لجريدة عمان:
2024-10-05@13:59:29 GMT

زلزال المغرب بين مباغتة التوقّع وصدمة الواقع

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

ما أصعب أن يصحو المرء على كارثة طبيعية لم تكن في الحسبان، هكذا مرت ليلة الجمعة وفجر السبت على المملكة المغربية مع معاناة الناس جراء الزلزال الذي ضرب أجزاء منها مخلفا ما يزيد عن ألفي وفاة، وألفي مصاب مع توقع المزيد عبر استمرار بحث فرق الإنقاذ عن ضحايا الزلزال المدمر وفق إعلان وزارة الداخلية المغربية، كل تلك الإحصائيات مع مشاهد الركام وحطام المباني المتهالكة، وما يزيد عنها من مشاهد الرعب والخوف والترقب في الشارع المغربي، متابعات عربية وأخرى دولية لتطورات الوضع في المغرب العربي، كل تلك المشاهد والمتابعات والتحليلات تعيد للأذهان تساؤلات معادة حول تطور وقدرة العلم في مجال الرصد وتوقع الكوارث الطبيعية، لا سيما حالات الزلازل بعد كل الماضي المعاش في الأمس القريب من زلزال تركيا الأخير.

ألا يمكن لمراكز الرصد وأجهزتها الدقيقة عالميا تجنيب الأرض وساكنيها الحد الأقصى من الضرر الواقع حال الصدمة أوان عدم التوقع والمفاجأة؟!

نفكر في ذلك وغيره من أسباب ونتائج رافعين أكف الدعاء لكل أسر ضحايا الزلزال بعد فقد ورعب وحيرة وترقب، نفكر في الكثير ونحن نتابع ما كتبه بيل ماكغواير أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية بجامعة كوليدج لندن في مقالته المنشورة في الصانداي تايمز من أن هذا الزلزال الذي ضرب المغرب ناهزت قوته قوة نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضُربت بها مدينة هيروشيما اليابانية، وهو ما يفسر عدد المباني التاريخية التي دُمرت في مدينة مراكش نفسها رغم بُعدها عن مركز الزلزال بنحو 40 ميلا، ورغم ذلك فإن ماكغواير نفسه يدعي أن «الزلازل لا تقتل الناس، إنما طُرق البناء هي التي تفعل» فلو اتُّبعت الطرق المناسبة في الإنشاءات لبقيت المباني قائمة رغم الهزات الأرضية مقارنا بين المغرب وكاليفورنيا الأمريكية.

الهزة الأرضية في المغرب لم تستمر لأكثر من 20 ثانية فقط لكنها خلّفت الكثير مما سيبقى لسنوات من آثار الدمار على كل الصعد، فهل كان يمكن لكل هذا الدمار أن يكون أقل نسبيا لو أن أجهزة الإنذار المرتبطة بمراكز رصد الزلازل كانت أكثر دقة وأسرع تحذيرا؟

نفكر في الزمن المحدود نسبيا أثناء الكارثة، وأفواج الناس تخرج من بيوتها مذعورة؛ منهم من استوعب أنها كارثة مسارعا للهرب، ومنهم من أسلمته المباغتة لحيرة ردة الفعل التي قادته من الخوف إما للهلاك أو للفضاء هروبا من الهزة الأرضية تحت سقف المنزل الذي كان أمانه وملجأه إلى ما يتمنى من ثبات الأرض واستقرارها، أو حتى زلزلتها لكن دون جدار يتهدم عليه ليدفن كل خواطره ورؤاه وأحلامه وذكرياته في لحظة مفاجأة مرعبة قد لا يمهله القدر حتى أوان استيعابها.

أما الرعب الحقيقي فهو رعب الانتظار بعد الكارثة، رعب انتظار القادم من تساؤلات عن احتمال هزّات أرضية أخرى، عن تكشف الغد عن ضحايا جدد بين وفيات وإصابات، عن كل ترسبات الذاكرة عبر استرجاع مشاهد الكارثة وترقب الآتي من أنباء وتحليلات، ومحاولة النجاة عاطفيا واجتماعيا واقتصاديا من آثارها، عن الوقت اللازم للتشافي من تفشي حالة الذعر، ومن آلام الفقد واستنزاف الذاكرة.

