الوطن:
2025-01-31@08:41:11 GMT

صوت الثورة.. أغاني سيد درويش تشعل حماس الشعب في 1919

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

صوت الثورة.. أغاني سيد درويش تشعل حماس الشعب في 1919

برز الدور الوطنى للموسيقار الكبير الراحل سيد درويش، الذى رحل عن عالمنا فى العاشر من سبتمبر 1923، عن عمر 31 عاماً تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً وغنائياً كبيراً، يشمل عشرات الأغانى والموشحات والمسرحيات الغنائية، لكن يظل عمله الأكثر رسوخاً فى الوجدان هو «بلادى بلادى»، الذى أصبح لاحقاً النشيد الوطنى فى مصر.

وسخّر الفنان الكبير سيد درويش ألحانه وأغانيه لخدمة الروح الوطنية وتحفيز الشعب المصرى فى كثير من المواقف السياسية التى مرت بها مصر فى الفترة من 1910 وحتى 1923، وجاء أبرزها دوره فى ثورة 1919 التى تعد واحدة من أهم الأحداث المصرية التى أثرت فى الأغنية الوطنية والحماسية، وألهبت أغانى «خالد الذكر» الفنان سيد درويش روح الوطنية لدى الشعب الثائر، وقد نهض درويش بدور تغذية روح المقاومة مستعيناً بأغنيات وطنية استلهم منها الشعب حماسته لمواصلة الثورة، والمطالبة بعودة زعيمه سعد زغلول ورفاقه من المنفى، وعبّر سيد درويش من خلال أغانيه الوطنية عن مطالب الثورة والشعب المصرى فى ذلك الوقت بأغنيات مثل «بلادى بلادى، لك حبى وفؤادى»، وأغنيتى «قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك» و«أنا المصرى كريم العنصرين، بنيت المجد بين الأهرامين»، هذه الأغنيات أثرت بشكل كبير فى مشاعر ووجدان المصريين لمواجهة الاحتلال البريطانى.

ويرى المؤرخون وأساتذة التاريخ أن سيد درويش لم يكن مجرد مشارك بأعماله الفنية، بل كان مشاركاً فعلياً فى الثورة، كان يخرج ويتصدر المشهد فى المظاهرات، وسيد درويش كان ثائراً حقيقياً، فقد غيّر مفهوم الغناء وتطرق لموضوعات لم يجرؤ أحد على تناولها، مثل الأغانى التى عددت مشكلات الطوائف العمالية التى اختلط بها فى بداية حياته عندما كان يشتغل بأعمال بسيطة، ومن الأمور التى ربما لا يعلمها البعض عن الفنان الراحل أنه كان ناقداً موسيقياً محترفاً فى المجلات التى كانت تصدر فى ذلك الوقت، وكان يوقع مقالاته باسم (خادم الموسيقى)، وكان لـ «درويش» العديد من الأمنيات التى لم تتحقق، فكان يتمنى دائماً أن يضع موسيقى أوبرا عالمية تخلد حياة الزعيم أحمد عرابى.. ولكن هذا كان مستحيلاً بالنسبة للرقابة الإنجليزية التى كانت موجودة فى ذلك الوقت، وكان يتمنى أن يسافر إلى إيطاليا ليدرس الموسيقى على أيدى أساتذتها، وأعد نفسه للسفر فعلاً سنة 1923وتوفى قبل أن تتحقق أمنياته.

وقال الدكتور محمد سعيد حسن، أستاذ التاريخ الاجتماعى الحديث، إن دور الأغنية الوطنية التى قدمها سيد درويش لم يقتصر على الرسائل السياسية المباشرة أو التعبير عن مطالب الشعب فقط، ففى عام 1919 قام مع الكاتب بديع خيرى بعرض مسرحية بعنوان «قولوا له»، قدما من خلالها عدداً من الأغنيات الوطنية، من بينها أغنية «بنت مصر» التى قُدمت على إثر استشهاد أول شهيدتين فى تلك الثورة، وهما «حميدة خليل» و«شفيقة محمد»، ولم تقف أغنياته على كونها مجرد كلمات حماسية تلهب مشاعر الشعب المصرى فقط، بل تحولت إلى هتافات سياسية أطلقها المواطنون فى الشوارع فور سماعها، فكان لأغانى سيد درويش دور الضمير الوطنى الذى حرك الشارع المصرى فى ذلك الوقت، غير أنه كان يتصدر الجماهير فى قلب المسيرات والمظاهرات وبجواره بديع خيرى.

