الملل تجربة إنسانية عالمية، غالبا ما يُنظر إليها باستياء، ومع ذلك، فهو الشعور الذي شكل تاريخ البشرية، والإبداع، حتى فهمنا لذواتنا، والملل هو أكثر من مجرد لحظة عابرة من القلق، إنها عاطفة معقدة كما أن الملل يأتي في أنواع عدة، فهناك الملل الظرفي وهو الشكل الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما نجد أنفسنا في مواقف لا تثير اهتمامنا مثل محاضرة طويلة ورتيبة أو مهمة متكررة في العمل، وهناك الملل الوجودي وينشأ هذا الشكل الأعمق من الملل من الشعور بانعدام الهدف أو الشعور بأن الحياة تفتقر إلى المعنى، إنه يثير أسئلة حول معنى الوجود والبحث عن الهدف من الحياة، أما الصنف الأخير فهو الملل اللامبالي وهذا شكل أكثر حدة وعادة ما يكون مزمنا ويرتبط بأعراض الاكتئاب ونقص الحافز.
لكن هناك جانب مظلم للملل أيضا، فكما يقول الكاتب الأمريكي مارك توين: لكل قمر جانب مضيء وآخر مظلم، فيمكن أن يؤدي الملل الطويل أو المزمن إلى نتائج سلبية، بما في ذلك الشعور بالقلق والاكتئاب الذي يؤدي بالمرء إلى ممارسة سلوكيات سلبية مدمرة للتغلب عليه، ويمكن أن يؤثر أيضا على الصحة البدنية، حيث يقوم الجسم بإطلاق هرمونات التوتر استجابة للملل المستمر.
لذا بدلا من السعي لتجنب الملل أو الهروب منه، كما نفعل في الغالب، يمكننا أن نتعلم كيفية احتضانه كجزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وذلك من خلال ممارسة اليقظة الذهنية أثناء لحظات الملل، بدلا من استخدام الهاتف أو الأشياء التي تشتت الانتباه، يمكن استخدام الملل لتغذية الفضول، واستكشاف هوايات جديدة، أو قراءة كتب عن موضوعات غير مألوفة، أو الانخراط في أنشطة إبداعية.
الملل ليس عدوًا يجب تجنبه، ولكنه معلم يجب احتضانه، إنه تذكير بإنسانيتنا وحافز للنمو الشخصي والإبداع واكتشاف الذات، ومن خلال فهم أشكاله المختلفة وتسخير قوته، يمكننا تحويل لحظات الملل إلى فرص للإثراء وتطوير الذات.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
فقدان الاتصال بالواقع| كيف يحدث الذهان؟.. الأعراض والأسباب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الذهان هو حالة نفسية تتمثل بفقدان الاتصال بالواقع، وغالبًا ما يكون عرضًا لحالات نفسية أخرى أكثر من كونه اضطرابًا قائمًا بذاته، ويرتبط الذهان بشكل رئيسي باضطرابات طيف الفصام، لكنه يمكن أن يظهر في سياقات أخرى عديدة، والذهان هو عرض معقد يمكن أن يؤثر على جميع جوانب حياة الفرد، وفهم أسبابه وأعراضه وتشخيصه المبكر يُسهم بشكل كبير في إدارة الحالة وتقليل تأثيراتها السلبية على المريض والمجتمع ووفقا لموقع medicalnewstoday تبرز “البوابة نيوز” كل ماتريد معرفته عن الذهان.
حقائق رئيسية عن الذهان:
1. عرض وليس مرضًا: الذهان يُصنف كعرض يظهر في سياق عدة اضطرابات نفسية.
2. أشهر أنماط التوهم الذهاني: الاعتقاد بأن الشخص يمتلك أهمية أو قوة خاصة.
3. التشخيص المبكر: يُحسن فرص التعافي على المدى الطويل ويقلل من شدة الأعراض.
ما هو الذهان؟
الذهان يشير إلى تجربة الفرد لمعتقدات غير واقعية أو هلوسات، حيث قد يرى أو يسمع أشياء غير موجودة.
• الهلوسات: تشمل رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية.
• التوهمات: اعتقادات خاطئة مبنية على شكوك أو أوهام.
قد يشعر المريض بالخوف الشديد أثناء النوبات الذهانية، مما قد يدفعه لإيذاء نفسه أو الآخرين.
أعراض الذهان:
1. الهلوسات:
• سماع أصوات.
• رؤية أشياء غير موجودة.
• الشعور بأحاسيس غير واقعية.
2. التوهمات:
• اعتقادات غير منطقية مثل الشعور بالتآمر عليه.
3. اضطراب التفكير:
• صعوبة التركيز.
• روابط غير منطقية بين الأفكار.
4. الجمود:
• عدم الاستجابة للمحفزات.
5. العلامات المبكرة:
• الشعور بالريبة.
• اضطرابات النوم.
• التفكير الوسواسي.
تشخيص الذهان:
1. الفحص السريري:
يتم فحص الأعراض وتاريخ المريض الشخصي والعائلي.
2. استبعاد الأسباب الأخرى:
• تحليل الدم والبول للكشف عن السموم أو الأدوية.
• مسح الدماغ لاستبعاد الأورام أو الصرع.
3. التقييم النفسي:
يعتمد الأطباء على معايير دليل DSM لتأكيد التشخيص.
أسباب الذهان:
1. أسباب جينية:
• ارتباط الفصام والاضطراب ثنائي القطب بمكونات وراثية مشتركة.
2. تغيرات الدماغ:
• نقص المادة الرمادية لدى المصابين.
3. الهرمونات:
• تقلبات هرمونية بعد الولادة.
4. اضطرابات النوم:
• نقص الراحة الجسدية قد يساهم في ظهور الأعراض.
أنواع الذهان:
1. الفصام:
• اضطراب يؤثر على التفكير والمشاعر.
2. الاضطراب الفصامي العاطفي:
• يجمع بين الذهان وتقلبات المزاج.
3. الذهان الوجيز:
• نوبة ذهانية قصيرة الأمد.
4. الذهان المرتبط بالأدوية:
• بسبب الكحول أو العقاقير المحظورة.
علاج الذهان:
1. الأدوية المضادة للذهان:
• تُستخدم لتخفيف الأعراض، لكنها لا تشفي المرض تمامًا.
• “الكلوزابين” هو الأكثر فعالية للحالات المستعصية.
2. العلاج النفسي:
• مفيد لتحسين الإدراك والتعامل مع الأعراض.
3. التدخل العائلي:
• دعم الأسرة يساهم في تحسين الحالة.
4. الرعاية المجتمعية:
• تُساعد في إعادة دمج المريض في المجتمع.
الوقاية:
• التشخيص المبكر يقلل من خطر تفاقم الحالة.
• المراقبة الدورية للأشخاص المعرضين للإصابة، خاصة الذين يعانون من أعراض خفيفة مثل العزلة والقلق.