شيخ الأزهر يستقبل السفير الإيراني في ألمانيا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
استقبل الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأحد بمقر إقامة بالعاصمة الألمانية برلين، محمود فرزندة، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وقال الطيب إن حال المسلمين اليوم من فرقة وتشتت يرجع إلى نزعات لا إسلامية حذر منها القرآن الكريم في قوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا"، وقد أدى هذا التنازع إلى تشقق الصف الإسلامي وتفرق المسلمين وافتقارهم للرؤية الإسلامية والهدف الإسلامي الموحد الذي نستطيع الرجوع والاحتكام إليه رغم الاختلاف.
وأضاف شيخ الأزهر أن أخطر التحديات الإسلامية المعاصرة هي كيفية إقناع صناع السياسات ومتخذي القرارات بأن هناك مصلحة إسلامية عليا لا بد أن تكون محلَّ اتفاق بين الجميع مهما اختلفت المصالح الذاتية، مشيرًا إلى أن علماء الإسلام تحدثوا كثيرًا عن أهمية الوحدة الإسلامية، إلا أن القوى السياسية دائمًا ما تحرك الأمور عكس ما ترتضيه لغة المنطق والعقل، وترك المصلحة العليا المشتركة والمقايضة بها في مقابل بعض السياسات الذاتية المتفرقة.
وأكد أن أبرز التحديات العالمية المعاصرة تتمثل في انتزاع القيم الدينية والأخلاقية بل والإنسانية من أي وجه للتقدم العلمي، حتى أصبحنا نعاني من أزمة حقيقية، وهي الاغتراب وإقصاء الدين من حياة الإنسان، مشددًا على أن الخروج من هذا المأزق لن يكون إلا بتبني أصحاب القرارات العالمية العليا لإطار أخلاقي وإنساني ملزم، وتغليب مصلحة الإنسانية على تلك المصالح الذاتية.
وشدد الشيخ الطيب على أن الأزهر الشريف متمسك بوحدة المسلمين، وأنه لن يتوانى عن المضي قدمًا في بذل كل ما في وسعه من أجل فرض هذا المشروع على الخريطة الإسلامية مهما كلفه الأمر من الانخراط في كثير من المشقة والتحديات.
من جانبه، أعرب السفير الإيراني لدى ألمانيا عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لما يقوم به فضيلته من جهود للم شمل الأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أن إيران تؤمن بقوة الأزهر وقدرته على توحيد المسلمين وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، والوقوف في وجه مَن يحاولون نشر الصور النمطية المنحرفة والمغلوطة عن صحيح الدين الإسلامي.
كما أكد السفير الإيراني ترحيب بلاده بالحوار الإسلامي الإسلامي الذي دعا إليه شيخ الأزهر في ملتقى البحرين للحوار، وتقديرهم لمشروعات التقارب التي يتبناها فضيلته بين مختلف مدارس الفكر الإسلامي، مؤكدًا أن الأزهر صوته مسموع في كل أركان العالم الإسلامي ويتمتع بمصداقية مشهودة.
جانب من اللقاءالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالعاصمة المصلحة العليا الجمهورية الإسلامية العاصمة الألمانية برلين السفير الايراني الاسلامية المشتركة مسلمي العاصمة الألمانية أحمد الطيب شيخ الأزهر التنازع ألمانيا الاتحادية الايرانية التحديات العالمية مجلس حكماء شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
هذا ما ينقص المسلمين الجدد في إسبانيا
مدريد– تشعر نورا بسعادة غامرة وهي تصوم ثاني رمضان لها، ولم يكن قد مضى على إسلامها 4 سنوات، ولم تكن تعلم تفاصيل الأحكام الشرعية الأساسية بداية إسلامها، كوقت الإمساك أو الفطور، ولم يكن حولها من يرشدها إلى تفاصيل العبادات الأساسية رغم محاولتها المتكررة للبحث وسط زخم المعلومات اللامحدود على صفحات الإنترنت.
واتخذت نورا بوراس (29 عاما) قرار ترك المسيحية الكاثوليكية واعتناق الإسلام بقرار شخصي، حيث تقول الشابة الإسبانية المولودة في غرناطة وتسكن في مدريد، إنها كانت تبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة لم تجدها في المسيحية، لكنها بالمقابل وجدت الطمأنينة في الإسلام.
وعن طريقة تعلمها شعائر الصيام والصلاة، تقول نورا للجزيرة نت إنها تمكنت أخيرا من تعلم الشعائر الإسلامية بعد أن تعرفت على عائلة أردنية تسكن في إسبانيا، أمضت معهم رمضان الماضي، وشاركت معهم في الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية طوال فترة الحرب الأخيرة على غزة.
لم يكن قرار الانتقال من المسيحية إلى الإسلام سهلا، لكنه كان قرارا فرديا خالصا، كما تصف نورا للجزيرة نت لحظة نطقها الشهادة قبل 4 سنوات في مسجد إشبيلية الكبير، حيث ذهبت وحدها إلى هناك بعد أن أرشدها أحد أصدقائها الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرا، بينما كانت أمها وأختها يتابعنها من خلال مكالمة الفيديو.
وتقول نورا إن عائلتها أعطتها مساحة الحرية في قرارها الذي اتخذته، لكن فضول الأسئلة مازال يلازمهم منذ سنوات إسلامها الأربع، بدءا من الصلاة والصيام، مرورا بالسؤال عن الأطعمة والأشربة الحلال، ووصولا إلى قرار لبس الحجاب الذي تقول نورا إنها تشعر بالطمأنينة عند ارتدائه، لكنها لم تستطع بعد اتخاذ قرار ارتدائه بصورة دائمة.
وبينما تتناول حبات التمر الأولى، وتدعو في سرها دعاء الصائم عند فطره، أكملت نورا حديثها للجزيرة نت وهي تسترجع بعض ذكرياتها مع عائلتها بداية فترة إسلامها، وتصف كيف كانت شقيقتها تسترق النظر إليها عند أدائها الصلاة في البيت، حتى أنها طلبت في أحد الأيام أن تدعها تجرب الحجاب والصلاة من باب الفضول.
إعلانوإن كان الطابع العام هو إعطاء الحرية والمساحة الكافية للأفراد المسلمين بين العائلات المسيحية في إسبانيا، إلا ذلك لا يخلو أيضا من بعض المواقف التي يجد المسلمون الجدد فيها أنفسهم في موقف رافض لتقبلهم.
فعل سبيل المثال، تقول نورا إن والدتها لا تزال حتى اليوم لا تتقبل شكلها عندما ترتدي الحجاب، وتصفها بأنها ترتدي لباسا قديما، بل وتطلق عليها بعض الأوصاف التي تصفها بـ"المزعجة والتي تفتقد للاحترام" قبل أن تستدرك الأم أنها تصف ابنتها بتلك الأوصاف وتتراجع عن ذلك.
وردا على سؤال الجزيرة نت حول علاقتها بالمجتمع من حولها، تقول نورا إن شيئا لم يختلف بعد أن قررت اعتناق الإسلام، لكنها على سبيل المثال لا تستطيع مشاركة أصدقائها الإسبان في التجمعات التي يقيمونها خلال رمضان، لتعارضها مع وقت الصيام أو لاحتوائها على مشروبات محرمة، وتقول "كمسلمون، نحن فعلا بحاجة لمجتمع قوي يعيننا على الحفاظ على ديننا هنا".
تقول نورا إن سعادتها كانت غامرة عندما أخبرتها صديقتها عن تفسير بعض الآيات القرآنية التي لم تفهمها بنفس العمق عندما قرأتها من خلال المصحف المترجم للغة الإسبانية، وتقول "كان لدي شعور أن هناك شيئا لا أفهمه من القرآن عندما أقرأه بمفردي، فالترجمة لا تعطي القرآن حقه، وتأكدت من ذلك عندما أخبرتني صديقتي بتفسير بعض الآيات، لقد شعرت أني أصبحت أقرب للقرآن".
ويتفق مع ذلك الدكتور حسام خوجة، مدير المركز الثقافي الإسلامي في مدريد، والذي يقيم في إسبانيا، حيث يقول إن "نصوص القرآن الكريم المترجمة إلى الإسبانية لا تمتلك الروحانية التي توفرها العربية" مؤكدا أن المسلمين الجدد بحاجة لمن يساعدهم في فهم القرآن ومعانيه، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود في مثل هذه المشاريع.
ويقول خوجة للجزيرة نت إن هذه الدروس واحدة من بين عشرات البرامج التي يقدمها المركز، والذي يعتبر واحدا من أكبر المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا، مستهدفة أبناء الجالية المسلمة والمسلمين الجدد على حد سواء.
إعلانويؤكد بحكم تجربته على مدى 15 عاما وأنشطة المركز، التي تستهدف المسلمين الجدد بشكل خاص، أن المجتمع الإسباني بشكل عام متقبل للمسلمين "لكن المشكلة تكمن في أنظمة العمل، حيث تمنع المسلمات في غالب الأحيان من الحصول على عمل في حال كانت محجبة" معتبرا أن ذلك ما زال أحد رواسب التأثر بظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا.
ويوصي مدير المركز الجالية الإسلامية في إسبانيا بعدم التشبث بالتعامل مع أبناء جنسيتهم فقط، والانفتاح على تقبل المسلمين الجدد من أبناء الجنسية الإسبانية أو الجنسيات الأخرى، وتجنب الإقصاء بين المسلمين، قائلا "يوجد نقص في اندماج المسلم الجديد مع أبناء الجالية المسلمة في نفس البلد".
أطلقت بياتريس أدارفي على نفسها اسم عائشة، بعد أن أسلمت في الأول من رمضان قبل 3 سنوات، وتقول للجزيرة نت إنها ترفض استخدام مصطلح "المتحولين للإسلام" موضحة "نحن عدنا إلى فطرتنا الصحيحة بعد أن ابتعدنا عنها، ولم نتحول من حال إلى آخر".
وعن دافعها لاعتناق الدين الإسلامي، تقول إنها وجدت فيه الإجابات عن أسئلة عميقة مثل سبب الوجود في هذه الحياة، ولم تجده في الإلحاد الذي اتخذته سبيلا قبل إسلامها، وتقول "كانت اللحظة الحاسمة عندما استجاب الله دعائي بمساعدة ابني الصغير على تجاوز عقبات النطق، رغم أني لم أكن مسلمة لكني أدركت أن هناك إلها".
واتجهت عائشة (35 عاما) لقراءة القرآن وفهمه حتى قبل إسلامها، وأعانها على ذلك بشكل رئيسي مجموعة من أبناء الجالية المسلمة في إشبيلية التي ولدت وتسكن بها، وتقول "لقد صبروا علي كثيرا لمدة عامين كاملين، وأنا أسألهم عن كل شيء".
واليوم، تبذل عائشة جهدا في نشر الأفكار وشرح معاني الإسلام عبر حساباتها على مواقع التواصل، مؤكدة أن وجود المجتمع الإسلامي حولها وخاصة في المسجد أعانها على الثبات على دين الإسلام، وأبعدها عن شعور العزلة عن مجتمعها، مؤكدة أنها محظوظة في ذلك "فبعض الإسبان في مدن أو قرى أخرى تنبذهم عائلاتهم بعد إسلامهم، ولا يجدون مجتمعا يحتضنهم بشكل كاف".