وأشار إلى أن درويش قدّم مع بديع خيرى، بعد نفى سعد زغلول، إحدى الأغنيات التى ناشدت بعودة زغلول بعد نفيه خارج مصر وهى أغنية «زغلول يا بلح يا بلح زغلول، ... يا روح بلادك ليه طال بعادك»، كما اقتبس «درويش» من أقوال الزعيم مصطفى كامل عبارات استخدمها فى صياغة النشيد الوطنى المصرى الحالى «بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى»، وهو النشيد الذى أطلقه فى خضم الثورة، وكثيراً ما تغنى به المصريون فى مناسباتهم الوطنية.

كان عام 1919 أكثر السنوات إنتاجاً فى تاريخ «درويش» الفنى، وفقاً لكثير من المؤرخين والنقاد، إذ قدم فى هذا العام 75 لحناً، وهذا يدل على أنه كان متفاعلاً مع مجريات الأحداث السياسية فى البلاد بأعماله الفنية، وبسبب هذه المشاركات والأعمال الموسيقية المختلفة أُطلق على «درويش» العديد من الألقاب، إذ لقّبه الأديب الراحل عباس العقاد بـ«إمام الملحنين»، و«نابغة الموسيقى»، بالإضافة إلى ألقاب أخرى أهمها «فنان الشعب»، «خالد الذكر»، و«مجدد الموسيقى»، و«باعث النهضة الموسيقية».

وظهر إبداع سيد درويش وحبه الكبير لبلاده فى أغنيته التى كتبها بديع خيرى وقام بتلحينها «قوم يا مصرى مصر بتنادى عليك.. خد بنصرى.. نصرى دين واجب عليك»، والتى خلدت أحلام المصريين وآمالهم بالوصول إلى الحرية المنشودة والتخلص من الاستعمار وحمّستهم وحفّزتهم على الثورة، كما كان نشيد مصر الحالى «بلادى بلادى.. لكِ حبى وفؤادى»، الذى ألفه الشيخ يونس القاضى والمستوحى من خطاب للزعيم مصطفى كامل، إحدى الأغنيات التى عبّرت عن ثورة 1919، وكان بمثابة قوة روحية دفعت الشعب المصرى لمقاومة الاحتلال البريطانى، وكذلك كانت أغنية «إحنا الجنود زى الأسود» و«أنا المصرى كريم العنصرين»، وكان آخر أعمال درويش الوطنية أنشودة سعد زغلول، التى كتبها ولحنها تحية لهذا الزعيم يوم عودته للوطن عام 1923، ولكن قضاء الله حال بينه وبين الاحتفال بعودة سعد إلى مصر، فقد توفاه الله قبل عودته بيومين، وكانت الأغنية تقول: «مصرنا وطننا سعدها أملنا.. كلنا جميعاً للوطن ضحية.. أجمعت قلوبنا هلالنا وصليبنا.. أن تعيش مصر عيشة هنية».

«الدسوقى»: أغانيه صارت جزءاً من الحراك الشعبى الواسع

وقال المؤرخ المصرى عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، إن سخط الشعب المصرى ونخبته تفاقمت مع إعلان الاحتلال الإنجليزى حمايته على مصر فى ديسمبر 1914، حيث بات الاحتلال مقروناً بحماية، وصارت مصر بلداً من البلدان الخاضعة للحماية الأجنبية، مشيراً إلى أنه مع هذه الفترة لعبت الأغانى والأشعار والموسيقى دوراً فى زيادة الوعى ونشر القضية الوطنية وعلى رأس ذلك فن سيد درويش..

وتابع: أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، خلال الحرب العالمية الأولى، فعندما أعلن السلطان العثمانى دعمه لألمانيا عام 1914 خلال الحرب، أصبحت مصر التى كانت تحت حكم الخلافة العثمانية من الناحية الاسمية، جزءاً من التحالف ضد بريطانيا، فسارعت قوات الاحتلال البريطانى بخلع الخديو عباس حلمى الثانى من السلطة، وأحلوا محله عمه حسين كامل، ابن الخديو إسماعيل على العرش، وبإعلانه سلطاناً على مصر، أصبحت مصر «شبه مستقلة»، فأعلنت بريطانيا الحماية عليها.

