نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، تعقيبا، على رسالة وجهتها رئيسة الكنفيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة، إلى رئيس الجمهورية.

ودعت نغزة في الرسالة، إلى فتح تحقيق في القيود والتراخيص المفروضة على الاستيراد، وبيروقراطية الإدارة الجزائرية.

وجاء في تعقيب وكالة الأنباء الجزائرية:

خطت السيدة سعيدة نغزة نصا بائدا ومتنكرا لكل الإصلاحات التي بادرت بها البلاد منذ سنة 2020 من أجل تصويب مالية الدولة، تجنبا للوقوع بين أيدي صندوق النقد الدولي

ومن باب المفارقة، جعلت السيدة سعيدة نغزة من نفسها ناطقا رسميا باسم مصالح تزعم أنها هي من تحارب مصالح النظام القديم.

أو بالأحرى مصالح “العصابة” التي تفننت في سرقة أموال الشعب. والمطالبة بالحق في الحصول على أملاك في الخارج بواسطة تحويلات غير قانونية نابعة من نفس الأموال المحصلة من تضخيم الفواتير.

ومن خلال هذه الرسالة، المتداولة بشكل واسع على وسائط التواصل الاجتماعي، مع تجاوز ما هو متعارف عليه في المراسلات الموجهة لرئاسة الجمهورية. تبقى الحجة الرئيسية للسيدة نغزة مدعومة بنفس الرفض للتغيير. والهوس المرضي لقوى الأموال القذرة التي لا تريد الاستسلام.

وتنبض هذه الرسالة التي تحن للنظام القديم بنوايا مؤلفيها الحقيقيين، من خلال سعيهم للابقاء على الركود، كما أنها توضح في ذات الوقت عدم دراية مؤلفيها التام بالتحولات العميقة التي تشهدها الجزائر.

ان المتعاملين الاقتصاديين ومسيري الدولة كلهم يعرفون هذه الشخصية وقلة صيتها، وكذا ميولها إلى كل أمر أجنبي ودولي. فالوقوف بمظهر المدافع عن الاقتصاد الجزائري ورجال الأعمال والمواطنين برمتهم، هو أمر تجرأت عليه السيدة نغزة, واعتادت عليه الى أن صار صفتها الأساسية.

وللخوض في مقامات أكثر رأفة بالنسبة للسيدة التي نصبت نفسها رئيسة للكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، هناك مؤسسات أخرى في الجزائر الجديدة، جديرة بأن ترفع عاليا الانشغالات الاقتصادية والاجتماعية، على غرار مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري والمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي دون الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية وإن اتخذت رئيستها من “القرب” من أصحاب القرار “جسورا” لها و سجلا تجاريا وقوة تسويق خاصة بها.

كما يظهر المضمون الفارغ الذي تقدمه هذه الرسالة والبعيد كل البعد عن التطورات الحاصلة في العالم، أن هذه السيدة تقصي نفسها بنفسها من النقاش الاقتصادي الهادف والمتجانس.

وكمثال، فإن تهجمها اللاذع حول ارتفاع الأسعار، لاسيما أسعار المنتوجات الأساسية، كالعجائن والزيت والسكر ومركز الطماطم وغيرها، يعتبر مثالا عن جهلها للحقائق الاقتصادية. فهذه المنتوجات لم تعرف ارتفاعا في الأسعار، ما عدا اللحوم التي سمح باستيرادها، على مدار السنة، لكبح الأسعار. أما بخصوص مادة الزيت، فالجزائر تنتج حاليا هذا المنتوج، بمعدل يفوق ثلاث مرات احتياجاتها، وتصدر منها أيضا كميات كبيرة، في حين لم ترتفع أسعار السميد والدقيق اللين، لأن الدولة تواصل دعم هذه المنتوجات، حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن على وجه التحديد.

ومقارنة بعديد الدول التي تعرف تضخما قياسيا مع ارتفاع أسعار غالبية المنتوجات والمواد الأساسية، تبقى الأسعار في الجزائر منخفضة. إن هذه العريضة تذكرنا، بشكل غريب، بمنظمة وهمية “للدفاع عن المستهلكين”، تدافع عن كل شيء عدا المستهلك. بل هي منظمة تدافع فقط عن ملف السيارات ورخص استيراد المركبات.

لكن بعض المسائل تصبح موضع شك عندما يتعلق الأمر بملف تضخيم الفواتير ! فما الذي يزعج السيدة نغزة وأتباعها لما تقرر الدولة استرجاع أموال الشعب ؟ أليس استرجاع هذه الأموال أحد المهام الرئاسية، حيثما كانت ولدى أي كان؟ّ بل واحتراما للالتزام أمام الشعب، ينبغي القول أن هذا المال يجب أن يسترجع وسيتم ذلك ولو كره رؤساء المؤسسات الرافضين والمعاندين، لأن غالبية المتعاملين الاقتصاديين نزهاء ووطنيين. كما أنه، بفضل هؤلاء المتعاملين النزهاء والوطنيين، سترفع الجزائر التحدي لتصدير 13 مليار دولار خارج قطاع المحروقات في 2023. أما بخصوص أولئك الذين يمضون في الحيل وتضخيم الفواتير: لن تسمح لهم الدولة بذلك. وبالتالي، فرسالتهم تهدف فحسب إلى رد الاعتبار لأولئك الذين نهبوا أموال الشعب بتواطؤ القوى غير الدستورية آنذاك.

