بوابة الوفد:
2025-01-11@01:42:37 GMT

عبدالسند يمامة ومستقبل الديمقراطية

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

ما زال حديثى مستمراً حول تفعيل الحياة السياسية المصرية والتعددية الحزبية التى هى الأساس الرئيسى فى أى حياة ديمقراطية يتغياها الشعب المصرى، فلا ديمقراطية دون وجود أحزاب فاعلة على الساحة السياسية، وهذا ما جعل حزب الوفد العريق الضارب بجذوره فى التاريخ يدفع برئيسه الدكتور عبدالسند يمامة مرشحاً لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.

ورؤية حزب الوفد فى هذا الشأن تتبلور فى ضرورة تنشيط الحياة الحزبية إعمالاً لنصوص الدستور التى تقضى بالتعددية السياسية وتداول السلطة بعد سنوات عجاف مرت بها البلاد منذ 23 يوليو 1952، حتى ثورة 30 يونيو 2013، عندما تهمشت الحياة الحزبية طوال هذه العقود الزمنية، وبسبب هذه الانتكاسات التى تعرضت لها الأحزاب السياسية، كان لزاماً على حزب الوفد أن يقود الحراك السياسى الجديد باعتباره أقدم الأحزاب السياسية ويتمتع بقواعد شعبية واسعة فى كل محافظات الجمهورية.

وليس هناك من أحداث سياسية مهمة أهم من الانتخابات الرئاسية، ما جعل حزب الوفد يدفع برئيسه مرشحاً لهذه الانتخابات باعتبارها أهم حدث سياسى تشهده البلاد، وصحيح أن هناك بعضاً ممن لا يزالون يعيشون فى غياهب المصالح الشخصية الذين لا يريدون تفعيل التعددية الحزبية، يقومون بأفعال شيطانية مريبة، بهدف تعطيل المواد الدستورية الداعية إلى التعددية الحزبية، إلا أن هؤلاء لن تنفع محاولاتهم وستبوء بالفشل الذريع فى ظل الاستقرار السياسى الذى تشهده البلاد منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن.

وكفى المصريين المعاناة الشديدة التى تعرضوا لها طوال سنوات الحكم التى اعتمدت على الحزب الأوحد سواء كان الاتحاد الاشتراكى أو الحزب الوطنى المنحل. وكما يقول الدكتور عبدالسند يمامة إن هذه الآثار السلبية انعكست تماماً على كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمواطن المصرى، وهذا ما جعله يربط الديمقراطية أو تفعيل الحياة السياسية بالتنمية، فسياسة الفكر الواحد والرأى الأوحد هى سياسة عقيمة عفا عليها الزمن ولم تعد تنفع الآن فى ظل هذا الاستقرار السياسى والتعددية الحزبية، فالذى يدفع الثمن فى نهاية المطاف هو الشعب، لكن بوجود الأحزاب والتعددية السياسية من خلال الرأى والرأى الآخر، يكون أمام صاحب القرار الرؤية الشاملة والواضحة، وهذا يعفيه من اتخاذ القرار منفرداً، وما حدث فى الماضى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتكرر الآن فى ظل أوضاع سياسية جديدة مستقرة فى الجمهورية الجديدة.

ولذلك كان لزاماً وواجباً سياسياً على حزب الوفد العريق ألا يفوِّت فرصة التعددية السياسية المنصوص عليها فى الدستور، وكذلك الإرادة الشعبية فى الدفع بالدكتور عبدالسند يمامة لخوض الانتخابات.. أما الذين لا يعجبهم ذلك، فهم لا يعلمون معنى التعددية السياسية والحزبية، ولا معنى تفعيل المواد الدستورية فى هذا الشأن، أو أن هؤلاء كما قلت من قبل لديهم دوافع ومصالح خاصة تجعلهم يعرقلون مسيرة الوطن وتحقيق الحياة الكريمة التى يتغياها الشعب، لأن تنشيط الحياة السياسية واستقرارها هو الضمانة الحقيقية لأى تنمية اقتصادية تعود بالنفع والخير على المواطنين، ومن هذا المنطلق المهم كانت هناك ضرورة ملحة لحزب الوفد لخوض هذه الانتخابات الرئاسية المقبلة، وترشيح رئيس الحزب للدخول فى السباق الرئاسى.

ويبقى السؤال المهم وهو: هل يجوز فى ظل التأسيس لدولة ديمقراطية عصرية حديثة ألا توجد بها تعددية حزبية؟! والإجابة بالطبع لا، وهذا ما دفع الدكتور عبدالسند يمامة لأن يربط بين الديمقراطية والتنمية فى تصريحاته عن برنامجه الانتحابى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالسند يمامة الحياة السياسية المصرية التعددیة السیاسیة التعددیة الحزبیة عبدالسند یمامة حزب الوفد

إقرأ أيضاً:

عُمان والبيئة.. إرث أصيل ومستقبل مستدام

 

 

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

shinas2020@yahoo.com

 

في الثامن من يناير من كل عام، تحتفل سلطنة عُمان بيوم البيئة، يوم تتجلى فيه قيم العناية بالطبيعة، وتتكشف فيه الروابط العميقة بين الإنسان والأرض. إنه يوم يحمل بين طياته رسالة مُفعمة بالمسؤولية والأمل، دعوة لاستذكار جمال الطبيعة وأهميتها في حياتنا اليومية، وأهمية صونها للأجيال القادمة. ففي هذا اليوم، يُرفع الستار عن جهود السلطنة في تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة؛ والحفاظ على موارد الطبيعة التي حبانا الله بها.

لقد وقع العالم في فخ الجور على الطبيعة، وإساءة الاستخدام، حيث تسببت الأنشطة البشرية غير المسؤولة في إحداث أضرار جسيمة على البيئة. فقطع الغابات، وتلويث البحار، وإطلاق الغازات السامة في الهواء؛ كلها دلائل على اختلال العلاقة بين الإنسان والطبيعة. ولعل أبرز نتائج هذا التعدي يتمثل في ظاهرة الاحتباس الحراري التي باتت تُهدد الكوكب، وتزيد من وتيرة الكوارث الطبيعية: من أعاصير، وفيضانات، وزلازل، وجفاف.

أمام هذا التحدي، نشطت المنظمات الدولية في إطلاق المبادرات الهادفة إلى حماية البيئة. فالأمم المتحدة، عبر برامجها البيئية، وضعت خططًا وإستراتيجيات تسعى إلى الحد من التلوث، وحماية التنوع البيولوجي. ومن بين أبرز هذه الجهود "اتفاقية باريس للمناخ"، التي تمثل دعوة دولية لخفض الانبعاثات الحرارية، والتصدي للتغيرات المناخية التي تُهدد مستقبل الأرض.

وسط هذا الحراك العالمي، تبرز سلطنة عُمان كواحدة من الدول الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة. فالسلطنة تتمتع بتنوع بيئي وجغرافي فريد يجعلها جنة طبيعية على الأرض. من الجبال الشاهقة إلى الشواطئ الخلابة، ومن الأودية الغناء إلى الصحاري الشاسعة. حيث تُعد المحميات الطبيعية من أجمل المحميات في العالم، ومن أبرز معالم الحفاظ على الحياة البرية، مثل محمية السلاحف في رأس الجنز، ومحمية المها العربي في الجبل الأبيض. هذه المحميات ليست فقط مناطق جذب سياحي، بل هي شواهد حيَّة على جهود السلطنة في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

ومنذ عصر النهضة المباركة، وتحديدًا في عهد السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، تم إرساء نهج مستدام يوازن بين التنمية الاقتصادية، وحماية الموارد الطبيعية، وتم إنشاء وزارة للبيئة والشؤون المناخية -حيث تعتبر السلطنة أول دولة عربية أنشأت وزارة للبيئة- ولم تقتصر جهوده – طيب الله ثراه- على المستوى المحلي فحسب، بل امتدت لتشمل المستوى العالمي، وذلك بإنشاء جائزة السلطان قابوس للبيئة كمبادرة كريمة من جلالته أثناء زيارته إلى مقر اليونسكو في عام 1989م، وتمنح هذه الجائزة للأفراد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تقوم بجهود مُميزة في مجال العمل البيئي، والمحافظة على البيئة على المستوى العالمي.

