لجريدة عمان:
2025-03-17@10:52:47 GMT

أداء الصين أفضل مما قد تتصوَّر

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

ترجمة: قاسم مكي -

احتل الاقتصاد الصيني عناوين الأخبار مؤخرا. ما هو مستوى أدائه حقا؟ إنه أفضل مما يمكن أن تتصور. دعني أشاطرك بعض الحقائق.

في هذا العام يواصل اقتصاد الصين التعافي والنمو. فناتجنا المحلي الإجمالي زاد بنسبة 5.5% في النصف الأول من العام متخطيا بذلك معظم الاقتصادات الكبرى.

وفقا لتقديرات البنك الدولي سينمو اقتصاد الصين بنسبة 5.

6% في عام 2023. وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية معدل نمو يبلغ 5.4% وصندوق النقد الدولي 5.2%. وكما هي الحال على مدى سنوات عديدة تظل الصين أهم محرك للنمو العالمي.

أحد الملامح البارزة في النصف الأول لعام 2023 انتعاش الاستهلاك الذي ساهم بنسبة 77.2% في النمو. وهذا المعدل أعلى بنسبة 44% من مستواه في العام الماضي.

اللافت أن الناس ينفقون المزيد على الخدمات. ففي الفترة من يناير إلى يوليو زادت مبيعات التجزئة في قطاعات النقل والإسكان وتموين الطعام والخدمات الأخرى بنسبة 20.3% على أساس سنوي. لقد ذهب حوالي 502 مليون صيني إلى دور عرض الأفلام السينمائية هذا الصيف. وهذا العدد يفوق كل سكان الولايات المتحدة.

اقتصاد الصين أيضا أكثر اخضرارا بقدر مهم (أكثر استخداما لموارد الطاقة المتجددة) وأكثر ابتكارا من السابق. ففي أول سبعة أشهر من هذا العام ارتفع الاستثمار في صناعات التقنية الرفيعة وفي الأبحاث والخدمات الفنية بنسبة 11.5% و23.1% على التوالي. وفي يوليو ارتفع إنتاج سيارات الطاقة الجديدة وتوربينات الرياح ومرافق إعادة تعبئة بطاريات السيارات الكهربائية بحوالي 25% تقريبا. وتجاوزت طاقة توليد الكهرباء بالموارد المتجددة في الصين طاقة توليدها بالفحم الحجري. وتصدرت الصين العالم في القدرة المتاحة لإنتاج الكهرباء بواسطة الرياح والطاقة الشمسية على مدى 13 عاما و8 أعوام على التوالي.

التجارة الخارجية لا تزال مرنة. فالصين تواصل الاستحواذ على حوالي 14% من سوق الصادرات العالمية. وزادت صادراتها من السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم آيون والخلايا الشمسية بنسبة 61.6% في أول 6 أشهر من هذا العام. ومع استمرار انتعاش الطلب محليا ستستورد الصين أيضا المزيد.

الشركات العالمية صوَّتت بأقدامها (اختارت الاستثمار في الصين). ففي حين اتصف الاستثمار العابر للحدود الوطنية بالفتور عالميا يتواصل الاستثمار الخارجي في الصين. ففرنسا وبريطانيا واليابان وألمانيا عززت الاستثمار في الصين في النصف الأول من عام 2023 بنسبة 173.3% و135.3% و53% و14.2%على التوالي.

وتأسست حوالي 24 ألف شركة أجنبية جديدة في الصين في نفس الفترة بنسبة زيادة بلغت 35.7% على أساس سنوي.

وفي العام الماضي انتجت «تيسلا» نصف توريداتها العالمية من السيارات الكهربائية من مصنعها في شنجهاي والذي ينتج سيارة كهربائية واحدة كل 40 ثانية في المتوسط. ولدى «ستاربكس» الآن أكثر من 6500 متجر (مقهى) في الصين وتفتتح واحدا كل 9 ساعات تقريبا.

لا تنسوا أن مجموعة (فئة) الدخل المتوسط في الصين والتي يزيد عددها الآن عن 400 مليون نسمة في طريقها إلى تجاوز 800 مليون نسمة بحلول عام 2035.

ومع استمرار الصين في تعزيز الاستهلاك وتيسير الوصول إلى السوق وترقية بيئة الأعمال وتقوية سلاسل التوريد والصناعة تظل الأساسيات التي تحافظ على نموها الطويل الأمد ثابتة دون تغيير.

بالطبع الطريق إلى مرحلة ما بعد التعافي من كوفيد-19 لن يكون ممهدا. فهو سيشهد تقدما غير مطَّرد، به تعرجات وانعطافات. وفي الصين نحن لا نتحرَّج من المشاكل بل نعالجها مباشرة ودون تردد.

في الشهور الأخيرة بدأت الصين في تنفيذ سياسات جديدة لتنشيط الاستهلاك وتعزيز القطاع الخاص واجتذاب المزيد من الاستثمار الأجنبي. إحدى أولوياتنا تلافي وخفض المخاطر المالية في القطاع العقاري بما في ذلك استحداث سياسات لضمان تطويره المطَّرد والسليم. ومع وفرة أدوات سياستنا نحن على ثقة بقدرتنا على تدارك ومنع المخاطر الهيكلية.

وفقا لشركة «بي سي إيه ريسيرش» ظلت الصين مصدرا لما يزيد عن 40% من النمو العالمي خلال العقد الماضي مقارنة بحوالي 22% للولايات المتحدة و9% لمنطقة اليورو.

بعض الناس ظلوا ولسنوات عديدة يقللون من أهمية مساهمة الصين في نمو اقتصاد العالم أو حتى يضخمون «التهديد» من نمو الصين.

والآن مع خضوع الصين لتصحيحات اقتصادية مؤقتة يتهمها البعض بإضعاف اقتصاد العالم. ويطرح آخرون نظرية «احتمال انهيار الصين». هل هذا عدل!

هذا وقت يشكل تحديا لكل أحد. العالم لم يتعافَ بعد من الصدمة التي سببتها جائحة فروس كورونا. وأزمة أوكرانيا مستمرة. وتعافي اقتصاد العالم لا يزال بطيئا؟ وكل بلد لديه مشاكله الخاصة به التي يلزمه مواجهتها.

وسيكون من قِصَر النظر بل ومن الخطورة بمكان عدم فعل أي شيء والشماتة بالآخرين أو حتى وضع العراقيل أمامهم. ففي حقبة العولمة الشيء الذي يسوء أي أحد يسوء كل أحد.

البلدان بحاجة إلى التعاون لترقية العولمة الاقتصادية وبناء مجتمع للبشرية يشترك في المستقبل ولا يترك أحدا وراء الركب.

لقد أدرك المزيد من الأصدقاء الأمريكيين أن فكرة احتمال انهيار الصين اقتصاديا وازدهار أمريكا في ذات الوقت محض وهم.

الولايات المتحدة يلزمها رفع ضوابط صادرات التقنية وقيود الاستثمار والعقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على الصين. يجب أن تكف عن بناء أنظمة موازية وعن السعي لفك الارتباط باسم تقليل المخاطر والذي من شأنه فقط أن يزيد من تعقيد تعافٍ عالمي عسير أصلا.

بدلا عن ذلك على الصين والولايات المتحدة احترام بعضهما البعض والتعايش في سلام والسعي وراء تعاون يفوز فيه الطرفان.

هذا هو الطريق الوحيد إلى الأمام. والعالم لا يتوقع أقل من ذلك.

شيه فنغ سفير الصين لدى الولايات المتحدة

عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اقتصاد الصین فی الصین الصین فی

إقرأ أيضاً:

الكهرباء الخضراء تستحوذ على 60% من الاستهلاك اليومي في ألمانيا

المناطق_واس

أصبحت الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والغاز الحيوي والطاقة الكهرومائية، تشكل ما نسبته 59.4% من إجمالي الكهرباء التي تم توليدها وإدخالها إلى الشبكة في ألمانيا خلال العام الماضي.

وأفاد المكتب الاتحادي للإحصاء في مدينة فيسبادن، بأن حجم الكهرباء التي وُلّدت من مصادر متجددة، تجاوز في معظم أشهر عام 2024 حجم الكهرباء المولدة من مصادر تقليدية مثل الفحم والغاز الطبيعي وعلى مدار العام، زاد حجم الكهرباء الخضراء مقارنة بالعام السابق بنسبة 2.3%، لتصل إلى 256.4 مليار كيلو واط/ساعة.

أخبار قد تهمك 4 دول أوروبية: الخطة العربية وضعت مساراً واقعياً لإعمار غزة 8 مارس 2025 - 2:59 مساءً ألمانيا.. قتلى ومصابون في دهس خطير بمدينة مانهايم واعتقال السائق 3 مارس 2025 - 8:43 مساءً

واحتلت الطاقة الكهربائية المولدة من الرياح الصدارة، حيث ارتفعت حصتها بشكل طفيف إلى 31.5% مقارنة بـ %30.8 في عام 2023، رغم انخفاض كمية الكهرباء المنتجة منها خلال العام بنسبة %1.4 إلى 136 مليار كيلوواط/ساعة.

وسجل الإحصائيون في فيسبادن زيادة كبيرة في كمية الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، حيث ارتفعت بنسبة %10.4 لتصل إلى 95.5 مليار كيلوواط/ساعة، لتسهم بحصة %13.8 من إجمالي الكهرباء التي تم أُنتجت في ألمانيا، وهو أعلى مستوى لها منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2018.

في المقابل، واصل الفحم فقدان أهميته بصفته مصدرًا لإنتاج الكهرباء داخل ألمانيا، مقارنة بالعام السابق، وفقًا للبيانات الأولية التي نشرها الإحصائيون في فيسبادن، وأرجع الخبراء هذا التراجع بشكل أساسي إلى انخفاض الطلب على الكهرباء نتيجة تراجع الإنتاج الصناعي، إلى جانب حدوث زيادة في استيراد الكهرباء من الخارج.

مقالات مشابهة

  • انخفاض معدل البطالة في إيطاليا العام الماضي
  • الأخضر يدشن تدريباته استعداداً لمواجهة الصين ضمن تصفيات كأس العالم
  • أرتيتا: كان يمكننا تقديم أداء أفضل أمام تشيلسي
  • بالأرقام.. المغرب أول مستورد للشاي الصيني في العالم
  • رحلة حول العالم.. أفضل الوجهات الساحرة للمسافرين العرب
  • اليوم: انتظام لاعبو الأخضر في معسكر الرياض استعداداً لمواجهة الصين
  • الأسهم الأميركية تسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ 2023
  • الكهرباء الخضراء تستحوذ على 60% من الاستهلاك اليومي في ألمانيا
  • النمو في الصين لا يكفي لإخراج الاقتصاد العالمي من دائرة التباطؤ
  • اقتصاد العراق مفاجأة اقتصادية.. دولة عربية تمتلك 162 طنًا من الذهب