لتوانيا دولة مجاورة لأوكرانيا وعضيدة لها وما كان من الممكن أن يمضي المهرجان دون انعطافه حانية عليها وتعاطف حميمي معها، خصوصا وأن الحرب في ذروة مجرياتها والنيران لم تخمد أوارها بعد في مايو 2023.

من هذا المنطلق استضاف المهرجان في كلايبيدا اللتوانية المسرحية الأوكرانية "يوميات مواطن مدني"، والمسرحية تتحدث بتفصيل شديد عن مواطن أوكراني يكتب يومياته عن أول 14 يوما من الحرب، وكما يذكر الكاتب بافلو آري وهو فنان مسرحي أن فكرة كتابة اليوميات هي فكرة سابقة للحرب عندما تعرض للضغوطات المهنية الحادة وتواصل مع طبيبة نفسية ليستشيرها، كانت أهم نصيحة قدمتها له هي أن يكتب كل ما يعن له وما يقلقه في يومه، لم يعبأ كثيرا بالنصيحة في حينها ولكن في اليوم الثاني للحرب وجد أن تلك النصيحة قد تكون مفيدة له في ظل توتر نفسي وخوف عميق وفزع تملكه وتملك كل أحاسيسه، فشرع يكتب وبحسه الفني قد أثمرت الكتابة عن عمل مسرحي.

يؤكد الكاتب أن نصه هو ذاكرة تاريخية توفر مساحة رحبة للأجيال أن تعي المواقف وأن تعرف حقيقة ما حصل، فالنص بهذا التوصيف يحمل قيمة تاريخية وأدبية في آن واحد. تخيلوا شعور مواطن مسالم يعيش في أمان يجد نفسه فجأة في أتون حرب طاحنة!!!، ارتبكت أحوالي وصرت لا أفهم ولا أعرف كيف أعيش، عندما تكون هنالك حرب في بلدك يعم الخوف وعدم معرفة المرء كيف يتعامل مع الوضع مما يخلق حالة من الفوضى، الفزع عم ليس فقط عندي وفي بلدي بل في أوروبا كلها.

"إنني ما أزال حيا"

ويضيف الكاتب، أردت أن أسجل الـ 14 يوما الأولى بكل مجرياتها المحيطة بي كي أشارك الجمهور فيها معي، عندما يصبح عالمك الحر المألوف والحبيب مختلفًا، عندما تخرج من حالة إنكار للوضع إلى حالة القبول بالأمر الواقع والتعامل معه، بكل معطيات أبجدياته المستحدثة من ألم فقد وخسارة، وعندما تتساءل تكرارا هل ستعود الحياة يوما إلى ما كانت عليه، أم أن الأمل في ذلك أضحى معدوما؟ عندها تغرق في بحر من الحيرة والأسى.

تبدأ المسرحية في يوم 24 فبراير 2022، بهاتف من الأم تصرخ "الحرب"، بطل العرض الذي بدا غير مستوعب للأمر ويحاول أن يهدئ الأم ونفسه ويخفف من هول الأمر بداية سرعان ما يستوعب هول الحدث ويشرع في معايشته لحظة بلحظة.

إن استدرار الجانب العاطفي مهم جدا في مثل هذا العرض المسرحي، فالعرض لا يصبو إلى متعة فكرية أو جمالية خالصة كما هو الحال في العرض المسرحي التقليدي، بل هو يريد أن يستنهض الجمهور إلى درجة الاستفزاز ليتعاطفوا مع قضيته المطروحة وهي قضية آنية حية صاخبة ملتهبة، فهو يتحدث عن جرح ينزف الآن في التو واللحظة لا عن ماض تليد أو قريب، لذا كان توظيف الأم ومشاعر الأمومة وخوفها الشديد على ولدها أداة فاعلة في تأجيج المشاعر خصوصا وأن الأم تسكن في مدينة، فييف، في الأطراف بعيدة عن العاصمة، فطوال الأيام اتصالات الأم لا تنقطع إطلاقا مع ولدها في إشارة بليغة عن حالة القلق التي انتابت كل الأمهات الأوكرانيات على أولادهن لاسيما أولئك الذين رفضوا الهجرة وآثروا البقاء في المدينة كبطل المسرحية.