اذا لماذا هذه الرسالة في هذا الوقت تحديدا، ان لم تكن نسخة محسنة للضغوطات التي تذكر بزمن مضى, حين كانت جماعات ضاغطة ولوبيات والأوليغارشية يبتزون الدولة, مثل الهيئات المفترسة كمنتدى رؤساء المؤسسات السابق الذي تم ازالته بفضل الحراك المبارك أولا ثم بفضل رئاسيات 2019.

لكن المتمم لكل ما ذكر من هاته الرسالة الغريبة هو الاقتراح الذي تقدمت به السيدة نغزة، بندائها وبدون حياء الى اعادة تفعيل الثلاثية. هاته الثلاثية الشهيرة التي دامت عقدين من الزمن والتي كانت مسرحا لتمزيق الاقتصاد الوطني والمؤسسات العمومية. هاته التمثيلية التي كانت أداة لاختلاس وبيع المؤسسات العمومية. ويجدر التذكير بوصف السيدة نغزة للثلاثية في 2016 “بالتجربة الرائعة في مجال الحوار والحماية الاجتماعية” وها هي الأن تدعو بل تطالب بعودتها, في حين أن الجزائر اختارت طريقا وتتجه نحو البروز الاقتصادي.

فمن خلال الثلاثية، تم بيع عديد مؤسسات القطاع العمومي التجاري لأوليغارشية منتدى رؤساء المؤسسات. و من خلال الثلاثية, تم توزيع مال طباعة النقود على منتدى رؤساء المؤسسات. فقد كلفت الثلاثية ملايير الدولارات للخزينة العمومية.

السيدة نغزة لا تقترح في هذيانها اللامتناهي للدولة الا اللعب مجددا “بالمونوبولي” بمال الشعب لصالح أوليغارشيين آخرين.

ومنذ حلول الجزائر الجديدة، لم تبخل أبدا الدولة ولا رئيسها بالسماع إلى المهملين وإلى الذين لا صوت لهم وبتفضيل المقترحات الأكثر بناءة والأكثر وطنية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: هذه الرسالة من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير الدولة لشئون الشباب الإماراتي يتفقد وكالة الفضاء المصرية ويشيد بالتعاون العلمي بين البلدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية والتي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، قام الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، بجولة تفقدية داخل وكالة الفضاء المصرية، حيث كان في استقباله الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية.

خلال الزيارة، اطلع الدكتور النيادي على أحدث المشاريع والمبادرات العلمية التي تنفذها الوكالة في مجالات علوم الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية. كما استمع إلى شرح مفصل حول الجهود البحثية التي تبذلها مصر لتعزيز دورها الإقليمي في مجال الفضاء، ودورها في تمكين الشباب من المساهمة في الابتكار العلمي.

وأشاد وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات، بالإمكانيات المتقدمة التي تمتلكها وكالة الفضاء المصرية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية في المجالات العلمية والتكنولوجية، وخاصة في قطاع الفضاء.

وأوضح الدكتور سلطان بن سيف النيادي، قائلا: "تعد وكالة الفضاء المصرية نموذجًا متميزًا للريادة والابتكار في مجال تكنولوجيا الفضاء.، وتعتبر هذه الزيارة فرصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزيز الشراكات العلمية التي تسهم في دعم أجيالنا القادمة من الشباب الطموح، الذين هم الركيزة الأساسية لمستقبل مشرق ومستدام".

وتضمنت الجولة استعراض مبادرات الوكالة المتعلقة بتأهيل الكوادر الشابة في مجال علوم الفضاء، ومناقشة سبل تعزيز التعاون مع دولة الإمارات في إطار رؤية مشتركة لتطوير قطاع الفضاء العربي.

حضر اللقاء عدد من رواد الفضاء الإماراتيين وهم: "هزاع المنصوري، محمد الملا، نورة المطروشي".

مقالات مشابهة

  • بوحبيب ينقل رسالة إلى دمشق: لبنان يتطلع لأفضل العلاقات
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: آليات إسرائيلية تتقدم عبر وادي الحجير في جنوب لبنان وتقوم بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة
  • وزير الدولة لشئون الشباب الإماراتي يتفقد وكالة الفضاء المصرية ويشيد بالتعاون العلمي بين البلدين
  • ابتهال فاروق وأول رسالة دكتوراه عن مسلسل الاختيار 3
  • وكالة الفضاء المصرية تستضيف وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي
  • بعد اجتياح وسم “مانيش راضي” لمواقع التواصل.. تبون يهدد الشعب الجزائري 
  • محمد بن راشد يعلن فوز البروفيسورة الجزائرية ياسمين بلقايد بـ«نوابغ العرب» في الطب
  • الجوية الجزائرية: إعادة فتح وكالة وهران 
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • بن زيمة يوجه رسالة قوية للاعبين الفرانكو جزائريين