صحفي مغربي: لا توجد فرق إنقاذ دولية في منطقة أمزميز التي ضربها الزلزال
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
صحفي مغربي: لا توجد فرق إنقاذ دولية في منطقة أمزميز التي ضربها الزلزال.. صحفي مغربي: لا توجد فرق إنقاذ دولية في منطقة أمزميز التي ضربها الزلزال|
الجديد برس|
حول تداعيات زلزال الحوز المدمر الذي شهدته المغرب بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية، نفى المراسل الصحفي المغربي، عبد الغني بلوط، وجود فرق إغاثة دولية خاصة في منطقة أمزميز، موضحا أن عمليات الإنقاذ تقتصر على الجهود المحلية.
ونقل موقع “سبوتنيك” اليوم الأحد، عن بلوط قوله: أن هناك عملا مكثفا من عناصر الهلال الأحمر المغربي لإنقاذ ضحايا الزلزال وتقديم المساعدة لهم في ظل غياب المساعدات الدولية.
وبحسب ما عاينه بلوط ميدانيا، فإن رقعة الزلزال واسعة جدا وتشمل 9 أقاليم في المملكة، وأن بؤرة الزلزال تقع في منطقة جبلية نائية يصعب الوصول إليها، لذلك فإنه رغم استمرار عمليات الإنقاذ تواجه الفرق صعوبة كبيرة في الوصول إلى الضحايا المحتملين تحت الأنقاض.
وتشير أحدث إحصائية إلى سقوط ما لا يقل عن 2122 قتيل و2421 مصابا إثر الزلزال القوي الذي هز إقليم الحوز وسط المغرب يوم الجمعة.
وفقا لحصيلة محدثة لوزارة الداخلية، صدرت يوم الأحد، تسبب الزلزال في وفاة 1351 شخصا في الحوز، و492 في تارودانت، و201 في شيشاوة، و17 في مراكش، حسبما ذكرت الوزارة في بلاغ صحفي.
وأضافت الوزارة أنه لم يتم تسجيل أي وفيات جديدة بأقاليم ورزازات وأزيلال وأكادير إداوتنان والدار البيضاء الكبرى واليوسفية وتنغير.
وتواصل السلطات العمومية جهودها لتسريع عمليات الإنقاذ وإجلاء المصابين وتقديم الرعاية لهم، وحشد كافة الموارد اللازمة لمواجهة تداعيات هذه المأساة الأليمة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
مشاهد لا توجد إلا في غزة الصامدة
ما حصل خلال اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة يعتبر بكل المقاييس "حدثا تاريخيا"، رغم حجم الدمار واتساع رقعة القتل. وفي هذا السياق لا يمكن إنكار حالة اليأس التي خيمت على الغزاويين، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة، نظرا لحجم المتاعب والمخاطر التي تعرضوا لها. لكن رغم ذلك، بقي في وجدانهم أمل يداعبهم بأن الله لن يتخلى عنهم. فما هي مصادر هذا الأمل الذي يشبه الوقود الذي جعلهم يعتقدون بأن لحظة الفرج قادمة؟
يتمثل العامل الأول في الذخيرة الإيمانية التي يتمتع بها عموم أهل غزة. هذا عامل قد يقلل البعض من أهميته في التحليل السياسي والاستراتيجي، تجنبا للدخول في خطاب غيبي. لكن عندما تجد شعبا أعزل يواجه حملة تدمير رهيبة من قبل جيش بلا قلب ولا عقل، فماذا يمكن أن تقدم للمدنيين في قلب المعركة سوى الصبر والاعتماد على الذات وتذكيرهم بأن الله معهم ولن يخذلهم؟
الجانب السيكولوجي يلعب دورا كبيرا، خاصة خلال الأزمات الكبرى والقاسية، هو الذي يميز شخصا عن آخر وشعبا عن شعب
وقد كشفت أيام الحرب ولياليها لجوء هؤلاء رجالا ونساء وشيوخا إلى الله طالبين اللطف والحماية؛ سلاحهم الوحيد كان ولا يزال هو مزيد التمسك بخالقهم القادر على إنقاذهم، وهو ما جعلهم مضرب الأمثال في العالم، حتى أن بعض حاخامات اليهود يفسرون صمود الفلسطينيين بشدة إيمانهم بمصيرهم الذي لن يخرج عن احتمالين، إما الموت والشهادة، فيكون نصيبهم الجنة أو النصر. هذا الإيمان العميق والعجيب يفسر الأخبار التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بالعديد من الغربيين ليعلنوا إسلامهم -خاصة في أوساط النساء- بعد اطلاعهم على الكيفية التي تقبّل بها الغزاويون والغزاويات استشهاد أبنائهم وأزواجهم بطريقة فيها ألم كبير وحزن، ولكن فيه أيضا بعد غيبي عميق إلا من له استعداد لإدراك ذلك. فالجانب السيكولوجي يلعب دورا كبيرا، خاصة خلال الأزمات الكبرى والقاسية، هو الذي يميز شخصا عن آخر وشعبا عن شعب.
أما العامل الثاني فيتعلق بالبناء الأسري للعائلة الفلسطينية. هناك حالة من ارتباط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، وهو من ثمرات التربية المعتمدة بين الأجيال؛ قدرة على الكلام المشحون بالقيم والشجاعة والوفاء والتعلم. لهذا تجد الطفل يخاطب العالم بلغة تتجاوز سنه وتجربته في الحياة؛ طحنته المآسي والحروب، فسرّعت في عمره، وحملته مسؤوليات أحيانا فوق طاقته، وجعلته يواجه الحياة في قسوتها الشديدة قبل أن يصلب عوده؛ بعضهم يصاب بالارتجاج، ويصبح عرضة للأمراض النفسية الخطيرة، لكن الكثير منهم يتمتعون بقدرة عالية على التحمل والتجاوز.
لا شك في أن الرعب اليومي الذي عاشه سكان غزة قد خلّف آلاف الإصابات الجسدية والنفسية، خاصة في صفوف الأطفال، لكن ذلك زاد في تعزيز العلاقات الأسرية وعمق حالة التضامن بين الفلسطينيين.
صراع عسكري يعتمد على استعراض المادية، يقابله صراع مشاعر ورغبة في الحياة والبقاء والانتصار. والبقاء في مثل هذه المعركة ليست لمن هو أكثر سلاحا وفتكا، بل لمن يؤمن بأنه الأحق والأجدر بالبقاء على أرضه والتمتع بكرامته
العامل الثالث له علاقة بالعاملين السابقين، ويتمثل في ارتفاع نسبة التطوع والتضحية في صفوف الفلسطينيين، خاصة بين الشباب. هناك وعي مرتفع جدا بأهمية مساعدة الآخرين، والتضحية بالنفس إن لزم الأمر. والمجتمع الذي له هذا الفائض من الأفراد المستعدين لتسخير أنفسهم من أجل إسعاد الآخرين والتخفيف من آلامهم وأحزانهم، هو مجتمع يملك سلاحا استراتيجيا لا يملكه الآخرون، بمن في ذلك أعداؤهم.
ولعل العامل الرابع في هذا السياق، يتعلق بإرادة التحدي. فخطة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كسرت الحاجز النفسي الذي كان يفصل الفلسطينيين عن سجانيهم. وعندما أعلن نتنياهو عن أهداف الحرب التي ستشنها حكومته، تولدت في تلك اللحظة الإرادة المضادة. وانطلق منذ تلك اللحظتين صراع عسكري يعتمد على استعراض المادية، يقابله صراع مشاعر ورغبة في الحياة والبقاء والانتصار. والبقاء في مثل هذه المعركة ليست لمن هو أكثر سلاحا وفتكا، بل لمن يؤمن بأنه الأحق والأجدر بالبقاء على أرضه والتمتع بكرامته.
هذه بعض عناصر البنية النفسية لسكان غزة التي جعلتهم يرفضون التخلي عن أرضهم ومنازلهم بعد هدمها، ويترفعون عن الوعود التي قدمت لهم كتعويضات لهم في حال مغادرتهم الحدود التي تفصلهم عن بقية العالم. لهذا لم يكن مفاجئا أن يواصلوا التحدي، من خلال الالتفاف حول المقاومة، والانخراط فيها بقوة، والانضباط لتعليمات مؤسساتها المختلفة بما في ذلك المؤسسة الشرطية والمدنية. فكانت تلك الجموع التي ظهرت فجأة في قلب غزة المدمرة، وتلك المشاركة الشعبية الواسعة في عملية تسليم الأسيرات الثلاث.. مشهد لا يوجد إلا في غزة الصامدة.