الأورومتوسطي: مقتل العشرات باستهداف سوق في السودان قد يرقى لجريمة حرب ويجب منع الجناة من الإفلات من العقاب
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
جنيف - دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق فوري ومستقل بشأن تقارير حول هجوم جوي على سوق في الخرطوم أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى صباح اليوم الأحد.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي أنّ الادعاءات تشير إلى أنّ طائرات حربية استهدفت في حوالي الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي سوق "قورو" في حي مايو جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدّى إلى مقتل نحو 40 شخصًا وإصابة آخرين، بحسب "غرفة طوارئ جنوب الحزام".
وأشار إلى أنّ المصابين وجثث الضحايا نُقلوا إلى مستشفى "بشائر الجامعي" القريب، كما طُلب من السكان التبرّع بالدم لدعم عمليات إنقاذ الجرحى.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنّه في الوقت الحالي، لا يمكن التحقق بشكل قاطع من المسؤولية المباشرة لأي من طرفي النزاع في السودان عن الهجوم، مع نشر حسابات مقربة من الجيش السوداني على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تبرّر الهجوم وتزعم أنّ السوق المستهدف كان مقصدًا لتجارة الممتلكات التي نُهبت من منازل السودانيين الذين فرّوا بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم.
وأكّد أنّ لا ضرورة حربية تُجيز استهداف الأعيان المدنية على هذا النحو والتسبب بخسائر بشرية فادحة، إذ قد يشكل الهجوم جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وشدّد على أنّه حتى في حال كان السوق محلًا لتجارة الممتلكات المنهوبة، ويرتاده عناصر من قوات الدعم السريع، فإنّ ذلك لا يبرر بالمطلق استهدافه، إذ لم يتم عسكرته وما يزال يحافظ على طبيعته المدنية، وبالتالي لا يمكن جعله هدفًا مشروعًا أو شرعنة مهاجمته.
وقال مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي في لبنان "محمد المغبط": "على مدار خمسة أشهر من النزاع في السودان، لم ينفك طرفا النزاع عن ترويج احترامهما لمبادئ القانون الدولي الإنساني، لكنّ الوقائع على الأرض سرعان ما تكشف زيف هذه الادعاءات، مع استمرار سقوط ضحايا من المدنيين على نحو يومي".
وأضاف: "ما يثير القلق حقًا هو أنّ طرفي النزاع في السودان لم يواجها حتى الآن ضغوطًا دولية جادّة وحازمة لوقف القتال أو تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، ما أسهم على الأرجح في تحفيزهما على مواصلة القتال واستمرار تجاهل قواعد القانون الدولي الإنساني التي تُوجب حماية المدنيين".
ومنذ اندلاع القتال بالسودان في 15 أبريل/ نيسان من العام الجاري، قُتل نحو 7,500 شخص وأصيب آلاف آخرون، بينما اضطر أكثر من 4.5 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم، بينهم 3.6 مليون نزحوا داخليًا.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسبب بتدهور سريع وبالغ في الأوضاع الإنسانية المتردية أصلًا في البلاد، إذ استنفدت المخزونات الغذائية في بعض المناطق بسبب الاشتباكات وإغلاق الطرق، ولم تعد معظم المستشفيات قادرة على العمل على نحو طبيعي، ما أدّى إلى وفاة عدد كبير من المدنيين بسبب الجوع والمرض، كما ارتفعت حالات الإصابة بالحصبة والملاریا والسعال الدیكي وحمى الضنك والإسھال المائي الحاد في جمیع أنحاء البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
وعقب تعطّل العمليات الإنسانية للمنظمات الإغاثية بسبب استمرار القتال، توفي منذ بدء النزاع 498 طفلًا سودانيًا بسبب الجوع، وفق منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي قالت إنّها اضطرت إلى إغلاق 57 من مرافق التغذية التابعة لها، في حين تعاني المرافق الـ108 التي ما تزال الوكالة تعمل فيها من نقص خطير في مخزونات الأغذية العلاجية.
وطالب المرصد الأورومتوسطي باتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحديد المسؤولين عن الهجوم على سوق "قورو" جنوبي الخرطوم وتقديمهم للعدالة، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي طرفي النزاع في السودان على فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة لضمان إنفاذ العمليات الإنسانية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية وإمدادات الغذاء والماء والطاقة، مشدّدًا على الضرورة الملحّة لإنهاء شامل وفوري للقتال، من أجل منع تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية الحرجة.
https://euromedmonitor.org/ar/article/5803/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86..-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%B3%D9%88%D9%82-%D9%82%D8%AF-%D9%8A%D8%B1%D9%82%D9%89-%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D9%8A%D8%AC%D8%A8-%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی النزاع فی السودان
إقرأ أيضاً:
مقتل وإصابة العشرات في غارات أميركية على صنعاء
أكد الحوثيون مقتل 12 شخصا وإصابة 34 بجروح في غارات قالوا إنها أميركية استهدفت العاصمة اليمنيّة صنعاء، بينما أعلن المتحدث العسكري للجماعة المدعومة من إيران، الاثنين، تنفيذ هجمات على حاملات طائرات أميركية وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين في بيان عن "ارتفاع ضحايا العدوان الأميركي على حي وسوق فروة"، مشيرة إلى مقتل 12 مواطنا وإصابة 34 آخرين إثر غارة أميركية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان الإثنين إن "القوات المسلحة اليمنية نفّذت عمليتين عسكريتين نوعيتين (...) في إطار التصدي للعدوان الأميركي".
وأضاف أن الأولى "نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر ضد حاملة الطائرات الأميركية ترومان والقطعِ التابعة لها شمالي البحرِ الأحمرِ وذلك بصاروخينِ مجنحين وطائرتين مسيرتين"، والثانية "نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية فينسون والقطع الحربية التابعة لها في البحرِ العربي، وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة وأربع طائرات مسيرة".
وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، في خطاب بمدينة يافا بـ"ردٍّ قوي" على الحوثيين ، الذين أطلقوا صواريخ ومسيرات مرارا على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقال نتنياهو "أريد أن أقول شيئا واحدا للحوثيين ولكل من يرغب في إلحاق الأذى بنا.. أي هجوم ضدنا لن يمر دون رد. سيكون هناك رد قوي".
والجمعة، أعلن الحوثيون مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين في ضربات ليلية نفّذتها الولايات المتحدة واستهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب).
وكان الهجوم على رأس عيسى الأكثر دمويّة منذ إطلاق واشنطن حملتها الجوّية في يناير 2024، والتي تكثّفت في عهد الرئيس دونالد ترامب، بعد شنّ غارات في 15 مارس 2025 قتلت 53 شخصا.