الوطن:
2025-01-23@20:59:17 GMT

من مذكرات الريحاني وبديع خيري.. أسرار فنان الشعب

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

من مذكرات الريحاني وبديع خيري.. أسرار فنان الشعب

«أنا المصرى كريم العنصرين، بنيت المجد بين الأهرمين، جدودى أنشأوا العلم العجيب، ومجرى النيل فى الوادى الخصيب، لهم فى الدنيا آلاف السنين، ويفنى الكون وهم موجودين»، كلمات ترددت على ألحان عبقرية لفنان الشعب سيد درويش، جسّدت تراث مصر الفنى خلال الربع الأول من القرن الماضى، ليرحل درويش عن عالمنا مبكراً فى 1923 عن عمر يناهز 31 عاماً.

جورج أبيض استعان به لإنتاج مسرحية غنائية ضاحكة

دخول سيد درويش عالم التلحين المسرحى كان نتاج «حادث عجيب»، بحسب رواية بديع خيرى فى أحد اللقاءات الإذاعية النادرة، حيث استوقف جورج أبيض إقبال الجمهور بصورة كبيرة على مسارح الريحانى والكسار بعد عزوفه عن مشاهدة الدراما الكلاسيكية، وهو ما دفعه للتفكير فى إنتاج مسرحية غنائية ضاحكة، فرشح عبدالرحيم المصرى لاكتشاف المواهب، ليكلف الأخير سيد درويش بتلحين المسرحية.

«أنا عاوز أقابل سيد درويش، قل له بديع خيرى، وغمزته بقرشين، فقادنى إلى سيد درويش فى مقصورته وكان ممنوع حد يقابله». كلمات سطرها بديع خيرى فى مذكراته عن فنان الشعب السكندرى سيد درويش بعد أن جلس فى صفوف المتفرجين واستمتع بموهبته فى كوم الدكة، وفى حركة مفاجئة قام سيد درويش واحتضن بديع خيرى الذى لا يعرفه وسط دهشة الأخير، ليفسر له سيد درويش الأمر بأنه قام بتلحين زجل كتبه «خيرى» بإحدى المجلات دون أن يعرف هذا الأمر، وسمّعه سيد درويش اللحن الذى أعجبه بشدة، ليتمكن خيرى بعدها من إقناع سيد درويش بالرحيل معه للقاهرة للعمل فى المسرحية الكوميدية مع جورج أبيض ليتم تقديم مسرحية «فيروز شاه».

وتوطدت أواصر الود بين الثنائى سيد درويش وبديع خيرى، ويقول عنها «خيرى» فى مذكراته: «أصبحت لا أفترق عن سيد درويش، وتوطدت بيننا الألفة والصداقة بل والأخوَّة، ومن أجلى نقل سكنه إلى جانبى فى شبرا بجزيرة بدران»، وتوطدت صلة والدة سيد درويش بوالدة بديع خيرى، وأصبح البيتان بيتاً واحداً، وكان كثيراً ما يوقظه من نومه ويحثه عل العمل، وكان سيد درويش عنيداً وصلب الرأى جداً، ويحكى خيرى: «كان يقول لى ممكن تسمع اللحن ده وتحط عليه كلام يناسب الوضع، فينتهى الحوار بالنشيد الشهير: قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك».

«الريحانى»: برىء كالأطفال وسليم النية كان يشعر بأنه قريب من الموت

إعجاب «الريحانى» بصوت «درويش» لم يمنع سوء الفهم بينهما خلال أول لقاء بعد أن أبدى «الريحانى» تعجبه من أن يقوم شخص بهذه الهيئة بتلحين هذه الألحان الرقيقة، ليرد «درويش» على تهكمه متسائلاً إذا كان يتم اختيار الملحنين وفقاً لأوزانهم على الميزان أو أنهم يطلبون ملحنين مصابين بالسل، قبل أن يهم بمغادرة المكان، لولا أن «الريحانى» تشبث بملابسه ليوقفه ويتفق معه على تلحين مسرحيته الجديدة: «نظرتى للشيخ سيد تغيرت، روحه الشفافة الرقيقة طغت على جسده الضخم، فأضحى كطفل برىء، وهو فعلاً كان طفل برىء طيب القلب وسليم النية، يفرح بكلمة ويزعل من كلمة، وكل ده إحساس صادر عن روح دايماً محبوسة عايزة تنطلق من قيود الجسد، تئن وتصرخ وتثور بلغة الأرواح، لغة الموسيقى».

لحّن سيد درويش أول رواية استعراضية لـ«الريحانى» باسم «ولو»، وحققت نجاحاً منقطع النظير، ويسرد «الريحانى» القصة قائلاً: «الرواية طلعت فى المسرح من هنا وفلوس الناس طلعت من جيوبها من هنا، الشوارع مطرح ما تمشى ما تسمعش إلا (الحلوة دى قامت تعجن فى البدرية)، و(يهوّن الله على السقايين)، والمدهش إنى أنا بصوتى ده كان عامل لى ألحان تطرب وتكسر إيد المتفرجين من كتر التصفيق».

ذكريات طويلة تجمع «الريحانى» مع سيد درويش عنوانها الوداد والإخلاص والتقدير، ولم تخلُ أيضاً من المشاحنات والخلاف والغضب، إلى جانب الرضا والضحك والبكاء أحياناً، يروى الريحانى أحد تلك الخلافات الذى وصل إلى حد الخصام، فجمعهما صديق مشترك للصلح بينهما، غير أن المشاحنات لم تنته بمنزل صديقهما حتى وقف عصفور كناريا يغرد على الشباك، فما كان من سيد درويش إلا أن أطفأ النور نصف ساعة كاملة قام خلالها بالعزف على العود وسط انسجام كبير من الحضور قبل أن يترك عوده فجأة، فقام الريحانى بإضاءة النور ليجد سيد درويش غارقاً فى دموعه فاحتضنه واصطلحا قبل أن يشتبكا مرة أخرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري سید درویش

إقرأ أيضاً:

الضاحك الباكي.. ذكرى ميلاد الفنان نجيب الريحاني (فيديو)

حنية وهدوء ورزانة عقل وموهبة جبارة، توليفة صنعت اسم واحد من أهم رواد المسرح والسينما في مصر والوطن العربي، عرف بـ«سي عمر» و«أبو حلموس» و«كشكش بيه»، فأصبح أسطورة فنية وحدوتة مصرية أصيلة صنعت جزءًا كبيرًا من المجد المصري في السينما والمسرح، إنّه «الضاحك الباكي» نجيب الريحاني.

أعمال نجيب الريحاني الفنية حافلة بالإنجازات

ولد الفنان نجيب الريحاني في حي باب الشعرية عام 1889، والتحق بمدرسة الفرير، لكنه توقف عن الدراسة بعد حصوله على شهادة البكالوريا، وعمل بعد ذلك كاتب حسابات في شركة السكر بالصعيد، لكنه استقال وعاد إلى القاهرة؛ ليؤسس مع صديقه محمد سعيد فرقة مسرحية تقدم اسكتشات خفيفة، ومن هنا كانت الانطلاقة لتأسيس فرقة نجيب الريحاني التي قدّمت خلال مشوارها نحو 33 مسرحية، بحسب «إكسترا نيوز».

بصمة لا تنسى في ذاكرة السينما المصرية

وفي عام 1946 قرر الريحاني اعتزال المسرح والتفرغ للسينما، ليبدأ مرحلة جديدة من الانتشار الجماهيري، ورغم أنّ رصيده السينمائي لا يتجاوز 8 أفلام، لكنه استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة السينما المصرية.

وكتب الريحاني قبل وفاته بأيام قليلة خلاصة حياته في كلمات قصيرة، وطلب من صديقه بديع خيري نشرها بعد رحيله، لم يمضِ أسبوعان إلا واشتد عليه المرض ليرحل عن عالمنا في 8 يونيو عام 1949، رحم الله الفنان الكبير نجيب الريحاني.

مقالات مشابهة

  • فصول لمواهب الأوبرا بالإسكندرية فى مسرح سيد درويش
  • عمل فني ينتظر عمرو يوسف بعد الانتهاء من تصوير «درويش»
  • طارق العريان ينتظر انتهاء درويش عمرو يوسف
  • تخطى ثمنه 4 ملايين جنيه.. مزاد خيري على «مج» لدعم أهالي غزة
  • أنغام: والدي أسس أستوديو في التسعينيات وكان يصنع داخله أعماله الموسيقية والغنائية
  • مذكرات توقيف جديدة بحق بشار الأسد و3 متورطين في جرائم حرب
  • الضاحك الباكي.. ذكرى ميلاد الفنان نجيب الريحاني (فيديو)
  • صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية: “نجيم” اعتقل في الفندق وكان يخطط للذهاب إلى ملعب تورينو
  • مذكرات تفاهم لتعزيز الهوية الثقافية والبصرية في محافظة مسندم
  • في ذكرى ميلاده.. قصة كلبة نجيب الريحاني الذي مات حرنا عليها