وفي سياق آخر تصف المسرحية أحوال مدينة كييف العاصمة، فتتحدث عن أصوات الانفجارات والقنابل وإغلاق الطرق والمحلات التجارية عدا بعض البقالات التي ازدحم الناس أمامها في طوابير طويلة، وكيف أن قطارات الإخلاء امتلأت عن بكرة أبيها بالنازحين الذين يقضون ما بين عشرة إلى عشرين ساعة وقوفا حتى يصلوا إلى منطقة آمنة، وكيف أن مواقف السيارات الأرضية تحولت إلى ملاجئ لكل المواطنين حيث اكتظت بالأطفال والنساء والرجال في حالة يرثى لها.

يخبرنا بطل المسرحية كيف تواصل معه الأصدقاء عبر الفيس بوك من معظم دول العالم ليطمئنوا عليه وعلى بلده، فكتب عبارة واحدة لهم جميعا "إنني ما أزال حيا"، ثم كيف هو من تواصل مع زملائه وأصدقائه من الفنانين الروس ليستطلع مواقفهم، فإذا بهم جميعا يلوذون بالصمت الرهيب.

ويخبرنا كيف أن محطات التلفزة الإخبارية أضحت هي النافذة اليومية والأكثر أهمية لمعرفة تطورات الأحداث، ولكنها في ذات الوقت أضحت مصدر توتر وضغط نفسي هائل.

المسرح مغلق إلى أجل غير مسمى

أما الملاذ الحاني للكاتب المسرحي في تلك الأيام العصيبة فهو المسرح، بيته الثاني، المسرح الذي كان يعمل فيه، في زيارته الأولى للمسرح وجد في لوحة الإعلانات عبارة صريحة: "المسرح مغلق إلى أجل غير مسمى" أزعجته العبارة، ولكن ظل المسرح هو المكان الذي يتنفس فيه الصعداء، كلما ذهب إليه أحس بالارتياح والأمان، وهنا، لا شك، استنهاض عاطفي آخر لفئة الفنانين والمثقفين الذين يعنيهم أمر المسرح بشدة.

مسرحية "يوميات مواطن مدني" اعتمدت على السرد وهي أقرب إلى المونودراما، مسرحية الممثل الواحد، وقد بذل الممثل والمخرج جهودا حثيثة لتقديم العمل بصورة فنية لاسيما في استخدام السينما والمشاهد الفيلمية والوثائقية، وهذه السمات عموما هي الأوفق في المسرح السياسي منذ العهد البريختي، إلا أن هنالك فارقا جوهريا يظل قائما بين البريختية التي اعتمدت على التغريب وكسر الإيهام والجدل العقلاني تجنبا للاستغراق العاطفي بينما لعبت هذه المسرحية على الوتر العاطفي بإصرار وتعمد جليين، وقد لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إن الجانب العاطفي الآني ظل هو المحرك الأساسي البارز لمنتجي المسرحية ولمشاهديها، فقد هيمن هذا الجانب هيمنة واضحة على العرض، وكان السؤال البديهي: لو أن هذه المسرحية عرضت بعد انتهاء الحرب بسنوات هل كانت ستلقى نفس الصدى والتجاوب الحالي؟ والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه بإلحاح ألا يقتضي الفن المسرحي حدا فاصلا بين الحدث الواقعي ذات التوجه الانفعالي الأحادي والحدث الإبداعي الإشكالي؟ ذلك أمر يستدعي التأمل والتفكير.

العقار فخ الرأسمالية الحديث والمطورون أداته

آخر العروض المسرحية التي نود الحديث عنها في هذه الإطلالة على المسرح اللتواني هي مسرحية "الدراما العقارية" ولعلنا نورد أمرين هما أهم ما يميز هذا العرض، الأول إن كاتب المسرحية ومخرجها من أشهر الفنانين اللتوانيين وأنشطهم حراكا في المرحلة الراهنة، والثاني أن موضوع المسرحية "العقار" هو استجلاء لمساحة اجتماعية واقتصادية تلعب دورا حيويا فاعلا في حياتنا المعاصرة دون أن يولى هذا الدور الاهتمام الكافي.

السكن المناسب هو الأمان والاستقرار للفرد للأسرة وللمجتمع عموما، في كثير من المجتمعات المعاصرة أصبح حلما إن لم نقل حلما مستحيلا أو شبه مستحيل، الأراضي في معظم المدن المكتظة بالسكان أصبحت نادرة جدا، والبناء عملية معقدة قد تعود على الشخص بالخيبة وفقدان الأمل ما لم يملك الخبرة ويكون دقيقا وماهرا، كم منا يملك الخبرة والدقة والمهارة لبناء بيت العمر بالمواصفات التي يتطلع إليها ويملك المال اللازم لذلك، فيظل البديل السهل لنقص الخبرة الاستعانة بمقال واستشاري وشركة متابعة، إدارة المشاريع، وكل هؤلاء لا يضمنوا من الجودة شيئا ناهيك عن استنزاف مالي لا حدود له يرهق ذوي الدخل المحدود بل وحتى ذوي الدخل المعقول.

ذلك خطاب يجيد المطورون العقاريون استخدامه، وعلى الطرف الآخر تنبري البنوك فاردة عضلاتها بقروض ميسرة ولكنها شبه أبدية، وبين كماشة المطورين العقاريين والبنوك يقبع الفرد البسيط أسيرا لحلم منشود أغلقت دونه كل الأبواب إلا هاذين البابين، فما بالك وقد اجتاحت الكون جائحة عاصفة مبيدة مثل كورونا، التي ضاعفت القلق والخوف في النفوس وزادت الهم هما، فسارع الجميع في البحث عن خلاص عاجل، وجلهم ارتأوا أن السكن هو الخلاص والأمان، فهرعوا إلى البنوك واضعين كل مدخراتهم وقروضهم في خزنة مطوري العقار الذين لا يتوانون عن تقديم الصورة الزاهية الجذابة لمنزل المستقبل بكل امتيازاته العصرية والتي كانت في يوم من الأيام رفاهية أضحت اليوم احتياجات ضرورية.

بروح من الدعابة والحدة، ومن الجدية الساخرة لعبت المسرحية على ذلك الثالوث الرهيب الذي ما زال يحكم حياتنا المعاصرة، فشركات التطوير العقاري التي أضحت اليوم شريان حركة البناء في معظم مدن العالم، بغض النظر عما لها من إيجابيات وسلبيات، فإن جزءا كبيرا مما تبيعه للمستهلك هو الوهم، الإعلانات البراقة، والصور الخلابة، وأساليب التسويق المبتكرة تعمي البصر عن كثير من الحقائق، كالمغالاة في الأسعار والفوائد مثلا، وإلزام المستهلك بقسط الخدمات الباهظ مدى العمر بعد استلام العقار، وغيرها الكثير.

ولعل المسرحية تخلص إلى القول بأن شركات التطوير العقاري ما هي إلا غول الرأسمالية الحديثة، ووجه من أوجهها الجديدة التي تضاعف ثروات الأثرياء وتمعن في استغلال البسطاء.

بقي أن نقول إن المسرحية فازت بالجائزة العالمية للكتاب المسرحيين في عام 2021 في مهرجان هايدلبرغ (ألمانيا) المسرحي "Heidelberger Stückemarkt".

في تلك الإطلالة على المسرح في لتوانيا من خلال المهرجان المسرحي في مدينة كلايبيدا البحرية، يمكننا أن نجمل القول، بأن المسرح في لتوانيا يمتاز بالجدية والتنوع ويلعب دورا جوهريا في حياة الشعب وقضاياه وهمومه، وكان من الطبيعي للحرب في أوكرانيا أن تؤثر على عروض المهرجان والمهرجان بصفة عامة، كما أن جائحة كورونا لم تلملم آثارها بعد من أرصفة المدن.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من مدينة السلام| مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يكرم جلال الشرقاوي ويدعم المواهب الشابة في الدورة التاسعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

من أرض السلام مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، تحتفي الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي، بالمخرج والأكاديمي الراحل جلال الشرقاوي، الذي يحمل اسمه عنوان دورة هذا العام التي أقيمت في الفترة من 15 حتى 20 نوفمبر الجاري، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء.