رغم كل مخلفات الكوارث الطبيعية من آثار مدمرة تبقى عمرا أو حتى أعمارا إلا أنها لا تملك إخفاء أو تهميش المشهد الأجمل لتكاتف الناس أوان المصاعب والأحزان، وتماسكهم أوان التحديات ليكونوا جسدا واحدا في وجه الكارثة وتداعياتها،ـ قلبا واحدا أوان الفقد والحزن والخوف، كل تلك الأعين الخائفة والأبصار الزائغة حيرة ودهشة، والقلوب الملأى دعاء ورجاء وأملا، لا في المغرب وحدها، بل في الوطن العربي والعالم أجمع؛ إذ إن فيه من عاش الظروف ذاتها وعانى القلق الحاصل ذاته بكل تفاصيله وكل دقائقه وكل توقعاته، وما بقي منهم يدرك يقينا أن الكل في كل مكان معرّضٌ لمثل ذلك في أي وقت دون سابق إنذار أو توقع.

لا نملك ونحن نعايش هذه الكارثة متابعين آثارها القريبة إلا الدعاء للملكة المغربية وأهلها بأن يحفظهم الله من كل سوء، كما ندعوه سبحانه أن يمن عليهم بتجاوز هذه الأزمة بأقل قدر من الخسائر وأكبر قدر من حسن التصرف تكاتفا وتعاضدا وتكاملا.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحكومة تمدد صرف المساعدات المالية للأسر المتضررة من الزلزال بـ2500 درهم شهريًا لمدة 5 أشهر

أخبارنا المغربية ـ الرباط

ترأس رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024 بالرباط، الاجتماع الـ 12 للجنة البين وزارية المكلفة ببرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، تم خلاله الوقوف على الوتيرة الإيجابية المسجلة في تنزيل هذا البرنامج.

وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة، أنه تنفيذا للتعليمات المليكة السامية، سيتم تمديد مدة صرف المساعدات الاستعجالية المحددة في 2500 درهم للأسر التي انهارت منازلها جزئيا أو كليا لمدة 5 أشهر، بعدما تم استكمال عملية تقديم ‏هذه المساعدات والتي كانت محددة في 12 شهرا، وذلك بقيمة إجمالية تتجاوز 1.7 مليار درهم.

وسجلت اللجنة أنه إلى غاية متم شهر شتنبر الماضي، تم إصدار 56.095 ترخيصا لإعادة البناء، وتقدم أوراش بناء وتأهيل المنازل المتضررة في 50.807 مساكن. وبعد بلوغ عملية إزالة الأنقاض والركام عن المساكن المهدمة مراحلها النهائية، أكدت اللجنة على انطلاق تنفيذ حلول ميدانية بشأن 1700 مسكن تقع في مناطق ذات تضاريس وعرة.

وأفادت اللجنة بحصول 57.703 أسر على الدعم البالغ 20.000 درهم، كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها التي تضررت بشكل كلي أو جزئي جراء الزلزال. كما أكدت توصل 26.110 أسر بالدفعة الثانية، واستفادة 12.839 أسرة من الدفعة الثالثة، و1.868 أسرة من الدفعة الرابعة والأخيرة، وذلك بقيمة مالية إجمالية فاقت 2 مليار درهم.

على صعيد آخر، تطرقت اللجنة إلى تقدم أشغال تأهيل المحاور الطرقية الأربع المكونة للطريق الوطنية رقم 7 البالغ طولها 64 كيلومترا، بميزانية إجمالية تقدر بـ 665 مليون درهم. وسلطت الضوء على إحداث 4 فرق تجهيز جهوية، جرى تعزيزها بـ 37 آلية، في أفق تسلم 9 آليات إضافية، وذلك بميزانية إجمالية تناهز 160 مليون درهم.

في قطاع الصحة، وبعد انتهاء أشغال الشطر الأول المتعلق بتأهيل 42 مركزا صحيا ذا أولوية، كشفت اللجنة انطلاق أشغال الشطر الثاني، المتعلق بتأهيل أو إعادة بناء 153مركزا صحيا، التي ستكلف 532 مليون درهم.

وارتباطا بقطاع الفلاحة، تم إلى غاية نهاية شهر شتنبر الماضي، توزيع 30.510 رؤوس من الماشية مجانا على 3.051 كسابا. كما أكدت اللجنة عودة مختلف السواقي المتضررة إلى الخدمة، وقرب استكمال عملية استصلاح مختلف الدوائر السقوية الصغرى والمتوسطة في هذه المناطق. وكذا إصلاح الأضرار المسجلة على مستوى نقط الماء الخاصة بتوريد الماشية. علاوة على الانتهاء من عملية تأهيل 54 كيلومترا من المسالك القروية‎ التي كانت مبرمجة.

على مستوى قطاع التعليم، فتحت 127 مدرسة أبوابها مستقبلة التلاميذ برسم الدخول المدرسي الحالي، في حين تتواصل أشغال إعادة تأهيل 42 مؤسسة تعليمة، حيث من المرتقب أن تكون جاهزة نهاية شهر نونبر المقبل، وذلك لاستكمال الشطر الأول من عملية تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة. كما توقفت اللجنة عند تقدم أشغال الشطر الثاني من عمليات تأهيل وبناء المؤسسات التعليمية المبرمجة، حتى يتم الانتهاء منها خلال الأجندة الزمنية المحددة. وأوصت اللجنة كذلك، بالتعجيل بتقديم برنامج تنزيل الشطر الثالث من عمليات تأهيل وبناء المؤسسات التعليمية المبرمجة.

وعلاقة بالقطاع السياحي، سجلت اللجنة معالجة 258 طلبا للاستفادة من الدعم المالي، من أصل 386 طلبا قدمته مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة التي تضررت جراء زلزال الحوز. وقد استفادت 153 مؤسسة للإيواء السياحي من الشطر الأول الخاص بالدعم، بميزانية تبلغ 50 مليون درهم. إضافة إلى صرف الشطر الثاني الخاص بالدعم، والذي حصل عليه 13 مستفيدا، بقيمة مالية تبلغ 6 ملايين درهم.  

وبخصوص الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، سجلت اللجنة معالجة 173 ملفا لدعم التعاونيات، إذ يتواصل صرف الأشطر الأول والثاني والثالث من الدعم لـما مجموعه 166 تعاونية، بميزانية بلغت إلى حد الساعة 7 ملايين درهم. 

وفي قطاع الصناعة والتجارة، أكدت اللجنة انطلاق تقديم الشطر الأول للدعم لفائدة 153 بائعا متضررا جراء الزلزال، وإشارتها إلى قرب انطلاق أشغال تأهيل سوق "ثلاث نيعقوب" بإقليم الحوز، الذي يتضمن 118 نقطة بيع.

كما تطرقت اللجنة كذلك، إلى مشاريع ترميم عدد من الأسوار والمواقع الأثرية التاريخية، ويتعلق الأمر بـ 23 مشروعا، من بينها 8 مشاريع في طور الإنجاز، بميزانية إجمالية تفوق 130مليون درهم.

 

مقالات مشابهة

  • ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب
  • ماذا ستغير انتخابات كوردستان على أرض الواقع؟
  • هل أثرت الزلزال الأخيرة في إثيوبيا على سد النهضة؟.. عباس شراقي يُجيب
  • لهذا السبب.. لا يحب الأطفال شرب الحليب
  • الحكومة تمدد صرف المساعدات المالية للأسر المتضررة من الزلزال بـ2500 درهم شهريًا لمدة 5 أشهر
  • زلزال يضرب الفلبين بقوة 4.8 درجة
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب الفلبين
  • هزة أرضية تضرب القاهرة
  • عاجل- هزة أرضية في القاهرة.. شبكات الرصد في مصر تسجل أدق التفاصيل حول موقع الزلزال وعمقه
  • زلزال المعادي.. القصة الكاملة وأدعية الحماية وأهم الإرشادات للتعامل مع الهزات الأرضية