ملتقى يناقش الخدمات المقدمة لمرضى الزهايمر
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تنظم الرابطة العمانية للزهايمر الأربعاء المقبل الملتقى الوطني للزهايمر الذي سيناقش تطوير الخدمات الصحية والاجتماعية لكبار السن، ويتم خلاله تدشين التطبيق الإلكتروني «اهتمام» المخصص لمقدمي الرعاية لمرضى الخرف والذي يحتوي على مواد تثقيفية ويتيح لمقدمي الرعاية التواصل مع الأطباء المختصين، ويتوقع أن يتجاوز مرضى الزهايمر في سلطنة عمان 124 ألف مريض بحلول عام 2050 بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور حمد بن ناصر السناوي، استشاري أول طب نفسي المسنين بقسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس ورئيس الرابطة العمانية للزهايمر: الملتقى يهدف إلى عرض آخر الدراسات في تشخيص ورعاية مرضى الزهايمر ومناقشة الخدمات المقدمة لمرضى الزهايمر في سلطنة عمان وتجارب مقدمي الرعاية كما سنقوم بتدشين تطبيق «اهتمام» للهاتف الذكي الذي يقدم المعلومات والنصائح لمقدمي الرعاية ويسمح لهم بالتواصل مع الأطباء المختصين، كما سنقوم بعرض الساعة الذكية التي تساعد على تعقب مريض الزهايمر في حالة خروجه من المنزل ليتمكن مقدم الرعاية من الذهاب إليه وإعادته إلى المنزل، وسيتضمن الملتقي حلقة عمل للأطباء في مراكز الرعاية الأولية عن تشخيص حالات الزهايمر.
عوامل الخطر
وأوضح السناوي أن التقدم في السن يعتبر أكبر عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر، إذ أن داء الزهايمر ليس جزءًا من مرحلة الشيخوخة الطبيعية ولكن مع التقدم في السن تزداد احتمالات الإصابة به، ربما بسبب وجود أمراض عضوية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون التي عادة ما تصاحب التقدم بالعمر وتزيد من خطر الإصابة بالزهايمر حيث إن هذه العوامل تزيد من احتمال الإصابة بالجلطات الدماغية وتؤدي إلى أعراض مشابهة للزهايمر وتسمى الخرف الوعائي إذ تظهر الأعراض فجأة بعد الإصابة بالجلطة الدماغية بينما أعراض الزهايمر تكون تدريجية وتظهر خلال أشهر وسنوات.. وأشار إلى أن علامات مرض الزهايمر تتضمن حدوث فقدان للذاكرة القصيرة فتجد الفرد يفقد أغراضه وينسى الكلمات التي يريد قولها أو ينسى المواعيد المهمة، كما يعاني من مشاكل في التركيز وأداء النشاطات اليومية، وكذلك قد يسبب المرض صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة أثناء الحديث، وفقدان الشعور بالوقت، ومشاكل خفيفة في الإبصار مثل صعوبة تقدير المسافات أثناء قيادة السيارة مثلا مما يتسبب في وقوع الحوادث، ومع الوقت يحتاج المريض إلى تذكير للاستحمام وتناول الأدوية ومساعدة في ارتداء الملابس، ومع مرور الوقت يجد أيضا صعوبة في التعرف على وجوه الأشخاص المألوفين مثل أفراد الأسرة، وينسى كيفية استعمال الأشياء والأدوات البسيطة مثل الملعقة أو موس الحلاقة، وكذلك تنسيق وارتداء الملابس، وتتنوع ردات فعل أفراد الأسرة تجاه التغيرات السلوكية التي تظهر على المريض فالبعض يراها جزءا طبيعيا من التقدم في العمر خاصة في المراحل الأولى، والبعض الآخر يظن أن المريض يدعي المرض لأنه يريد الحصول على الاهتمام ممن حوله لكن مع الوقت يدرك أفراد الأسرة حاجة المريض إلى الرعاية ويقومون بتقديمها له.
دواء باهظ
وأوضح السناوي أن العامين الأخرين شهدا تطورا ملحوظا في أدوية الزهايمر حيث تم اعتماد دواءين من قبل هيئة الدواء والغذاء الأمريكية لعلاج حالات الزهايمر المبكرة إذ أشارت الدراسات السريرية إلى تأخر تدهور الأعراض لدى العديد من الذين تناولوا الدواء الذي يقوم بإزالة بروتين الاميلود من الدماغ والذي يقوم بتدمير الخلايا العصبية لكن هذا الدواء عالي التكلفة حيث تقدر تكلفة علاج مريض واحد بحوالي 9 آلاف ريال عماني في العام الواحد ولا يخلو من الآثار الجانبية الخطيرة من النزيف الدماغي، كما أن استخدام هذه الأدوية يتطلب فحوصات خاصة للتأكد من أن المريض يعاني من الزهايمر وتشمل هذه الفحوصات أخذ عينة من سائل النخاع الشوكي وفحص المقطع البيزيتروني للدماغ وهذه الفحوصات لا تتوفر حاليا إلا في المراكز البحثية أو المستشفيات الكبيرة، كما تشير الدراسات البحثية أن 40% من حالات الزهايمر يمكن تجنبها عن طريق اتباع نمط حياة صحي يشمل النظام الغذائي الصحي الذي يتناول الفواكه والخضروات والأسماك الدهنية والمكسرات والحبوب الكاملة وتجنب الأطعمة العالية في الدهون المشبعة والسكريات المضافة، وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتعزيز اللياقة البدنية.
مراحل الزهايمر
وأكد أن مريض الزهايمر يمر بثلاث مراحل يفقد فيها الوظائف الإدراكية شيئا فشيئا حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة التي يفقد خلاله القدرة على التواصل فيفقد القدرة على الحديث أو الحوار بشكل مفهوم، بل قد لا يستطيع سوى التلفظ بكلمات أو عبارات متفرقة بين الحين والآخر، ويحتاج إلى المساعدة اليومية في احتياجات العناية الشخصية وتناوُل الطعام، وارتداء الملابس، واستخدام الحمام، وجميع مهام الرعاية الذاتية اليومية الأخرى، ومع الوقت يفقد القدرة عن المشي أو الجلوس أو تثبيت رؤوسهم دون مساند فيصبح طريح الفراش وفي نهاية المطاف، يفقد الشخص القدرة على البلع والتحكُّم في البول والبراز.
رعاية صحية
وقال موسى بن سليمان الدغاري، مقدم رعاية صحية لوالده: علمنا بإصابة الوالد بمرض الزهايمر بعد تكرار حوادث السير إضافة إلى تكرار فقدانه للأغراض الشخصية والنسيان، وفي بادئ الأمر كنا نظن أنه مصاب بنقص في النظر وقد تم إخضاعه لعملية تصحيح النظر، ورغم ذلك تكررت الحوادث مرة أخرى واستمر في النسيان أكثر فأكثر، ومنها علمنا أن حالته أكثر من مجرد نقص في النظر، قمنا باتخاذ الخطوات المناسبة من خلال الاستماع إلى نصائح الأطباء المتخصصين في الزهايمر في كيفية التعامل مع المريض، وكذلك آلية استخدام الدواء، ومن حسن الطالع أن اكتشاف حالة الوالد كانت في وقت مبكر، مما زاد من تعمق معرفة الأسرة بهذا المرض.. مشيرا إلى أن الأسرة لها دور كبير في تقديم الرعاية، حيث يحتاج إلى شخص يقدم له وجبات الطعام وتغيير ملابسه، وغيرها من أمور الرعاية التي تستدعي أن نكون موجودين معه طوال الوقت.
وأوضح أن الكثير من الأفراد أصيبوا بالزهايمر مع عدم معرفة ذويهم بإصابتهم ويتم التعامل معهم على أنهم أصحاء وأن الأمر هو تغير في السلوك فقط مع أن المشكلة أكبر من ذلك.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الزهایمر فی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر علمي دولي يناقش دور الرعاية الاجتماعية في تحقيق رؤية عمان 2040
"عُمان": انطلقت اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث بعنوان "سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، الذي تنظمه جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، وذلك برعاية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، وبحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية، وأكثر من 190 مشاركًا من الباحثين والمتخصصين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بالإضافة إلى دول مثل العراق، والأردن، وفلسطين، والجزائر، وليبيا، والسودان، وتونس، والهند، وبريطانيا، وفنلندا.
ويشهد المؤتمر على مدى يومين تقديم 116 ورقة بحثية موزعة على خمس محاور رئيسية، التي تشمل دراسات سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية، وتأثيرها في تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040"، والتجارب العربية والدولية في مجال سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية وأثرها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودراسات العدالة الاجتماعية وأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والدراسات البيئية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى استشراف مستقبل سياسات الرعاية الاجتماعية في ظل التغيرات العالمية الحالية والمستقبلية.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات التنفيذية والأكاديمية المعنية، وتبادل الخبرات والمعارف في مجال الرعاية الاجتماعية، بهدف تحسين سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية وتعزيز دورها في تحقيق التنمية المستدامة، كما يسعى المؤتمر إلى تشجيع الأبحاث العلمية التي تسهم في تطوير هذه السياسات بما يتماشى مع "رؤية عُمان 2040"، وتسليط الضوء على التجارب الدولية والإقليمية في هذا المجال.
تعزيز حقوق الفئات الضعيفة
وفي كلمته، أشار سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، إلى أهمية مشاركة الوزارة في المؤتمر، موضحًا أن المؤتمر سيُركز على سياسات الرعاية الاجتماعية المرتبطة بحقوق الطفل، ورعاية كبار السن، وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، كما سيتم طرح استراتيجيات لتطوير هذه السياسات وتحسين آليات دعم المرأة وتعزيز مكتسباتها الوطنية وفقًا للالتزامات الدولية.
دور جامعة السلطان قابوس
من جانبها، أكدت الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية، رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في جامعة السلطان قابوس ورئيسة المؤتمر، أن الرعاية الاجتماعية كانت جزءًا أساسيًا من تطور المجتمعات البشرية، وهي تمثل الإطار الذي من خلاله يتم وضع الخطط التنموية لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات.
وأضافت: إن المؤتمر يناقش التحديات التي تواجه الرعاية الاجتماعية في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويهدف إلى استخدام هذه السياسات كأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتماسك الاجتماعي، مع التأكيد على ضرورة المراجعة المستمرة لهذه السياسات لضمان استدامتها في المستقبل، مؤكدة أن جامعة السلطان قابوس تسعى لتعزيز دورها في تنمية المجتمع من خلال استغلال إمكاناتها التعليمية والبحثية، والعمل على تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040" من خلال دعم الابتكار وتشجيع البحث العلمي.
مقاربات لتحقيق استدامة بيئية
وفي الجلسة الرئيسية الأولى، التي حملت عنوان "الابتكار والرعاية الاجتماعية: مقاربات لتحقيق استدامة بيئية"، تم عرض أوراق عمل تناقش موضوعات البيئة واستدامة الرعاية الاجتماعية، ودور الخدمة الاجتماعية الإنمائية في تحقيق التنمية الشاملة، بالإضافة إلى الابتكار الاجتماعي وأثره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إسهامات علمية متميزة
أوضح الدكتور محمد الشربيني، أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي في جامعة السلطان قابوس، أن المؤتمر ناقش قضايا حيوية تتعلق بتحسين جودة حياة الفئات الهشة مثل كبار السن، والأطفال، والنساء، كما تطرقت الأوراق البحثية إلى دور التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في تعزيز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن علماء الاجتماع والخدمة الاجتماعية يؤدون دورًا محوريًا في تحليل المشكلات الاجتماعية وتطوير سياسات وبرامج تستجيب لاحتياجات الفئات المختلفة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما قدمت الدكتورة ريا بنت حمد المعمرية، أستاذة العمل الاجتماعي المساعدة في جامعة السلطان قابوس، ورقة عمل حول دور سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، موضحة أن المؤتمر ركز على أهمية التماسك الاجتماعي والمساواة كأدوات أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما تناولت في مشاركتها دور الابتكارات التقنية في تعزيز التعافي الاجتماعي وتحسين جودة حياة كبار السن في سلطنة عُمان، وناقشت دور رأس المال المتعدد في تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات المناخية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بعرض مرئي عن منظومة الرعاية الاجتماعية في سلطنة عُمان، وجولة راعي الحفل والحضور في المعرض المصاحب، الذي شمل ملصقات علمية لأوراق العمل المقدمة في المؤتمر، بالإضافة إلى مشاركات من مؤسسات المجتمع المدني في سلطنة عُمان.
جدير بالذكر، أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون البحثي بين الباحثين والأكاديميين من مختلف الدول، ومناقشة القضايا المتعلقة بتحقيق التنمية المستدامة من خلال سياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية، مع التركيز على سبل تعزيز جودة الحياة للأفراد والمجتمعات.