مستغلة التوتر الأميركي الصيني.. الصناعة الهندية تستقطب شركات عالمية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تستفيد الشركات الهندية من الجهود التي تبذلها الشركات التجارية الرائدة لتنويع مورديها بعيدا عن الصين وتعزيز الإنتاج المحلي.
وقال تقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزية، إن شركة "ديكسون تكنولوجيز" بدأت منذ عامين ونصف فقط تجميع الهواتف الذكية لصالح شركة موتورولا، وقد تلقت شركة "ديكسون" تعليمات بزيادة ما يصل إلى 600 ألف وحدة في الربع القادم و850 ألف وحدة اعتبارا من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وهناك أيضا خطط قيد الإعداد لتجميع الأجهزة اللوحية للشركة الأم الصينية "لينوفو غروب"، وتسير أعمال شركة "ديكسون" بشكل جيد لدرجة أنها تخطط لتوسيع المصنع لمواكبة الطلب.
وتعد شركة "ديكسون" من بين العديد من الشركات الهندية التي تستفيد من محاولة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تعزيز التصنيع في البلاد، حيث تتطلع الشركات التجارية العالمية إلى تنويع مورديها بعيدا عن الصين في خضم التوتر بين واشنطن وبكين.
وقال المدير المالي لشركة ديكسون سوراب جوبتا، إن هناك الكثير من الرياح العكسية لهذه الصناعة حيث تتطلع العلامات التجارية العالمية إلى إستراتيجية الصين التي تتمثل في تفضيل الشركات قواعد تصنيع متعددة.
ويقدم برنامج التصنيع الذي تتبناه حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمعروف باسم الحوافز المرتبطة بالإنتاج، حوافز نقدية للشركات في مجموعة من الصناعات، بما في ذلك الأدوية والمنسوجات والإلكترونيات.
وبموجب هذا البرنامج، تحصل الشركات المؤهلة على حوافز نقدية إذا كانت قادرة على زيادة مبيعاتها فوق سنة الأساس، كل عام، على امتداد خمسة أعوام.
وفي قطاع الهواتف الذكية، تتراوح الحوافز من 4% إلى 6% من المبيعات وهي مفتوحة لخمس شركات محلية وخمس شركات أجنبية بشرط تحقيق الهدف، ولا يمكن للشركات الأجنبية الاستفادة من الحوافز إلا لتصنيع المنتجات بحد أدنى لسعر المصنع يبلغ 200 دولار.
لقد تخلّف قطاع التصنيع في الهند عن نظيره في الصين المجاورة، وقد كافح من أجل تحقيق نمو أكثر من 18% و19% من الناتج المحلي الإجمالي على امتداد العقود القليلة الماضية، وحاولت الحكومات المتعاقبة تحفيز القطاع بنجاح محدود، على أمل إنشاء محرّك لتوفير فرص عمل لملايين الهنود الذين ينضمون إلى القوى العاملة سنويا.
المصدر: أبحاث باركليز تشجيع الإنتاج المحليفي عام 2015، أطلقت حكومة مودي حملة "صُنع في الهند" لتشجيع الشركات على تصنيع وتجميع المنتجات في البلاد، وفي العام التالي، فرضت الحكومة مجموعة من الرسوم الجمركية على مكونات مختلفة للهواتف المحمولة لإجبار شركات الإلكترونيات على تصنيع تلك المنتجات في الهند.
وفي أحدث خطوة تهدف إلى تشجيع الإنتاج المحلي، أعلنت نيودلهي الشهر الماضي أنها ستقيّد استيراد أجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية للشركات التي لديها تراخيص خاصة، وبعد معارضة كبيرة، مددت الحكومة الموعد النهائي للحصول على الترخيص حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
تعد شركة "ديكسون"، المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية والهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء وغيرها من المنتجات، من بين الشركات الخمس في قطاع الإلكترونيات التي تأهلت للحصول على أموال بموجب مخطط الحوافز المرتبطة بالإنتاج، وهي الشركة الهندية الوحيدة حتى الآن التي تتلقى الأموال بالفعل بعد تحقيق أهداف الحكومة، مما يثير تساؤلات حول مدى نجاح المبادرة.
ويقول العضو المنتدب في بنك باركليز راهول باجوريا، إنه من غير المرجح أن تقوم الشركات بتقليص مصانعها الحالية في الصين، لأن البلاد تعد سوقا ضخمة ومهمة لإطلاق المنتجات الجديدة، وأشار إلى أن الشركات ستختار بشكل متزايد دولا أخرى مثل الهند لتوسيع طاقتها الإنتاجية أو استبدال المنشآت القائمة، وأن إستراتيجية نيودلهي لتعزيز التصنيع بدأت في إظهار تحسينات واضحة.
وتظهر بيانات التجارة بعض العلامات الأولية للنجاح، ففي العام الماضي، صدّرت الهند هواتف ذكية بما في ذلك أجهزة آيفون بقيمة 14.8 مليار دولار، وهو رقم قياسي، مقارنة بواردات بلغت 17.6 مليار دولار.