المهرجان يهدف لدعم وتعزيز الحركة المسرحية بين شباب العالم

ويهدف المهرجان إلي دعم وتعزيز الحركة المسرحية بين الشباب من مختلف أنحاء العالم، ويعزز التواصل الثقافي وتبادل الخبرات مع فنانين دوليين.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح اسم المخرج الراحل جلال الشرقاوي حامل اسم الدورة، وتسلم التكريم الدكتور مدحت الكاشف، والدكتور سيد خاطر وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق بدرع سميحة أيوب التقديري، والمخرج الروماني قسطنطين كرياك رئيس مهرجان سيبيو الدولى للمسرح كشخصية دولية، وأحمد أبو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة كشخصية عربية، والفنان إبراهيم الحساوي من المملكة العربية السعودية بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنانة حلا عمران من سوريا / فرنسا بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنان المصري علاء مرسي بدرع سميحة أيوب التقديري، والنجم العالمي والبروفيسور ميخائيل جوريفوي من روسيا بدرع سميحة أيوب التقديري، والفنان محمد العمروسي بدرع المهرجان الشبابي، والمخرج ممدوح الأطرش من سوريا بدرع سميحة أيوب التقديري، والدكتور سعيد السيابي من سلطنة عمان بدرع سميحة أيوب التقديري، والمخرج محمد جبر الفائز بمسابقة أفضل شخصية مسرحية شابة. وفي السطور التالية تستعرض "البوابة نيوز" آراء مكرمي الدورة التاسعة من عمر المهرجان.

السورية حلا عمران: التكريم  يعكس مسيرتي الفنية المتنوعة والتزامي بدعم الشباب والمسرح

 أعربت الفنانة حلا عمران  عن سعادتها بتكريمها الذي جاء من مهرجان يهتم بفنون الشباب.

وأشادت عمران بالتنوع الفني والأنشطة المسرحية التي شهدتها الدورة، مؤكدة على أهمية دعم المسرح والشباب في العالم العربي، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاهتمام يمثل خطوة ضرورية في تطور المشهد الفني.

وقالت عمران، إن اختيارها لهذا التكريم جاء نتيجة تنوع أدائها الفني الذي يتماشى مع العصر الحالي، الذي يشهد تطورًا في الفنون الأدائية. وأوضحت أن أهم ما يميز مسيرتها الفنية هو قدرتها على الجمع بين الغناء والتمثيل، وهو ما منحها هوية فنية متميزة.

وتطرقت عمران إلى مشوارها الفني الطويل، مشيرة إلى تخرجها فى المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1994، ثم سفرها إلى أوروبا حيث شاركت في العديد من ورش العمل المسرحية.

وأوضحت أن تجربتها مع المخرج سليمان البسام في عرض "أي ميديا" تعد من الأعمال التي تفتخر بها، لما يتضمنه من مشاهد تتطلب مهارة عالية في الأداء الصوتي والحركي، خاصة في مشهد انتقام ميديا الذي يتطلب قدرًا كبيرًا من الإتقان.

وعن تجربتها في أوروبا، قالت عمران، إنها غادرت سوريا بحثا عن فرص مسرحية تجمع بين الفن العربي والغربي، وقد وجدت ذلك في فرنسا، حيث تمكّنت من تقديم أعمال تمزج بين الثقافتين، مؤكدة على التحدي الذي يواجهه الممثل العربي في الغرب، إلا أنها تمكنت من تحقيق النجاح بفضل تقديم أعمال مميزة.

وتطرقت إلى فيلم "باب الشمس" الذي جمعها بالفنان باسل الخياط، مؤكدة على سعادتها بهذا العمل السينمائي.

ورغم تحفظها قليلا في ما يتعلق بحياتها الشخصية، أكدت عمران، أنها تركز بشكل أكبر على مشوارها الفني، حيث تحرص على حضور الفعاليات الفنية والمقابلات الإعلامية بشكل مستمر. ورغم مرور الزمن، تبقى حلا عمران واحدة من أبرز الوجوه الفنية في الدراما السورية، تواصل النجاح والتألق في أعمالها وتبقى قريبة من قلوب جمهورها بفضل قدرتها على التعبير عن مختلف الشخصيات والمشاعر ببراعة وحرفية.

الفنانة السورية حلا عمران

محمد جبر من خشبة المسرح الجامعي إلى التكريم في مهرجان شرم الشيخ

أعرب المخرج محمد جبر، عن سعادته بالتكريم الذي ناله في الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، مشيدا بالجهود الكبيرة التي يبذلها المهرجان في دعم المسرح الشبابي، موجها الشكر للمخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان، على اختياره ضمن قائمة المكرمين لهذا العام.

وأهدى جبر تكريمه إلى الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون السابق، معبرا عن تقديره لدعمه الكبير في مسيرته الفنية.

