يُرتقب إدراج أكثر من 50 موقعًا في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي خلال اجتماع بدأ اليوم الأحد في الرياض، فيما يواجه عدد من المواقع بينها فينيسيا (البندقية) وكييف، احتمال خفض تصنيفها.

وتعكس قائمة اليونسكو للتراث العالمي التنوع الثقافي والطبيعي في العالم، وتعقد المنظمة اجتماعا سنويا لتحديث القائمة ذات الأهمية للقطاع السياحي ولمسألة توفير التمويل اللازم لحفظ المواقع.

وتبدي الدول حرصها على عدم إزالة مواقع لها من اللائحة، كأستراليا التي بذلت خلال المرحلة الأخيرة جهدًا كبيرًا لتجنّب شطب الحاجز المرجاني العظيم من اللائحة بسبب تقصير الحكومة في حماية الموقع الطبيعي من التأثير الناجم عن التغير المناخي والتدفق المفرط للسياح.

ويتوقع أن يسلط الاجتماع الذي تستضيفه السعودية الضوء على بعض المواقع البارزة أهمّها فينيسيا (البندقية) وكييف، لاحتمال إدراجهما على قائمة المواقع "المهددة"، وهي خطوة أولى نحو استبعادهما من قائمة التراث العالمي التي تضم 1157 موقعًا بينها 900 موقع ثقافي، و218 موقعا طبيعيا، و39 موقعا طبيعيا وثقافيا مشتركا.

وتأمل تركيا في إدراج مساجدها التي تعود إلى القرون الوسطى وتتميّز بهياكلها الخشبية، بينما تتنافس فرنسا مع معبد "ميزون كاريه" (البيت المربع) الروماني القديم الواقع في مدينة نيم جنوب غرب البلاد والمحفوظ بعناية.

أما تونس، فتأمل أن تُدرَج جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي، ليس بسبب استقطابها أعدادًا كبيرة من السياح بل لـ"المشهد الثقافي" الذي تتميز به.

وتقدّمت كل من طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان بطلب مشترك لإدراج ممر زرافشان-كاراكوم البالغ طوله 900 كيلومتر والواقع على طول طريق الحرير التاريخي.

وتعكس الطلبات المرفوعة هذا العام اتجاهًا متزايدًا للمواقع التذكارية، على غرار طلب رواندا لإدراج 4 مواقع تحتفي بذكرى الإبادة الجماعية لجماعة التوتسي العرقية في القائمة.

ورشّحت الأرجنتين موقعًا يحيي ذكرى ضحايا الحكم الاستبدادي العسكري في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، بينما رشّحت فرنسا وبلجيكا مواقع تذكارية للحرب العالمية الأولى.

وقد تُدرَج خلال اجتماع الرياض 6 مواقع ضمن تلك التي تواجه "خطرا"، لتنضم بذلك إلى المواقع الـ55 الواردة أصلاً في اللائحة.

وأوضح مدير التراث العالمي في المنظمة لازار إلوندو أسومو أنّ فينيسيا (البندقية) تواجه خطر ارتفاع منسوب المياه الناجم عن التغير المناخي وأعدادا مفرطة من السياح.

آثار السياسة

وأشار أسومو -في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية- إلى أنّ مدينتي كييف ولفيف في أوكرانيا "مهددتان بالدمار" جراء الحرب الدائرة مع روسيا، مضيفا "لا نُدرك ما سيكون مصيرهما مستقبلا".

ومن بين المواقع الـ53 المرشحة هذا العام للإدراج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وبعضها ينتظر منذ العام الماضي بسبب إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا في روسيا، عدد كبير من الأماكن غير المعروفة مثل معبد كوه كير الواقع في الغابة الكمبودية الشمالية ويضم مواقع أثرية يعود تاريخها إلى إمبراطورية الخمير.

ونهاية العام الماضي استقال سفير روسيا لدى منظمة اليونسكو ليضع حدا للجمود الذي طرأ على مجموعة كان يترأسها وتتولى مهمة حفظ المواقع الثقافية حول العالم.

وكان تولي روسيا رئاسة اللجنة قد أثار انتقادات واسعة من أعضائها بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وكان من المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعا في يونيو/حزيران 2022 بمدينة قازان الروسية، لكن 46 دولة -بينها فرنسا والمملكة المتحدة- قاطعت الاجتماع الذي كان من المفترض خلاله تحديث قائمة المواقع المدرجة في قائمة اللجنة للتراث العالمي.

وأشار أسومو إلى أنّ إدراج موقع في قائمة التراث هو "اعتراف" بأن الدولة المعنية تضمّ مواقع "مهمة وتسهم في تنمية إنسانيتنا".

ويُختتم اجتماع لجنة التراث العالمي في 25 سبتمبر/أيلول الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للتراث العالمی التراث العالمی قائمة التراث فی قائمة موقع ا

إقرأ أيضاً:

نساء مغربيات يحيين تقليد الحناء بعد اعتراف اليونسكو به كتراث ثقافي

حظي فن الحناء باعتراف منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي لـ16 دولة عربية، من بينها المغرب، حيث تعد هذه الممارسة التقليدية جزءا لا يتجزأ من الاحتفالات العائلية والمناسبات الخاصة. ومن أبرز هذه المناسبات الاحتفال بالحمل.

اعلان

هاجر، التي وصلت إلى الشهر السابع من حملها، اختارت أن تحتفل بهذه المناسبة بطريقة تعكس تراثها المغربي والعربي.

فباستخدام الحناء، التي تعتبر رمزا للبهجة والسعادة، غطت يديها وقدميها بتصاميم تقليدية تعكس ارتباطها الوثيق بجذورها الثقافية.

تقول هاجر: "الحناء هي طريقتنا في التعبير عن الفرح. لقد ورثنا هذه العادة عن أمهاتنا وجداتنا، اللواتي كن يحتفلن بالحناء في كل مناسبة سعيدة".

هاجر تحتفل بسبعة أشهر من حملها بالحناء التقليدية في المغربAP Photo

ماما يعقوبي، وهي فنانة حناء ذات خبرة تمتد إلى 30 عاما، وتعد واحدة من أشهر الفنانات في هذا المجال.

تعتمد يعقوبي على طرق تقليدية في تحضير عجينة الحناء، حيث تقوم بطحن أوراق الحناء يدويا باستخدام مطرقة نحاسية، ثم تضيف الماء والسكر لتكوين العجينة، وتصفيتها عبر جوارب نايلون للحصول على القوام المثالي.

وتوضح يعقوبي، أن هناك أنواعا مختلفة من الحناء في المغرب، مثل حناء مراكش وحناء فاسي، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين النساء اليوم.

في ديسمبر من العام الماضي، أدرجت اليونسكو فن الحناء كتراث إنساني غير مادي، بهدف حماية هذا التقليد العريق من الاندثار. ومع ذلك، تشير يعقوبي إلى أن التقاليد المرتبطة بالحناء بدأت في التلاشي، حيث كانت النساء في الماضي يقمن بطقوس خاصة للحناء، بينما أصبحت اليوم تمارس بطرق أكثر حداثة وسرعة.

رغم التغيرات، لا تزال هاجر تقدر هذه التقاليد القديمة. فخلال الاحتفال، تستلقي مسترخية بينما ترسم يعقوبي النقوش على يديها وقدميها، في تناغم بين التقليد والحداثة. كما يقدم التمر والحليب كجزء من الضيافة المغربية التي تعبر عن الاحترام والتقدير للمرأة الحامل.

تعترف يعقوبي بأن الحناء بدأت تفقد بعضا من قيمتها التقليدية، خاصة مع انتشار خدمات الحناء السريعة في الشوارع. وتقول: "قيمة الحناء تكمن في ممارستها داخل المنازل، حيث تعتبر طقسا خاصا يجمع النساء. أما رسم الحناء في الشارع فلا يحمل نفس المعنى".

Relatedفي موسم الأعياد.. متطوعون أوكرانيون يحيون تقاليد مسرح "فيرتيب" في مناطق كانت تسيطر عليها روسيامهرجان فيفشاني الشتوي في مقدونيا الشمالية: احتفال بتقاليد عمرها 1400 عامموكب الملوك الثلاثة يزين شوارع مدريد.. احتفال سنوي يعيد إحياء التقاليد التوراتية

ومع ذلك، لا تزال الحناء تجذب انتباه السياح الذين يزورون المغرب، حيث يقبلون على تجربتها كوسيلة للتعرف على الثقافة المحلية.

تقول يعقوبي: "الكثير من السياح يتركون المغرب وهم يحملون ذكريات الحناء على بشرتهم، مما يجعل هذه الممارسة وسيلة للتعريف بتراثنا".

تنتهي المناسبة بزغاريد النساء وسكب الشاي المغربي التقليدي، في جو من الفرح والترابط الأسري. تقول إحدى الضيوف، جميلة رشدي: "نحن هنا لنشارك هاجر فرحتها، وقد قمنا بالحناء كتعبير عن دعمنا لها".

وتضيف فاطمة الزهراء ماد: "هذا صحيح، لقد قمنا بالحناء للتعبير عن فرحتنا بها (هاجر) والتعبير عن الترابط الأسري ودعمها في هذه المناسبة".

ماما يعقوبي.. فنانة الحناء التي تحيي تقاليد مغربية عريقةAP Photo

تستخدم الحناء في المغرب في العديد من المناسبات الثقافية والدينية والاجتماعية، مما يجعلها جزءا أساسيا من الهوية المغربية والعربية. ورغم التحديات التي تواجهها هذه الممارسة التقليدية، إلا أنها تظل رمزا للفرح والتراث الذي يستحق الحماية والتقدير.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر مادية كبيرة المغرب ينجح في إحباط مخطط إرهابي كان في مرحلة التحضير لعمليات تفجيرية بعد صراع دموي .. "القط" في الشِباك: المغرب يسلم القضاء الفرنسي زعيم عصابة مخدرات تقاليد وممارساتالسعوديةمنظمة اليونسكوالمغرباعلاناخترنا لكيعرض الآنNext وزير خارجية أمريكا يحذر رئيس بنما: تحركوا ضد الصين وإلا "سنتخذ الإجراءات اللازمة" يعرض الآنNextعاجل. الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع بن سلمان؟ يعرض الآنNext روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة يعرض الآنNextعاجل. قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة في منبج بريف حلب الشرقي يعرض الآنNextعاجل. انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة جرحى اعلانالاكثر قراءة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالانقراض بالقوارب بعد قتلها في ماليزيا حب وجنس في فيلم" لوف" لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلاند الأسترالية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسيادونالد ترامبقطاع غزةضحاياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكيسورياالسعوديةأبو محمد الجولاني بنيامين نتنياهولبنانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • فيديو مؤثر.. شاهد لحظة عودة أحد أبطال الجيش لحضن والدته والجمهور: (البطن الجابتك والله ما بتندم وذرفنا الدموع أكثر منهم)
  • "اليونسكو" تفتح باب الترشح لجوائز آسيا والمحيط الهادئ لحفظ التراث الثقافي
  • خلعت زوجي.. فهل من حقي أطالب بالقايمة؟.. عالم ازهري يُجيب
  • التعاون الأمني المغربي الإسباني يقود إلى تفكيك خلية داعشية لها عشرات آلاف المتابعين على مواقع التواصل
  • نساء مغربيات يحيين تقليد الحناء بعد اعتراف اليونسكو به كتراث ثقافي.. فيديو
  • نساء مغربيات يحيين تقليد الحناء بعد اعتراف اليونسكو به كتراث ثقافي
  • أمير هشام: علي معلول يأمل في التواجد بقائمة كأس العالم للأندية
  • ما الذي تفعله الرياض لضرب المنتجات الزراعية اليمنية ..! 
  • الجيش الأوكراني يتهم روسيا بقصف مدرسة
  • رئيس إقليم صرف القناة وسيناء يتفقد أعمال الصيانة في مواقع مختلفة بالإسماعيلية