وأوضح أنه توالت الأحداث، وازدادت مشاعر السخط لدى الأغلبية العظمى من السكان أكثر من ذى قبل عندما قامت السلطات البريطانية بحظر سفر الوفد المصرى بزعامة سعد زغلول إلى محادثات السلام فى فرساى عام 1918، مبدِّدة الوعود الكبرى التى قدَّمتها بريطانيا للنخبة المصرية التى كانت تحاول انتزاع بعض المكاسب السياسية من دولة الاحتلال وعلى رأسها الاعتراف الرسمى بالاستقلال ووضع دستور مصرى وتشكيل حكومة وطنية. وانفجر الغضب الشعبى وصارت الأغنية الوطنية جزءاً من الحراك الشعبى الواسع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري الشعب المصرى سعد زغلول التى کانت سید درویش

إقرأ أيضاً:

«السيسى» قدَّم حياتَه فِدَاءً «لِلْوَطَنِ» وَ«الأُمَّةُ»

بَادِئَ ذِى بَدْءٍ «مِصَرّ» أوَّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، أن العقيدة القتالية لأبناء القوات المسلحة، فى الدفاع عن الوطن ومقدراته، ضد كل من تسول له نفسه، المساس بأمنه القومى وأمن واستقرار وسلامة المجتمع، ضد أى تهديدات خارجية أو داخلية، هى رأس العقائد الوطنية الراسخة، لأن هؤلاء الرجال الأبطال الأشداء الأقوياء، مطبوعة تلك العقيدة على أجسادهم، وتجْرِى مَجْرَى الدَّمِ فِى شَّرَايِينِ عُرُوقِهم النَّابِضَةِ، وعلى رأس هذه المؤسسة وقائدها الأعلى، أَسْمَى وأَغْلَى وأشجع الرجال وأَعَلاهم رِفْعَةٍ وقـَـدْرًا ومنزلةٌ ومكانةٌ فى قلوب شعبه، رأس الدولة المصرية سيادة «الرئيس عبدالفتاح السيسى» هذا الشَّأن العظيم واِلْكَيَانّ الْفَرِيد، اُسْمه يَعْنِى «وَطَنَ» وَ «أُمَّة»، الذى وطدت دعائم دولة المؤسسات، ووضع مَعالِمُ الطّريق لقيام نهضة تنموية عمرانية اقتصادية عظيمة لبناء «الجمهورية الجديدة»، ومن عهد نهضته الزُّاهَرَةُ المُزْدَهِرَة، إلى قراءة فى ملحمة حديثه التاريخى جُمْلةً وتفصيلاً، الذى سوف يظل عَمَلًا وطنيًا خَالِدًا بَاقيًا دَائِمًا أبَدَ الدَّهْرِ، حينما تحدث خلال المؤتمر الصحفى المشترك، مع الرئيس الكينى «ويليام روتو» مساء أمس الأربعاء، بإعلانه ورفضه القاطع التهجير القسرى لأهالى «غزة» خارج وطنهم إلى مصر، لاَنَه إذا حدث ذلك فهوا يعد تُقُويِضا للقضية الفلسطينية وهَدْمًا شديدًا لها، بالإضافَةِ إلى ذَلِكَ تصدع الأمن القومى المصرى والعربى وعدم استقراره، ما يفشل عملية السلام وضياع الجهود المبذولة لتحقيقه بين الدول التى تحافظ عليه، ونَحْنُ مؤمنون بقداسة السلام ونسعى إليه، لاَنَ من آثاره وعلاماته، اصلاح ونجاح وثبات مستقبل الشعوب والأمم، وهذا تَنْبِيهَ للرَّأْيِ الْعَامِّ العالمى لكل شعوبه وكافة مذاهبه، وأكد سيادته فى حديثه، بأن جماهير الشعب المصرى بأكملها، ترفض وتنْتَفَضَ ضِدَّ تهجير الفلسطينيين، وإذا طلبت منهم هذا الأمر سيخرجون إلى الميادين رافضينه، ويختتم الرئيس حديثه ويؤكد فيه بقوله، على أن كل من يساهم ويساند ويشارك فى ترحيل وتهجير أهالى فلسطين، هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، وبهذا الحديث المفعم بالوطنية من ذوى الرأى وعُلُوّ المَكَانَة، دَالَتْ وزَالَتْ صفقة القرن واِنْقَضَى زَمَنُهَا، وزَالَتْ معها أيضا الفكرة الشيطانية، التى تعتمد على استقطاع جزء من «سيناء» والتى يُستقبَحُ ذِكرُها، لأنها خطة وفكرة دَوْلَةُ الظُّلْمِ والتَّعَسُّف والاسْتِبْدَادِ، التى تساند التهجير القسرى، ومن حديث الإنصاف «للرئيس السيسى» فى حق أهالى فلسطين، أوصف شخص سيادته الكريم بوصف ببيت شعر للشاعر (البحتري) بقوله،»تجَلّى، فأجلى ظُلمَةَ الظّلمِ عَنهُمُ، وَأشرَقَ فيهِمْ عَدْلُهُ وَرَوَافِدُهْ».

