DW عربية:
2025-02-07@17:24:38 GMT

أفريقيا: موجة الانقلابات تؤجج مخاوف الحكام المستبدين

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

الغابونيون يحتفلون بالانقلاب الأخير ويأملون في تشكيل حكومة أفضل من حكومة علي بونغو أونديمبا

أدى الانقلاب في الغابون إلى زيادة التوتر في القارة: فقد أظهر استيلاء الجيش على السلطة في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا أن حكام مستبدين آخرين قد يتم طردهم أيضاً في حال توسعت دائرة الانقلابات في القارة.

مختارات تظاهرات جديدة في النيجر تطالب برحيل القوات الفرنسية انقلابيو الغابون يختارون قائد الحرس "رئيسا للمرحلة الانتقالية" التدخل العسكري في النيجر.

. لماذا تتردد إيكواس؟ إدانات دولية لنية انقلابيي النيجر اتهام بازوم بالخيانة العظمى

وبعد أكثر من شهر بقليل من الاستيلاء على السلطة في النيجر، حيث تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم تسبب الانقلاب في الغابون في اضطرابات في المنطقة، وأيضاً في بلدان أخرى.

الاستبداد غير مرغوب فيه

بعد أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية في الغابون، أطاح الجنود برئيس الدولة علي بونغو أونديمبا بعد 14 عاماً من توليه السلطة، التي ورثها من والده، عمر بونغو. وحكم عمر بونغو الغابون من عام 1967 حتى وفاته في عام 2009. أدى هذا الاستبداد العائلي إلى سخط أهل البلاد.

بيد أن دولة الغابون ليست حالة فريدة في أفريقيا. وتبين نظرة فاحصة على واقع الكاميرون المجاورة ماهية التأثيرات المحتملة للانقلاب: فبعد ساعات من تعيين العسكر في الغابون رئيساً جديداً للدولة، قام الرئيس بول بيا البالغ من العمر 90 عاماً، والذي يحكم الكاميرون منذ أكثر من 40 عاماً، بتغيير قيادته العسكرية.

إن إيجاد أوجه التشابه بين الغابون والكاميرون أمر "صعب" بالنسبة للمحلل السياسي أليكس غوستاف أزيبازي. ويوضح السبب في حديث مع DW: "الكاميرونيون مثلي يتابعون ما يحدث في الغابون عن كثب، دون الوقوع في أوهام كبيرة". وتابع "نعتقد أن الديمقراطيين الكاميرونيين من جميع المعسكرات سيستجمعون قواهم لمنع الجيش من التدخل في اللعبة السياسية".

وكان الرئيس الرواندي بول كاغامي، الذي يشغل منصبه منذ عام 2003، قد أحال على التقاعد البعص من كبار المسؤولين العسكريين الأسبوع الماضي.

وبعد وقت قصير من انقلاب الغابون، عين عمرو سيسوكو إمبالو، رئيس غينيا بيساو منذ عام 2020، مستشارين أمنيين اثنين لحمايته. وقال الرئيس للصحفيين "صحيح أن الانقلابات التي يقوم بها مسؤولو الأمن الرئاسي أصبحت موضة، بيد أن أي تحرك مشبوه سيقابل بالرد المناسب".

وفي موزمبيق، أدان الرئيس فيليب نيوسي الانقلاب في الغابون، وقال: "لا توجد أسباب تبرر الانقلاب، لأن هناك مشاكل في كل بلد، والانقلابات لا تحل مشاكل التنمية في القارة". وأضاف أن الطريقة التي تمارس بها الديمقراطية في القارة تحتاج إلى مراجعة. ويحكم نيوسي موزمبيق منذ عام 2015. وتستخدم الدولة القمع ضد الاحتجاجات الشعبية.

من جهته يرى سيليستين أودوغو من جامعة أبوجا في نيجيريا أن العودة التدريجية للجيش هي نوع شكل جديد من أشكال الثورة. ويمكن إيقاف ذلك أو السيطرة عليه من خلال الحكم الرشيد وإيفاء الساسة بوعودهم الانتخابية، بحسب أودوغو.

يريد الرئيس الكاميروني بول بيا البقاء في السلطة حتى بعد تجاوزه التسعين

الأسباب: الفقر وغياب الإصلاح

إن ديناميات الانقلابات هي مجال بحث ودراسة جون تشين في "معهد كارنيجي ميلون للأمن والتكنولوجيا" في "جامعة بيتسبرغ". "أفريقيا هي مركز الانقلابات، ولكن لا يوجد حالتان متشابهتان"، كما يقول تشين لـ DW. ويوضح: "يمكننا التمييز بين الانقلابات التي تؤدي إلى تغيير النظام للإطاحة بالحكومات المنتخبة ديمقراطياً، كما رأينا في النيجر. وبين انقلابات يتم فيها استبدال القيادة من أجل الحفاظ على النظام الحاكم، كما كان الحال في تشاد قبل بضع سنوات".

