تخيم مأساة الحسن الذي فقد زوجته وأبناءهما الأربعة، على قرية مولاي إبراهيم الجبلية جنوب وسط المغرب، غداة أعنف زلزال يضرب المملكة، مخلفا أكثر من ألفي قتيل حتى الآن، معظمهم في مناطق جبلية نائية.

وتحت هول الصدمة، كان الحسن يجلس مطأطئا رأسه دون أن ينطق بكلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة، الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.

وبالكاد يستطيع الرجل التعبير عن ألمه، قائلا بصوت خافت: "فقدت كل شيء".

وفي هذا الوقت، لم يكن رجال الإنقاذ قد دفنوا بعد جثمان زوجته وأحد أبنائه. ويضيف: "لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت".

وتقع القرية، التي كانت تشتهر حتى الآن بأنها مقصد سياحي جبلي، في إقليم الحوز الذي سقط فيه عدد كبير من الضحايا، كون بؤرة الزلزال المدمر تقع فيه.

يشار إلى أن غالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى أن غالبية المباني فيها لا تلبي شروط مقاومة الزلازل.

تشييع أحد ضحايا الزلزال في القرية

وخلال منتصف نهار السبت، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين محتملين أو جثامين ضحايا وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر.

وفي الموازاة، كان بعض سكان القرية يحفرون قبورا لدفن الموتى على إحدى التلال.

ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب، إذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.

"تعاطف" عربي ودولي و"عروض مساعدة" عقب زلزال المغرب العنيف أعرب العديد من قادة وزعماء العالم عن تعاطفهم وتعازيهم في أعقاب الزلزال العنيف الذي هز مناطق عدة في المغرب، في وقت متأخر من يوم الجمعة، وأودى بحياة 296 شخصا على الأقل وتدمير عدد من المباني، بالإضافة إلى دفع سكان المدن الكبرى للفرار من منازلهم، وهم في حالة من الذعر.  "ألم لا يوصف"

خلّف هول الزلزال صدمة ورعبا امتدا إلى عدة مدن، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريبا من بؤرته، كما هو حال حسناء، التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.

وتقول المرأة الأربعينية لفرانس برس: "إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة".

وتضيف: "رغم أن أسرتي لم يمسها سوء، لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثيرون من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف".

وعلى جانب مرتفع من القرية، تكفف بشرى دموعها بوشاح يغطي شعرها، فيما تتابع مشهد رجال يحفرون القبور.

وتستعيد لحظات الفاجعة كما عاشتها، قائلة: "إحدى قريباتي فقدت أطفالها الصغار".

أب مفجوع يبحث عن أطفاله وسط الأنقاض.. لقطات مأساوية في أعقاب زلزال المغرب أعلنت السلطات المغربية، السبت، أن عدد ضحايا الزلزال المدمر تجاوز 800 قتيلا وأكثر من 600 مصابًا، وذلك في حصيلة أولية قابلة للزيادة.

وتضيف بصوت متوتر: "شاهدت مباشرة مخلفات الزلزال، ما زلت أرتعد حتى الآن. إنه أشبه بكرة نار تحرق كل ما في طريقها. لم أعد أتحمل".

وتتابع: "الجميع هنا فقد أحد أقاربه، سواء في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة".

ومن بين هؤلاء المفجوعين، فقد الحسن آيت تاكاديرت، طفلين من أقاربه لا يتجاوز عمرهما 6 و3 أعوام، كانا يعيشان في قرية مجاورة.

ويواسي الرجل نفسه مرددا: "هذه إرادة الله"، معربا في الوقت نفسه عن أسفه للعزلة التي تعانيها المنطقة.

ويضيف، مرتديا جلبابا على عادة القرويين في المغرب: "لا نملك شيئا هنا، هذه المناطق الجبلية وعرة للغاية".

وتحمد امرأة أخرى من سكان القرية الله على أن أحد أعمامها "نجا من الموت بأعجوبة". وتقول مفضلة عدم ذكر اسمها: "هوى سقف البيت فوقه بينما كان يصلي، لكنهم نجحوا في إنقاذه بمعجزة، رغم انهيار المنزل".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

من العالم.. زلزال قوي يضرب تركيا ومأساة بالإسكندرية وجريمة بشعة تهزّ المغرب

شهدت محافظة الإسكندرية شمالي مصر حادثة مأساوية أودت بحياة ثلاثة عمال من شركة الصرف الصحي داخل بيارة للصرف أثناء قيامهم بأعمال صيانة روتينية.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، “وقع الحادث نتيجة تراكم الغازات السامة داخل البيارة، مما أدى إلى اختناقهم وفقدانهم للوعي، كما أسفر عن إصابة عاملين آخرين، تم إسعاف أحدهما في الموقع ونقل الآخر إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم”.

وأشارت التحقيقات الأولية إلى “احتمال وجود إهمال في تطبيق إجراءات السلامة، كعدم تهوية المكان أو استخدام معدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة الواقية، وتباشر النيابة العامة التحقيق في الحادث للكشف عن الأسباب ومحاسبة المسؤولين”.

من جانبها، أكدت محافظة الإسكندرية في بيان رسمي “متابعتها للحادث وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، مشددة على أهمية مراجعة إجراءات السلامة وتوفير التدريب المناسب للعاملين لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل”.

وتُعد حوادث بيارات الصرف الصحي “من الظواهر المتكررة في مصر، حيث شهدت محافظات مثل الجيزة والدقهلية والمنوفية حوادث مشابهة خلال السنوات الأخيرة، أودت بحياة العشرات من العمال نتيجة الاختناق أو الانهيار”.

جريمة بشعة تهز المغرب.. قتل رجلا وأخفى جثته في حمام مسجد

أفادت وسائل إعلام مغربية، “بتوقيف مشتبه به في جريمة وصفت بـ”البشعة” هزت المغرب خلال الأيام الماضية”.

وتعود تفاصيل القضية إلى يوم الأحد الفائت، “عندما تم العثور على أجزاء من جثة داخل حمام مسجد في منطقة بن أحمد في سطات، وسط المغرب”.

وبحسب وسائل إعلام مغربية، “شهدت المنطقة استنفارا أمنيا، بعد بلاغ يفيد بالعثور على أجزاء بشرية ملفوفة في أكياس بلاستيك وعدد من الأسلحة البيضاء داخل دورات مياه أحد أشهر مساجد بن أحمد، كما تم العثور على أجزاء بشرية وبقايا عظام في مكان آخر، حيث تم على الفور فتح تحقيق لكشف ملابسات الجريمة أسفر عن توقيف المشتبه به”.

وأوضحت مصادر إعلامية محلية أن “الضحية هو رجل خمسيني كان يعمل في محل للنظارات، قبل أن يختفي عن الأنظار.

وفي انتظار الكشف عن أسباب ودوافع الجريمة التي أثارت الذعر بين عدد من المغاربة، دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى إنزال أقصى العقوبات في حق الجاني في حال ثبوت تورطه في ارتكاب جريمة.

زلزال اسطنبول.. 151 مصابا نتيجة الهلع

وقع زلزالان قويان، اليوم الأربعاء، بقوة 6.2 درجة، و4.9 درجة في محيط مدينة إسطنبول.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه “يتابع التطورات بشأن الزلزال في إسطنبول عن كثب، متمنيا السلامة لجميع المواطنين”.

وأعلنت ولاية إسطنبول، “إصابة 151 شخصا بسبب حالات القفز من المنازل نتيجة الهلع من الزلزال الذي ضرب المنطقة”.

من جهتها، حذرت هيئة الكوارث التركية المواطنين “من دخول المباني المتضررة من الزلزال أو الاقتراب منها”، مؤكدةً أنه “لا أضرار في الطرق والمطارات والسكك الحديدية في منطقة الزلزال وفقا للبيانات الأولية”.

من جانبه، قال وزير الداخلية التركي إن فرق هيئة الكوارث والطوارئ بدأت عمليات مسح ميدانية بخصوص الزلزال الذي شعر به سكان محافظات تركية.

وبحسب المعلومات “فإن الزلزال لم يتسبب في أي أحداث سلبية، لكنه تسبب للسكان في فزع لفترة قصيرة”.

 إيران.. الحرس الثوري يحتجز سفينتين أجنبيتين تحملان كمية كبيرة من وقود الديزل المهرب

قالت وسائل إعلام إيرانية، “إن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينتين أجنبيتين تنشطان في تهريب الوقود الإيراني”.

وقال العميد مسعود فوروتان نائب قائد المنطقة البحرية الثانية للحرس الثوري الإيراني: “تم احتجاز سفينتين أجنبيتين تحملان 1.5 مليون لتر من وقود الديزل المهرب بقيمة تزيد عن 70 مليار تومان عند الحدود البحرية للخليج العربي في محافظة بوشهر”.

وأوضح أن هاتين السفينتين اللتين ترفعان علم تنزانيا، كانتا على وشك مغادرة المياه الإقليمية الإيرانية.

وأضاف: “بفضل العمليات الميدانية التي قامت بها مقاتلات المنطقة الثانية للبحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، تم ضبطهما قبل المغادرة”.

وذكر أن السفينتان الأجنبيتان “سي رينجر” و”سلامة” كانا على متنهما 25 شخصا.

وأشار إلى أنه “تم نقلهما إلى ميناء بوشهر (جنوب غرب) لاتخاذ الإجراءات القانونية، مؤكدا أنه سيتم تسليم الوقود إلى شركة توزيع المنتجات النفطية بعد استكمال الإجراءات لإدراجه ضمن دورة التوزيع الرسمية”.

مقالات مشابهة

  • لموند: صعوبات ومعوقات تواجه جهود التعافي في جنوب لبنان
  • 185 هزة ارتدادية تضرب اسطنبول بعد الزلزال الذي بلغت قوته 2ر6 درجة
  • تسجيل صوت الزلزال الذي هزّ إسطنبول بقوة 6.2 درجات
  • من العالم.. زلزال قوي يضرب تركيا ومأساة بالإسكندرية وجريمة بشعة تهزّ المغرب
  • والي إسطنبول: لا خسائر جراء الزلزال
  • هزة أرضية عنيفة تضرب إسطنبول.. هل تتكرر مأساة زلزال تركيا 2024؟
  • صور| زلزال تركيا.. الذعر يسيطر على سكان إسطنبول بعد هزة أرضية عنيفة
  • إيريك غارسيا..جوكر برشلونة الذي لا يرفض مهمة
  • ولي العهد مولاي الحسن يحضر جنازة بابا الفاتيكان
  • كاميرلينغو.. من الكاردينال الذي يدير الفاتيكان الآن بعد وفاة البابا؟