 

 وها هو جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله وسدد خطاه- يسير على نفس النهج، مُعززًا الجهود بتطوير السياسات البيئية، ودعم المبادرات الخضراء التي تضع البيئة في القلب من إستراتيجيات التنمية الوطنية، والنهضة المتجددة، فقد أكد -حفظه الله ورعاه- على ذلك بقوله: " إن حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية المختلفة هي من أولويات مضامین الخطط التنموية في سلطنة عُمان؛ وذلك انطلاقاً من القناعة الراسخة لدينا بأنَّ العناية بالبيئة ومقدراتها مسؤولية عالمية لا تحدها الحدود السياسية للدول، وهو ما ينبغي أن يحرص عليه المجتمع الدولي بتوفير كل الإمكانيات المتاحة للحفاظ على النظام البيئي وصون موارده الطبيعية، ووضع خطط عمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ونشر الوعي بأهمية المحافظة على توازن البيئة، والاستثمار في مواردها بالقدر الذي يحقق التنمية ويضمن استدامتها للأجيال القادمة."

إن مسؤولية الحفاظ على البيئة تبدأ من الفرد، الذي يجب أن يعي جيدًا أهمية دوره في الحد من التلوث. فبعض السلوكيات التي تبدو بسيطة مثل: ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وتقليل استخدام البلاستيك، وتشجيع إعادة التدوير؛ يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا، وأثرًا ملموسًا. أما على مستوى المؤسسات، فإنَّ تبني سياسات صديقة للبيئة، واستخدام التكنولوجيا النظيفة؛ يمثلان خطوات جوهرية نحو بيئة مستدامة.

في هذا السياق، لا يُمكن أن تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية الحفاظ على البيئة؛ بل إن المواطن شريك أساسي في هذه المهمة. ومن خلال المبادرات المجتمعية، مثل تنظيف الشواطئ وزراعة الأشجار، والحد من استخدام المصنوعات البلاستيكية، يمكن للأفراد الإسهام في تحسين البيئة. وعلى الجانب الآخر، تلعب الحكومة دورًا محوريًّا من خلال سن التشريعات البيئية، ودعم الأبحاث العلمية، وتحفيز القطاع الخاص على اعتماد ممارسات تحترم البيئة.

إن يوم البيئة في سلطنة عُمان هو أكثر من مجرد مناسبة؛ إنه رسالة إنسانية تدعونا جميعًا للتأمل في علاقتنا بالطبيعة والعمل على تحسينها. فلنكن أمناء على الأرض، نحميها ونصونها، لتظل شاهدًا على جمال الخلق الإلهي، وأمانة الإنسان في الأرض. فالأرض ليست ملكًا لجيلنا فحسب، بل هي ميراث الأجيال القادمة، وعلينا أن نؤدي الأمانة بحق كي يبقى الجمال نابضًا وشاهدًا على إنسانيتنا ورقي تفكيرنا.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن يلتقي الوفد والجيل ومصر أكتوبر للتحضير لملتقى الأحزاب السياسية
  • عضو الهيئة التأسيسية لـ حزب الجبهة الوطنية: نعيش في مرحلة بناء الحياة السياسية
  • الأحزاب السياسية ودعم الدولة
  • مستقبل وطن يستكمل تحضيرات النسخة الثانية من ملتقى الأحزاب السياسية | صور
  • الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد ينعى الفريق جلال هريدى
  • المهمة الأساسية للأحزاب السياسية
  • د. عبدالسند يمامة يؤدي واجب العزاء في الفريق جلال هريدي .. صور
  • عُمان والبيئة.. إرث أصيل ومستقبل مستدام
  • مفوضية الانتخابات تعقد اجتماعاً مع «المؤسسة الديمقراطية الدولية»
  • فصل البدوي من حزب الوفد يشعل الأزمة داخل بيت الأمة.. يمامة: تصريحاته التليفزيونية السبب.. والهيئة العليا تلغي القرار