بوابة الوفد:
2024-12-22@17:50:49 GMT

رحلة إلى مملكة بوتان (٢)

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

وسط الوديان الخضراء المورقة والجبال الشاهقة لمملكة بوتان، بدأت حكاية الحب والشوق تنسج خيوطها. فى هذه الأرض البعيدة الساحرة، حيث تتعايش التقاليد والحداثة بانسجام، اختار القدر سامى المصرى و«ليكي-ديما»؛ ليكونا أبطالا فى قصة حب فريدة. 

كانت ليكي-ديما، وهى امرأة ذات جمال أثيرى، فخر قريتها البوتانية. بعيون تعكس أعماق البحيرات الهادئة وابتسامة يمكن أن تضيء حتى أحلك زوايا القلوب القاسية.

كانت انعكاسًا للمناظر الطبيعية الهادئة للمملكة: روحها جامحة مثل الأنهار التى كانت تتعرج عبر الوديان، وقلبها يحمل أحلامًا سامقة مثل قمم جبال الهيمالايا التى وقفت كحراس على أمن وطنها.

بعيدًا فى أرض مصر القديمة، كرّس الدكتور سامى حياته لفك ألغاز الماضى. كانت أيامه مدفونة فى مخطوطات ونصوص مغبرة، لكن قلبه كان يتوق إلى شيء أكثر عمقًا. قاده القدر إلى مؤتمر فى جامعة دولية فى مملكة بوتان. هناك، وسط بحر من الوجوه غير المألوفة، وقع نظره على وجه ليكي-ديما.

كان اتصالهما فوريًا، مثل روحين مفقودتين وجدتا العزاء فى نظرة بعضهما البعض على الرغم من اختلاف  الثقافات واللغات وبعد الأوطان، استطاعا من خلال الابتسامات المحرجة والترجمات المُجزّأة أن يشكّلا رابطًا يتجاوز الكلمات.

وبسرعة مع هطول الأمطار الموسمية على المناظر الطبيعية فى بوتان، اتخذ مصيرهما منعطفًا غير متوقع. ذات صباح مليء بالضباب، اختفت  ليكي-ديما دون أن تترك أثرا. كانت القرية تهمس بحكايات السحر والخيال وتنسج قصص روح امرأة عادت إلى الجبال، تاركة وراءها رجلا غريبا يتألم.. كأنّه قابض على جمرة من النار.

عاقدًا العزم على كشف اللغز الذى اختطف ليكي-ديما من حياته، شرع سامى فى رحلة بحث مجتازا تضاريس غير مألوفة، ومعتمدًا على حسن نوايا الغرباء وتقلبات  الصُدَف.

من الأسواق الصاخبة في  Thimphu ثيمفو العاصمة إلى الأديرة الهادئة التى تطلُّ على حافة الجرف، كانت كل خطوة تقرّبه من المرأة التى أحبها. من خلال الابتسامات وإيماءات اليد والضحك والدموع، استطاع سامى أن يجمع فسيفساء حياة ليكي-ديما.

قاده بحثه إلى راهب عجوز حكيم سرد له حكايات عن امرأة غامضة مرت بمعبده فى طريقها إلى الجبال. بعزم شديد سار سامى عبر الوديان المكسوة بأزهار الرودودندرون، متسلقًا الارتفاعات التى تعكس قمم شوقه. كان قلبه يتألم مع كل لحظة تمر وهو يتحرق شوقا لرؤية وجه ليكي-ديما الجميل وإلى دفء لمستها.

أخيرًا، فى قرية منعزلة تحتضن الجبال، قابلت عيون سامى ليكي-ديما مرة أخرى. أخبرته أنها كانت فى رحلة لاكتشاف الذات أخذتها إلى قلب وطنها.   

كان وجودها أمام سامى بلسما لروحه الجريحة، وفى لغة الحب غير المنطوقة، وجدا طريقهما إلى بعضهما البعض وأمست قصة حبهما الدائمة–حكاية يهمسها حفيف الأوراق عند المغيب ويحملها نسيم الجبال عند انبلاج الفجر.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

وائل الأمين لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين مصر وسوريا كانت رمزًا للتلاحم العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الباحث السياسي السوري، وائل الأمين، إن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، حققت تطلعات الشعبين آنذاك وكانت رمزًا للترابط العربي، ولاشك أن اليوم السياسة والأيدولوجيات الدولية تغيرت، وكذلك السياسة المناطقية في شرق المتوسط هذه المنطقة التي مستعدة دائمًا للصراعات ولديها شهية للحروب. 

وأضاف «الأمين» -في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»- أن مرحلة الوحدة كانت قوية ودليل على التلاحم العربي العربي، حيث كان هناك ما يسمى ف السابق حلف «س س م» أي مصر وسوريا والسعودية.

وتابع: أن هذا الحلف كان شكل ثقلًا إقليميًا كبير، والآن أصبحت المنطقة تواجه تحديات كبيرًا، آملًا أن تكون الدول العربية متعاونة بشكل كبير مع ما جرى في سوريا مؤخرًا، وأن تتكرر المواقف المساندة للشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة جدًا، التي تشهد عدوانًا وتوغلًا للاحتلال الإسرائيلي، في مناطق «جبل الشيخ» بالجولان المحتل، والمنطقة العازلة ما بين سوريا وفلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • سوريا تلغي 10 رسوم إضافية كانت تفرض على المستوردات
  • وائل الأمين لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين مصر وسوريا كانت رمزًا للتلاحم العربي
  • قصي عبيدو لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات
  • هل كانت ثورة ام وهم الواهمين
  • مملكة “باشان” والأطماع الصهيونية في سوريا
  • العكاري: مشاريع ما قبل فبراير كانت موزعة بعدالة ويجب إحياؤها
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • مصر أكتوبر: الرئيس السيسي أولى الشباب اهتماما ودعما غير مسبوق
  • مفتي الجمهورية يستقبل سفيرة مملكة البحرين في القاهرة
  • جبال دانكسيا لوحة تزين الأرض.. أعجوبة قوس قزح حقيقية (صور)