لجريدة عمان:
2024-07-07@01:55:55 GMT

نوافذ: ظفار ويد المايسترو!

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

بقيتُ لعدّة أسابيع تحت تأثير الصور والفيديوهات التي تصلنا من هنا وهناك، كاشفة عن سحر محافظة ظفار الفاتنة، تلك الخضرة الخلابة التي تُذكرنا بأرياف أوروبا، والضباب الذي يلفّ هضابها بصحبة الرذاذ الخفيف المتناغم بصورة جذابة مع التنوع الجغرافي الهائل، من سهول وجبال خصبة إلى شواطئ رملية تمتد لمئات الكيلومترات.

وكنتُ أتوقُ لخوض تجربتي معها هذا العام على وجه الخصوص، لاسيما أنّ الأصداء كانت على غير ما اعتدنا، فقد كانت الآراء تشيد بالتغيرات اللافتة. ورغم الأيام القصيرة التي قضيتها هناك فإنّها كانت كفيلة بالتبصر بالتحولات التي لا يمكن لعين أن تُخطئها.

ليس علينا أن ننكر أنّ ظفار تبدت في حلّة جديدة، فلم يعد أكبر همنا الحصول على دورة مياه كما هو حالنا في السابق، كما أنّ صناعة الترفيه توزعت بشكل مريح لاستقطاب القادمين، وهو الحال مع الأكشاك والمطاعم والمقاهي التي امتدت على مد البصر لتحل معضلة أساسية. فقد كنا قبل ذلك نرى العوائل تجوب الجبال مُحملة بعدتها من علبة الكبريت حتى جرّة الغاز!

لفتني أيضا وجود خدمات الإنقاذ والسلامة في المواقع السياحية، ووجود مختبر متنقل لفحص الأغذية للتأكد من مطابقتها للمواصفات، و«باركود» لتقييم بعض الخدمات، كما أنّ التحول من مسمى خريف «صلالة» إلى خريف «ظفار» كان يُلقي بظلاله على الولايات العشر التي لا تقل إحداها عن الأخرى سحرا وفتنة.

لكن ورغم بهجتنا بما ذكرنا، إلا أن ذلك لا ينفي حاجتنا لاستعارة مفاهيم السياحة على مستوى يليق بعمر التجربة، لكي تتجذر ظفار في الوعي العام كمحافظة سياحية لا تقل عن مناطق العالم الرئيسة، فمن المؤكد أنّ المدن الغنية بالتراث المادي وغير المادي والمرافق ذات الطابع الجمالي والثقافي، تلك التي يمكن أن تنسج قصصها وأساطيرها، تصبح محط أنظار العالم، شريطة تفعيل البُنى التحتية الخادمة لها.

من الجيد -بطبيعة الحال- إعطاء الفرصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وللعُمانيين بالدرجة الأولى، وبالفعل أحدثوا تغييرا مذهلا، لكن ذلك لا يُغني عن الاستعانة ببيوت الخبرة والاستثمارات الكبرى التي يمكن أن تقلب المحافظة رأسا على عقب. فرغم روعة ما شهدنا إلا أنّ الجهود بدت مُتشرذمة، وبحاجة إلى يد «مايسترو» عُليا تضبط إيقاع التحولات عن وعي ودراية بخصوصية كل شبر منها، لتظهر كل ولاية من الولايات العشر بشكل مُفارق للعادة عبر استراتيجية مدروسة أكثر من كونها مُرتجلة.

أزمة السكن -كما يبدو- ستحتاج وقتا أطول لتُحل، فإمّا الذهاب إلى الفنادق الكبيرة أو البقاء في حيز الشقق التي قلّما تمتلكُ مواصفات معقولة رغم المبالغة في أسعارها. من الضرورة بمكان أن تكون الشقق الفندقية ذات معايير صارمة من ناحية الخدمة والأسعار، كونها تعكس سمعة البلد بصورة أساسية.

ورغم توفر دورات المياه، فإنّها لم تستطع بعد أن تُغطي الضغط البشري الهائل عليها. أمّا المساجد فكانت في حالة يُرثى لها، ومن المُسيء حقا ترك بيوت الله بتلك الحالة المزرية دون وجود أيد عاملة كافية لخدمتها!

في السابق كان الرد الجاهز حول بطء الخدمات السياحية يُرجع إلى عدم تقبل المجتمع لتحول جبالهم ومراعيهم إلى السياح القادمين من بقاع شتى بقاع العالم. قرأتُ ذات مرّة بأنّ وعي المجتمعات وعي حي ومتحرك، غير ساكن أو قار فهو مرآة عاكسة للسلوك وللعقل الفردي والجمعي، وأمام انزياحات وعي المجتمعات يمكن أن تتشكل أنماط اقتصادية متغيرة من وقت لآخر، ولذا ينبغي أن تدرس المجتمعات بشكل عميق قبل أن يشرخ الاقتصاد والسياحة نسيجها.