للانقلابات أنواع وأشكال كثيرة، ومن الصعب تحديد أسبابها بوضوح. لكن يمكن القول إن أسباب عودتها للظهور في القارة السمراء هي التأثيرات المحلية والإقليمية مثل الفقر والافتقار إلى الديمقراطية، وتدخل اللاعبين الدوليين مثل روسيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة.

وبحسب تشين، بينما كانت المحاولات الانقلابية قليلة الحدوث في إفريقيا مع مطلع هذه الألفية، فقد قفز العدد إلى أحد عشر محاولة انقلابية في الفترة بين عامي 2020 و2022 فقط، لتصبح 13 انقلابا ومحاولة انقلابية هذا العام عند إضافة النيجر والغابون.

الاستنتاج السياسي مثير للقلق: "أولئك الذين وعدوا بعودة سريعة إلى الحكم الديمقراطي لم يلتزموا بوعودهم"، كما يقول جون تشين. وقدمت مجالس عسكرية في المنطقة وعوداً سياسية تحت ضغط عقوبات من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى. لكن بعد رفع العقوبات، سحبوا كل شيء ويقول: "لم نشهد عودة ناجحة إلى الديمقراطية في أي من هذه البلدان".

جزء من السكان يؤيد الانقلاب العسكري في النيجر

صعوبة التنبؤ بالانقلابات

"يجب على مدبري الانقلاب التفكير والعمل بشكل استراتيجي إذا كانوا يريدون الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها"، كما يقول تشين. فالعامل الأهم في حساباتهم هي "ردود الفعل الدولية". ويتابع: "إذا فرضت العقوبات، فسيكون من الصعب البقاء في السلطة". لذلك، فإن استمرار الدبلوماسية النشطة من قبل الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي يلعب دوراً مهماً إما في إنهاء الانقلابات، أو على الأرجح، تقصير المدة الزمنية التي تبقى فيها الحكومات الانقلابية في السلطة.

وحسب تشين، لن يكون الانقلاب في الغابون الأخير في القارة. ويوضح: "سنرى حالات انقلاب أخرى في أفريقيا"، مرجحاً أن يكون مدبري الانقلابات على تواصل فيما بينهم.

ويمكن أن يمتد الانقلاب إلى الدول المجاورة أيضاً، لكن لا يوجد دليل على هذه النظرية. "الشيء الذي يميز الانقلابات الناجحة هي عدم توقع حدوثها، كما كان الحال في الغابون"، يختم جون تشين الباحث في "معهد كارنيجي ميلون للأمن والتكنولوجيا" في "جامعة بيتسبرغ" حديثه.

مارتينا شفيكوفسكي/ ع.أ.ج

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الانقلابات العسكرية في أفريقيا الغابون انقلاب النيجر موزمبيق الكاميرون علي بونغو أونديمبا أفريقيا فرنسا روسيا الولايات المتحدة الديمقراطية التنمية الانقلابات العسكرية في أفريقيا الغابون انقلاب النيجر موزمبيق الكاميرون علي بونغو أونديمبا أفريقيا فرنسا روسيا الولايات المتحدة الديمقراطية التنمية الانقلاب فی الغابون فی القارة فی النیجر

إقرأ أيضاً:

ندوة بالاتحاد الأفريقي عن "الرق وآثاره الكارثية على القارة الأفريقية"

ينظم المجلس الأقتصادي والاجتماعي والثقافي (ECOSOCC) التابع للاتحاد الافريقي، ندوة حول “ كيفية تحقيق العدالة والإيفاء”، بتعويضات القارة الأفريقية للاشخاص ذوي الأصول الأفريقية.

 

والهدف من الندوة هو الذين تعرضوا منذ قرون من تجارة الرقيق،  و هلاك ملايين الناس الأفارقة في رحلة سفن الرق عبر الأطلنطي و التي لم تنتهي إلا في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين تاركة آثاراً عميقة على القارة الأفريقية.

و تنظم هذه الندوة علي هامش، و بالتزامن مع، القمة الافريقية القادمة بالتعاون مع (أماني آفريكا – AMANI Africa،) ومجلس منظمات المجتمع المدني الإثيوبية، وفامنت FEMNET، ومبادرات الإصلاح، واتحاد المحامين الأفارقة، وترست آفريكا – Trust Africa)، وشبكة العدالة الضريبية -أفريقيا، وحملة وقف النزيف، و ذلك في إطار المتبع في القمم الأفريقية و التي تحدد موضوعاً يصبح محل الاهتمام في كل دورة.

و تنعقد ندوة هذا العام التي تأتي في هذا الإطار (موضوع العام للاتحاد الأفريقي 2025) يوم الأثنين العاشر من الشهر الجاري بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، متناولة الموضوع الأساس: “تحقيق العدالة للأفارقة والأشخاص ذوي الأصل الأفريقي عبر تقديم التعويضات”.

 

وكانت الدورة العادية السابعة والثلاثين للجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي التي انعقدت في أديس أبابا، إثيوبيا، في فبراير 2023 شهدت إعلان رؤساء الدول بأن يكون عام 2025 عاماً لأجل تحقيق “العدالة للأفارقة والأشخاص من ذوي الأصل الأفريقي عبر تقديم التعويضات”، حيث جرى التوافق على أن يكون هدفها تسلط الندوة الضوء على التأثير السالب المتراكم و المتصل للاستعمار والعبودية عبر الأطلسي والتمييز المنهجي في التفاوت العالمي وتخلف أفريقيا.


 

تهدف أجندة التعويضات إلى معالجة الظلم التاريخي إلى جانب معالجة القضايا المعاصرة مثل العنصرية المنهجية والاستبعاد الاقتصادي وتهميش أفريقيا في صنع القرار العالمي حيث يمثل الاجتماع دعوة للوحدة بين الأفارقة والشتات الأفريقي للدفاع عن العدالة والمساواة والتعويضات.

 

ورغم أن هذا الإعلان يمثل خطوة مهمة في حد ذاتها، إلا أن تنفيذه تبني استراتيجيات قوية وإقامة تواصل واضح و و تنسيق الجهود بين ذوي المصلحة.

و حذر بيان الاتحاد بأن “سوء الفهم حول أهداف الموضوع والتعاون المؤسسي المحدود قد يعيق تقدمه.” لكن البيان أقر بأنه إذا أريد دفع أجندة التعويضات لتحدث التغيير التحويلي المطلوب فإنه ينبغي “تأكيد المشاركة النشطة لمنظمات المجتمع المدني والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية والحكومات والشتات الأفريقي كأمر بالغ الأهمية لنجاح المسعى.

 

 

و ستنظم الندوة على هامش قمة الإتحاد الأفريقي، مما يوفر منصة فريدة من نوعها لمشاركة أصحاب المصلحة المتعددين ووفقاً للاتحاد الأفريقي فإن هدف الندوة الأساس هو توضيح خارطة طريق الاتحاد الأفريقي تجاه موضوع عام 2025، وتعزيز الوعي، و تقوية التعاون المنظم بين أجهزة الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني والشتات الأفريقي. وستركز المناقشات على مواءمة الجهود وتحديد الأولويات تجذير الدعوة الشعبية للعدالة التعويضية.

 

ووفقاً لبيان الإتحاد الأفريقي فإن المجتمعين سيسعون إلى تعزيز فهم أبعاد الموضوع وأهدافه واستراتيجياته و العمل على إقامة آليات للتعاون بين أصحاب المصلحة وإنشاء منصة للحوار لتحديد التحديات والأولويات والحلول و نشر الثقافة اللازمة للتنوير بالموضوع شعبياً.

 


 

 

 

مقالات مشابهة

  • عون تسلم من وزير السياحة الغابوني رسالة من نظيره تضمنت حرصا على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • ندوة بالاتحاد الأفريقي عن "الرق وآثاره الكارثية على القارة الأفريقية"
  • مجسم كأس العالم للأندية يصل للأراضي الأفريقية
  • الإمارات والأرجنتين تتعاونان في مجال أبحاث القطب الجنوبي
  • رئيس جنوب أفريقيا: الحكومة ستبدأ موجة ثانية من الإصلاحات خلال العام المقبل
  • مقتل 10 من جنود النيجر في كمين قرب حدود بوركينا فاسو
  • وزير الإعلام استقبل وزير السياحة والحرف اليدوية في الغابون
  • النيجر تطرد الصليب الأحمر وتغلق مكاتبه
  • وفد رفيع المستوى من سونلغاز في النيجر 
  • إحباط إنقلاب في الاتحادي الأصل