الوطن:
2024-11-15@19:28:17 GMT

سيد درويش.. أنا المصري

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

سيد درويش.. أنا المصري

 100 عام مرت على رحيل سيد دروش، الرجل الذى نفخ فى الموسيقى من روحه فأصبحت ألحاناً تداوى القلوب والعقول، وتنتصر للمهزومين، وتجسد صورة وطن يسع الجميع.

100 عام مرت على رحيل الشاب الذى صاغ هوية مصر الموسيقية، وحرر النغم الشرقى من قبضة التبعية، فمنح موسيقانا بريقاً عالمياً يعينها على الصمود ومقاومة التغريب، لأنها خلاصة ميراث حضارى عظيم مختوم بشعار (أنا المصرى).

100 عام مرت على رحيل الشيخ الذى فارق دنيانا وعمره 32 سنة، وترك فينا حصاد 12 سنة من إبداعاته الموسيقية التى لا تزال تسرى تحت جلودنا، وتغرس فينا حب الحياة، وحب هذا الوطن، وتمنحنا زاداً يصلح لكل المناسبات والأوقات.

كان «درويش» صاحب رسالة ترفع شعار «الغناء للجميع»، ونجح فى أن يجعل الجميع يغنى، (العربجى، والسقا، والحمال، والجرسون، والبربرى، والأجنبى)، غنى لهم فى سابقة لم تحدث من قبل، وأصبحنا جميعاً نردد خلفه، لنحصل على صك غفران يمحو خطايانا فى تجاهل أهمية الموسيقى لهؤلاء المهمَّشين.

نجح «درويش» فى أن يكسر الصورة المعتادة القائمة على وجود مطرب وفرقة وجمهور، واستبدل كل هذا بالصحبة الحلوة التى تزداد جمالاً بالغناء، وغرس فينا عادة جميلة يمتزج فيها جمال النغم بالكلمات ليصنعا لوحة فنية تضفى البهجة على المجتمعين.

نجح «درويش» فيما لم ينجح فيه من سبقه من المفكرين والسياسيين وأئمة التنوير، وأقنع مجتمعنا بذكاء وقبل أكثر من 100 عام أن ينحاز للمهمشين، ودفع المصريين لتأييد المساواة، وتمكين الشباب والمرأة، وظل الملايين يرددون من بعده (الحلوة دى قامت تعجن)، (ده وقتك وده يومك يا بنت اليوم)، (يحميكى يا شابة لشبابك)، وساهم باقتدار فى نشر الوعى، وإثارة الحماسة الوطنية حين جعل الجميع يتغنى بـ(قوم يا مصرى، إحنا الجنود زى الأسود، فليعش وطننا وحدته أملنا)، والأغنية الأخيرة دافع فيها عن وحدة مصر والسودان.

كان «درويش» مجدداً لا يهاب طرق مساحات لم تقترب منها الموسيقى قبله، فقدم أعمالاً تحفز على تجديد الخطاب الدينى، وتدعو للتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، ودفع المصريين للتمسك بفضيلة الاختلاف والحرص على التنوع حين تغنى (مخسوبكو انداس.... صبح محتاس... مسختوا بابوتسى يا ناس).

100 عام مرت على رحيل «درويش»، لكنه لا يزال حاضراً، نتذكره فى كل مرة يرتفع فيها اسم مصر، ويعزف النشيد الوطنى الذى وضع ألحانه (بلادى بلادى لك حبى وفؤادى).

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيد درويش كوم الدكة فنان الشعب نادي الاتحاد السكندري

إقرأ أيضاً:

وزبر في قمة الرياض

نجحت قمة الرياض وحققت أهدافها.. ووصلت الرسالة للعالم أجمع وهى أن الدول العربية والإسلامية لن تترك قضية فلسطين مهما طال الوقت لأنها ببساطة قضية عادلة.

أكدت القمة على أهمية الوحدة وأننا مهما اختلفنا نحن العرب والمسلمين فإن هناك ثوابت تجمعنا.

وأكدت القمة أيضاً على الدور الريادى للمملكة العربية السعودية التى استطاعت أن تستضيف قمتين على أرضها لقادة وزعماء 57 دولة خلال 12 شهراً فقط وهو حدث لا تنجزه إلا دولة كبرى.

أثبتت القمة أن حضور قادة الدول الكبرى وعلى رأسهم مصر أعطى القمة ثقلاً ووزناً وقوة وتأثيراً وزخماً.

