أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنَّ الأزهر يقف على مسافةٍ واحدةٍ من المساس بأي دينٍ من الأديان، ولا يفرق في ذلك بين المقدسات الإسلامية أو مقدسات الأديان الأخرى، فكما وقف الأزهر في وجه حوادث حرق القرآن الكريم -كتاب الله- كان له موقفٌ واضحٌ أيضًا تجاه حرق الكنائس والاعتداء على المسيحيين في باكستان.

وقال شيخ الأزهر، خلال لقائه الرئيس الألماني، إن كِلَا الموقفين نابعان من اعتقاد حقيقي وراسخ بأنَّه لا سبيل للخروج من أزمات الإنسان المعاصر إلا بالحوار وأن تسودَ ثقافة التقارب والتعايش والاندماج، وأن يحلَّ الحوار محل التعصب والكراهية.

شيخ الأزهر خلال لقائه الرئيس الألماني

والتقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، اليوم الأحد بالعاصمة الألمانية برلين، الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الجمهوريَّة الألمانيَّة لبحث سُبُل مكافحة تزايد وتيرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، والتَّصدي للإساءة للمقدسات الدينيَّة وظاهرة العداء للإسلام والمسلمين.

وقال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ الأزهر الشريف حريصٌ على نشر قيم السلام والأخوة الإنسانية محليًّا وعالميًّا، فعلى المستوى العالمي أطلق الأزهر عدة مبادرات يأتي في مقدِّمتها بيت العائلة المصرية، بالتعاون مع الكنائس المصرية، وقدمنا نسيجًا وطنيًّا مترابطًا ومحصنًا ضد الكراهية والتعصب.

وأضاف الإمام الأكبر، أن الأزهر خَطَا خطوات كبيرة في تعزيز قيم السلام عالميًّا، وقد كانت درة تاج هذه الجهود والمبادرات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019، في رسالةٍ تحمل الخير للعالم كلِّه، مشيرًا إلى أن الذي يمعنُ النظر في لغة الوثيقة لن يقدِرَ على التفرقة ما إذا كانت كُتبتْ بأقلام مسلمة أو مسيحيَّة، وأنها كانت جهدًا خالصًا توحَّدت فيه رؤية الأزهر والفاتيكان من أجل مصلحة الإنسان وسعيًا وراء سعادته، وتجنب معاناته، وأنَّ الوثيقة تضمنت نصوصًا واضحةً لحماية البيئة وأماكن العبادة، وحقوق الأطفال والنِّساء واللَّاجئين والمهاجرين والفقراء والشعوب الأكثر تهميشًا والأقل حظًّا.

شيخ الأزهر خلال لقائه الرئيس الألماني

كما أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لما قدَّمته ألمانيا من دعم كبير للاجئين وترحيبها بهم واستضافتها للملايين لتضرب المثل في الأخوَّة الإنسانية العابرة للقارات في مشهدٍ حضاريٍّ نابعٍ من إيمان كامل وعقيدة واضحة تجاه هؤلاء الذين تركوا أوطانهم وعائلاتهم بسبب الحروب والصراعات.

من جانبه، أعرب الرئيس الألماني عن شديد ترحابه بشيخ الأزهر في ألمانيا، مؤكدًا اعتزازه بهذه الزيارة التي جاءت في وقت مهم، وتقديره الشخصي ومتابعته لما يقوم به شيخ الأزهر من جهودٍ كبيرةٍ لتعزيز قيم التعايش والأخوة والمساواة بين الجميع، وكذا تقديره للعلاقة الأخوية التي تجمع شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، وأنَّ هذه العلاقة رسمَتِ الطريق ومهَّدته للمضي قدمًا في التقارب وفتح قنوات الحوار والتواصل بين مختلف الثقافات والأديان.

كما أكَّد الرئيس الألماني حرصَ بلاده على مكافحة الإسلاموفوبيا وخفض وتيرة العداء للإسلام والمسلمين، ولذا بادرت بإدانة حوادث حرق القرآن في عدة مناسباتٍ، ورفضها لما يقوم به البعض من ممارسات متطرفة تجاه الإسلام والمسلمين، مؤكدًا استعداده الشخصي للعمل سويًّا مع شيخ الأزهر من أجل تعزيز جهود القضاء على كل أوجه التعصب والكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة.

وقدَّمَ الرئيس الألماني الشكر للإمام الأكبر علي المبادرات المهمة التي يقودها لنشر التعايش وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات؛ مثل: وثيقة الأخوة الإنسانية، ونموذج بيت العائلة المصرية، وبيت العائلة الإبراهيمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإمام الاكبر الأديان حرق القران الكنائس الرئیس الألمانی الإمام الأکبر ة الإنسانیة شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: مستعدونَ لإنشاء مركزا لتعليم اللغة العربية في تايلاند

قرر شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب زيادة أعداد المبعوثين الأزهريين إلى تايلاند، استجابةً لطلب رئيس البرلمان التايلاندي وان محمد نور ماثا وتكثيف الدورات التدريبية لأئمة تايلاند في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمَّة والوعاظ، وتصميم برنامج خاص يقوم على إعداده كبار علماء الأزهر وأساتذته بما يناسب طبيعة المجتمع التايلاندي.

