شيخ الأزهر في المؤتمر الدولي للسلام: زلزال المغرب فطر قلوبنا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
افتتح فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، «اللقاء الدولي من أجل السلام» الذي تنظمه جمعية «سانت إيجيديو» والمنعقد بالعاصمة الألمانية برلين، خلال الفترة من 10: 12 سبتمبر الجاري، بتقديم خالص العزاء لشعب المملكة المغربية في مصابه الجلل الذي فطر قلوب الجميع؛ سائلا المولى -عز وجل- أن يتغمد الضحايا بواسع مغفرته ورحمته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر، وأن يربط على قلوبهم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وانتقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، التدخُّل الأجنبي في شؤون بعض الدول -وبخاصَّةٍ الدولُ العربية- لتحويلِها إلى سوقٍ رائجةٍ لتجارة الأسلحة، وما يَلزَمُ هذه التجارةَ من إثارةِ الفِتَن، وبعثِ النعرات العِرقيَّة والنِّزاعات؛ الدينيَّة والطائفية، وإيقاظها من مراقدها.
كما لفت الإمام الطيب إلى جَشَعَ بعض الأغنياء والقادرين والمُترَفين مِمَّن يُفسدون في الأرض ويُدمِّرون البيئة، ويُحمِّلون الدولَ الفقيرة تَبِعات جرائمهم..
وأشار شيخ الأزهر إلى الظلم البالغ الذي طال عليه الأمد، وهو حرمان الشعبِ الفلسطيني من حقوقه وعيشَه على أرضِه، لافتا إلى صمْتَ العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية التي طال عليها الأمد.
وخاطب الإمام الطيب جمهور «اللقاء الدولي من أجل السلام» بالقول: "إذا كنتم تتَّفقون –أيها السيدات والسادة- في الحقيقة التي تقول: إنَّ العالمَ كلَّه أصبح اليوم وكأنه قريةٌ واحدة، فهل نتفقُ على القول بأنَّ سلامَ العالم مرتبطٌ أشدَّ الارتباط بسلامِ الشعوب، وأنَّ المنطق الذي يُقرِّر أنَّه لا يَسلَمُ الكلُّ إلَّا إذا سَلمَ الجزء، يُقرِّر بنفسِ الدرجةِ أنَّه لا سلامَ في أوروبا بدون سلام الشرق الأوسط، وبخاصَّةٍ: سلامُ فلسطين، ولا سلامَ في آسيا بدون سلام أفريقيا، ولا سلامَ في أمريكا الشمالية بدون سلامِ أمريكا الجنوبيَّة".
يذكر أن "اللقاء الدولي من أجل السلام"، هو تجمع دولي تنظمه جمعية سانت إيجيديو – وهي منظمة إنسانية مقرها العاصمة الإيطالية "روما" وتنتشر في 73 دولة في أوروبا وإفريقيا وأمريكا وآسيا – في العاصمة الألمانية برلين، في الفترة من ١٠ إلى ١٢ سبتمبر الحالي، بحضور السيد فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الجمهورية الألمانية، وعدد من قادة الأديان والمجتمعات، والشخصيات السياسية؛ لبحث سبل تعزيز قيم السلام والأخوة الإنسانية، ومكافحة تزايد وتيرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، ومناقشة سبل التصدي للإساءة للمقدسات الدينية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المغرب رئيس مجلس حكماء المسلمين أحمد الطيب شيخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
السيد عبد الباري: الدين لا يؤخذ من الريلز والمنشورات وإنما من العلماء الموثوقين
أكد الدكتور السيد عبد الباري، أحد كبار علماء الأزهر الشريف، ان التعامل مع الدين ينبغي أن يكون على أسس علمية ومنهجية دقيقة، مشددًا على أن الفرق بين العلم والمعرفة هو الفرق بين المنهج والانطباع، وبين التلقي المدروس والتلقي العشوائي.
وقال، خلال تصريح له: "دائما نبدأ في دراستنا الشرعية بإرساء خلفية علمية للموضوع، بنعمل أرضية، لأننا بنفرق دايمًا بين العلم اللي مبني على قواعد، وبين المعرفة اللي هي ثقافة منتشرة من هنا وهناك".
وأشار الى أن العلم لا يتكوَّن بمعلومات متفرقة يسمعها الإنسان من فيديوهات أو مقاطع قصيرة على مواقع التواصل، بل يحتاج إلى منهج وأستاذ ومكان للتعلُّم، مضيفا: "هل مشاهدة ريلز أو مقاطع دينية تجعلك عالمًا؟ طبعًا لا، دي اسمها ثقافة، لكن الدين مش قضية وصف لكوباية، ده أمر يتصل بالله عز وجل، فلا يجوز فيه الخطأ والتجربة".
وشدد على أن الدين علم يُؤخذ من الموثوقين، قائلًا: "لما ربنا أنزل القرآن، ما نزلوش على الجبل، نزله على قلب النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق سيدنا جبريل، والقرآن نفسه حدد المنهج، فقال: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، وده أدب طالب العلم، لازم أستاذ ومنهج".
ونوه أن الثقافة الدينية قد تُعطي بعض المعلومات، لكنها لا تُنتج أخلاقًا ولا تربي النفس.
واضاف قائلا: "الدين مش بس معلومات، الدين يُثمر أخلاق، يربي الروح، يسمو بالنفس، ممكن الريلز تزود معلوماتك، لكن هل زادتك قربًا من الله؟ ولا زادتك غرورًا وتكبرًا؟".
التعلم فى الإسلامواوضح أن منهج التعلُّم في الإسلام له تقاليد وأصول، تبدأ من الأستاذ الذي يعلِّم بمنهج، وصولًا إلى التزكية والسلوك القويم، مضيفا: "في علوم الشريعة، كلمة (أستاذ) دي أعلى مرتبة، زي ما قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي، والأستاذ هو اللي درس الأصول، وثبَر أغوارها، وفَهِم الفروع، ويقدر يقيس ويستنبط".
التدين
وشدد على أهمية الرجوع لأهل العلم، مؤكدًا أن الدين علم يُؤخذ بالتلقي، ولا يُنتزع من الإنترنت أو مقاطع مختصرة، قائلا: "التدين مش مجرد معرفة، التدين سلوك، وأخلاق، ومنهج، ولازم تروح للمكان، وتجلس أمام الأستاذ، وتسمع وتتعلم وتتربى… عشان كده قالوا: العلم يُؤتى ولا يأتي".