ومن هنا أَليَس لَنَا أَنْ نَتَسَاءَل لِمَاذَا شَرَاذِمُ جُمَّاعَة السِّفْلة الغَوْغَاءُ، على القنوات الفضائية الخارجية ومواقع صفحات الفضاء الإلكترونى، مَنَّ أَصِحَاب الصِّفات الذَّميمة المَمْقُوتَة، تَتَّجِه سُوْء نِيَّتهُم وَمَكْرَهُمْ الْخَبِيثِ، وَإِثْمُهُمَا الَّذِى هُوَ وَصْمَةُ عَارٍ لِهُمَ، عندما تَنْطَوِى الشائعات التى يُطَلَّقُونها بَكَلَ مبالغة واِفْتِرَاءٌ فيه كِذْب وَاخْتِلاقِ، نُحُوّ «الرئيس عبدالفتاح السيسى» لاَنَ سيادته هُوَ القَصْد الموصِل لطريق اسْتِقامَةُ الحقّ، الذى يَجْمعُه غرضٌ واحدٌ للحُفَّاظ على»الوَطَنُ»وَ»الأُمَّةُ»، ينْأَى بهم ضِدَّ شُرُورٌ عُدْوَان دَوَّلَ الاسْتِبْدَادِ وَ الطُّغْيَان أَنْ يَمَسُّهُمُ سوء أو ضرر من جاهليَّتهم، بعد أن تجاوزو الحدَّ بِظُلْمِهِم بتَدْبِيرُ مُؤَامَرَةٍ الإِيقَاعِ بالدول وهْلاَكِهِا، بطريق خِيَانَةِ كل خائن، يبيع وطنه وشعبه يَتَآمَر مع أعدائه عليه بنشر «الفوضى الخلاقة»، والَّذين كَانُواْ سَبَبًا فى تُلَاشَى بِلَادهُم من الوُجُودُ، بعد أن اضمحلَّت وَضَعُفَتْ وَوَهُنَتْ وصارت عَدَمًا حتى تَمَزَّقْت أَوُصَّالها وتفَكَّكَت أجزاؤها، وهذا ما يتمناه لمصر دعاة الجهالات، على الفضائيات الخارجية، ومواقع التواصل الاجتماعى، وما يزيفونه من كلام وأحداث ليس لها سَنْد من الحقيقة، لان هدفهم خداع الشعب بِالأَوْهَامِ والخُرَافَات الكَاذِبَةِ.

لقد تولى «الرئيس السيسى» حكم البلاد، فى أصعب حقبة من تاريخ مصر الحديث، لأنها كانت على حافّة السقوط والهلاك، عندما اِنْساقَتِ الفئة الضالة من الشعب، وراء جماعة الإخوان ونشطاء السبوبة، لزعزعة الاستقرار السياسى والأمنى.

مقالات مشابهة

  • «الحرية المصري»: ابتزاز الإعلام الإسرائيلي لن يؤثر على موقف الدولة الداعم لفلسطين
  • مصر تقول نعم لقيادتها الوطنية المخلصة
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • «السيسى» قدَّم حياتَه فِدَاءً «لِلْوَطَنِ» وَ«الأُمَّةُ»
  • وزير الصحة يلتقي بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية
  • وتريات الإسكندرية يعزف أعمال باخ في سيد درويش
  • مكمن صلابة مصر
  • نواب وحزبيون يشيدون برفض الرئيس السيسي للتهجير: تعكس ثوابت الموقف المصري التاريخي
  • ليس على «ترامب» حرج
  • سايحي يستقبل الفدرالية الوطنية للصحة