واستعرض جبر مسيرته الفنية التي بدأت منذ أيام دراسته في كلية التجارة بجامعة عين شمس، حيث انضم إلى فريق التمثيل المسرحي بالجامعة، وامتدت هذه الفترة خلال سنوات دراسته السبع، مشيرا إلى محاولته الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، لكن لم يحالفه الحظ في القبول.

وأضاف جبر، أنه بدأ مسيرته الإخراجية في الجامعة من خلال مسرحية "حلم يوسف"، من تأليف بهيج إسماعيل، بمشاركة فرقتي كلية التجارة وكلية الحقوق في جامعة عين شمس، بعد ذلك، أسس استوديو "البروفة" بوسط البلد، والذي أنتج مجموعة من العروض المسرحية الناجحة، أبرزها مسرحية "1980 وأنت طالع"، التي حققت نجاحا كبيرا وشاركت في عدة مهرجانات، وحازت على جوائز عدة.

وتحدث جبر عن نجاحات هذا العام، مشيرا إلى أن أبرز أعماله كانت المسرحية الكوميدية "طيب وأمير"، التي عرضت على خشبة مسرح ميامي، أحد مسارح البيت الفني للمسرح، وحققت نجاحا كبيرا نقديا وجماهيريا.

وفيما يتعلق بمشاريعه المستقبلية، أوضح جبر أنه لم يشارك في الموسم الرمضاني المقبل حتى الآن، لكنه يخطط لإعادة عرض مسرحيته "أنا المسئول" برؤية إخراجية جديدة.

المخرج محمد جبر

علاء مرسي: التكريم حافز للفنان وتحقيق النجاح يتطلب البحث المستمر عن الذات

قال الفنان علاء مرسي: "أود أن أشكر الفنان والمخرج مازن الغرباوي على النجاح الكبير الذي حققه في المهرجان، فهو يتحمل تحديًا كبيرًا في تنظيم مهرجان خاص بالشباب، وفي نفس الوقت يقدر القامات الكبيرة في المسرح، من جهة أخرى، يعتبر التكريم حافزًا قويًا للفنان ويعزز انطلاقته نحو رحلة نجاح جديدة.

وتابع: يجب على الفنان دائما أن يكون غير راضٍ عن ما يقدمه، وأن يسعى للتحسن المستمر، في عام 2013، احتضنت وزارة الداخلية حلمي، وشاركت في تقديم أوبريت "علشان خاطرِك يا مصر"، طالما أن العمر في يديّ، سأظل أقدم الفن بكل طاقتي. المرض لم يكن يوما عائقا أمام شغفي بالفن، فأحلم بتقديم مسرحية مونودراما تروي قصة الفنان الباحث عن ذاته، وأتمنى أن أقدمها في جميع أنحاء مصر والعالم.

الفنان علاء مرسي

سيد خاطر: درع سميحة أيوب شرف كبير لأي فنان 

عبر الفنان والدكتور سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، عن سعادته بالتكريم قائلا: إن تكريمي بدرع سميحة أيوب من إدارة المهرجان له قيمة خاصة في قلبي، خاصة أن سيدة المسرح المصري تعتبر رمزا من أهم رموز الفن في بلادنا، وقد تم تكريمها بإطلاق اسمها على قاعة المسرح القومي.

وتابع: أنا من جيل محظوظ للغاية، ويشرفني أن أشارك في احتفالية مئوية الفنان الراحل سعيد أردش هذا العام، في بداية مسيرتي، كنت أعمل صحفيا في جريدة الجمهورية قبل أن ألتحق بالمعهد، ومنذ البداية كانت ميولي تميل أكثر للإخراج من التمثيل، لكنني اخترت في النهاية التوجه نحو التدريس، فأنا فخور بما قدمته طوال مشواري الفني، وكل مرحلة تركت بصمة تميزها.

الدكتور سيد خاطر

أحمد بو رحيمة: سعيد بتكريمي والمسرح الإماراتي يشهد تطورا مستمرا

أعرب أحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، عن سعادته بالتكريم، قائلا: إن تكريمي في مهرجان شرم الشيخ يأتي بعد أن تلقيت العديد من التكريمات في مهرجانات دولية مختلفة، ولكن تكريمي في مصر له طابع خاص، لأنه يأتي من بلد عريق مثل جمهورية مصر العربية، وهو شرف كبير لي.

