ديشامب يعلن موقف نجم فرنسا من المشاركة في ودية ألمانيا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
إظهار التعليقاتأخبار قد تعجبكNo stories found.
تابعونا
آخر الأخبارالدوري الإنجليزي الدوري المصريالدوري السعوديعاجل الدوري الإسبانيدوري أبطال أوروبا المحترفينالتاريخواتس كورة
Powered by Quintype
واتس كورة - موقع متخصص في تغطية الدوريات الأوروبية والعربية wtkora.com INSTALL APP.المصدر: واتس كورة
كلمات دلالية: منتخب فرنسا فرنسا
إقرأ أيضاً:
عيد الميلاد الحزين في ألمانيا!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا بد في البداية من تقديم العزاء للشعب الألماني فى الحادث الأليم الذي أودى بحياة عدد من الأشخاص بينهم طفل، وخلف 200 جريح بعضهم في حالة خطيرة، وقد أخذ هذا الحادث معه فرحة عيد الميلاد حيث انفتح الحزن على مصراعيه في ألمانيا وانتشر الخوف جراء الاعتداء على الآمنين وترويعهم بينما كانوا يحتفلون بطريقتهم في سوق عيد الميلاد، فهذا الاعتداء جريمة نكراء على هؤلاء الآمنين مهما كان دينهم أو معتقدهم. لكني شعرت وغيري من المراقبين بأن الحادثة المروعة تدفع دفعاً أجندة معادية للإسلام والهجرة والمهاجرين حيث بمجرد حدوثها استغلت شخصيات اليمين المتطرف في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا ورومانيا هذه الحادثة لإعلان عاصفة من الغضب اليميني المتطرف تسكب الزيت على النار في أرجاء القارة وتكتسب في المقابل مزيداً من الشعبية لصالحها، خاصة مع قرب الانتخابات التي ستجرى فبراير المقبل في ألمانيا.
ولست هنا بصدد التقليل من هول الحادث أو عدم الاكتراث لحزن وألم أهالي الضحايا والجرحى لكنه من غير الأخلاقي أيضاً هذا السباق المحموم بين أحزاب اليمين المتطرف لجني المكاسب بشكل عاجل وفوري من الحادث بينما لم تجف دماء الضحايا من أرض سوق عيد الميلاد. ومن الملاحظ أنه ليس مهماً لدى المتطرفين الشعبويين أن يكون المتهم مسلماً أو مرتداً عن الإسلام؛ فالإسلام تهمة جاهزة في هذه الحوادث الإرهابية، وهم يعلمون ذلك الخلط ويتمادون فيه عن قصد.
وامتلأت في لمح البصر الصحف والمواقع الإخبارية الألمانية والأوروبية بالحديث عن خلفيات مرتكب الحادث كونه من أصل سعودي. وعندما بحثت في أرشيف العمليات الإرهابية في ألمانيا وأوروبا طيلة أكثر من عقد وجدت أن أغلبها ارتكبه أوروبيون متطرفون وكذلك مهاجرون من أصول مختلفة، لكن لا يتم الاستدعاء من الذاكرة إلا ذوي الخلفية العربية والإسلامية وتكتب أسماؤهم بالبنط العريض في الصفحات الأولى لمزيد من تشويه الإسلام والافتراء عليه.
وأتوقف عند تلك الصدمة التي أظهرها المسئولون الألمان وحيرتهم وارتباكهم أمام عدم وجود دوافع "مقنعة" لدى المتهم لارتكاب جريمته، "فهو طالما أعلن أنه معاد للإسلام وعبر عن دعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا المتطرف وانزعاجه من تسامح ألمانيا وميركل وحزبها تجاه الإسلام والمسلمين والمهاجرين"، كما تقول صحيفة بيلد. لذلك اعتقد المسئولون أنه لا يوجد شيء يمكن أن يفاجئهم! لكن هذا الطبيب النفسي الذي يقيم بينهم منذ عقدين ومنحوه اللجوء السياسي بعد عشر سنوات من طلبه فاجأهم وأية مفاجأة؛ ويبدو أنه بذل جهدًا كبيرًا لسنوات طويلة لتقديم نفسه للسلطات الألمانية والإعلام وجمهور السوشيال ميديا على أنه منتقد متحمس للإسلام ومدافع عن حقوق الإنسان، خاصة المرأة.
