لجريدة عمان:
2025-02-02@12:03:46 GMT

قوة الملل

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

الملل تجربة إنسانية عالمية، غالبا ما يُنظر إليها باستياء، ومع ذلك، فهو الشعور الذي شكل تاريخ البشرية، والإبداع، حتى فهمنا لذواتنا، والملل هو أكثر من مجرد لحظة عابرة من القلق، إنها عاطفة معقدة كما أن الملل يأتي في أنواع عدة، فهناك الملل الظرفي وهو الشكل الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما نجد أنفسنا في مواقف لا تثير اهتمامنا مثل محاضرة طويلة ورتيبة أو مهمة متكررة في العمل، وهناك الملل الوجودي وينشأ هذا الشكل الأعمق من الملل من الشعور بانعدام الهدف أو الشعور بأن الحياة تفتقر إلى المعنى، إنه يثير أسئلة حول معنى الوجود والبحث عن الهدف من الحياة، أما الصنف الأخير فهو الملل اللامبالي وهذا شكل أكثر حدة وعادة ما يكون مزمنا ويرتبط بأعراض الاكتئاب ونقص الحافز.

لكن الملل نعمة في الوقت ذاته، فهو يمكن أن يكون حافزًا قويًا، يدفعنا لخوض تجارب أو تحديات جديدة للتخفيف من انزعاجنا، وهو مشعل الشرارة الإبداعية على مر التاريخ، فبعض أهم الإنجازات في تاريخ البشرية ولدت من رحم الملل، تخيل اكتشاف إسحاق نيوتن للجاذبية أو النظرية النسبية لألبرت أينشتاين، الملل إذا ما استخدمناه بحكمة يمكن أن يوفر مساحة عقلية لظهور الأفكار الخلاقة، يمكن أن يكون الملل أيضا فرصة للتأمل في الذات عندما لا نكون مشغولين باستمرار، إذ تكون لدينا فرصة لاستكشاف أفكارنا ومشاعرنا وتطلعاتنا بشكل أعمق.

لكن هناك جانب مظلم للملل أيضا، فكما يقول الكاتب الأمريكي مارك توين: لكل قمر جانب مضيء وآخر مظلم، فيمكن أن يؤدي الملل الطويل أو المزمن إلى نتائج سلبية، بما في ذلك الشعور بالقلق والاكتئاب الذي يؤدي بالمرء إلى ممارسة سلوكيات سلبية مدمرة للتغلب عليه، ويمكن أن يؤثر أيضا على الصحة البدنية، حيث يقوم الجسم بإطلاق هرمونات التوتر استجابة للملل المستمر.

لذا بدلا من السعي لتجنب الملل أو الهروب منه، كما نفعل في الغالب، يمكننا أن نتعلم كيفية احتضانه كجزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وذلك من خلال ممارسة اليقظة الذهنية أثناء لحظات الملل، بدلا من استخدام الهاتف أو الأشياء التي تشتت الانتباه، يمكن استخدام الملل لتغذية الفضول، واستكشاف هوايات جديدة، أو قراءة كتب عن موضوعات غير مألوفة، أو الانخراط في أنشطة إبداعية.

الملل ليس عدوًا يجب تجنبه، ولكنه معلم يجب احتضانه، إنه تذكير بإنسانيتنا وحافز للنمو الشخصي والإبداع واكتشاف الذات، ومن خلال فهم أشكاله المختلفة وتسخير قوته، يمكننا تحويل لحظات الملل إلى فرص للإثراء وتطوير الذات.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تربويون لـ"اليوم": الزي الوطني بالمدارس يعزز الهوية والانضباط