وأشار إلى أنه في الشارقة، نولي اهتمامًا خاصًا بالمسرح المدرسي، حيث نعتبر الأطفال هدفا رئيسيا نعمل على رعايته بكل طاقتنا، فأكاديمية الشارقة اليوم تخرج العديد من المواهب المسرحية، مؤكدا أن المسرح يحتاج إلى الكثير من العمل، فهو عالم مليء بالبحث والأمل، ويتطلب الصبر والمثابرة.

أحمد أبو رحيمة

ميخائيل جوريفوي.. رحلة فنية من شرم الشيخ إلى الساحة العالمية

قال النجم العالمي والبروفيسور ميخائيل جوريفوي من روسيا: لقد زرت شرم الشيخ 22 مرة كأحد السياح خلال السنوات الماضية، لكن زيارتي هذا العام كانت مميزة حيث تم تكريمي من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، فعلى الصعيد الفني، أعتبر نفسي فنانا محظوظا للعمل مع كبار النجوم طوال مسيرتي.

وتابع: اجتهدت كثيرا لتحقيق حلمي في المشاركة في أفلام عالمية، رغم أن الفرص في هذا المجال نادرة، وعلى الرغم من أن المخرجين غالبا ما يرشحوني لأدوار الشر، إلا أنني في الواقع شخص طيب.

النجم العالمي ميخائيل جوريفوي


رئيس المهرجان: المسرح قوة فاعلة في بناء السلام العالمي.. وإلهام شاهين تحمل اسم الدورة العاشرة

قال الفنان المخرج مازن الغرباوي مؤسس ورئيس المهرجان، إن مصر زاخرة عامرة بأيقونات فنها وعلمها مثل سميحة أيوب، عادل إمام، أحمد زويل، مجدي يعقوب، أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، عبدالوهاب، وألمظ عبده الحامولي، رفاعة الطهطاوي، فؤاد المهندس، عبدالله غيث، جلال الشرقاوي.. وغيرهم كثيرون.

وتابع: كل هؤلاء قطرة من مداد كتب به خير من علم العالم أجمع... مصر، في رحابها، في رحاب المحروسة، وعلى أرض مدينة السلام شرم الشيخ، اجتمع المسرحيون من مختلف بلدان العالم في الدورة التاسعة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي حاملين معا شعار "المسرح من أجل السلام".

وواصل: لقد تجاوزت رسالة المهرجان حدود العروض المسرحية لتصبح جسرًا للتواصل الإنساني، ومنبرًا للتفاهم والحوار بين الثقافات.

وأكد الغرباوي، أن المسرح كان وسيظل لغة إنسانية عالمية، تخاطب القلوب قبل العقول وتوحد المشاعر الإنسانية في بوتقة واحدة. إن ما تحقق على مدار تسع سنوات من عمر المهرجان يضعنا أمام مسئولية كبيرة لمواصلة هذه المسيرة. 

وأشار الغرباوي، إلى أن الدورة العاشرة 2025 تحمل اسم الفنانة إلهام شاهين، تقديرا لمسيرتها المسرحية.

الفنانة إلهام شاهين

 

المخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجانالفنانة السورية حلا عمرانالفنان والمخرج محمد جبرالفنان علاء مرسيالفنان د. سيد خاطرأحمد أبو رحيمة ميخائيل جوريفوي الفنانة إلهام شاهين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • جامعة دمنهور تختتم فعاليات ورش عمل مهرجان بؤرة المسرحي في دورته الثانية
  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة
  • من مدينة السلام| مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح يكرم جلال الشرقاوي ويدعم المواهب الشابة في الدورة التاسعة
  • علاء مرسي: التكريم حافز للفنان وتحقيق النجاح يتطلب البحث المستمر عن الذات
  • مازن الغرباوي: المسرح قوة فاعلة في بناء السلام العالمي.. وإلهام شاهين تحمل اسم الدورة العاشرة
  • "شرم الشيخ للمسرح الشبابي" يمنح شهادات مشاركة للمتدربين بالورش والفرق المسرحية
  • شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي بـ5 مخرجين شباب ويقدمهم للحركة المسرحية
  • شرم الشيخ الدولي للمسرح يحتفي بالثلاثي ممدوح الأطرش وسعيد السيابي ومحمد جبر
  • بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟
  • العماني سعيد السيابي يستعرض رحلته الأكاديمية والإخراجية بمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي