بغداد اليوم- ترجمة

وصفت وكالة مهر الإيرانية من خلال تقرير نشرته، اليوم الأحد (10 أيلول 2023)، نجاح الزيارة الاربعينية المليونية بأنه يعود الى "طبيعة الشعب العراقي وتقاليده في اكرام الضيوف".

وأوضحت الوكالة بحسب ما ترجمت (بغداد اليوم)، ان الشعب العراقي وخلال استقباله الضيوف المليونية للزيارة الدينية، نجح بتوفير "كافة المتطلبات بشكل مجاني"، مؤكدة ان العراقيين اصبحوا "اكثر شعوب العالم ضيافة في التاريخ"، بحسب وصفها، نتيجة لما قدموه من خدمات لاعداد "هائلة" من الوافدين.

 

وتابعت "رغم ان العراق من البلاد التي تعاني من تبعات سنوات من الحروب، الا ان الحديث مع أصحاب المواكب والمضيفين لزائري الأربعين، يكشف عن انهم أناس بسطاء معظمهم يعملون في اشغال بسيطة، ورغم ذلك فهم يوفرون خدمات هائلة وينفقون أموال كثيرة لاستقبال الزائرين وتوفير كل حاجياتهم مجانا". 

وأضافت الوكالة "ضيافة العراقيين المستمرة للاعداد الهائلة من الزائرين سنويا لم تتأثر بالصعوبات الاقتصادية التي قد تمر على البلاد، حيث يصلها في كل عام زوار من بلدان عديدة كان من بينها، روسيا، جورجيا، تركيا، الهند، باكستان، أفغانستان، السويد، كوريا الجنوبية، الصين، بالإضافة الى البحرين، قطر، السعودية، فلسطين، سوريا، السودان ونيجيريا"، مؤكدة ان وسائل اعلام تلك الدول وصفت الشعب العراقي "بالأكثر ضيافة في التاريخ" نتيجة لما قدموه خلال زيارة هذا العام. 

يشار الى ان الوكالة الإيرانية اكدت ان اعداد الزائرين قاربت الخمسة وعشرين مليون زائر، مشددة على ان العدد الهائل من الوافدين الى البلاد كان سيتسبب بــ "اضرار اقتصادية" على الدول المضيفة، الامر الذي لم يحصل في العراق نتيجة لــ "تقاليد شعبه في ضيافة الوافدين"، والتي ساهمت في تقليل عمليات الانفاق بشكل كبير، بحسب وصفها.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

القاعدة الشعبية وإمتلاك ناصية التغيير

زين العابدين صالح عبد الرحمن

من حكم وليم شكسبير يقول في واحدة " التفاوض فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر"
قبل الحرب كان الطريق إلي التفاوض سالكا، و كانت الأغلبية تنادي بتوسيع وزيادة عدد مقاعد الحوار من أجل التفاكر حول حل الأزمة، و الوصول إلي توافق وطني.. لكن كانت الأقلية ترفض ذلك بقوة بمقولة " لا للإغراق السياسي" و كانت الدول الخارجية؛ و خاصة في الرباعية و الاتحاد الأوروبي تصر على أن تظل مقاعد الحوار محدودة، لأنها لا تريد زيادة عدد الذين توظفهم من أجل انجاز أجندتها..أن الإصرار بهدف تضيق العملية السياسية لابد أن يعقد الأزمة أكثر، حتى وصلت إلي المحاولة الانقلابية التي قامت بها الميليشيا.. و تناول القضية يجب أن يكون بصراحة و وضوح كاملين دون تغبيش للحقائق و مداراتها.. أن وقف الحرب إذا لم تتغير فيها المعادلة السياسية بصورة كاملة سوف تنذر بحرب قادمة أخرى اشرس من سابقتها.. لذلك هزيمة الميليشيا أو استسلامها هي الإستراتيجية التي يجب أن تكون...
الآن أصبح الخطاب معكوسا؛ أن الأغلبية التي تساند القوات المسلحة من الشعب و مجموعات المستنفرين و المقاومة الشعبية تضغط قيادة الجيش أن لا تقبل أية دعوة للتفاوض أو الحوار، لكي تعاد الميليشيا من خلالها إلي تاريخ ما قبل الحرب، و الأغلبية تقف مع دعوة عدم عودة الميليشيا إلي الساحتين السياسية و العسكرية مطلقا.. و الجيش عندما يرفض الذهاب إلي دعوات التفاوض، هو ينفذ إرادة الأغلبية، التي تقف معه في جبهات القتال كتفا بكتف، و الآن بدأ العالم يفهم أن الحرب لابد أن تحدث تغيرات جوهرية على الساحة السياسية في السودان، خاصة دخول عناصر جديدة مدركة لدورها و مستوعبة للتحولات التي تحدث في المجتمع من جراء الحرب.. و اصحاب المصالح دائما يغيرون مواقفهم وفقا للمتغيرات الجديدة في المجتمع.. و الذين يعتقدون أن تحقيق مصالح المجتمع الخارجي بالضرورة سوف يحقق أهدافهم الساعية نحو السلطة، تنقصهم الحنكة السياسية، لأنهم من الأول جعلوا انفسهم أدوات و ليس أصحاب حق..
أن التغيير بالفعل قد حدث في المواقف، خاصة محاولات الأقلية الساعية " للتفاوض" من منظور الحاجة.. هؤلاء يدركون أن رجوعهم للساحة السياسية لا يتم إلا من خلال " تسوية سياسية تحدث بين السلطة في البلاد و الميليشيا" التي بموجبها تعود الميليشيا للساحتين و يعود معها جناحها السياسي.. لكن هزيمة الميليشيا أو استسلامها يعني تغيير جذري في الخارطة السياسية.. و مقولة الفزاعة " الكيزان و الفلول" و وصفهم هم اصحاب القرار و الأمر في رفض التفاوض، أصبحت لا تفيد كثيرا، الهدف منها كان تخويفا للغرب و بعض الدول الخليجية و المعادلات السياسية الجارية في الإقليم تجاوزت ذلك.. لذلك أية عملية سياسية يجب أن تراع متطلبات الواقع و مصلحة البلاد و الشعب..
الشعب وحده هو القادر على تغيير المعادلات السياسية في البلاد، و وحده هو الذي يستطيع أن يضع أجندة جديدة يلزم بها الآخرين، لذلك قيادة الجيش تفهم هذه المعادلة، و لا تستطيع أن تتجاوزها بعد أن ضمنت تأييد الأغلبية لها.. الآخرون الذين يحاولون التشكيك في أن أغلبية الشعب تقف مع الجيش في معركته العسكرية ضد الميليشيا هؤلاء يحاولون طمأنة أنفسهم حتى لا يشعروا بالهزيمة السياسية، و أنهم أداروا معركتهم دون الوعي السياسي المطلوب، حيث أصبحوا في موقف مضاد لمطالب الشعب، الأمر الذي يطالبهم بتغيير قناعاتهم الخاسرة و النظر للقضية بموضوعية وفقا لحقائق الواقع.. و هؤلاء يعتقدون أن الذي يجري هو فقط صراعا سياسيا، رغم أن الأمر قد تعدى ذلك، لأنه استهدف وحدة البلاد و محاولات للتغيير الديمغرافي فيها، و محاولات نهب ثروات البلاد و الاستيلاء عليها من قبل الدول الداعمة للميليشيا.. و التي توظف عددا كبيرا من السياسيين و المثقفين و الإعلاميين..
أن الحرب سوف تنتهي و الميليشيا سوف تخرج من المعادلات القادمة، و سوف تبرز الحرب قيادات جديدة و أجندة جديدة، فالذين يريدون أن يكونوا جزءا من مستقبل العملية السياسية يجب عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم، و تغيير الواجهات التي فشلت في إدارة الأزمة حتى أوصلت البلاد للحرب، و تغيير القيادات التي وظفت نفسها لأجندة خارجية،، أما محاولات التلويح بأن البعض يريد أن يعلن حكومة في المنفى أو حكومة في الأراضي التي تقع تحت سيطرة الميليشيا هؤلاء اثبتوا فشلهم تماما، و أنهم باحثين عن سلطة و ليس عن حلول جذرية للأزمة و ليس لهم أية قواعد اجتماعية تسندهم، فقط يلوحون ببندقية الميليشيا و في ذات الوقت ينكرون أنهم جناحها السياسي.. الحرب سوف تخلق واقعا جديدا للسودان مثله مثل الاستقلال.. سوف يأتي بعناصر جديدة قدمت تضحيات جسام لكي يظل السودان مستقلا موحدا، و هزمت المؤامرة التي تمت إحاكتها ضده... نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • يسري نصر الله في ضيافة «كلام الناس» بهذا الموعد اليوم | صورة
  • القسام : أسرى الاحتلال شمال غزة أصبحوا في عداد المفقودين
  • تقرير .. 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق
  • القاعدة الشعبية وإمتلاك ناصية التغيير
  • الكرم العراقي إرثٌ خالد في قلب الزمان والمكان
  • «الوكالة اللبنانية»: تفجيرات إسرائيلية ضخمة بقرى الجنوب وتحليق للطيران المسير فوق بيروت
  • الأمير محمد بن سلمان ينال لقب الأكثر تأثيرًا في العالم العربي
  • كاساس: تأهل المنتخب العراقي لبطولة العالم يتطلب أولاً الفوز على الكويت وفلسطين
  • كوبا تؤجر أراضي زراعية لشركة أجنبية لأول مرة منذ ثورة 1959
  • رئيس الوزراء العراقي: موقفنا ثابت بإدانة الحرب الإسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني