الشيخ جميل الحمامي.. فلسطين تفتقد عالمًا بارزًا من علماء القدس
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خــاص صفا
افتقدت مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك عالمًا بارزًا وعلمًا من أعلامها، له بصمات واضحة بالمدينة ومؤسس دار الحديث الشريف ومدارس الإيمان ومديرها العام الشيخ الدكتور جميل الحمامي، إثر وفاته اليوم الأحد بمرض عضال.
وشيع المقدسيون بعد صلاة العصر جثمان الشيخ والعالم الحمامي من المسجد الأقصى بجنازة مهيبة، ووري الثرى في مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد.
وألقيت كلمات مؤثرة في تأبين ووداع الشيخ بعد دفنه، تعبر عن الحزن العميق لفقدان أحد أعمدة ورجالات القدس، الذين كان له باع طويلة في الدفاع عن الأقصى وخدمته، وبصمات واضحة في مجال الوعظ والإرشاد والخطابة، والتعليم في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس ومدارس الإيمان.
وشارك في تشييع جثمانه مجموعة من الشخصيات الدينية والوطنية وفي مقدمتهم رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري، ورئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ومفتي القدس الشيخ محمد حسين، وخطباء المسجد الأقصى وموظفي دائرة الأوقاف، وشخصيات وطنية.
ويعد الشيخ جميل أحد أبرز قيادات العمل الإسلامي في القدس، حيث كان أول مدير للمسجد الأقصى منذ عام 1982 حتى عام 1985، وعضوا وأمينًا للسر في الهيئة الإسلامية العليا بالقدس منذ عام 1980.
الشيخ عكرمة صبري
ويقول الشيخ عكرمة صبري في وداع الشيخ جميل لوكالة "صفا" إننا "فقدنا علمًا من أعلام فلسطين وعالما من علمائها، ومعرفتي به منذ عشرات السنين حيث كان طالبًا بمدرسة ثانوية الأقصى الشرعية، وكنت ألمس فيه الذكاء والإخلاص والوفاء، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية أرسلناه ببعثة إلى الأزهر الشريف".
ويضيف "بعد تخرجه من الأزهر الشريف بتخصص الشريعة الإسلامية عاد للعمل بالقدس واعظا، وتدرج في مناصبه إلى أن أصبح مديرا للمسجد الأقصى، وبعد ذلك انتقل محاضرا في جامعة القدس، وبقي محاضرا حتى وفاته".
ويتابع "خلال فترة عمله بجامعة القدس شارك بتأسيس جمعية العلوم والثقافة الإسلامية، فأسس مدارس الإيمان وأصبح مديرًا عامًا لها، هذه المدارس التي انتعشت وأصبح لها فروعًا متعددة من الطلاب والطالبات، وبقي برسالته التربوية حتى وفاته".
وعن عضويته بالهيئة الإسلامية، يوضح صبري أن الشيخ الحمامي عضو في الهيئة الإسلامية العليا منذ عام 1980، ثم تولى أمانة السر فيها، وكان من المشاركين بالنشاطات الدعوية والدينية والوطنية، كما أنه عضو في عدة جمعيات خيرية.
ويقول صبري "بوفاته نشعر بفراغ تركه المرحوم، ولا يسعنا إلا القول لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، إنا لله وإنا إليه راجعون".
أحد علماء ورجالات القدس
أما رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، فيقول عن الشيخ جميل" رحمه الله هو من رجالات القدس وعالم من علمائها وخطيب من خطبائها، وأول مدير للمسجد الأقصى المبارك، ومحاضر في كلية الدعوة بجامعة القدس".
ويضيف "أنشأنا تحت رئاسة الشيخ سعد الدين العلمي رحمه الله مدارس الإيمان التي كانت عبارة عن روضة، وخرج الفوج الـ27 من طلبة التوجيهي لهذا العام، ونتائج مدارس الإيمان شامة في جبين القدس، حازت على ثقة أهلها، وكل من هو حريص على التعليم بالقدس".
ويتابع "فقدناه في ظروف صعبة جدًا، في وقت يتهدد المدارس والمناهج وطلبة القدس عواصف تريد أن تغير من هويتهم وتمسح ذاكرتهم، عملنا سويًا أنا كرئيس مجلس أمناء مدارس الإيمان وهو أمينا لسر المدارس لسنوات طويلة".
ويلفت سلهب إلى أن بصماته في كل مكان، "فتجده في كل المواقف وخاصة في المسجد الأقصى، لم يتأخر عنه في ظل الظروف العصيبة جدا، كان يعمل جنبا إلى جنب بشخصيته المؤثرة".
الناشط ناصر الهدمي
ويؤكد الناشط ناصر الهدمي أن حياة الشيخ جميل الحمامي حافلة بالنشاطات والمواقف والانتماء، إذ اعتقل لسنوات في سجون الاحتلال، ومنع من السفر عدة مرات.
ويقول الهدمي "لا شك أن القدس تفتقد وتودع رجل من رجالاتها الذين كان لهم دورا بارزا وبصمة واضحة في مدينة القدس، كونه أفنى عمره دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى مديرا وخطيبا فيه ومسجد الهجرة ببيت حنينا".
ويضيف "كان له دورًا في تربية العديد من أبناء مدينة القدس والوعظ والإرشاد، رمز للداعية الذي لم يتوان في لحظة من اللحظات أن يقدم ما يملك للقدس والدعوة".
ويتابع "يعتبر من الرعيل الأول المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة القدس، والرعيل الأول في جماعة الإخوان المسلمين".
عدنان الحسيني
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية عدنان الحسيني عن الشيخ جميل "رجل ملتزم خدم في دائرة الأوقاف، وعمل مديرًا للمسجد الأقصى رغم الصعوبة التي واجهها في إدارته، قام بواجبه خير قيام".
ويوضح الحسيني أنهما عملا معا في المسجد الأقصى عندما كان مديرا ومهندسا لدائرة الأوقاف لمدة 36 عاما.
ويقول عنه "الشيخ جميل الحمامي تميز بمواقفه وأفقه الديني، فكان صمام أمان يسعى إلى الخير وخدمة المسجد الأقصى، ستبقى ذكراه طيبة".
وقال الشيخ جميل الحمامي في لقاء سابق مع "البوصلة" عن نفسه "تعرفت على الإخوان المسلمين في القاهرة من خلال حضور جلساتهم وحلقاتهم، وكان للشيوخ الأثر الأكبر في صياغة شخصيتي وعقليتي وفكري، واستمريت في هذا العمل حتى عام 1987 حيث نشأت حركة حماس، وكان لي شرف المشاركة في هذا العمل".
نبذه عن حياته
وولد الشيخ جميل الحمامي في مدينة معان بالأردن عام 1952، وتوفي اليوم 10 أيلول \ سبتمبر عن عمر يناهز 71 عاما، حيث حصل على درجة الليسانس في الشريعة، وشارك بتأسيس دار الحديث الشريف وجمعية العلوم والثقافة الإسلامية، ومؤسس مدارس الايمان ومديرها العام، متزوج وله ثلاثة أبناء وخمس إناث.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: القدس المسجد الأقصى حماس الإخوان المسلمين للمسجد الأقصى المسجد الأقصى مدینة القدس
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل الشيخ العناني: علامة فارقة في تاريخ الأزهر والشريعة الإسلامية
في مثل هذا اليوم، الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1956م، الموافق للتاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1376هـ، توفي الشيخ العلامة محمد عبد الفتاح العناني مصطفى، الفقيه والأصولي المعروف.
نشأته وتعليمه المبكروُلد الشيخ العناني في الخامس من المحرم سنة 1296هـ، الموافق للحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1878م، في قرية طحلة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالجامع الأزهر الشريف في عام 1892م، وكان من سكان حارة البشابشة التي كانت واحدة من الحارات الملحقة بالأزهر الشريف.
في الأزهر، درس علمي النحو والفقه المالكي على يد الشيخ شعيب حسين المالكي، وقد شهد له شيخُه وغيرُه بالاجتهاد والمثابرة في طلب العلم، كما كان الحال مع باقي الطلبة المجاورين للأزهر.
مسيرته المهنية والتدريسيةفي عام 1907م، تم تعيين الشيخ العناني مدرسًا بمعهد الإسكندرية، وفي عام 1922م، اختير في لجنة لوضع كتب لوزارة الأوقاف لنشر الدعوة الإسلامية، قامت اللجنة بطبع كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة"، الذي أصبح من الكتب الشهيرة والمتداولة، وعندما أُنشئت الجامعة الأزهرية في عام 1930م، تم اختيار الشيخ العناني للتدريس بكلية الشريعة.
عضويته في هيئة كبار العلماء ومناصبهفي عام 1937م، تم تعيين الشيخ محمد عبد الفتاح العناني عضوًا في هيئة كبار العلماء بالأمر الملكي رقم (18) الصادر عن الملك فاروق الأول. كما تم انتخابه شيخًا للمالكية في الجامع الأزهر في عام 1940م، وفي نفس العام عُين عضوًا في المجلس الأعلى للأزهر الشريف. في العام التالي، تم تعيينه شيخًا لكلية أصول الدين، ثم أصبح رئيسًا عامًا لتفتيش العلوم الدينية والعربية للمعاهد الدينية. كما شغل منصب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وكان أيضًا عضوًا في لجنة العلوم الدينية بدار الكتب المصرية.
تلامذته وأثره العلميمن أبرز تلامذة الشيخ العناني: الشيخ أحمد فهمي أبو سنة، الذي ذكر الشيخ العناني ضمن اللجنة المؤلفة لإجازة أول رسالة دكتوراه أزهرية في عام 1941م، كما تتلمذ على يديه أيضًا العلامة الأصولي الشيخ طه عبد الله الدسوقي العربي المالكي.
مؤلفاته العلميةمن مؤلفات الشيخ العناني، هناك مخطوط في أصول الفقه بعنوان "رسالة في القياس الأصولي"، بالإضافة إلى مشاركته في تأليف كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة"، وكان ضمن اللجنة المكلفة من مشيخة الأزهر لوضع رسالة "الحج والعمرة على المذاهب الأربعة".
وفاته وإرثه العلميظل الشيخ عبد الفتاح العناني مستمرًا في عطائه العلمي والديني في الأزهر الشريف حتى توفي في التاسع عشر من جمادى الأولى عام 1376هـ، الموافق للحادي والعشرين من ديسمبر عام 1956م. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.