جاء ذلك خلال لقاء فضيلة الإمام الأكبر وان محمد نور ماثا، رئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس النواب بمملكة تايلاند، اليوم الأحد، بمقر مجلس النواب التايلاندي، بحضور وزير العدل التايلاندي، وعدد من أعضاء مجلس النواب، لبحث سبل تعزيز العلاقات المشترك.

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لرئيس مجلس النواب التايلاندي على حفاوة الاستقبال، وامتنانه للعلاقات المشتركة بين مصر وتايلاند، وسعادته بما استمع إليه من تميز خريجي الأزهر في تايلاند، واندماجهم إيجابيًّا في المجتمع، ومشاركتهم في نهضة بلادهم من خلال قيادة المؤسسات والمراكز الإسلامية، مؤكدًا استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في تايلاند، وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية لتعليم التايلانديين لغة القرآن الكريم، ورفع أفق التعاون بما يناسب احتياجات المجتمع التايلاندي وتطلعاته المستقبليَّة.

من جانبه، رحَّب رئيس البرلمان التايلاندي بشيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين في تايلاند، مؤكدًا أن زيارة فضيلة الإمام الأكبر اليوم للبرلمان التايلاندي هي صفحة تاريخيّة مضيئة في سجلات البرلمان التايلاندي، وأنَّه يشعر بالفخر والامتنان لكون هذه الزيارة هي أول زيارة لشيخ من شيوخ الأزهر للبرلمان التايلاندي، وهو أمر سيتذكره التايلانديون، وسيظل محفورًا في ذاكرة البرلمان التايلاندي، مؤكدًا متابعته للفعاليات واللقاءات التي يعقدها شيخ الأزهر في تايلاند، وثقته في أن تثمر هذه الفعاليات في ترسيخ التعاون بين الأزهر ومختلف الهيئات الثقافية والتعليمية في تايلاند.

وأعرب رئيس البرلمان التايلاندي عن تقدير بلاده للعلاقات المصرية التايلاندية، التي نحتفل بمرور 70 عامًا على بدايتها، وكان الأزهر الشريف علامة بارزة ومحورًا مهمًّا في تطور هذه العلاقة وتقدمها، مؤكدًا تقديره لفضيلة الإمام الأكبر وللأزهر الشريف على حسن استضافة طلاب تايلاند الدارسين في مختلف الكلية والمعاهد الأزهرية، والذين يزيد عددهم على 3000 طالبٍ وطالبة، وتقديم 160 منحة دراسية سنوية لمسلمي تايلاند، واستضافة وفود أئمَّة تايلاند للتدريب في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، مشيرًا إلى أن معظم -إن لم يكن كل- خريجي الأزهر في تايلاند يتواجدون في مناصب مرموقة في مختلف الوزارات والهيئات، فهم الآن كبار علماء تايلاند وأئمتها، ومنهم القضاة والمعلمون والأطباء.

وطلب رئيس البرلمان التايلاندي من فضيلة الإمام الأكبر زيادة أعداد المنح الدراسية، والمبعوثين الأزهريين لتايلاند، مشيرًا إلى أن تواجدهم يمثل أهمية بالغة خاصة في الجامعات والمدارس الثانوية في تايلاند، مبينًا أنه تلقى تعليمَه في الجامعة الإسلامية في تايلاند، ودرس اللغة العربية على يد أحد المعلمين الأزهريين المبتعثين إلى تايلاند في ذلك الوقت.

وفي نهاية اللقاء، أهدى شيخ الأزهر، رئيس البرلمان التايلاندي، درع الأزهر الشريف، وميدالية مجلس حكماء المسلمين بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء المجلس.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: القرآن الكريم وضع أسس العلاقة بين الحضارات والديانات المختلفة

شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد

حول فضل القرآن ووسطية الإسلام.. أبرز 10 رسائل لـ شيخ الأزهر من ماليزيا

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر : حريصون على نشر الفكر الوسطي المستنير في العالم
  • شيخ الأزهر: مستعدونَ لإنشاء مركزا لتعليم اللغة العربية في تايلاند
  • الإمام الأكبر لمسلمي تايلاند: التراث الإسلامي جديرٌ بأن يُوصفَ بأنه تراث الأخوة الإنسانية
  • ملك تايلاند يستقبل الإمام الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار
  • ملك تايلاند يشيد بالأزهر الشريف وجهود «حكماء المسلمين»
  • ملك تايلاند يستقبل الإمام الأكبر ويشيد بجهود الأزهر في تعزيز قيم الحوار
  • ملك تايلاند يستقبل الطيب ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح
  • ملك تايلاند يستقبل «الطيب» ويشيد بجهود الأزهر في نشر وتعزيز قيم الحوار والتسامح
  • جامعة العلوم الإسلامية الماليزية تمنح شيخ الأزهر الدكتوراه الفخرية
  • جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM تمنح شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة