بوابة الوفد:
2024-11-24@09:05:41 GMT

أزمة القبعة والطربوش

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

عندما تجد نفسك أمام أزمة مرَّ عليها قرن من الزمان، وبعد قراءة تفاصيل تلك القضية وأبعادها وطريقة تناولها، تكتشف أننا ما زلنا هناك غرقى وأسرى لذات الدوامة، فتنتقل من الدهشة إلى الذهول، ثم ترتدى ثوب الخجل كلما رأيت الدوران فى فلك القبعة والطربوش لا يزال مستمراً.. وإليكم تفاصيل الأزمة من البداية.

فى 1925 أقر مجلس الأمة التركى «قانون القبعة»، وهو قانون يمنع الرجال من ارتداء الطربوش والعمامة، ويجبرهم على ارتداء «البرنيطة»، وكان السجن عقوبة المخالفين، ووصل الأمر لإعدام البعض بسبب إصرارهم على رفض ارتداء هذه القبعات.

انتقلت عدوى هذا القانون إلينا، وظهرت فى مصر أزمة كبيرة وصلت ذروتها عام 1926، وانقسم الناس حول مسألة خلع الطربوش واستبداله بالقبعة، ودخل الكتَّاب والمفكرون فى سجالات عنيفة، وأخذت القضية رغم بساطتها أبعاداً سياسية واجتماعية ودينية، ووصل المساس بالطربوش إلى المساس بالروح القومية لمصر وهويتها، ليرى البعض أن لبس القبعة فتنة وبدعة وخيانة وطنية!

وأصبحنا أمام أزمة ثلاثية بين العمامة والقبعة والطربوش، بعد النزعة القوية التى أظهرها طلبة «دار العلوم» باستبدال الجبة والقفطان والعمامة بالسترة والبنطلون والطربوش، وصرنا أمام شاشة عرض كبيرة يظهر فيها من يؤيد ومن يعارض، ومن ألبسه الخوف ثياب التردد، فيقذف الكرة بعيداً عنه، ومن يمسك العصا من المنتصف ويؤثر السلامة، ومن يقف مشاهداً ينتظر «تتر» النهاية ليتعامل معها أياً كانت والسلام!

ولكى تشعر بمدى أهمية هذه القضية حينها، خطب صاحب العزة الأستاذ هلباوى بك أمام جمعية «الرابطة الشرقية» كما وصفته جريدة «السياسة الأسبوعية»، يقول: «بالرغم مما عندى من المشاغل خصوصاً فى الوقت الذى تضاعفت فيه بالاشتراك فى المزاحمات الانتخابية، رأيت أن أتخلى وقتاً ما لأحدثكم عن رأيى فى مسألة الأزياء التى أوشكت أن تدخل فى عداد المسائل الاجتماعية الكبرى»، ثم شرح الأستاذ «هلباوى» بك فى هذا الخطاب الطويل رأيه وما يراه.

يقول الكاتب الكبير جمال بدوى فى كتابه «المصور شاهد عيان على الحياة المصرية»: «إن مجلة «الهلال» فطنت إلى أن الجدال بين أنصار الطربوش وأنصار القبعة هو فى الحقيقة جدال بين عقليتين تتنازعان أقطار الشرق العربى فى ذلك الوقت»، فقامت «الهلال» باستطلاع رأى اثنين من كبار الكتَّاب، أحدهما يدافع عن الطربوش وهو الأستاذ مصطفى صادق الرافعى، وكان رأيه أن الطربوش لم يضِق، وإنما ضاقت العقول أو ضاقت الأخلاق، وأن هذه الأمة منكوبة بالتقليد والمقلدين، أما الرأى الآخر الذى يناضل عن القبعة فكان للكاتب الدكتور محمود عزمى، وكان دفاعه فى إطار إيمانه الشديد بكل مظاهر الحياة الأوروبية، وكان أول من ارتدى القبعة بعد قرار جمعية الأطباء أن الطربوش لباس غير صحى.

بعد عرض وجهتى النظر المؤيدة والمعارضة، ننتقل إلى جمعية الرابطة الشرقية، وهى جمعية هدفها التنوير والتقارب بين الأمم الشرقية، وكان من المنتظر أن تصدر قراراً حاسماً فى هذا الجدل، لكنها آثرت التهرب من القرار حتى لا تتورط فى الانحياز إلى القبعة ضد العمة والطربوش، فتُتهم بالخروج عن الشريعة، فأحالت الموضوع إلى جمعية الأطباء..«يعنى رمت الكرة بعيداً عنها بطريقة شيك»!

المهم.. أن الجمعية الطبية اجتمعت بعد هذه الإحالة، وقالت إن الطربوش لباس غير صالح، ويجب أن يحل محله لباس آخر يقى البصر من أشعة الشمس ويقى مؤخر الرأس ضربتها، ثم واصلت وصف هذا الغطاء وكيف يكون، دون أن تشير صراحة إلى القبعة، واللافت للانتباه هنا أن جمعية الأطباء أصدرت هذا القرار وأعضاؤها يرتدون الطربوش!.. «مبدأ امسك العصاية من النص وخليك حويط».

الغريب أنه وسط قضايا كبرى مثل معركة الاستقلال ومحاربة الإنجليز فى تلك الفترة، تأخذ مسألة القبعة والطربوش هذه الأبعاد والأحجام والخلافات والاختلافات والتناحر وتبادل الاتهامات بالخيانة، والأغرب أننا بعد مرور مائة عام نفعل الشىء ذاته، فنجد أنفسنا وسط قضايا مصيرية وأحداث كبرى، نتجادل ونتناحر فى قضايا فرعية ودون الهامشية، ثم نعطيها أبعاداً وأحجاماً لا تليق بها أو بنا.

فى النهاية.. إذا أردنا الخروج من الدائرة السابقة، فعلينا أن نعرف أولاً من نحن، وأين نقف الآن، وماذا نريد، والأهم كيف نفعل ذلك كله؟!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القضية مجلس الأمة التركي

إقرأ أيضاً:

مؤتمر افتراضي.. جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدفع بفرص التعاون مع نامبيا

نظمت جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، مؤتمرًا افتراضيًا بعنوان "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024". يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الاستثمار والتبادل الثقافي بين مصر ونامبيا، وتسليط الضوء على فرص التعاون الاقتصادي المتاحة بين البلدين.

يأتي ذلك تحت رعاية سفارتي سفارة مصر بنامبيا وسفارة نامبيا بمصر وفي إطار التعاون المستمر وتوطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر ونامبيا، وضمن جهود جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة لتعزيز الاستثمار وتبادل الثقافات بين الدول الإفريقية.

هذا وتتمتع مصر وناميبيا بعلاقات تجارية متنامية تركز على تعزيز التبادل التجاري والاستثمار المشترك، حيث شهدت الفترة الأخيرة، حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 5 ملايين دولار أمريكي سنويًا، مع تفوق الصادرات المصرية التي تشمل المنتجات الزراعية والمواد الكيميائية والبلاستيك، بينما تتميز الواردات من ناميبيا بالمنتجات الزراعية مثل اللحوم ومنتجات الأسماك. تسعى البلدين إلى زيادة هذا الرقم من خلال اتفاقيات تعاون تجاري وبرامج تنموية مشتركة تعزز التكامل الاقتصادي بين مصر ودول الجنوب الإفريقي.

أجري هذا الحدث بحضور نخبة من الشخصيات البارزة، يتقدمهم الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، والسفير وائل لطفي سفير جمهورية مصر العربية في ناميبيا، والسفير فيلهو هيفينداكا سفارة جمهورية ناميبيا بالقاهرة، إضافةً إلى الوزير المفوض فاضل يعقوب، مدير إدارة الشئون الإفريقية بالهيئة التجارية المصرية، والدكتور عبدربه شحاتة مستشار الري والطاقة المتجددة وأنظمة الغذاء بوزارة الزراعة والمياه وإصلاح الأراضي، ريتشويل لوكونجا الرئيس التنفيذي لوكالة التنمية الصناعية في ناميبيا، فرانسوا فان شالكويك المدير التنفيذي لمجلس الترويج للاستثمار والتنمية في ناميبيا، نانجولا أواندجا الرئيسة التنفيذية لمجلس الترويج للاستثمار والتنمية في ناميبيا.

كما شهد حضور عدد من ممثلي الشركات الكبرى والشخصيات الاقتصادية المرموقة، مما أسهم في تعزيز الحوار حول فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين مصر ونامبيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

من جانبه قال الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن تنظيم مؤتمر "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024" يأتي في إطار التزام الجمعية بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والدول الأفريقية، وفقًا لرؤية القيادة السياسية المصرية. وأكد الشرقاوي أن هذا الحدث يُعد منصة هامة لاستكشاف فرص الاستثمار وتوطيد الشراكات بين مصر وناميبيا، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.

وأضاف الشرقاوي: "التواجد المصري في الأسواق الأفريقية، خاصة في الجنوب الأفريقي، ليس مجرد فرصة اقتصادية، بل هو أيضًا مسئولية مشتركة لتعزيز التكامل الأفريقي. إننا نسعى من خلال مثل هذه الفعاليات إلى بناء شراكات طويلة الأمد تُسهم في تحسين التبادل التجاري وتطوير المشروعات المشتركة التي تخدم الطرفين". وأشار إلى أن الجمعية تعمل على تهيئة المناخ المناسب للشركات المصرية لتوسيع أنشطتها واستثماراتها في ناميبيا، مع التركيز على القطاعات الاستراتيجية مثل الزراعة، الطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية.

وأكد الشرقاوي أن هذا الحدث يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الأفريقي، موضحًا أن الجمعية تحرص على التنسيق المستمر مع الهيئات الدبلوماسية والاقتصادية، مثل سفارتي مصر وناميبيا، لضمان استمرارية الحوار وتطوير العلاقات الثنائية. واختتم كلمته قائلاً: "نأمل أن يكون هذا المؤتمر بداية لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين، حيث نسعى لخلق فرص حقيقية تُلبي طموحاتنا المشتركة وتدفع عجلة التنمية في القارة الأفريقية".

وقال سعادة السفير وائل لطفي، سفير جمهورية مصر العربية في ناميبيا، إن مؤتمر "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024" يعكس عمق العلاقات التاريخية والمتميزة بين مصر وناميبيا، ويأتي ضمن الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأكد السفير أن مصر تسعى دائمًا إلى دعم شركائها في القارة الأفريقية من خلال تبادل الخبرات وتعزيز المشروعات المشتركة، مشيرًا إلى أن ناميبيا تمتلك فرصًا استثمارية واعدة في مختلف القطاعات، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا هامًا.

وأضاف السفير لطفي أن هذا الحدث يُعد منصة حيوية لدفع العلاقات الثنائية نحو مستويات أعلى، خاصة في مجالات التجارة والصناعة والطاقة المتجددة. كما أشار إلى أهمية الدور الذي تلعبه الفعاليات الاقتصادية والدبلوماسية في تعزيز التعاون، ودعا الشركات المصرية والناميبية إلى استثمار هذه الفرصة لبناء شراكات مستدامة تُحقق المنفعة المشتركة للطرفين.

أشاد السفير فيلهُو هيفينداكا، سفير جمهورية ناميبيا بالقاهرة، بجهود جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في تنظيم مؤتمر "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024"، مؤكدًا أن هذا الحدث يُمثل خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. وأوضح السفير أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا لناميبيا، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يُسهم في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في ناميبيا، لا سيما في قطاعات الزراعة، والطاقة المتجددة، والتعدين.

وأكد السفير هيفينداكا أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين لتحقيق التنمية المستدامة، داعيًا الشركات المصرية إلى استكشاف إمكانيات التعاون مع نظرائها في ناميبيا. كما أثنى على دعم القيادة المصرية لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تُرسخ التكامل الاقتصادي بين دول القارة وتُسهم في خلق فرص اقتصادية مشتركة.

كما أكد الوزير المفوض فاضل يعقوب، مدير إدارة الشؤون الأفريقية بالهيئة التجارية المصرية، خلال مؤتمر "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024"، أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وناميبيا، مشيرًا إلى أن ناميبيا تُعد شريكًا واعدًا في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية. وأكد التزام الهيئة بدعم الشركات المصرية لدخول السوق الناميبي والاستفادة من الاتفاقيات التجارية المشتركة، مثمنًا جهود جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في تنظيم هذا الحدث لفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك.

وقد شهد الوبينار "يوم الأعمال المصري الناميبي 2024" نقاشات مثمرة ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وناميبيا، حيث تم تسليط الضوء على فرص الاستثمار المشترك في قطاعات الزراعة، الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والصناعات التحويلية. وتخلل الحدث عروض تقديمية قدمها خبراء ومسؤولون من البلدين حول إمكانات السوق الناميبي والفرص المتاحة للشركات المصرية، بالإضافة إلى استعراض نماذج ناجحة من الشراكات الاقتصادية. كما تم الاتفاق على أهمية وضع آليات تنفيذية لتعزيز التجارة البينية وزيادة الاستثمارات، مع التأكيد على دور القطاع الخاص في تحقيق التكامل الاقتصادي بين مصر ودول الجنوب الأفريقي.

يعد “يوم الأعمال المصري الناميبي 2024” خطوة إيجابية نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ونامبيا، ويأتي في إطار الجهود المستمرة لتعميق التعاون بين رجال الأعمال في البلدين. هذا الحدث يمثل بداية لمزيد من الفعاليات الاقتصادية التي ستسهم في تعزيز الاستثمار والتبادل التجاري بين مصر ونامبيا، وتحقيق مصالح مشتركة تخدم التنمية المستدامة في إفريقيا.

اقرأ أيضاًالقاهرة تستضيف الملتقى المصري السوداني لرجال الأعمال 23 نوفمبر الجاري

عضو «رجال الأعمال» يدعو لمؤتمر اقتصادي مصري سعودي لبحث الاستثمار الأمثل بالبلدين

مقالات مشابهة

  • مدرب «مسار»: برونزية أبطال إفريقيا إنجاز كبير.. وهذا حل أزمة انسحاب الأندية من الدوري
  • رئيس جمعية الطيارين اللبنانيين: إسرائيل ليس لها رادع أخلاقي
  • محمد العدل: محمد رحيم مات من عدم التقدير وكان دايمًا بيشتكيلي
  • بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن
  • حارس الاتحاد السكندري يعلق على أزمة حراسة مرمى منتخب مصر
  • جمعية المطورين العقاريين تشارك في ملتقى رجال الأعمال المغربي المصري
  • الكاتب إبراهيم الخليل: الأدب لم يكن محايدًا في الحروب وكان تابعًا للسياسي عند كثيرين
  • إيمان الهاشمي تُطلق جمعية للاستشفاء بالفنون
  • عمرو سعد:" دخلت معهد السينما وسقطت وكان عندي ثقة في نفسي"
  • مؤتمر افتراضي.. جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدفع بفرص التعاون مع نامبيا