وقد تكون هذه هي الطريقة المتبعة الآن من التنظيمات الإرهابية إلى دخول دول الاتحاد الأوروبي، من خلال طلب اللجوء السياسي. وغير خاف أن طلب اللجوء السياسي في الدول الغربية قد يضمن ردا سريعا مقارنة بطلب أنواع أخرى من الإقامة. ويعتمد طلب اللجوء على وجود اضطهاد سياسي أو ديني أو جنسي -خاصة الأخيرين يسهلان الأمر- أو ادعاء أحدهما، بقطع النظر عن مدى حقيقة هذه الادعاءات، فقد تكون مزيفة لكنها مضمونة. ويأتي الرد في وقت أسرع خوفا على حياة طالب اللجوء بمنح الإقامة له ثم الجنسية!
ويفتح هذا الحادث بشكل عام باباً للحديث عن تداعيات الإبادة الإسرائيلية لأهالي غزة والاعتداءات على لبنان وسوريا وعدم تحريك الحكومات الغربية ساكنا لأكثر من عام أمام قتل الأطفال والأمهات والحوامل داخل ملاجئهم وفي المدارس والكنائس والمستشفيات، فذلك أمر من شأنه أن يتحول إلى عداء لتلك الحكومات ومحاولات للانتقام. وللأسف دائما ما يدفع الأبرياء ثمنا للتطرف!
وقد حذر مفكرون وسياسيون طويلا، منذ تسعينيات القرن الماضي، من ضرورة الانتباه لسياسة الكيل بمكيالين والسكوت عن المظالم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي المحتل وكذلك الاحتلال المتمدد في الشرق الأوسط والدول العربية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والتي تستخدم التنظيمات المتطرفة تارة لمصلحتها وتنفيذ أهدافها في التقسيم وزرع الفتن والصراعات وتارة تنتقم منها وتبيعها كسقط المتاع - بعبارة أبي العلاء المعري- عندما تنفض يديها منها. ولكنها تكون قد أصبحت قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، حتى لو كان ضد من صنعها. كما حذر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مما يسمى بظاهرة الانتحاريين، وقال في عدة حوارات إن استمرار الكيان الإسرائيلي في اعتداءاته بدعم غربي سيشجع المزيد من الشباب للانضمام للتنظيمات الإرهابية حيث يؤمنون بأنهم سيذهبون للجنة عند تنفيذهم تلك العمليات!
لم يأخذ أحد بالتحذيرات، رغم الدرس القاسى في أحداث الحادي عشر من سبتمبر. لكن لم يقلع أحد عن هواية "تربية العقارب". وقد رأينا نتائجها في أفغانستان، ثم في سوريا مؤخراً ولكنه مجرد مشهد في مسلسل لم تكتمل حلقاته بعد. وربما أصبحت هذه الهواية إدمانا خطيرا أيضا لدى بعض الحكومات الأوروبية والتي تدعم الاحتلال. وقد لا تنجو من لسعات "العقارب" أيضا. ولا يمكن أن يكون اتخاذ الاحتياطات الأمنية هو فقط ما يبعث على الاطمئنان في هذه المجتمعات، لأنه مجرد طمأنة بلهاء مؤقتة، لكن الأهم هنا اتخاذ السياسات العادلة والكف عن الكيل بمكيالين لأنه قد يأكل الأخضر واليابس إذا استمر الظلم والحيف. فهل تفهم الحكومات الغربية ذلك؟!.
*كاتبة صحفية مصرية تونسية متخصصة فى الشأن الدولى