موطن صاحب المقام.. «كوم الدكة» شاهدة على أيامه الأولى
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
فى إحدى المناطق الشعبية البسيطة وسط الإسكندرية، وتحديداً منطقة «كوم الدكة»، وُلد الفنان سيد درويش فى 17 مارس عام 1892، عاش فيها سنوات قبل انتقاله إلى القاهرة بين ذهاب وعودة، ثم توفى فى شقة شقيقته بمنطقة محرم بك المجاورة لكوم الدكة فى 15 سبتمبر عام 1923. تلك المنطقة كانت شاهدة على بزوغ نجم سيد درويش وما زالت تخلد ذكراه بجرافيتى على الجدران على الرغم من وفاته قبل 100 عام، فيما يتردد صوت الموسيقار الراحل بمقهى سيد درويش فى منتصف شارع كوم الدكة الرئيسى وهو يغنى أغنيته الشهيرة «أنا هويت»، وكأنها رسالة ضمنية من أهالى المنطقة بأنهم وقعوا فى هوى درويش، كما وقع هو فى حبهم منذ عشرات السنين.
«سيد درويش هو عشق إسكندرية وكوم الدكة بالتحديد، فعلى الرغم من وفاته قبل 100 عام إلا أنه رمز منطقتنا ودائماً نحتفل بعيد ميلاده كل سنة»، قالها محمد إبراهيم عبدالستار، رئيس مجلس إدارة جمعية أهالى كوم الدكة للتنمية التى تهتم بتخليد ذكرى سيد درويش، مضيفاً أن الكثير من تفاصيل حياة سيد درويش رواها نجله «محمد» وكبار المنطقة،
محمد البحر حرص على تخليد ذكرى والده فى احتفالات سنوية بحضور مُحبى الطربوتناقلتها الأجيال: «على الرغم من حياته القصيرة التى لم تتعدّ 31 سنة، إلا أنه تزوج 4 مرات، منها 3 فى الإسكندرية، أولاها حين بلغ 16 عاماً وأسفر هذا الزواج عن إنجاب محمد البحر فى 1 يناير 1909، والذى رُزق بعد ذلك بالحفيد إيمان البحر درويش، كما أنجب (سيد) من زوجته الأولى طفلاً آخر يُدعى (أحمد) توفى بعد 3 أشهر من ميلاده، وطلقها بعد زواج دام عدة سنوات». وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية أهالى كوم الدكة إلى أن الزواج الثانى لسيد درويش كان من ابنة عمه، تلبية لرغبة وإلحاح أسرته عليه بالزواج لكى يبتعد عن ملهمته «جليلة السكندرية»، إلا أنه لم يحدث وفاق بينهما، وانتهت الزيجة بالطلاق بعد شهرين تقريباً من الزواج، وبعدها مباشرة توفيت ابنة عمه، ولذلك غنى لها لحن: «مظلومة وياك يا ابن عمى»، لافتاً إلى أن الزيجة الثالثة تمت بطريقة «الصالونات»: «تزوج درويش بزوجته الثالثة دون أن يراها ولم تدم زيجته غير ليلة واحدة، حيث يُروى أنه فى ليلة الزفاف رأى وجهها وقام بتطليقها فى صباح اليوم التالى، فهى لم تكن جميلة، والطريف أن اسمها كان جميلة». ولفت «عبدالستار» إلى أن «درويش» انتقل إلى القاهرة فى العام 1917 بمساعدة صديقه بديع خيرى، وهناك أتم زيجته الرابعة من «جليلة عبدالرحيم»، وأنجب منها ولدين، الأول «يحيى»، وتوفى قبل أن يتم عامه الأول، والثانى حسن درويش، وُلد فى 29 نوفمبر عام 1921، واستطرد: «توجد أسرتان لسيد درويش واحدة فى القاهرة والأخرى فى الإسكندرية، وأهل المنطقة اعتادوا على جمعهم فى لقاءات، والتواصل معهم».
ولم تكن جلسات «المغنى والسهر» هى الشكل الوحيد الذى كان يلتقى خلاله أبناء سيد درويش وحفيده بأهالى «كوم الدكة»، بل كانوا ينظمون احتفالاً سنوياً تزامناً مع عيد ميلاد سيد درويش يجمعون فيه محبى الطرب من أهالى الإسكندرية والمثقفين، ويجلس الابن «محمد» يروى حكايات جديدة فى كل مرة عن والده الفنان سيد درويش، يقول رئيس جمعية كوم الدكة: «كنا نعشق هذه الجلسات لنسمع حكايات جديدة عن سيد درويش». «ما دمت أنا بهجره ارتضيت.. خلى بقى اللى يقول يقول»، مقطع من أغنية سيد درويش تصدح به مكبرات الصوت بمقهى سيد درويش، حيث يستمع إليها أبناء المنطقة يومياً دون ملل أو كلل، وكأنها المرة الأولى التى يسمعونها فيها.. يقول «علينو الشيتوى»، صاحب المقهى، إن صوت سيد درويش وألحانه لا يكل منها أحد: «عرفنا أن سيد درويش بعد وفاة والده تنقل بين أعمال كثيرة منها النجارة والبناء، وأثناء عمله فى المعمار كان يغنى، فأنجز العمال مهمتهم فى هذا اليوم، لذلك اتفق معه صاحب العمل على الغناء للعمال مقابل عدم تكليفه بأعمال يدوية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري کوم الدکة سید درویش
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة وملك الأردن: تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة ولبنان
أبوظبي (وام)
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية، وغيرها من الجوانب التي تعزز آفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين على مختلف المستويات.
جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو رئيس الدولة أخاه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي وصل العاصمة أبوظبي أمس في زيارة أخوية إلى دولة الإمارات.
واستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجلالة الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة المستجدات في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين في هذا السياق أهمية تكثيف الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع ولبنان، وضمان الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وتوفير الدعم الإنساني الكافي لهم، كما شددا على الموقف الإماراتي الأردني الثابت تجاه الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ووقوف البلدين مع الشعب اللبناني الشقيق.
أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الإمارات تغيث النازحين في شمال غزةوأكد صاحب السمو رئيس الدولة وجلالة ملك الأردن، ضرورة تكثيف العمل من أجل منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، والذي يهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى إيجاد مسار واضح للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع. كما أكد الجانبان حرصهما المتبادل على مواصلة التشاور الأخوي بشأن مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
وكان صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد وصل البلاد في وقت سابق أمس، حيث كان في استقبال جلالته في مطار البطين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي حميد عبيد أبوشبص، رئيس جهاز الإمارات للمحاسبة، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وعدد من كبار المسؤولين.
ويرافق جلالة ملك الأردن خلال الزيارة كل من دولة الدكتور جعفر حسان، رئيس الوزراء، ومعالي أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وعدد من كبار المسؤولين.