ماذا يعني إعلان أثيوبيا بانتهاء ملء سد النهضة بالنسبة لمصر؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أثار إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد، انتهاء المرحلة الرابعة والأخيرة من عملية ملء سد النهضة، ضجة كبيرة في مصر، حيث تصدر آبي أحمد الترند بموقع التواصل الاجتماعي إكس.
وقال آبي أحمد في مقطع فيديو على حسابه بموقع "إكس": "يسعدني الإعلان أن عملية الملء الرابع والنهائي لسد النهضة تمت بنجاح. ساعد الإثيوبيون في ذلك بتعاونهم".وأضاف أن "عملية الملء تمت رغم التحديات الداخلية والضغوط الخارجية"، متابعاً "أتعهد باستمرار دعم مشروع السد إلى النهاية".
#إثيوبيا تنهي ملء سد النهضة https://t.co/9CVgQoRzbw
— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023 تصريح غير مفهوم من جانبه أكد أستاذ جيولوجيا المياه والبيئة بجامعة الفيوم الدكتور أحمد جابر شديد، أن تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد حول الانتهاء من ملء المرحلة الرابعة والنهائية من سد النهضة أمر "غير واضح" و"غير مفهوم". وقال شديد لـ24: "منذ إعلان أثيوبيا إنشاء سد النهضة في عام 2011 وكل الحديث عن أن سعة السد 74 مليار متر مكعب من المياه، وفي 22 يونيو (حزيران) أعلنت إثيوبيا بدء المرحلة الرابعة من ملء السد، مع الإعلان عن أن هذه المرحلة سيتم ملء 42 مليار متر مكعب من المياه، فكيف يتم الإعلان عن الانتهاء من المرحلة الرابعة؟، بل والأغرب الإعلان أن هذه المرحلة النهائية لملئ السد، عكس كل ما تم التأكيد عليه من الجانب الأثيوبي بوجود مراحل أخرى بعد المرحلة الرابعة". علامات استفهام وتابع أستاذ المياه والبيئة، "هناك علامة استفهام كبيرة في تصريح أبي أحمد بالإعلان عن الانتهاء من ملئ سد النهضة بشكل نهائي، فهل هذا يعني أن أثيوبيا خفضت سعة وحجم السد من 74 مليار متر مكعب، كما كان مقرراً، إلى 42 مليار فقط؟".#مصر: "لا جديد" في مفاوضات #سد_النهضة https://t.co/bq7rayaZmg
— 24.ae (@20fourMedia) August 28, 2023 وأضاف شديد، "بالرجوع إلى تصريح أبي أحمد سنجد علامة استفهام أخرى كبيرة، وهي كيف يعلن الانتهاء النهائي للسد، وفي نفس التصريح يطالب الأثيوبيين بالدعم حتى يتم اكتمال السد؟ فلو تم الانتهاء من الملئ فماذا تعني جملة: حتى يتم اكتمال السد". عناد سياسي من جهته أكد مساعد وزير الخارجية المصري السفير جمال بيومي، أن إثيوبيا تتعامل في أزمة سد النهضة منذ البداية من باب العناد السياسي. وقال بيومي لـ24: "كل ما تفعله إثيوبيا بخصوص سد النهضة مخالف للقواعد والقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة لأكثر من بلد حول العالم". وأضاف مساعد وزير الخارجية، "أنا كمصري مطمئن بخصوص سد النهضة، لأنه سد لتوليد الكهرباء وطالما سيتم استخدامه في ذلك فلابد أن تعبر المياه من خلاله من الجنوب إلى الشمال لتعمل توربينات السد في توليد الكهرباء، أي أنه ليس سد لحجز المياه". إثيوبيا لا تحتاج للمياه وتابع بيومي، "وجود السد في أقصى شمال إثيوبيا يعني أنه ليس سداً للري، وهدفه توليد الكهرباء فقط، فلو كان هدفه الري لأقيم في جنوب الدولة الإثيوبية، كما أن 99٪ من الأراضي الأثيوبية مغمورة بمياه الأمطار بحجم 1600 مليار متر مكعب، تحتاج مصر منها إلى 55 ألف متر فقط، ما يعني أن حصة مصر من المياه لا تمثل أزمة أبداً لإثيوبيا". وأشار مساعد وزير الخارجية للمصري، إلى أن ما يثير القلق هو مضاعفة كمية تخزين المياه خلف سد النهضة، ما يعني الضغط على التربة، وقد يؤدي ذلك إلى زلزال أو إلى الحدث الأسوأ، وهو انهيار السد، ما يؤدي إلى مأساة خاصة في السودان، أما مصر فقد تحركت لفتح مصارف المياه في توشكى جنوب البلاد والمصافي في دمياط ورشيد شمال البلاد تحسباً لانهيار السد، والسياسة تحتاج للنفس الطويل، ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً.#إثيوبيا تخزن 14 مليار متر مكعب جديدة وراء #سد_النهضة.. هل تأثرت حصة #مصر؟ https://t.co/6nCMEfdwwq pic.twitter.com/B9hhrmhZaH
— 24.ae (@20fourMedia) August 22, 2023 من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن سلامة، أنه من المفترض أن مصر وإثيوبيا اتفقا على إجراء مباحثات سياسية بين الدولتين للتوصل لاتفاق بشأن ملء وإدارة سد النهضة. وقال سلامة لـ24: "استمرارية إثيوبيا في فرض الأمر الواقع بشأن أزمة سد النهضة أمر غير مقبول". الآثار السلبية على مصر وتابع أستاذ العلوم السياسية، "الملء الرابع لسد النهضة له آثار سلبية على مصر، تتمثل في فقدان كميات كبيرة من المياه، وفقدان الكثير من الأراضي الزراعية، والكثير من الفلاحين لمصدر رزقهم الوحيد، وبالطبع تسعى مصر لإجراءات تقلل من هذه الآثار السلبية". وأضاف سلامة، "مطلوب الآن بعد الإعلان عن الانتهاء من ملء سد النهضة أن نصل إلى نتيجة، هل أثيوبيا جادة في التوصل لاتفاق ملزم للطرفين؟ أم أنها ستستمر في فرض سياسة الأمر الواقع؟، وأنا أرى أن إثيوبيا مازالت مصرة على سياسة فرض الأمر الواقع، من خلال التسويف والمماطلة".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سد النهضة آبي أحمد مصر إثيوبيا مصر أزمة سد النهضة المرحلة الرابعة ملیار متر مکعب ملء سد النهضة الانتهاء من الإعلان عن من المیاه آبی أحمد
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية 2024.. ماذا يعني فوز هاريس بالنسبة للاقتصاد الأوروبي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع استعداد الولايات المتحدة لانتخاب رئيس جديد، ناقش العديد من المحللين ما قد يعنيه فوز دونالد ترامب بالنسبة للاقتصاد العالمي. لكن ماذا يمكن لأوروبا أن تتوقع من فوز كامالا هاريس؟
ووفقًا لشبكة يورونيوز، قالت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية، كامالا هاريس، في تصريح لها الشهر الماضي لشبكة فوكس نيوز: "رئاستي لن تكون استمرارًا لرئاسة جو بايدن". في السياسات الداخلية، قد يكون هذا صحيحًا. فقد أشار الخبراء إلى مجالات معينة، مثل التجارة، حيث قد تتحرك هاريس بعيدًا عن سياسات سلفها.
ولكن على الصعيد العالمي، من غير المتوقع أن يؤدي فوز هاريس في الانتخابات المقبلة إلى تغييرات كبيرة على مستوى الاقتصاد الدولي، على عكس فوز منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، الذي قد يتسبب في اضطرابات اقتصادية.