وبعيدًا عن هذ النجاح الذى تحقق.. وعن هذه الرسائل التى وصلت.. كان هناك نجاح من نوع آخر.. نجاح يتعلق بمنظومة التخطيط والتنظيم والإعداد للقمة، ويأتى على رأس هذه المنظومة الإعلام.. فمن المسلمات التى لا تخفى على أحد أنه لولا الإعلام لما خرجت القمة بأحداثها ووقائعها ورسائلها خارج جدران القاعة الملكية التى عقدت فيها.. لذلك كان أداء وزارة الإعلام السعودية فريدًا ومتميزًا ومبهرًا للجميع.

إنشاء واحة للإعلام تستقبل الإعلاميين من كافة أنحاء العالم وهى مجهزة بأحدث اللوجستيات اللازمة للتغطية الإعلامية.. استقبال الوفود الإعلامية وتنظيم انتقالهم إلى الواحة ومنها إلى مقر انعقاد القمة والمؤتمر الصحفى لوزير الخارجية السعودى وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى.. توفير المنظومة والإمكانيات التى تساعد الإعلاميين على العمل المتواصل على مدار أكثر من 12 ساعة لينقلوا أحداث القمة إلى كل بلاد العالم لحظة بلحظة.

كل هذا كان خلفه وزير ناجح وهو الوزير سلمان الدوسرى وزير الإعلام السعودى.. كان على رأس المنظومة.. قريباً من الإعلاميين.. يلتقى بهم ويحاورهم ويطمئن على كل شىء.. فى الجولة التى قام بها فى واحة الإعلام قبيل بدء القمة.. ظهر واثقاً من نفسه تلازمه هيبة الوزير.. وهو ما يجعلنى أقول إنه وزير إعلام مختلف عمن سبقوه.. تذكرت الوزير صفوت الشريف وأنا أتابع جولة الدوسرى فى واحة الإعلام.. فقد كان أشهر وزير إعلام فى المنطقة العربية.. اقتربت منه أكثر من 8 سنوات كنت وقتها محرراً لشئون مجلس الوزراء فى جريدة «الوفد».. أما هو فقد كان وزيراً للإعلام ومتحدثاً باسم رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء.. عندما اقتربت منه عرفت الفارق بين الوزير السياسى والوزير التكنوقراط.. عرفت كيف تكون الثقة وإلى أى مدى تؤثر الهيبة وقوة الشخصية على أداء الوزير.. أيضاً أدركت أهمية أن يتحلى الوزير بالهدوء والثبات.. كل ذلك لاحظته على أداء الوزير سلمان الدوسرى، فهو وزير سياسى بحكم الموقع الذى كان يشغله قبل تولى المنصب فقد كان رئيساً لتحرير جريدة الشرق الأوسط، وهو منصب سياسى بالدرجة الأولى.. وتلازم الرجل هيبة الوزير بالإضافة إلى الهدوء الذى يبدو واضحا على شخصيته من أول وهلة.. أما مواقفه النابعة من الولاء والانتماء للقيادة والوطن فقد كانت سابقة لمنصب الوزير وظهرت فى أدائه وقت أن كان رئيساً للتحرير.

ولأن النجاح دائما ما يكون جماعياً فقد نجح الوزير فى تكوين فريق متجانس ومتميز.. احتفظ بالقيادات الشابة الناجحة وأجرى تغييرات طالت مواقع مهمة نتج عنها فى النهاية منظومة متميزة.. فقد نجح الإعلام الدولى بقيادة الدكتور خالد الغامدى فى مهمته.. فالرجل يعمل بدأب حتى إنه يقف على أدق التفاصيل ليضمن الخروج بنتيجة مرضية.. فهو قيادة شابة اكتسب خبرة كبيرة فى موقعه.. يدرك قيمة الإعلام الدولى ودوره المؤثر.. وهو ما انعكس على النتائج.. العمل بالحب للملكة وقيادتها وشعبها هو التغيير الذى أحدثه الغامدى فى أداء الإعلاميين الدوليين.. الأمر لم يعد مهمة عمل.. ولكنه ذهب لأبعد من ذلك.

النجاح لا يأتى صدفة.. ولكن بالعمل والتخطيط والتنظيم والإدارة الناجحة.. هذا ما حدث على هامش القمة.

 

مقالات مشابهة

  • خالد عمر: هذه الحرب حربٌ سلطوية إجرامية لا خير فيها
  • رحيل جارح
  • عودة سوبر دونالد
  • سيد عبد الحفيظ: أنا مع رحيل وسام أبو علي
  • النائب عمرو درويش: بيان مجلس النواب كان منضبطًا بشكل كبير لتنفيذ حكم الدستورية العليا
  • قيادي حوثي يكشف زيف ”الحركات الجهادية بما فيها جماعته”: هل الله حقاً يقف بجانبهم؟
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • النائب عمرو درويش: المحليات ستحدد قيمة الإيجار القديم وتحدثها كل 3 سنوات
  • بعد أربيل.. السوداني يصل السليمانية للقاء المسؤولين فيها