رئيس دينية الشيوخ يطالب بالرقابة على المواد الإعلامية للدعاة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إنه لا بد من أن تقوم المؤسسات الدينية بنشر ثقافة الاستيثاق والتثبت من المعلومات وتمييز المواقع الموثوقة من غيرها، وذلك وفق خطة مدروسة.
وأضاف عامر خلال ترؤسه جلسة "الاستخدام غير الرشيد للوسائل الإلكترونية"، باليوم الثاني للمؤتمر ال٣٤ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني"، أنه لا بد من وجود رقابة لما ينشره الدعاة من مواد إعلامية، وحتى يسهل الأمر يتم إعداد منصة إلكترونية توضع عليها المواد التي تقرها المؤسسات الدينية، عبر عدة جهات:
أولا: هذا إعلان من المؤسسات الدينية بأن المواد الموجودة على هذه المنصة موثوقة.
ثانيا: إيجاد رافد مرجعي ينهل منه الدعاة وغيرهم.
ثالثا: حث على الالتزام بالمنهج الوسطي ونشره.
وأشار عامر إلى أن المؤتمر يتناول موضوعا غاية في الأهمية، هو من واجبات الوقت، وهذا وعي مقدور، وجهد مشكور، نتطلع معهما إلى مزيد من الاعتناء ببقية الجوانب التي تتصل بالفضاء الإلكتروني التي تحتاج إلى يقظة ووعي وعمل جاد يؤمن مستقبل أوطاننا وأبنائنا، وخاصة ما يتصل بدعوات نشر الشذوذ والحريات المنفلتة وطمس الهوية...، تلك الدعوات التي تخالف جميع الشرائع السماوية، والفطرة السوية التي فطر الله تعالى الناس عليها، والتي يجب أن تقوم المؤسسات الدينية الرسمية بوضع خطة شاملة لتطوير سبل الدعوة التي تواجه هذه الدعوات بصورها المختلفة...، وهذا من أهم واجبات الوقت.
ولفت عامر، إلى أن الأخلاق تتأثر تأثرا واضحا بما يتلقاه الناس من مواد إعلامية مختلفة، وهو ما يتوفر بكثرة خلال الفضاء الإلكتروني، الذي من أهم خصائصه إتاحة فرص التواصل للجميع، وهذا وإن بدا مزية لدى كثير من الناس إلا أنه في ذاته يشكل مشكلة كبرى، حيث إنه أتاح للجميع مؤهلين وغير مؤهلين، سالمي النوايا أو غير سالميها، أن يتواصلوا وأن يعرضوا ما لديهم، ومع التشويش على الثقافة الدينية الصحيحة، والمنهج الأزهري الوسطي، وغياب العقلية الناقدة، وأسس المنهج العلمي.
ونوه رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إلى أنه يمكن تقسيم ما أتيح من خلال الفضاء الإلكتروني بحسب عنوان المؤتمر إلى قسمين رئيسين:
(الأول) الاستخدام الرشيد في الدعوة، ونحصره الآن في استخدام المؤسسات الدينية الرسمية، وهي جهود مقدورة مشكورة، إلا أنها تحتاج إلى بعض الأمور:
- أولا: تكثيف الجهود للظهور وسط هذا الزخم.
- ثانيا: توحيد الجهود بحيث تتضافر فيما بينها، ويكمل بعضها بعضا، لا أن تعمل بصورة فردية فيؤدي هذا إلى تكرار العمل، وتفرق الجهد، وتشتيت المستخدم.
- ثالثا: استخدام وسائل التواصل الحديثة بشتى صورها بصورة تكاملية أيضا، فالاقتصار على بعض الوسائل يحول دون الوصول إلى كل الفئات المستهدفة داخل الوطن أو خارجه.
- رابعا: الاهتمام بمعالجة شتى الجوانب، فمثلا عدم وجود منصة إلكترونية علمية لخدمة الدعاة يؤدي إلى دخول الدعاة على مواقع متطرفة فكريا فيتأثر الداعية وإن لم يشعر؛ لأن الذي يقدم هناك نمط فكري وليس مجرد معلومات.
- خامسا: الاهتمام بإعداد موسوعة علمية شاملة في مختلف العلوم الشرعية والعربية من عقيدة، وتفسير وعلوم القرآن الكريم، وحديث وعلومه، وفقه وأصول، وسيرة، ولغة وأدب...، وغيرها من العلوم، بحيث تكون مصدرا علميا يتسم بالوسطية والاعتدال وبطريقة منظمة ينهل منها الباحثون والطلاب والدعاة والمثقفون وغيرهم، وتتطور باستمرار تطورا يواكب تغير الأحوال والزمان والمكان وفقا للضوابط الشرعية، وتتاح بصورة عامة عبر الفضاء فتواجه الموسوعات ذات الفكر المنحرف.
- سادسا: ينبغي التطوير التقني المستمر للمواقع الإلكترونية والوسائل التقنية المستخدمة في الدعوة بما يتناسب مع الفئات المستهدفة المختلفة.
- سابعا: تنبغي مراعاة طرائق العرض الجذابة للمواد القيمة الموجودة، كما ينبغي الإعلان عنها بشكل جذاب ومكثف يضمن جذب الفئات المختلفة.
- ثامنا: لا بد من التعامل مع وسائل التواصل المختلفة بصورة علمية، وهذا يشمل أمورا:
الأول: معرفة الوسيلة المناسبة لكل بلد من البلدان وفئة من الفئات العمرية والاجتماعية، وهذا يساعد في توجيه المادة المناسبة بالصورة المناسبة بحسب كل وسيلة.
الثاني: معرفة الحجم المناسب لعرض المادة بحيث لا
يحصل ملل منها إذا طالت.
الثالث: معرفة التوقيت المناسب للبث، فمثلا (الفيس بوك) تختلف أوقات الإقبال عليه بحسب البلدان والمحافظات.
الرابع: لا بد من قياس الإقبال وتحديد خصائص المواد التي عليها أكبر نسبة إقبال والعكس لتحديد السمات التي ينبغي توافرها لجذب الفئات المختلفة، وثم برامج لقياس هذه الأمور ينبغي إعداد فريق فني للعمل عليها وتقديم تقارير دورية بها للجهات الثلاث، وهذا التحليل لا يقتصر على المواد المبثوثة من المؤسسات فقط بل يشمل ما يمتلئ به الفضاء الإلكتروني.
وتابع:"وأما الاستخدام (الثاني) فهو الاستخدام غير الرشيد، فهذا له صور متعددة يمكننا حصرها بشكل إجمالي في صورتين:
- استخدام يهدف إلى نشر مادة مضللة، كصفحات الفكر المخالف لأهل السنة والجماعة وصفحات نشر البهائية، والقاديانية، والفكر المتطرف بصوره المختلفة.
- هناك استخدام حسن القصد لكنه بدون تأهيل علمي وسلوكي كاف للتصدر، وبدون إجازة من العلماء المتخصصين، وحسن القصد وحده لا يكفي، فالدب الذي قتل صاحبه ليدفع عن أنفه ذبابة كان مخلصا!
وهنا لا بد من بيان أمور:
- أولا التطرف الديني لا يقتصر على صورة واحدة فقط بل هو يشمل عدة صور:
- فهو يشمل الدعوات المتطرفة التي تؤسس للإرهاب، وإن لم يكن هذا بصورة مباشرة، فبعض التيارات المتطرفة يعرضون أمورا باعتبارها من أصول العقيدة الصحيحة، ويقررون هذا ويكررونه حتى ينغرس في نفوس العوام أن من لا يقول بهذا مبتدع أو كافر، وبالتالي قد يخرج من أولئك العوام من يستحل سفك دماء من يراهم مخالفين لعقيدته.
- كما أن التطرف يشمل الدعوات التي من شأنها التشكيك في ثوابت الدين والقيم وإثارة الشبهات وإن بصورة غير مباشرة، وهو ما يجب تصحيحه، وبيان الشروط التي يجب توافرها فيمن يتكلم في الدين.
كما أن التطرف يشمل الدعوات التي تخالف المنهج الأزهري الوسطي وتشتت الجماهير.
وشدد أن هذه كلها دعوات متطرفة هدامة تعمل على هدم الدين وزعزعة كيان الوطن؛ لأن الدين مقوم أساس من مقومات ودعائم الوطن، والحفاظ على الوطن هو حفاظ على المقاصد الشرعية الضرورية الخمسة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: زلزال المغرب اليوم الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة المواد الإعلامية للدعاة دينية الشيوخ الفضاء الإلکترونی المؤسسات الدینیة لا بد من
إقرأ أيضاً:
دينية الشيوخ: كلمة الرئيس بالقمة العربية الإسلامية أبرزت الرؤية المصرية للالتزام بالسلام
قال النائب نادر يوسف نسيم وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالقمة العربية الإسلامية التي عقدت في المملكة العربية السعودية، أبرزت رؤية مصر الاستراتيجية حول الالتزام بالسلام، والحفاظ على وحدة وسيادة الدول العربية، والتصدي لمحاولات تصفية قضايا الشعوب العادلة.
وأضاف نادر نسيم، في تصريح خاص، أن الرئيس أشار خلال كلمته إلى أن مصر تحملت مسؤولية إطلاق مسار السلام في المنطقة منذ عقود، في إشارة إلى أدوارها التاريخية كداعم رئيسي لاستقرار المنطقة، ويأتي تذكير الرئيس بذلك ليؤكد أن مصر ما زالت ترى في السلام خيارًا استراتيجيًا وحيدًا.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القمة العربية الإسلامية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض تأتي كحدث مهم يعكس أهمية التكاتف العربي والإسلامي في مواجهة التحديات الراهنة، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في غزة ولبنان.
وأوضح النائب نادر يوسف نسيم أن هذا التصعيد الذي يتجاوز حدوده العسكرية أصبح يشكل أزمة إنسانية وسياسية كبرى تتطلب موقفاً واضحاً وحاسماً من قبل الدول العربية والإسلامية.