تشكل صناعة الرقائق شبه الموصلة في تايوان عاملا مهما في حسابات الأمن والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي استقرار سلاسل التوريد العالمية. لكن لا يمكن اعتبار هذه الصناعة كدرع سيليكوني يضمن حماية تايوان من أي هجوم صيني، فالصراع بين الجانبين له جذور سياسية وتاريخية وثقافية. لذلك تحتاج تايبيه إلى استراتيجية أمنية شاملة تشمل الجوانب العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، وتستند إلى التفاوض والحوار والتعايش السلمي مع الصين.

النفط الجديد

في مواجهة التهديد المتزايد باستمرار من الصين، سعت تايوان إلى الاستفادة من موقعها المركزي في سلاسل توريد أشباه الموصلات في العالم لطلب الدعم من الدول الصديقة. حيث تنتج تايوان أكثر من 90% من الرقائق الدقيقة الأكثر تقدمًا في العالم و60% من أشباه الموصلات بشكل عام. حسبما ذكر موقع “تايمز أوف يابان”.

وأصبحت أشباه الموصلات تُعرف باسم "النفط الجديد"، الذي يعمل على تشغيل كل شيء بدءًا من الهواتف الذكية وأجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك وحتى السيارات والأنظمة العسكرية. ولهذا السبب فإن تعطيل إنتاج أشباه الموصلات في تايوان من شأنه أن يخلف تأثيرات مضاعفة بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من أن الضغوط الأمريكية دفعت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية إلى بناء منشأة إنتاج بقيمة 40 مليار دولار في ولاية أريزونا، إلا أنه منذ الإعلان عن المشروع لأول مرة في مايو 2020، اتخذت أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم قرارًا استراتيجيًا بالتحول إلى العالمية مع التوسع في كل من اليابان وألمانيا.

التحديات والفرص

تواجه تايوان تحديات كبيرة في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية، مثل نقص الموارد المائية والطاقة، والمنافسة الشديدة من دول أخرى، والضغط السياسي من الصين. لكن تايوان تستفيد أيضا من فرص عديدة، مثل الطلب المتزايد على الرقائق في ظل جائحة كورونا، والتعاون مع حلفائها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، والابتكار المستمر في تطوير رقائق أكثر تطورا وكفاءة. كما تسعى تايوان إلى التأكيد على دورها كشريك استراتيجي للعالم في مجال التكنولوجيا، وإلى تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التهديدات الصينية. حسبما ذكرت شبكة “بي بي سي”.

الحلفاء

الولايات المتحدة: تعتبر الولايات المتحدة تايوان شريكا استراتيجيا وديمقراطية نموذجية في آسيا، وتلتزم بقانون العلاقات مع تايوان الذي ينص على تقديم المساعدة الدفاعية لتايوان، وبقرار ستة ضمانات الذي يؤكد على عدم التفاوض مع الصين على حساب تايوان.

كما تبيع الولايات المتحدة لتايوان أسلحة متطورة، وتجري معها تدريبات عسكرية مشتركة، وتسمح للمسؤولين التايوانيين بزيارة واشنطن، وتشجع حلفاءها على دعم تايوان في المنظمات الدولية.

اليابان: تعتبر اليابان تايوان جارة هامة وصديقة، وتشارك معها في قضايا مشتركة مثل حرية الملاحة والأمن الإقليمي والديمقراطية وحقوق الإنسان. كما تزود اليابان تايوان بالماء والطعام واللقاحات في حالات الطوارئ، وتسهل التجارة والسفر بينهما، وتدافع عن سلامة أراضيها في مواجهة التحديات الصينية.

الاتحاد الأوروبي: يعتبر الاتحاد الأوروبي تايوان شريكا اقتصاديا مهما، وخاصة في مجال صناعة الرقائق التى يستوردها منها. كما يؤكد على احترام المبادئ التى يشاركها فيها مثل سلامة التجارة والديمقرطية. ويشجع على حل نزاع بين الصين وتايوان بطرق سلمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهواتف الذكية اقتصاد العالم اشباه الموصلات الاقتصاد العالمى تصنيع الرقائق جائحة كورونا تايوان سلاسل التوريد سيليكون صناعة الرقائق منطقة آسيا والمحيط الهادئ الصين أشباه الموصلات

إقرأ أيضاً:

أمريكا ترتب للإنسحاب الكامل من الأمم المتحدة

قدم أعضاء جمهوريون من مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون للانسحاب الكامل للولايات المتحدة من هيئة الأمم المتحدة.

متابعات – تاق برس – رفع أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي اليوم الجمعة، مشروع قانون بشأن الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من الأمم المتحدة.

ويقترح مشروع القانون الذي نشر على الموقع الإلكتروني لأحد معديه، السيناتور الجمهوري مايك لي، على أن “يقوم الرئيس (الأميركي دونالد ترامب)، بإلغاء عضوية الولايات المتحدة بالكامل في الأمم المتحدة، وفي أي أجهزة ووكالات متخصصة أو لجان أو هيئات أخرى مرتبطة رسميًا بالأمم المتحدة”.

ووقع الرئيس الأمريكي، 4 فبراير، أمرا تنفيذيا لإعادة تقييم مشاركة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بدعوى أن المنظمة “سيئة الإدارة ولا تقوم بعملها”.

 

ويسعى مشروع القانون إلى خفض التمويل للأمم المتحدة ووكالاتها، وحظر إعادة الانضمام إليها دون موافقة مجلس الشيوخ؛ إضافة إلى ذلك سيتم فرض حظر على مشاركة الولايات المتحدة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

 

 

 

وأعلن السيناتور الجمهوري الأميركي مايك لي، أن أعضاء جمهوريين تقدموا بمشروع قانون إلى مجلس الشيوخ الأميركي لانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الأمم المتحدة ووقف تمويلها.

 

وقال لي في مقال نشر على موقعه الإلكتروني، إن المشروع يقترح الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، ووقف تمويلها وإلغاء الاتفاق مع الأمم المتحدة الذي يمنحها حق الحصول على مقر رسمي في نيويورك، وإنهاء الحصانة الدبلوماسية لموظفي الأمم المتحدة في الولايات المتحدة.

 

وذكرت شبكة “فوكس نيوز” Fox News أنه من المقرر أن يقدم النائب الجمهوري تشيب روي، مشروعاً مماثلاً لمجلس النواب.

 

واشارت إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها “لا تخدم مصالح الأميركيين”.

 

وبحسب القناة الأميركية، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في قائمة ممولي الأمم المتحدة، حيث بلغ التمويل في عام 2022 حوالي 18 مليار دولار، وهو ما يعادل ثلث الميزانية الإجمالية للمنظمة الدولية.

 

نص مشروع القانون أيضاً على عدم مشاركة الولايات المتحدة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ومنع السلطة التنفيذية في البلاد “من توقيع أي اتفاق حول استئناف العضوية في الأمم المتحدة أو المنظمات التابعة لها” دون موافقة مجلس الشيوخ.

الامم المتحدةانسحاب امريكاترامب

مقالات مشابهة

  • صحيفة تؤكد تطوير الصين غواصة جديدة قادرة على حمل صواريخ فرط صوتية
  • كيف أصبحت سنغافورة قوة عالمية في صناعة أشباه الموصلات؟
  • أسرار جديدة عن مراحل تشييد سور الصين العظيم
  • مصدر يوضح لـCNN علاقة الصين بتمسك أمريكا بصفقة المعادن النادرة الأوكرانية
  • دماء على الآيفون.. لماذا يشتعل الصراع بين الصين وأميركا على الكونغو الديمقراطية؟
  • الصين تدعو لتيسير التجارة العالمية وتؤكد دعمها لإصلاح منظمة التجارة العالمية
  • نائب رئيس البرلمان: أمريكا قد تصدر قرارات سياسية واقتصادية جديدة تتعلق بالعراق
  • أمريكا ترتب للإنسحاب الكامل من الأمم المتحدة
  • ترامب يهدم القوة الناعمة الأميركية.. هل تغتنم الصين الفرصة؟
  • تحليل لـCNN: لماذ تخشى الصين من تقارب ترامب نحو بوتين؟