يأتي الآخر إلينا من العالم الشاسع مُحملا بالفضول، ويمكنه أن يضخ المال في عصب اقتصادنا فيما لو تمكنا من تقديم أنفسنا بشكل مُحترف، مُنطلقين من محليتنا الأصيلة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح لنا بوابة مهن وأفكار ومصادر رزق لم تكن موجودة من قبل، فالانفتاح على السياحة والاقتصاد، لا يعني بالضرورة انفصالنا عن جذورنا كما قد يظن البعض، بل يمكن لتجربة من هذا القبيل أن تجعلنا في حالة من التماس والتفاعل الدائم مع مفردات حياتنا وأنماطها.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

علاقة الحساسية الغذائية بالصداع ومرض السكري؟

يشعر البعض بالصداع الشديد بعد تناول الطعام مباشرة، وهو عرض قد ينذر بوجود مشكلات صحية تتطلب اهتمامًا خاصًا، وأبرزها إصابته بمرض السكري أو الحساسية الغذائية.

ماذا يحدث لمرضى السكري عند تجاهل وجبة الإفطار؟.. أطباء يحذرون من كارثة ما علاقة الصداع بالسكري؟

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة "تايمز أوف إنديا"، يرتبط الصداع بعد تناول الطعام بمرض السكري، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى في وظائف البنكرياس، الامر  الذي يحدث نتيجة اضطراب عملية إنتاج الأنسولين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم.

عند تناول الطعام، يحدث ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة نسبته بشكل ملحوظ. بعد فترة قصيرة، ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل سريع، وهو ما يعرف بنقص السكر في الدم. هذا التقلب الحاد في مستويات السكر يمكن أن يسبب تجويع الدماغ، حيث يُعتبر الجلوكوز مصدر الطاقة الرئيسي للدماغ. عندما ينخفض مستوى الجلوكوز، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالصداع، كإشارة على أن الدماغ يعاني من نقص في الطاقة.

علاقة الحساسية الغذائية  بالصداع

بالإضافة إلى الارتباط بداء السكري، قد يكون الصداع بعد تناول الطعام ناتجًا عن ردود فعل تحسسية تجاه بعض الأطعمة. يعاني بعض الأفراد من حساسية تجاه مكونات غذائية معينة، والتي يمكن أن تسبب تفاعلات فورية أو مؤجلة تؤدي إلى الصداع.

تتضمن الأطعمة التي قد تسبب الحساسية البيض، الحليب، المكسرات، والأسماك. في حالة تناول أحد هذه الأطعمة، يمكن أن يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط، مما يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين. تؤدي هذه المواد إلى التهاب وتوسع الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يسبب الشعور بالصداع.

 

أحد الأسباب الأخرى للصداع بعد تناول الطعام هو زيادة نسبة المواد السامة في المضافات الغذائية في الدم. تحتوي بعض الأطعمة المصنعة على مضافات غذائية تهدف إلى تحسين الطعم، اللون، ومدة الصلاحية. لكن بعض هذه المضافات، مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG)، يمكن أن تسبب ردود فعل سلبية في الجسم.

تعمل هذه المواد على تحفيز الخلايا العصبية بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الصداع. يشار إلى هذا النوع من الصداع أحيانًا باسم "صداع MSG"، حيث يعاني الأشخاص الذين يتحسسون من هذه المادة من آلام في الرأس بعد تناول الأطعمة التي تحتوي عليها.

لتجنب الصداع المرتبط بتناول الطعام، يُنصح باتباع بعض الخطوات الوقائية. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من داء السكري، من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام وتناول وجبات متوازنة تحتوي على كميات معتدلة من الكربوهيدرات. يمكن أيضًا استشارة أخصائي تغذية للحصول على نصائح حول كيفية تنظيم النظام الغذائي بشكل يحد من التقلبات الحادة في مستويات السكر.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية، فمن الضروري تحديد الأطعمة التي تسبب التحسس وتجنبها. قد يتطلب ذلك إجراء اختبارات حساسية للحصول على قائمة دقيقة بالمسببات المحتملة. من الممكن أيضًا استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض في حالة تناول الأطعمة المسببة للحساسية بالخطأ.

 

بشكل عام، يعد الصداع بعد تناول الطعام عرضًا شائعًا يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلات صحية أساسية مثل داء السكري والحساسية الغذائية. من الضروري تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الصداع واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. إذا كان الصداع مستمرًا أو شديدًا، يفضل استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب. من خلال متابعة النظام الغذائي والانتباه إلى المكونات الغذائية، يمكن تقليل احتمالية حدوث الصداع بعد تناول الطعام بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • بصوتها وإحساسها المميز … ميرنا ملوحي تطرب جمهور دار الثقافة بحمص
  • غدا.. يوم التقبيل العالمي
  • الذكاء الاصطناعي والأدب والترجمة في مناقشات صالون "مصر المحروسة" بروض الفرج
  • ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار .. جبالٌ خضراء وإطلالات جميلة على بحر العرب
  • سامي الجميل: للتركيز على زراعات ذات قيمة تفاضلية عالية
  • ما هي أول ولاية يبدأ فيها موسم الخريف في ظفار؟
  • انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية في فنزويلا
  • الذكاء الاصطناعي يُهدد النساء ويعرضها لخطر الابتزاز الإلكتروني
  • علاقة الحساسية الغذائية بالصداع ومرض السكري؟
  • أكثر الأشياء المرعبة التي عثر عليها في كهوف العالم