«نهر لن ينضب».. تأثير «الغائب الحاضر» في السينما والدراما
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
سبق عصره بألحانه التى أبت الرحيل مع جسده الذى فارق الحياة قبل 100 عام، لتبقى موسيقى سيد درويش باقية فى السينما والدراما تخطف قلوب الجماهير فهو «فنان الشعب» مؤسس الثورة الموسيقية التى جمعت بين طبقات المجتمع المصرى، يرددها الجميع والكل فى حضرته سارحاً مع أشعاره وألحانه، التى ما زالت تحييها الأعمال الفنية من جديد، رغم أنه رحل فى عام 1923 الذى تزامن مع ميلاد السينما المصرية، ليخطفه الموت شاباً لكن القدر أعاده إليها بروحه وأعماله الخالدة وبقى الموسيقار سيد درويش «الغائب الحاضر» فى الفن المصرى.
محمد شوقى، المؤرخ الفنى، تحدث لـ«الوطن»، عن تأثير الشاعر والموسيقار سيد الدرويش فى الأعمال السينمائية والدرامية المصرية، مؤكداً أنه رغم عدم حضور «فنان الشعب» لانطلاقة السينما المصرية، إذ تم عرض أول فيلم سينمائى ناطق «أولاد الذوات» فى العام 1932، وهو ذاته العام الذى شهد رحيل الموسيقار سيد درويش، لكن بقيت أعماله تقدّم فى أشكال غنائية مختلفة، خاصة فى الأفلام، أو من خلال بعض الفنانين الذين حاولوا تجسيد جانب من شخصيته فى الأعمال الفنية.
وتحدث المؤرخ الفنى عن اشتراك الموسيقار سيد درويش فى إنشاء المسرح الغنائى، ليكون «الضلع الثالث» فى إنشاء «مسرح الريحانى» فى العشرينات من القرن الماضى، وهو المعلومة التى ربما لا يعرفها البعض، إذ إن القدر لم يعط «درويش» الفرصة لاستكماله بسبب رحيله أثناء فترة شبابه، موضحاً أن الفضل يرجع إلى الموسيقار سيد درويش، المؤسس للموسيقى الشعبية ذات الطابع المصرى الخالص، موضحاً أن غالبية الألحان خلال هذه الفترة كانت تعود لأصول تركية وشركسية.
«من الطبقات العليا للباعة الجائلين.. الكل كان بيحب يسمعه» هكذا واصل المؤرخ الفنى حديثه، عن تأثير الموسيقار سيد درويش، فى الموسيقى المصرية، فهو القائل بصوته الحنون: «أنا المصرى.. بلادى بلادى.. قوم يا مصرى.. يا عزيز عينى أنا نفسى أروّح بلدى» وغيرها من الأغانى الوطنية التى لحنها «درويش» ليصبح «فنان الشعب»، الذى خرج من عباءته الكثير من الفنانين، ومنهم الفنان محمد عبدالوهاب وبليغ حمدى ومحمد القصبجى، رغم أنه كان من مجددى الموسيقى لكنه أيضاً تعلم من مدرسة الراحل سيد درويش.
«نهر لن ينضب»، هكذا وصف «شوقى» فى حديثه عن تأثير موسيقى سيد درويش فى الأعمال الفنية، خاصة التى جسدت الحقبة التاريخية عن ثورة 1919، ليستحضر القائمون على العمل الفنى أغانيه الخالدة مثل: «أنا المصرى كريم العنصرين» و«قوم يا مصرى»، وهو ما تم تجسيده بالفعل فى عدة مسلسلات منها: «الشارع الجديد» للفنانة فردوس عبدالحميد والراحل عزت العلايلى، بالإضافة إلى الجزء الأول من «زيزينيا» وأيضاً مسلسل «حارة الشرفاء» للفنان محمود حميدة وغيرها من الأعمال الحديثة أيضاً منها «أهو دا اللى صار»، وجسد الفنان الشاب محمد العمروسى دور الموسيقار سيد درويش.
لم تغب روح «درويش» عن الأفلام المصرية، ليأتى فيلم «أميرة حبى أنا» وتنجح سندريلا الشاشة سعاد حسنى فى جذب الأنظار بتقديم أوبريتات مميزة للموسيقار سيد درويش على المسرح منها: «شيكو شيكو» و«البورى بيندهلك اسمع منه»، بالإضافة أيضاً إلى إبراز أعماله فى ثلاثية الأديب نجيب محفوظ فى أفلامه الثلاثة.
ورغم تأثير الموسيقار سيد درويش فى الأعمال الفنية، لكن المؤرخ الفنى لم يرَ خروج فيلم سينمائى أو مسلسل درامى بشكل قوى يجسد حياة «فنان الشعب»، رغم وجود بعض المحاولات من الفنانين، مستشهداً بفيلم «سيد درويش» للفنان كرم مطاوع والفنانة الراحلة هند رستم، لكن لم يتم تقديمه بشكل حقيقى عن الفنان سيد درويش.
«الشناوى»: نحتاج لعمل فنى يبرز حياته.. والأغانى الوطنية الأكثر تجسيداً فى الدراماوربما هو ما اتفق عليه الناقد الفنى طارق الشناوى، الذى ذكر خلال حديثه لـ«الوطن» أنه ما زال الكثيرون يتشوقون لرؤية عمل فنى قوى يجسد حياة الموسيقار الراحل سيد درويش، رغم بعض محاولات الفنانين، مثل ما جسده الفنان كرم مطاوع فى فيلمه الذى حمل اسم «سيد درويش» ليصفه «الشناوى» بأن الفيلم كان أقرب للوثائقى عن مراحل حياة سيد درويش. وأضاف أن مسلسل «أهل الهوى» الذى عرض فى العام 2012 تناول علاقة صداقة الراحلين بيرم التونسى وسيد درويش، وجسد دوره حفيده الفنان إيمان بحر درويش، كما أن اختيار إيمان البحر درويش وهو فى عمر متقدم، رغم أن سيد درويش رحل وهو شاب صغير، كان من العوامل التى أضعفت نجاح المسلسل بسبب الفارق العمرى.
وتابع «الشناوى» خلال حديثه أن الأعمال الوطنية للموسيقار سيد درويش هى أكثر ما تم إبرازه فى الأعمال الفنية سواء الأفلام أو المسلسلات، لكن لم يعن ذلك الإغفال عن الأغانى العاطفية والمجتمعية التى لحنها أيضاً والتى يعد أبرزها «أنا هويت وانتهيت».
وتابع الناقد الفنى فى حديثه أنه ما زلنا ننتظر عملاً فنياً حقيقياً يقدم جوانب حياة الشاعر وأبوالموسيقى سيد درويش، لأنه صاحب الثورة الموسيقية، إذ اعتمد فى ألحانه على رسم حالة إبداعية بالموسيقى، فهو لم يكتف بالتلحين لكن تجسيد حالة الأغانى فى الدراما من خلال المسرح الغنائى، إذ يعتبر أحد أهم مؤسسيه بالتعاون مع بديع خيرى ويونس القاضى، مثل ما قدمه من أوبريتات منها «الحلوة قامت تعجن من الفجرية» والذى يعد من أشهر الأوبريتات الغنائية التى قام بتلحينها.
واختتم «الشناوى» حديثه بأنه رغم وفاة الفنان سيد درويش، فى ريعان شبابه، إذ بلغ من عمره وقت وفاته الـ31 عاماً، لكنه يستحق بالفعل لقب «فنان الشعب»، إذ تجاوز عمره الإبداعى أكثر من 15 عاماً اتضحت فى الكثير من الألحان الغنائية التى قدمها للجمهور وما زالت قائمة حتى الآن منها ما ظهر للنور وعاشت بين الوجدان ومنها ما طوته الذكريات، لذلك يستحق المبدع سيد درويش وجود فيلم سينمائى يجسد تفاصيل حياته الدرامية والإبداعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري فنان الشعب درویش فى
إقرأ أيضاً:
نتنياهو الخسران الأكبر
وقفتنا هذا الأسبوع نتحدث فيها عما يتصل بأشقائنا الفلسطينيين الأحباب، بعد أن وصلت مشكلتهم لمفترق الطرق، فصبرهم هذا لا تتحمله الجبال، ولكن صبرهم ومقاومتهم الغراء أصبح نذير خير بقرب إعلان انتصارهم إن شاء الله ولِمَ لا وهو وعد الله الحق، من يصبر ينل.
فالصبر مفتاح الفرج، إن بعد العسر يسر، وأكاد أرى اكتمال نصر الله سبحانه وتعالى لهم يلوح فى الأفق، بعد إعلان خسارة نتنياهو وجيشه وعملائهم قريبًا إن شاء الله.
فهذا النتنياهو يغرق فى بحر رمال غزة كما يغرق العصفور فى بحر رمال صحراء الربع الخالى، وما يزال هناك الكثير لتبوح به معركة طوفان الأقصى التى بدأت فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ومستمرة حتى الآن فى أطول معركة، يخوضها الصهاينة فى تاريخهم ولم يتبق إلا إعلان هزيمتهم برغم الدمار الذى أحلوه بغزة والضفة، ولكنه يبين حجم الفشل والمستنقع العميق الذى سقطوا فيه سقوطًا مدويًا.
لم يتبق لنتنياهو وعصابته إلا ما يفعله أي منهزم ألا وهو استخدام آخر كارت فاشل ألا وهو استخدام السلاح الذى لا يملك إلا غيره، ألا وهو سلاح الطيران الحربى ولكنه رغم أنه سلاح مدمر، ولكنه ليس كل شيء بل اقترب موعد حرقه، مع صبر أشقائنا فى فلسطين فلن تقبل أمريكا ودول أوروبا استمراره فى فشله، لأن لهم مصالح متوقفة فى منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر لن يصبر معه داعموه كثيرًا، وسنرى انتصار الفلسطينيين قريبًا إن شاء الله.
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
ماكرون: قمة ثلاثية مع الرئيس السيسي والملك عبد الله لبحث الوضع بغزة
اليونيسف: منع دخول المساعدات إلى غزة يؤثر على أكثر من مليون طفل