وفي هذا السياق، قال أورليان سوسي، الأستاذ الباحث في معهد غرانثام في كلية لندن للاقتصاد: "أهم ما يمكن الإشارة إليه في حالة فوز هاريس هو غياب التأثيرات السلبية المتوقعة لأوروبا، والتي قد تحدث في حال نفذ ترامب خططه بخصوص فرض التعريفات الجمركية".
التعريفات الجمركية
عندما نفكر في ما قد يعنيه فوز هاريس بالنسبة لأوروبا، من الضروري فهم البديل المحتمل المتمثل في سياسات ترامب. فقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع السلع المستوردة، بالإضافة إلى فرض تعريفات تصل إلى 60% على البضائع الصينية و100% على السيارات المستوردة، بغض النظر عن بلد المنشأ.
وقال سوسي إن تصعيد ترامب المحتمل للتعريفات الجمركية، والذي يهدف إلى تصحيح اختلالات التجارة وحماية الصناعات الأمريكية، قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية الدولية وسلاسل التوريد، وهو ما ستكون له عواقب كبيرة على الاتحاد الأوروبي، لا سيما على صناعة السيارات الألمانية.
في المقابل، من غير المتوقع أن تفرض هاريس تعريفات جمركية شاملة على الحلفاء الاستراتيجيين مثل أوروبا، وفقًا لما ذكره أندرو كيننغهام، كبير الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس".
الحروب التجارية
على الرغم من أن هاريس قد لا تفرض تعريفات جمركية على الحلفاء الأوروبيين، إلا أنها قد تستمر في تبني سياسات تجارية متشددة تجاه الصين، على غرار الرئيس الحالي جو بايدن الذي فرض سلسلة من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية هذا العام.
مع ذلك، نظراً لاعتماد أوروبا على الصين بشكل أكبر من الولايات المتحدة، من المرجح أن تظل السياسات التجارية نقطة توتر بين الجانبين، حيث سيتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط لتقييد تجارته مع بكين.
السياسة الخضراء
أحد المحاور التي قد تثير خلافًا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال فوز هاريس هو السياسات البيئية. فوفقًا لإميلي مانسفيلد، مديرة منطقة أوروبا في "وحدة الاستخبارات الاقتصادية"، فإن احتفاظ هاريس بسياسات "قانون خفض التضخم" (IRA) قد يجذب استثمارات خضراء بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، تستعد أوروبا لفرض آليات مثل "آلية تعديل حدود الكربون" (CBAM) والتي قد ترفع تكاليف الشركات الأمريكية التي تصدر إلى الاتحاد الأوروبي. كذلك، فإن تشريعات الاتحاد الخاصة بمكافحة إزالة الغابات (EUDR) ستمنع استيراد المنتجات المرتبطة بعمليات إزالة الغابات.
السياسة المالية
أما بالنسبة لترامب، فيتوقع بعض المحللين أن يؤدي فوزه إلى ارتفاع معدلات التضخم نتيجة لخطط فرض التعريفات الجمركية على السلع الأجنبية، وهو ما سيؤدي إلى زيادة أسعار الواردات، وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي حال فوز هاريس، يقول أندرو كيننغهام إن من غير المرجح أن تتخذ سياسات مالية توسعية بشكل كبير، وبالتالي، لن تكون هناك توقعات برفع معدلات الفائدة الأمريكية أو ارتفاع قيمة الدولار.
الكونجرس المقسّم
بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإن تشكيلة الكونجرس ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى قدرة أي رئيس على تنفيذ أجندته الاقتصادية. ففي حال تمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، سيكون من الأسهل تمرير التشريعات.
في النهاية، يمكن القول إن فوز هاريس سيكون أكثر استقرارًا لأوروبا من الناحية الاقتصادية مقارنة بفوز ترامب، الذي قد يجلب معه العديد من التحديات الاقتصادية على الساحة الدولية.