أكد تربويون أن فرض الزي الوطني في المدارس يعزز الهوية الوطنية، ويغرس في نفوس الطلاب الشعور بالانتماء والفخر بثقافتهم.
وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم"، أن هذه الخطوة لا تسهم فقط في تقوية الروابط الاجتماعية بين الطلاب، بل تخلق بيئة مدرسية أكثر انضباطًا وتركيزًا على القيم التعليمية.
أخبار متعلقة التدريب التقني: تأهيل أكثر من 11 ألف خريج في مجال السياحة"اليوم" ترصد بالصور: التزام طلاب الثانوية بالزي الوطني في المدارسكما يرون أن ارتداء الزي الوطني يعزز المسؤولية والانضباط الذاتي، مما ينعكس إيجابيًا على سلوك الطلاب داخل المدرسة وخارجها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التزام طلاب الثانوية بالزي الوطني في المدارس الحكومية والأهلية تعزيز الثقة وإزالة الفوارققال التربوي سعود الرويلي، إن ارتداء الزي الوطني يوميًا يعزز ثقة الطلاب بأنفسهم ويجعلهم أكثر اعتزازًا بهويتهم.
فالمراهقون غالبًا ما يكونون في مرحلة استكشاف الذات، وقد يتأثرون بالموضات الغربية أو يسعون للتميّز بمظهرهم، ولكن عندما يكون لديهم زي وطني موحد، فإن ذلك يقلل من التأثيرات الخارجية، ويجعلهم أكثر ارتباطًا بثقافتهم وقيمهم الوطنية.
ويرى أن هذا القرار يعزز الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب، حيث يدركون أنهم جزء من مجتمع له قيمه وثقافته الخاصة، ما يدفعهم إلى التصرف بطريقة تعكس تلك القيم.
كما أن الالتزام بالزي الوطني يمكن أن يكون وسيلة فعالة لبناء الانضباط الذاتي، إذ يعتاد الطلاب على التقيد بالنظام واحترام التعليمات، وهو ما سينعكس إيجابيًا على حياتهم الأكاديمية والمهنية مستقبلًا.
سعود الرويلي
وأضاف الرويلي، أن فرض الزي الوطني على الطلاب يسهم في تعزيز التوافق الاجتماعي بينهم، حيث يزيل الفوارق الثقافية والاقتصادية التي قد تنشأ بسبب اختلاف الأزياء، فعندما يرتدي الجميع نفس الزي، يشعرون بالمساواة، مما يقلل من ظاهرة المقارنات الاجتماعية ويعزز الشعور بالوحدة الوطنية.
وأكد أن اللباس التقليدي يعد جزءًا لا يتجزأ من الثقافة السعودية، وعند تبنيه داخل المدارس، فإنه يعزز ارتباط الطلاب بجذورهم الثقافية، كما يمنحهم فهمًا أعمق للقيم والتقاليد السعودية، ما يسهم في تسهيل اندماجهم في المجتمع بعد التخرج.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستساعد في ترسيخ هوية وطنية قوية بين الأجيال الجديدة، مما يسهم في الحفاظ على التراث السعودي وتعزيز مكانته في المستقبل.ترسيخ الهوية الوطنيةقالت الأكاديمية د. علياء مليباري إن فرض الزي الوطني على طلاب المدارس الثانوية يعزز الهوية الوطنية ويغرس الشعور بالانتماء للمجتمع السعودي، فالزي التقليدي ليس مجرد لباس، بل هو رمز ثقافي يعكس القيم والتقاليد السعودية.
وعندما يرتدي الطلاب الثوب والغترة أو الشماغ، فإنهم يتصلون بتراثهم بشكل أعمق، ما يرسخ لديهم الإحساس بالفخر بتاريخهم وثقافتهم.
د. علياء مليباري
وأضافت مليباري، أن هذه الخطوة تسهم في تقوية الروابط الاجتماعية بين الطلاب، و التمسك بالزي الوطني يخلق بيئة أكثر انسجامًا، مما ينعكس إيجابيًا على سلوك الطلاب وتفاعلهم مع بعضهم البعض.
إضافة إلى ذلك، فإن الالتزام بالزي الرسمي يسهم في ترسيخ مفهوم الحفاظ على المظهر المهني، إذ يؤهل الطلاب للحياة المهنية المقبلة، ويدربهم على الامتثال للزي المطلوب حسب بيئة العمل أو طبيعة المهنة التي سيشغلونها مستقبلاً.
وترى أن هذا القرار سيساعد في تنشئة أجيال تدرك أهمية هويتها الوطنية وتعي مسؤوليتها في الحفاظ عليها مستقبلاً.انضباط مدرسيوقال الأكاديمي م. محمد زمزمي، إن الالتزام بالزي الوطني في المدارس يسهم في تعزيز الانضباط والالتزام بالقوانين داخل البيئة المدرسية، حيث يساعد في تقليل المقارنات الاجتماعية بين الطلاب، ما يحد من التباهي بالمظهر الخارجي ويقلل من الشعور بالتفاوت الاقتصادي بينهم.
كما أن الزي الموحد يرسخ قيم الانضباط، حيث يتعلم الطلاب أهمية اتباع التعليمات والأنظمة، مما يؤهلهم ليكونوا أكثر التزامًا في حياتهم المستقبلية.
م. محمد زمزمي
وأضاف زمزمي أن الزي الوطني يمنح الطلاب شعورًا بالمسؤولية تجاه هويتهم، حيث يجعلهم يدركون أهمية تمثيل ثقافتهم بصورة مشرفة.
كما أنه يساهم في خلق بيئة مدرسية أكثر استقرارًا، حيث يقلل من التشتت الناجم عن اختلاف الأزياء والموضات، مما يعزز تركيز الطلاب على التحصيل الدراسي والأنشطة التعليمية.
ويرى أن هذه الخطوة ستنعكس إيجابيًا على السلوك العام للطلاب داخل المدارس وخارجها .مسؤولية وانتماءوقال التربوي عبدالرحمن الشهري إن ارتداء الزي الوطني في المدارس يعزز الشعور بالمسؤولية والانتماء لدى الطلاب، حيث يرسخ لديهم قيمة الالتزام بالنظام والاعتزاز بالهوية الوطنية.
عبدالرحمن الشهري
وأوضح أن هذه الخطوة تسهم في خلق بيئة تعليمية أكثر استقرارًا، حيث تقلل من التشتت الناتج عن اختلاف الأزياء والموضات، مما يساعد الطلاب على التركيز على التحصيل الدراسي والأنشطة التربوية.
وأضاف الشهري أن الالتزام بالزي الوطني يساعد في تعزيز قيم الاحترام والانضباط داخل المدرسة، حيث يتساوى جميع الطلاب في مظهرهم، مما يقلل من الفوارق الاجتماعية ويعزز الشعور بالمساواة.
وأكد أن هذه المبادرة ستنعكس إيجابًا على الأجيال القادمة، حيث تعزز الوعي الثقافي والانتماء الوطني، وتسهم في بناء جيل أكثر ارتباطًا بقيمه وتراثه.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • تربويون لـ"اليوم": الزي الوطني بالمدارس يعزز الهوية والانضباط
  • 5 أمور حول الملل الذي يقض مضاجعك.. فما مدى تأثيره على صحتك؟
  • مفاجأة.. الدوخة لا تشير إلى السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم
  • ديب سيك ماذا في جعبة الصين أيضا؟
  • استشاري تغذية يوضح سبب الإحساس بالجوع أكثر في الشتاء «فيديو»
  • فوائد تربية العصافير في مكان العمل
  • الذات والمرآة للناقد محمد سليم شوشة.. جديد قصور الثقافة
  • استشاري: تجنب تهوية المنازل في الشتاء يُزيد الإصابة بالبرد
  • استشاري تغذية يكشف سبب الشعور بالجوع في الشتاء