روسيا.. انتخابات إقليمية دون مفاجآت على خلفية حرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أدلى الناخبون الروس بأصواتهم، الأحد، في انتخابات إقليمية يتوقع ألا تشهد مفاجآت، مع تكميم اصوات المعارضة ومنتقدي النزاع في أوكرانيا، على خلفية الهجوم في هذا البلد.
مع هذه الانتخابات الموزعة على 3 أيام (من الجمعة إلى الأحد)، تحاول موسكو إضفاء شرعية على عمليات ضمّ المناطق الأوكرانية من خلال التصويت في الأراضي المحتلة في شرق أوكرانيا وجنوبها.
منذ أكثر من عام ونصف عام، حُكم على آلاف الروس، أحياناً بعقوبات قاسية للاحتجاج على السياسة التي ينتهجها الكرملين في التعامل مع أوكرانيا.
Voting is underway in sham "regional elections" in occupied Ukrainian territories as Russia seeks to consolidate its control over these regions.
Read more here: https://t.co/LGENB52hi9
ولن تكون هناك معارضة ممثلة "من خارج النظام": المعارضون إما في السجن أو في المنفى.
وبالتالي، فإنّ نتائج هذه الانتخابات التي تم تنظيمها لتعيين نواب المناطق والمجالس البلدية، لن تنطوي على مفاجأة.
لكن الانتخابات تأتي هذه المرة قبل أشهر من الاستحقاق الرئاسي المقرّر مطلع عام 2024، والتي قد تبقي فلاديمير بوتين في السلطة حتى عام 2030.
مظهر الطبيعيةورغم إدانات الغرب الشديدة، أعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022 ضمّ الأراضي التي لا تسيطر عليها إلا جزئياً (زابوريجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك)، في أعقاب ما قدمته موسكو على أنه "استفتاءات"، لا يعترف بها المجتمع الدولي.
وبعد مرور عام تقريباً، لا يزال القتال مستعراً في هذه المناطق، في الوقت الذي شنّ فيه الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً.
ولكن في المناطق الأربع الخاضعة لسيطرة موسكو، بذلت سلطات الاحتلال كلّ ما في وسعها لإضفاء مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، على الرغم من القتال الدائر.
في منطقة دونيتسك، أدلى الناخبون بأصواتهم، بينما أعلن حاكم منطقة خيرسون فلاديمير سالدو، الجمعة، عطلة رسمية حتى يتمكّن كلّ مواطن من "التعبير عن موقفه".
???????? A draft legislation in Estonia proposes to "temporarily" deprive citizens of Russia and Belarus living in the country of their right to vote during municipal elections.
❗️ In other words, to openly discriminate against tens of thousands of Estonian residents and taxpayers… pic.twitter.com/Jxx2bMTwqI
في العديد من المناطق الروسية، حيث تدفق الناخبين هو الأهم تقليدياً، الأحد، كان النزاع الأوكراني مهيمناً، حتى لو لم تذكره الملصقات الانتخابية بشكل مباشر.
في روستوف سور لو دون كبرى مدن جنوب غرب روسيا القريبة من أوكرانيا، والتي تعرضت لهجوم بمسيرات هذا الأسبوع، ذكر ناخبان، قرب مركز اقتراع، أن هذا النزاع المسلح هو شغلهم الشاغل.
وفي موسكو، لم تكن الحملة الانتخابية مهيمنة حيث كانت ملصقات المرشّحين، وبينهم رئيس البلدية المنتهية ولايته سيرغي سوبيانين الموالي لفلاديمير بوتين، ويتولى منصبه منذ عام 2010، نادرة في الشوارع.
غير أنّ سوبيانين كان حاضراً بقوة على شاشات التلفزيون في الأيام الأخيرة، حيث أعلن عن خطوط قطار إقليمية جديدة وطريق سريع برسوم مرور، أو افتتاح مستشفيات تمّ تجديدها.
وأعرب سكان من موسكو عن تقديرهم للتحول الحديث الذي اتخذته العاصمة الروسية بقيادة سوبيانين، الذي عمل أيضاً في الأشهر الأخيرة على طمأنة السكان من خلال التقليل من شأن خطر المسيرات التي تستهدف موسكو بشكل متزايد.
Local elections are being held in the parts of Ukraine that Russia claims as its own, an effort by Moscow-installed officials to cement their authority as the war continues https://t.co/m3d6T3m4wR pic.twitter.com/33yqi7ZkTL
— Reuters (@Reuters) September 1, 2023 مستوى إنذار مرتفععلى بعد عدة مئات الكيلومترات جنوب غرب موسكو، في المناطق الحدودية لأوكرانيا، والتي تعتبر أهدافاً بانتظام لهجمات من كييف، سيتمّ تنظيم الاقتراع في ظلّ ظروف أمنية محفوفة بالمخاطر.
وكانت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا قد أعلنت أنّ التصويت في بلدة شيبيكينو في منطقة بيلغورود "تمّ تأجيله بسبب مستوى الإنذار المرتفع".
غير أنّ الحقيقة السياسية الوحيدة الجديرة بالملاحظة، هي أنّ مرشح الحزب الشيوعي فالنتين كونوفالوف (35 عاماً) في جنوب سيبيريا يسعى إلى إعادة انتخابه في منطقة خاكاسيا الجبلية، ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
وفي عام 2018، فاز بانتخابات حاكم الولاية بعد موجة نادرة من الاحتجاجات، وهزم مرشحاً مؤيداً للكرملين. وبعد 5 سنوات، تراجع مرشح الحزب الرئاسي الذي كان من المقرّر أن يواجهه ووفق مراقبين، فقد اتُخذ هذا القرار لتجنّب هزيمة مذلّة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا
إقرأ أيضاً:
ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.
خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".
لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.
ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.
Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامبويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."
ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.
الدول المترددةويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.
ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.
أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.
بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.
إيطاليا وبولندا: المتشككونرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.
وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.
Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزةأما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.
وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.
المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلكتتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.
وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.
وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.
موقف برلينتتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.
وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.
إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكرية