بوابة الوفد:
2025-03-01@16:59:27 GMT

رحلة إلى مملكة بوتان (٢)

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

وسط الوديان الخضراء المورقة والجبال الشاهقة لمملكة بوتان، بدأت حكاية الحب والشوق تنسج خيوطها. فى هذه الأرض البعيدة الساحرة، حيث تتعايش التقاليد والحداثة بانسجام، اختار القدر سامى المصرى و«ليكي-ديما»؛ ليكونا أبطالا فى قصة حب فريدة. 

كانت ليكي-ديما، وهى امرأة ذات جمال أثيرى، فخر قريتها البوتانية. بعيون تعكس أعماق البحيرات الهادئة وابتسامة يمكن أن تضيء حتى أحلك زوايا القلوب القاسية.

كانت انعكاسًا للمناظر الطبيعية الهادئة للمملكة: روحها جامحة مثل الأنهار التى كانت تتعرج عبر الوديان، وقلبها يحمل أحلامًا سامقة مثل قمم جبال الهيمالايا التى وقفت كحراس على أمن وطنها.

بعيدًا فى أرض مصر القديمة، كرّس الدكتور سامى حياته لفك ألغاز الماضى. كانت أيامه مدفونة فى مخطوطات ونصوص مغبرة، لكن قلبه كان يتوق إلى شيء أكثر عمقًا. قاده القدر إلى مؤتمر فى جامعة دولية فى مملكة بوتان. هناك، وسط بحر من الوجوه غير المألوفة، وقع نظره على وجه ليكي-ديما.

كان اتصالهما فوريًا، مثل روحين مفقودتين وجدتا العزاء فى نظرة بعضهما البعض على الرغم من اختلاف  الثقافات واللغات وبعد الأوطان، استطاعا من خلال الابتسامات المحرجة والترجمات المُجزّأة أن يشكّلا رابطًا يتجاوز الكلمات.

وبسرعة مع هطول الأمطار الموسمية على المناظر الطبيعية فى بوتان، اتخذ مصيرهما منعطفًا غير متوقع. ذات صباح مليء بالضباب، اختفت  ليكي-ديما دون أن تترك أثرا. كانت القرية تهمس بحكايات السحر والخيال وتنسج قصص روح امرأة عادت إلى الجبال، تاركة وراءها رجلا غريبا يتألم.. كأنّه قابض على جمرة من النار.

عاقدًا العزم على كشف اللغز الذى اختطف ليكي-ديما من حياته، شرع سامى فى رحلة بحث مجتازا تضاريس غير مألوفة، ومعتمدًا على حسن نوايا الغرباء وتقلبات  الصُدَف.

من الأسواق الصاخبة في  Thimphu ثيمفو العاصمة إلى الأديرة الهادئة التى تطلُّ على حافة الجرف، كانت كل خطوة تقرّبه من المرأة التى أحبها. من خلال الابتسامات وإيماءات اليد والضحك والدموع، استطاع سامى أن يجمع فسيفساء حياة ليكي-ديما.

قاده بحثه إلى راهب عجوز حكيم سرد له حكايات عن امرأة غامضة مرت بمعبده فى طريقها إلى الجبال. بعزم شديد سار سامى عبر الوديان المكسوة بأزهار الرودودندرون، متسلقًا الارتفاعات التى تعكس قمم شوقه. كان قلبه يتألم مع كل لحظة تمر وهو يتحرق شوقا لرؤية وجه ليكي-ديما الجميل وإلى دفء لمستها.

أخيرًا، فى قرية منعزلة تحتضن الجبال، قابلت عيون سامى ليكي-ديما مرة أخرى. أخبرته أنها كانت فى رحلة لاكتشاف الذات أخذتها إلى قلب وطنها.   

كان وجودها أمام سامى بلسما لروحه الجريحة، وفى لغة الحب غير المنطوقة، وجدا طريقهما إلى بعضهما البعض وأمست قصة حبهما الدائمة–حكاية يهمسها حفيف الأوراق عند المغيب ويحملها نسيم الجبال عند انبلاج الفجر.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

نظرية جديدة.. كيف تطوّرت الحياة المعقدة مذ كانت الأرض كتلة ثلج؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- منذ أكثر من نصف مليار سنة، على الأرض المتجمدة المغطاة بالجليد، حرّكت الأنهار الجليدية مكوّنات الحياة المعقّدة عبر جرف معادن الأرض، ثمّ ترسيبها في المحيط، وفق دراسة جديدة.

ومع انجراف الأنهار الجليدية الضخمة فوق الأراضي المتجمدة باتجاه البحر المغطى بالجليد مع مرور الزمن، جرفت الأرض تحتها، وحفرت الصخور من قشرة الأرض. 

وأفاد باحثون أخيرًا، أنه عندما ذابت الأنهار الجليدية، أطلقت سيلًا من المواد الكيميائية الأرضية في المحيط. المعادن التي اجتاحت الأرض بواسطة هذه "المكنسة الجليدية" غيرت الكيمياء البحرية وغمرت المحيطات بالعناصر المغذية، التي يقولون إنها ربما شكّلت مدى تطوّر الحياة المعقدة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: رحلة زيلينسكي لواشنطن كانت فاشلة
  • نظرية جديدة.. كيف تطوّرت الحياة المعقدة مذ كانت الأرض كتلة ثلج؟
  • روز الخالدة.. رحلة كيت وينسلت من التنمر إلى المجد
  • قصص مثيرة.. كيف كانت رؤية الهلال قديمًا قبل 100 عام؟
  • منخفض جوي جديد سيضرب لبنان.. إليكم ما كشفه الاب خنيصر عن حال الطقس
  • رحلة سودانيات إلى ليبيا.. معاناة بين حربين!
  • أحمد سامى يقترب من الرحيل عن سموحة والرمادي في الصورة
  • استشاري أمن معلومات: عملية احتيال منصة fbc كانت واضحة من أول يوم
  • دعاء لسداد الديون ولو كانت مثل جبل أحد.. ردده وانتظر الفرج
  • رحلة النسوية البيضاء من الفوقية إلى الفوقية