وقد عززت شركة آبل على وجه الخصوص وجودها في الهند منذ أن بدأت في تجميع هواتف "آيفون إس إي" هناك في عام 2017، حيث يتم الآن تصنيع حوالي 7% من جميع أجهزة "آيفون" في البلاد.
وفي العام الماضي، بدأت شركة التكنولوجيا العملاقة، ومقرها في كاليفورنيا، تجميع هواتف "آيفون 14" في الهند، ويقال إنها تخطط لصنع هواتف "آيفون 15" في البلاد أيضا.
الهند تعتمد بشكل كبير على واردات المكونات الإلكترونية (غيتي) تعزيز التصنيعوبينما تحاول الهند تنمية قاعدتها الصناعية، لا تزال البلاد تعتمد بشكل كبير على واردات المكونات الإلكترونية، وأغلبها من الصين.
وفي الأشهر الـ 12 حتى نهاية يوليو/ تموز الماضي، استوردت الهند إلكترونيات بقيمة 73.5 مليار دولار، وهو رقم يرتفع باستمرار ويصنّف كثالث أكبر فاتورة استيراد بعد النفط والأحجار الكريمة والمجوهرات.
وحسب سونيل سينها، كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة "إنديا ريتينغز"، فإن القيمة المضافة الحقيقية تكمن في التصنيع، وليس فقط في تجميع المنتجات، ولكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك".
وأضاف أنه من أجل تحقيق ذلك، تحتاج الهند إلى تشجيع الشركات الصغرى والمتوسطة -وهي ركيزة قطاع التصنيع في البلاد- لتصبح موردة للشركات الكبيرة.
لكن لا تزال الشركات الصغرى والمتوسطة تتعافى من سلسلة من الصدمات، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، ومعدلات ضريبة الدخل الجديدة، وقرار السحب المفاجئ للورقة النقدية من فئة 2000 روبية.
ومع ذلك، يأمل سينها أن تكون الهند على حافة دورة جديدة من الاستثمار الرأسمالي الذي يمكن أن يوفر دفعة كبيرة للتصنيع.
وعلى حد تعبيره، سيكون هناك تأثير تسلسلي على الشركات الصغيرة، ولكن بفارق زمني، والأمر ممكن مع الإلكترونيات أيضا، فالشركات الصغرى الهندية مرنة إلى حد ما في مواجهة الظروف المتغيرة، ولكنها بحاجة إلى هيكل الطلب والدعم للبدء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی البلاد فی الهند
إقرأ أيضاً:
الوزير يشهد فعاليات افتتاح خط إنتاج جديد بمصنع شركة كوكاكولا بمدينة السادات
شهد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل فعاليات افتتاح خط إنتاج جديد بمصنع شركة كوكاكولا هيلينك بمدينة السادات، بحضور السفير نيكولاوس باباجورجيو، سفير اليونان في مصر، زوران بوجدانوفيتش، الرئيس التنفيذى لشركة كوكاكولا هيلينك وعدد من المسؤولين الإقلييمين لشركة كوكاكولا، وعمر مهنا، رئيس مجلس إدارة شركة كوكاكولا هيلينك مصر، والمهندس محمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات المصرية، والمهندس أشرف الجزايرلي، رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، والوزير المفوض بيتر هافنار، ممثل سفارة سويسرا في مصر.
وفي كلمته خلال فعاليات الافتتاح أكد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن قطاع الصناعة يعتبر قاطرة التنمية الإقتصادية وأحد الدعائم الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدولة المصرية ويحظى بدعم غير مسبوق واهتمام بالغ من القيادة السياسية، وان ما شهدته مصر مؤخراً من إنجازات فى مجال التنمية الإقتصادية الشاملة والمستدامة يعد عاملاً رئيسياً فى زيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية.
واضاف الوزير أنه فى ضوء توجيهات فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية فقد تم إعداد الإستراتيجية الوطنية للصناعة (2024-2030) وهى إستراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ تستهدف توطين الصناعة وتعميق التصنيع المحلى وتحويل مصر إلى مركز صناعى إقليمى، والتحول نحو الإقتصاد الأخضر، وزيادة مساهمة قطاع الصناعة في إجمالى الناتج القومى المحلى وفى حجم الصادرات، وكذلك الوصول بجودة المنتج المصرى إلى أعلى جودة ممكنة، بالاضافة إلى رفع كفاءة الموارد البشرية، وإتاحة المزيد من فرص العمل من أجل زيادة الإنتاج وتحسين الدخل، مع وجود الممكنات الرئيسية لتنمية الصناعات الخضراء والقطاعات الرئيسية المؤهلة لتعميق التصنيع المحلى والتي من أهمها قطاع الصناعات الغذائية.
وأعرب الوزير عن حرصه على التواجد في الاحتفال بافتتاح خط الإنتاج الجديد بمصنع (كوكاكولا هيلينك) الذي يعتبر أسرع وأعلى خط إنتاج للكانز (كوكاكولا - فانتا - سبرايت - شويبس) ليس فقط فى الشرق الأوسط ولكن أيضاً مقارنة بباقي الدول بمجموعة كوكاكولا هيلينك العالمية بسرعة انتاج قصوى تصل إلى 120 ألف علبة كانز كل ساعة حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لخط الإنتاج الجديد 172 مليون لتر سنوياً، وذلك باستثمارات تصل إلى 31.5 مليون دولار، وبنسبة مكون محلى تصل إلى 95%.
وأكد الوزير على حرص وزارة الصناعة على دعم جهود الدولة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر والارتقاء بجودة المنتج المحلي ومن ثم زيادة الصادرات المصرية وقدرتها على التنافسية في الأسواق العالمية ومطابقتها للمواصفات القياسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مثمناً الجهود الكبيرة للمصانع المصرية والصروح الصناعية المتطورة مثل شركة كوكاكولا هيلينك لتبني التكنولوجيات المبتكرة لتنمية العلامات التجارية الشهيرة في مجال الصناعات الغذائية.
وخلال كلمته طالب الوزير السيد/ زوران بوجدانوفيتش، الرئيس التنفيذى لشركة كوكاكولا هيلينك بفتح خطوط جديدة للمصنع والتوسع في التصدير للخارج من مصر بالإضافة إلى التعاون مع الجانب المصري في تدريب العاملين المصريين سواء في اكاديمية السويدي أو مدرسة تكنولوجية خاصة بكوكاكولا هيلينك لتخريج عاملين أكفاء للعمل بمصانع الشركة في مصر ومصانعها في دول العالم المختلفة.
وفي نهاية كلمته توجه الوزير بالشكر والتقدير للسادة المسئولين في شركة كوكاكولا هيلينك مصر على جهودهم في دعم صناعة الأغذية وفقاً للآليات الإنتاجية الدولية، متمنياً للكافة الشركات الصناعية الطموحة العاملة في مصر بالنجاح والتوفيق بما يساهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة التصنيع وبما يؤدى لخلق مستقبل أكثر استدامة لمصر خلال السنوات المقبلة.
ومن جانبه أعرب السيد/ زوران بوجدانوفيتش، الرئيس التنفيذى لشركة كوكاكولا هيلينك عن سعادته بافتتاح خط انتاج جديد بالشركة في مصر وهو ما يدل على أن السوق المصري سوق واعد لجذب الاستثمارات المختلفة، مشيراً إلى أن هذا المصنع بمدينة السادات يعتبر من أكبر مصانع الشركة، كما يعتمد في جزء كبير من طاقته على الطاقة الشمسية، كما يوفر 300 فرصة عمل، موجهاً الشكر للحكومة المصرية على أوجه الدعم الذي تقدمه لكافة المستثمرين في مصر، مؤكداً على اهتمام الشركة بتدريب العاملين المصريين سواء داخل مصانع الشركة بمصر وأيضاً تدريب الشباب المصري من خارج مصانع الشركة على برامج تدريبية تؤهلهم لسوق العمل، مشيراً إلى افتتاح مركز رقمي جديد للخدمات التكنولوجية للشركة يصدر هذه الخدمات لنحو 27 سوقاً مختلفاً خارجياً ويوفر 450 فرصة عمل جديدة.
وعلى هامش فعاليات الافتتاح قام نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بتفقد عدد من خطوط الإنتاج بالمصنع حيث تفقد صالة الإنتاج لخط الكانز الجديد وخط العبوات البلاستيكية.
وفي تصريحات صحفية على هامش فعاليات الافتتاح قال الوزير إن مصنع كوكاكولا بمدينة السادات يعتبر من التجارب الصناعية الناجحة في السوق المصري حيث يقام المصنع على مساحة 82 ألف متر مربع، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 720 مليون لتر سنوياً، لافتاً إلى يخصص المصنع أغلب إنتاجه للسوق المحلي وأن المصنع يستهدف خلال الفترة المقبلة التصدير لأسواق الدول العربية، مشيراً الي ان مصنع الشركة بالسادات يوفر 300 فرصة عمل.
وأكد الوزير تفاؤله بمستقبل الصناعة المصرية كما بعث برسالة طمأنة لكافة المصنعيين المحليين والدوليين بأن وزارة الصناعة عازمة على تقديم يد العون لكافة المصانع المتعثرة سواء التي تعمل بأقل من طاقتها أو التي توقفت تماماً لاستعادة نشاطها وذلك من خلال تدشين عدة مبادرات لدعم قطاع الصناعة حيث أعلنت الوزارة مؤخراً عن مبادرة مساندة القطاعات الصناعية ذات الأولوية من خلال تمويل القطاع الخاص بنسبة 15% لشراء خطوط الإنتاج، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً الإعلان عن مبادرة لمساندة الشركات المصدرة لتعزيز الصادارات المصرية، لافتاً إلى أنه إذا زاد العائد من الصادارات المصرية أو تساوى مع قيمة استهلاك السوق المحلي سيساهم في تقليل الفجوة الدولارية ودعم الاقتصاد القومي، مضيفاً أن المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية تقوم بعقد لقاءات أسبوعية لتذليل أي عقبات تواجه قطاع الصناعة لتعظيم القدرات الصناعية في مصر.