعودة زغلول بعد نفيه خارج مصر وهى أغنية «زغلول يا بلح يا بلح زغلول، ... يا روح بلادك ليه طال بعادك»، كما اقتبس «درويش» من أقوال الزعيم مصطفى كامل عبارات استخدمها فى صياغة النشيد الوطنى المصرى الحالى «بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى»، وهو النشيد الذى أطلقه فى خضم الثورة، وكثيراً ما تغنى به المصريون فى مناسباتهم الوطنية.

كان عام 1919 أكثر السنوات إنتاجاً فى تاريخ «درويش» الفنى، وفقاً لكثير من المؤرخين والنقاد، إذ قدم فى هذا العام 75 لحناً، وهذا يدل على أنه كان متفاعلاً مع مجريات الأحداث السياسية فى البلاد بأعماله الفنية، وبسبب هذه المشاركات والأعمال الموسيقية المختلفة أُطلق على «درويش» العديد من الألقاب، إذ لقّبه الأديب الراحل عباس العقاد بـ«إمام الملحنين»، و«نابغة الموسيقى»، بالإضافة إلى ألقاب أخرى أهمها «فنان الشعب»، «خالد الذكر»، و«مجدد الموسيقى»، و«باعث النهضة الموسيقية».

وظهر إبداع سيد درويش وحبه الكبير لبلاده فى أغنيته التى كتبها بديع خيرى وقام بتلحينها «قوم يا مصرى مصر بتنادى عليك.. خد بنصرى.. نصرى دين واجب عليك»، والتى خلدت أحلام المصريين وآمالهم بالوصول إلى الحرية المنشودة والتخلص من الاستعمار وحمّستهم وحفّزتهم على الثورة، كما كان نشيد مصر الحالى «بلادى بلادى.. لكِ حبى وفؤادى»، الذى ألفه الشيخ يونس القاضى والمستوحى من خطاب للزعيم مصطفى كامل، إحدى الأغنيات التى عبّرت عن ثورة 1919، وكان بمثابة قوة روحية دفعت الشعب المصرى لمقاومة الاحتلال البريطانى، وكذلك كانت أغنية «إحنا الجنود زى الأسود» و«أنا المصرى كريم العنصرين»، وكان آخر أعمال درويش الوطنية أنشودة سعد زغلول، التى كتبها ولحنها تحية لهذا الزعيم يوم عودته للوطن عام 1923، ولكن قضاء الله حال بينه وبين الاحتفال بعودة سعد إلى مصر، فقد توفاه الله قبل عودته بيومين، وكانت الأغنية تقول: «مصرنا وطننا سعدها أملنا.. كلنا جميعاً للوطن ضحية.. أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا.. أن تعيش مصر عيشة هنية».

«الدسوقى»: أغانيه صارت جزءاً من الحراك الشعبى الواسع

وقال المؤرخ المصرى عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، إن سخط الشعب المصرى ونخبته تفاقمت مع إعلان الاحتلال الإنجليزى حمايته على مصر فى ديسمبر 1914، حيث بات الاحتلال مقروناً بحماية، وصارت مصر بلداً من البلدان الخاضعة للحماية الأجنبية، مشيراً إلى أنه مع هذه الفترة لعبت الأغانى والأشعار والموسيقى دوراً فى زيادة الوعى ونشر القضية الوطنية وعلى رأس ذلك فن سيد درويش..

وتابع: أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، خلال الحرب العالمية الأولى، فعندما أعلن السلطان العثمانى دعمه لألمانيا عام 1914 خلال الحرب، أصبحت مصر التى كانت تحت حكم الخلافة العثمانية من الناحية الاسمية، جزءاً من التحالف ضد بريطانيا، فسارعت قوات الاحتلال البريطانى بخلع الخديو عباس حلمى الثانى من السلطة، وأحلوا محله عمه حسين كامل، ابن الخديو إسماعيل على العرش، وبإعلانه سلطاناً على مصر، أصبحت مصر «شبه مستقلة»، فأعلنت بريطانيا الحماية عليها.

وأوضح أنه توالت الأحداث، وازدادت مشاعر السخط لدى الأغلبية العظمى من السكان أكثر من ذى قبل عندما قامت السلطات البريطانية بحظر سفر الوفد المصرى بزعامة سعد زغلول إلى محادثات السلام فى فرساى عام 1918، مبدِّدة الوعود الكبرى التى قدَّمتها بريطانيا للنخبة المصرية التى كانت تحاول انتزاع بعض المكاسب السياسية من دولة الاحتلال وعلى رأسها الاعتراف الرسمى بالاستقلال ووضع دستور مصرى وتشكيل حكومة وطنية. وانفجر الغضب الشعبى وصارت الأغنية الوطنية جزءاً من الحراك الشعبى الواسع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري الشعب المصرى سعد زغلول التى کانت سید درویش

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي

الثورة نت/..

أشاد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالخروج الكبير للشعب اليمني اليوم في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات في ذكرى غزوة بدر الكبرى والذي يؤكد على ثباته في مناصرة الشعب الفلسطيني ووقوفه ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.

وقال السيد القائد في كلمة له اليوم” أكرم وأنعم بإحياء شعبنا العظيم لغزوة بدر الكبرى بالموقف والعمل والاستمرار على الخط والنهج والطريق في الصراط المستقيم”.

وأشار إلى أن من التوفيق للشعب اليمني أن يخرج في ذكرى غزوة بدر الكبرى ليؤكد على ثباته في تصديه للتصعيد العدواني الأمريكي تجاه بلدنا.

وأكد أن خروج شعبنا هو خروج جهادي في سبيل الله تعالى في إطار الموقف الذي يعبّر عن هوية شعبنا وانتمائه الإيماني الأصيل، ويعبر عن وفائه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللإسلام العظيم وأنه شعب يتمسك بمبادئه الإسلامية العظيمة.. وقال” شعبنا يتمتع بالعزة الإيمانية ولا يقبل بالإذلال والاستباحة والخنوع لأعداء الله”.

وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الإحياء العملي العظيم لمناسبة يوم الفرقان هو تعزيز يصل به شعبنا العزيز حاضره بماضيه المجيد في نصرة الإسلام.

وأضاف” شعبنا يصل حاضره بماضيه في الجهاد في سبيل الله وحمل راية الإسلام ومواجهة الطغيان وقوى الكفر والشر والإجرام”.. لافتا إلى أن رسالة شعبنا بخروجه الواسع والعظيم هي رسالة واضحة للشعب الفلسطيني ورسالة صمود في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي، وتأكيد للشعب الفلسطيني بأنهم لم يكونوا وحدهم.

وقال” لن نقبل كشعب يمني بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبشراكة وحماية أمريكية”.. مؤكدا أن شعبنا قدم رسالة الصمود والثبات في مواجهة الطغيان والعدوان الأمريكي ورسالة للمجرم المعتوه الكافر ترامب.

وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني ثابت بكل قناعة وبسالة وثقة بالله وتوكل عليه وإيمانا بوعده الصادق في مواجهة الطغاة المستكبرين.. موضحا أن “رسائل شعبنا المهمة للأعداء الأمريكيين والإسرائيليين واضحة وجلية في ثباته على موقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني”.

وكشف قائد الثورة أن حاملة الطائرات الأمريكية هربت بعد الاشتباك مع قواتنا المسلحة المجاهدة إلى أقصى شمال البحر الأحمر إلى مسافة 1300 كيلو متر.. مبينا أن قواتنا المسلحة تصدت لمحاولة الأعداء لشن هجوم عدواني على البلد.

وذكر أن الرسائل العملية في إطار الموقف الشعبي وموقف القوات المسلحة يجعل من إحياء المناسبة فرقانا عظيما في هذا العصر.. مشيرا إلى أن الرسائل العملية لشعبنا تجعل من إحياء غزوة بدر فرقانا مهما بين الإسلام والكفر والإيمان والنفاق وخيار الخنوع والعزة.

وقال” أمام المشهد العظيم في الحضور المليوني لشعبنا العزيز نقدم من جديد التحذير للأمريكي وإذا استمر في عدوانه على بلدنا إسنادا منه للعدو الإسرائيلي فإنما يدفع بنا إلى مواجهة تصعيده بخيارات تصعيدية إضافية”.

وأضاف” نواجه الآن عدوان الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه وقطعه الحربية لكن حينما يستمر في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكبر من ذلك”.

وأشار إلى أنه حينما يستمر الأمريكي في عدوانه فلدينا خيارات تصعيدية أكثر إيلاما له وإزعاجا له.. مضيفا ” على الأمريكي أن يستفيد مما قدمه شعبنا اليوم من رسالة واضحة وقوية تؤكد على ثباته وموقفه”.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن إصرار العدو الإسرائيلي على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو عدوان كبير وإجرام رهيب وفظيع لا يمكن السكوت عنه.. مبينا أن حظر الملاحة على السفن الإسرائيلية خطوة أولى لكن عندما تشتد مجاعة الشعب الفلسطيني في غزة لا يمكن أن نتفرج وأن يكون موقفنا عند هذا المستوى.

وأكد أن المعيار لمواقفنا هو مسؤوليتنا الدينية والإيمانية والأخلاقية مع فعل ما نستطيعه وما نتمكن منه.. وقال” لا نتردد عندما يستلزم الحال وتقتضي المسؤولية أن نقدم على خطوة أكبر أو عمل أكبر ونحن مستعدون”.

وخاطب السيد القائد الشعب اليمني قائلا” نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم، ونسأل الله أن يرفع قدركم وأن يتقبل منكم هذا الخروج والإحياء العظيم”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والهجرة يفتتح منتدى الأعمال المشترك المصرى التنزانى
  • جامعة حلوان تشعل حماس طلابها ببطولة «الكروس فيت» لألعاب اللياقة البدنية
  • سيمحق الله الباطل وينتصر الشعب !!
  • قائد الثورة: سنستأنف التصعيد في أعلى مستوياته ضد العدو الإسرائيلي
  • معرض توثيقي وفني في قلب حمص بذكرى انطلاقة الثورة السورية
  • قوم يا مصري وأنا المصري.. كيف أصبحت موسيقى سيد درويش رمزا للهوية الوطنية
  • مأرب تشهد 12 مسيرة حاشدة تحت شعار “ثابتون مع غزة.. و نواجه التصعيد الأمريكي بالتصعيد”
  • قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي
  • مجلس الشورى يُعبر عن الفخر والاعتزاز بالموقف الشجاع لقائد الثورة في نصرة فلسطين
  • رائد الموسيقى في مصر والعالم العربي.. ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش