تحتفل الإنسانية، اليوم الأحد، باليوم العالمي لمنع التخلص من الحياة، وهي المُناسبة التي يستغلها المُهتمون بالشأن العام للتوعية بخطورة ارتفاع نسب التخلص من الحياة وضرورة العمل على مُكافحة الآفة الذميمة. 

الإيقاع بمُتورط في جريمة الإتجار بالنقد خارج السوق المصرفي كواليس جريمة إنهاء حياة شاب قلما بالقليوبية|يكشفها الشهود العيان

وخرجت منظمة الصحة العالمية قبل عدة سنوات بإحصائيةٍ رسمية أكدت أن العالم أجمع يشهد حالة إنهاء حياة كل 40 ثانية وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بعنفٍ بالغ.

وللوصول للهدف المرجو من هذا اليوم سيكون علينا دراسة الأسباب المؤدية لتفاقم الأزمة وكيف تتضافر الجهود من أجل إيقاف نزيف الأرواح وخسارة البشر: 

رأي الطب النفسي و"ضرورة العلاج"

بدايةً علينا معرفة رأي علم النفس في الظاهرة، وهُنا يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن هُناك مجموعات بخصالٍ مُعينة هي من تلجأ لهذا الأمر (إنهاء الحياة).

ولفت إلى أن أعلى نسبة من المُقدمين على التخلص من الحياة هم من يُطلق عليهم العلم "المُراهقين العصابيين" وهم الشباب من الفئة السنية بين 14 – 28 سنة، ويتسمون بالتوتر الشديد جراء أي نوع من الضغوط فتتولد بداخلهم فكرة "إزهاق الروح".

وأشار الدكتور جمال فرويز إلى أن هذا النوع يحتاج لاحتواء العائلة لتخفيف التوتر وإبعاد مُسببات الضغط العصبي عنه. 

وذكر أن مريض الاكتئاب أيضاً من بين الفئات المُعرضة أكثر من غيرها لفكرة إزهاق الروح، وسيحتاج المريض حينها لعلاجٍ قبل أن تتوغل فكرة التخلص من الذات. 

وذكر الدكتور جمال فرويز أن مريض الفُصام من بين الفئات المُعرضة لخطر أفكار التخلص من النفس، وذلك بسبب مُعاناة المريض من هلاوس سمعية يتخيلها أوامر له بإنهاء حياته، ويحتاج حينها المريض للعلاج كذلك.

وأكد أيضاً على أن مرضى الأمراض المُزمنة الذين يتأخر شفائهم وتنتابهم آلام مُبرحة تُداهمهم أفكار التخلص من الذات، وشدد على دور العلاج النفسي والدعم المعنوي في هذه الحالة.

صورة تعبيرية الوازع الديني وتضافر الجهود

وبالحديث عن حائط الصد الأول في أي مُجتمع فإننا لن نجد أفضل من الدين الذي يُشكل مصدر الحصانة النفسية الأساسي لدى بني البشر. 

ويقول في هذا الصدد الدكتور محمد الورداني، مدير المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلامية، إن فكرة إنهاء الحياة مُرتبطة بفُقدان الأمل في تحقيق الأهداف في الدنيا. 

وأكد الدكتور محمد الورداني على أن المُقدمين على فكرة إنهاء الحياة يُعانون من ضعفٍ في الإيمان.

وأشار إلى أن هذا الخلل في الإيمان يُلازمه عدم التفكير في الآخرة وما فيها من جنات ونعيم، وهي الأهداف التي تحتاج لعملٍ أيضاً في الحياة الدنيا.

وشدد الدكتور محمد الورداني على ضرورة تضافر الجهود وتكامل المؤسسات من أجل مُكافحة وقائع إنهاء الحياة. 

وذكر أن للوازع الديني دور بجانب العامل التوعوي والتعليمي، وشدد على أهمية العامل الأسري بصفته المؤثر الأكبر على حياة الفرد.

وقال الدكتور محمد الورداني :"كلنا مسؤولون تجاه هذه الظاهرة، خاصة انها تؤذي حياة الفرد وآخرته، فقد حرم الله قتل النفس، وإلقاء النفس في التهلكة".

جريمة إنهاء الحياة ..ماذا يقول القانون؟ 

وبالتأكيد فقد أدلى القانون بدلوه في هذا الأمر، ويقول الخبير القانوني أحمد عبد الفتاح، المُحامي بالنقض والدستورية العليا، إن الشروع في إنهاء حياة الفرد بنفسه لا يُعد جريمة وليس له عقوبة.

وأضاف :" لكن من يثبت قيامه بالتحريض تتم مُحاكمته ومُسائلته قانونياً بعدة مُسميات منها (الإكراه النفسي والإيذاء البدني) ".

والجدير بالذكر أن المُحرض على واقعة إنهاء الفرد لحياته يُعتبر وفقاً للقانون مُحرضاً على جريمة إزهاق روح، ويُعتبر فاعلاً أصلياً وله عقوبة التحريض.

وختاماً فإن كل العناصر اتفقت على مُعاناة من يُقدم على إزهاق روحه من خللٍ حاد في شخصيته ومنظومة تفكيره، وهنا يتوجب على المُجتمع أن يُكثف جهوده لتوفير الدعم للفئات المُعرضة أكثر من غيرها لإزهاق الروح. 

وسيكون علينا زيادة الوعي تجاه مُسببات هذا النوع من الأفكار المُدمرة وعلينا تجفيف الأسباب بقدر الإمكان مُستعينين بما يقوله العلم في هذا الملف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية الجريمة الانتحار اليوم العالمي لمنع الانتحار منظمة الصحة العالمية إنهاء الحیاة

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للعمال.. الفصل التعسفي والبطالة يجتاحان شرقي القدس

في 27 أبريل/نيسان الماضي كان العامل الفلسطيني عرفات قادوس -الذي ينحدر من إحدى قرى مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية– أحدث الشهداء الذين قضوا خلال محاولتهم الحصول على لقمة العيش بعد سقوطه عن الجدار العازل في بلدة الرام شمال القدس وهو يحاول اجتيازه للعمل في المدينة المحتلة بعد تعمد الاحتلال تجويع الفلسطينيين وإيقاف استصدار "تصاريح الدخول إلى إسرائيل" للعمال.

لحق عرفات بكل من العامليْن رأفت حماد وماهر صرصور اللذين استشهدا في القدس أيضا في مارس/آذار الماضي خلال محاولتهما توفير قوت أطفالهما، ومنذ اندلاع الحرب تعلن شرطة الاحتلال عن نجاحها بشكل شبه يومي في اعتقال عشرات ومئات العمال القادمين من الضفة الغربية خلال محاولتهم الدخول إلى القدس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلالlist 2 of 2برنامج الأغذية العالمي: الحرب أدخلت السودان في أكبر كارثة جوعend of list

ووفق تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) نشرته في سبتمبر/أيلول الماضي، فإن حرب الإبادة على قطاع غزة أدت إلى تراجع صادم في مؤشر الأنشطة الاقتصادية في القدس المحتلة.

وجاء في التقرير أن نحو 80% من الشركات والمصالح الاقتصادية في القدس توقفت عن العمل جزئيا أو كليا جراء العدوان الإسرائيلي الشامل على الفلسطينيين منذ نحو عام.

ولا تتوفر معطيات رسمية حديثة عن نسبة البطالة في القدس، لكن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قال في بيان بمناسبة يوم العمال إن معدلات البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في الضفة الغربية -ومنها القدس- سجلت في العام 2024 نحو 31% مقارنة مع حوالي 18% في العام 2023.

أكدت مصادر محلية ارتقاء الفلسطيني عرفات قادوس من قرية عراق بورين جنوب غرب نابلس، وذلك إثر سقوطه عن جدار الفصل العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، بعد محاولته دخول القدس؛ طلبا للرزق وبحثا عن عمل.

وقادوس هو الثالث -من حَملة الهوية الفلسطينية- الذي يرتقي خلال أكثر من شهر في… pic.twitter.com/GzQa8j8fLP

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) April 27, 2025

إعلان عضوية دون التزام

وفي اليوم العالمي للعمال ورغم انضمام إسرائيل إلى منظمة العمل الدولية عام 1949 فإنها لا تلتزم بأي من المبادئ التي توردها هذه المنظمة الدولية على موقعها عندما يكون المشغِّل إسرائيليا والعامل فلسطينيا.

ووفق تقرير أصدرته 4 مؤسسات حقوقية إسرائيلية في أبريل/نيسان 2024 وحمل عنوان "القدس الشرقية في ظل الحرب"، فإن 75% من سكان شرقي القدس كانوا يعيشون تحت خط الفقر قبل اندلاع الحرب، وإن نسبة البطالة ارتفعت بشكل غير مسبوق بعد فقدان العديد من العمال وظائفهم بسبب عمليات التسريح الناتجة عن "مخاوف عبّر عنها الزملاء أو العملاء"، وبسبب الشعور بالاضطهاد في أماكن العمل المختلطة (التي تضم عربا ويهودا).

وأدى ذلك وفقا للمنظمات الحقوقية إلى ارتفاع نسبة المقدسيين الباحثين عن وظيفة من 140% قبل اندلاع الحرب إلى 300% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بزيادة قدرها 340%، وأدى الحجم الكبير لفقدان فرص العمل إلى إلحاق ضرر كبير بالأمن الغذائي لهؤلاء.

وأورد معهد القدس لأبحاث السياسات ضمن الأرقام السنوية التي ينشرها بمناسبة "يوم القدس" في تقريره لعام 2024 أن القدس هي واحدة من أفقر المدن، ففي عام 2022 كان نحو 218 ألف مقدسي يعيشون تحت خط الفقر من أصل 384 ألفا و700 يعيشون في هذه المدينة من مسلمين ومسيحيين.

يقدّر مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن نحو 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر (الجزيرة)

وفي إطار المشاركة في القوى العاملة أشار التقرير السنوي لهذا المعهد الإسرائيلي إلى أن نسبة مشاركة العرب -الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما- في سوق العمل بلغت 56%، وتشير الأرقام إلى انخراط 83% من الرجال في القدس بسوق العمل مقابل 29% من النساء.

ورغم أهمية مشاركة المقدسيين في تحريك عجلة الاقتصاد بكافة القطاعات في المدينة المحتلة فإن العنصرية والاضطهاد اللذين مورسا ضدهم منذ اندلاع الحرب أديا إلى فقدان كثير منهم مصدر رزقهم، بل تعمّد بعض أرباب الأعمال الإسرائيليين تجويع الأسر المقدسية والإمعان في إهانتها.

إعلان

فعلى سبيل المثال طردت بلدية الاحتلال في بداية الحرب مقدسيين يعملون في مجال المقاولات الزراعية بعد رفضهم زراعة أشجار على شكل علم إسرائيل في إحدى مستوطنات غربي القدس، وطُرد مهندس طبي لنشره آية قرآنية على تطبيق واتساب، وآخرون لأنهم ارتدوا اللون الأسود في بداية الحرب، واعتُبر ذلك حدادا على شهداء غزة.

ويضاف إلى هذه الأمثلة المئات من المقدسيين الذين عانوا من العنصرية على يد مديريهم أو الموظفين اليهود في مكان العمل، خاصة في بداية الحرب، ومن بينها استدعاء الكثيرين منهم لجلسات استماع وتوقيفهم عن العمل مؤقتا لمجرد أنهم تحدثوا باللغة العربية لا العبرية.

‎⁨صالح: عشرات حالات الفصل من العمل كانت تعسفية بسبب مواقف المقدسيين من الأحداث الجارية (الجزيرة) فصل تعسفي

بدوره، رصد مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عشرات حالات الفصل من العمل بسبب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويقول مدير المركز رامي صالح إن الفصل كان تعسفيا ولمجرد إعلان المقدسيين عن مواقفهم التي اعتبرت تحريضية آنذاك.

وأضاف صالح أن الفصل التعسفي للموظفين والعمال من أماكن عملهم يتعارض مع القوانين المحلية الإسرائيلية ومع تلك التي وضعتها منظمة العمل الدولية.

وأشار صالح أن "أغلب القضايا التي تم توثيقها في مركز القدس هي لموظفين مقدسيين من فئة الشباب الذين تداولوا رسائل عبر مجموعات واتساب مغلقة، وتم لاحقا مسح جميع الرسائل إلا أنه تم أخذ صورة للشاشة وإيصالها للإدارة والمشغّلين الذين فصلوا هؤلاء العمال، وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة في المدينة، خاصة مع تضرر القطاع السياحي وتوقف كافة الخدمات المرتبطة به".

لم تكن هناك قدرة للاعتراض قانونيا -وفقا لصالح- على حالات فصل العمال البسطاء، لأن أمر تشغيلهم وفصلهم يتعلق بالمشغّل الإسرائيلي نفسه الذي يقرر إنهاء التعاقد مع أي شخص في الوقت الذي يريد.

الحموري: العمال المقدسيون يعيشون دائما تحت رحمة المشغّلين الإسرائيليين الذين يهضمون حقوقهم (الجزيرة)

من جهته، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري إن العمال المقدسيين يعيشون دائما تحت رحمة المشغّلين الإسرائيليين الذين يهضمون حقوقهم ولا يساوونهم مع العمال اليهود.

وظهر ذلك جليا خلال جائحة كورونا والحرب الحالية مع فرض وتطبيق قانون الطوارئ، وهو ما نتج عنه فصل الكثير من العمال أو معاقبتهم أو اعتقالهم وتقديم لوائح اتهام ضدهم، وأدى كل ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف المقدسيين بشكل كبير، وفقا للحموري.

إعلان

مقالات مشابهة

  • خطيب السيدة زينب: إنهاء حياة الإنسان بحبة الغلة جريمة في حق النفس.. فيديو
  • عاطل يعترف بقتل شاب والشروع فى إنهاء حياة والده بمدينة 6 أكتوبر
  • في يومهم العالمي.. عمال البصرة يوجهون صرخة لوقف الانتهاكات بحقهم
  • في اليوم العالمي للعمال.. الفصل التعسفي والبطالة يجتاحان شرقي القدس
  • مشروبات وأطعمة تساعدك في التخلص من البلغم .. فيديو
  • لعنة الميراث.. شاب يشرع في إنهاء حياة نجل عمه بسوهاج
  • جامعة صحار تحتفل بـ"اليوم اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية"
  • إحياء اليوم العالمي للشغل: مجلس الأمة يثمن الانجازات المحققة
  • رئيس الجمهورية يُوجّه رسالة بمناسبة اليوم العالمي للشغل
  • ثقافة الغربية تكرم اسم الدكتور نبيل فاروق في مؤتمر اليوم الواحد الأدبي