شارل دو بلوندان يكتب: جوزيف كيسيل.. المراسل الصحفى العظيم الذى أصبح مؤلفًا أكاديميًا
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
جوزيف كيسيل هو مغامر وصحفى وطيار ومقاتل وروائى فرنسى.. اشتهربتقاريره الرائعة ورواياته العديدة، وأهمها ليكيباج وبيل دى جور وفورتشن كاريه.. ولد جوزيف كيسيل فى ١٠ فبراير ١٨٩٨ فى فيلا كلارا فى الأرجنتين والده هو صموئيل كيسيل، وهو طبيب من أصل ليتوانى (فى ذلك الوقت كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية) وقد غادرها للعمل فى أمريكا الجنوبية.
ممثل تحول إلى طيار
درس جوزيف كيسيل فى مدرسة ليسيه فيليكس فور (مدرسة ليسيه ماسينا الحالية) فى نيس ثم فى مدرسة ليسيه لويس لو جراند فى باريس.وفى عام ١٩١٤ عمل ممرضًا لبضعة أشهر. وفى العام التالى، حصل على «رخصته الأدبية» وتم تعيينه فى جريدة «ديبا» Journal des Débats فى قسم السياسة الخارجية.
فى عام ١٩١٦ التحق بالمعهد الموسيقى بصحبة شقيقه الأصغر وظهر خلال عدة عروض على مسرح أوديون؛ لكن الحرب العظمى سيطرت عليه وجعلته يشارك فى القتال. وبالفعل انضم جوزيف كيسيل إلى سلاح المدفعية فى نهاية العام قبل أن يتحول إلى الطيران ضمن سرب S.٣٩.. وخلال تلك الفترة أصدر كيسيل أو أول رواية له عن هذه التجربة هذه المغامرة وكانت ناجحة وحملت عنوان «ليكيباج» أو «طاقم العمل» وكان ذلك فى عام ١٩٢٣. ومع نهاية الحرب تم إرساله فى مهمة إلى سيبيريا وبالطبع سيكون اكتشاف «العالم البلشفى» مصدر إلهام لكتابه الأول «مناطق الطبيعة الحمراء البلشفية».
مراسل عظيم
فى نهاية الحرب، استأنف تعاونه مع صحيفة «لو جورنال دى ديبا» حيث سافر من أجل عمله بها عام ١٩٢٠ إلى لندن بجواز سفر مزور قبل أن يتقدم بعد ذلك بطلب للحصول على جنسيته الفرنسية لدى عودته إلى فرنسا. وفى الحقيقة، يبدو أن حاجته للمغامرة دفعته إلى ممارسة مهنة مزدوجة: مراسل وروائى كبير! لقد سمحت له أسفاره بالعثور على مادة خصبة للكتابة. وحقق العديد من النجاحات الأدبية: مارى دى كورك (١٩٢٥)، الأسرى (الجائزة الكبرى للرواية للأكاديمية الفرنسية عام ١٩٢٦)، القلوب النقية (١٩٢٦)، ليل الأمراء (١٩٢٧)، حسناء اليوم (١٩٢٨)، ميدان Fortune (١٩٣٠)، Le Coup de Grace (١٩٣١)، Les Enfants de la Chance (١٩٣٤)، La Passere du Sans-Souci (١٩٣٦)، بالإضافة إلى سيرة مرموز (١٩٣٨)، الطيار الشهير وصديق جوزيف كيسيل.
فى عام ١٩٢٨اشترك مع جورج سواريز وهوراس دى كاربوكيا في تأسيس مجلة «جرينجوار» وهى مجلة أسبوعية سياسية وأدبية يمينية وترك هذه الصحيفة بعد سنوات قليلة عندما تبنت خطًا معاديا للسامية. ويعد جوزيف كيسيل الذى كتب فى العديد من الصحف مثل لوفيجارو ولا ليبرتى وأيضًا فرانس سوار جزءًا من العصر الذهبى للمراسلين العظماء عندما كان مراسلًا حربيًا خلال الحرب الأهلية الإسبانية وخلال فترة ١٩٣٩-١٩٤٠.
بعد هزيمة فرنسا أمام ألمانيا عام ١٩٤٠،عبر جوزيف سرًا جبال البيرينيه وانضم إلى المقاومة فى لندن حيث انضم إلى القوات الفرنسية الحرة التابعة للجنرال ديجول. وفى عام ١٩٤٣، قام مع ابن أخيه موريس درون بتأليف كلمات النشيد الذى أصبح نشيد المقاومة فيما بعد.. وأنهى الحرب كقائد سرب يحلق فوق فرنسا ليلًا للحفاظ على التواصل مع مقاتلى المقاومة.
العودة إلى السفر
مع نهاية الحرب استأنف جوزيف كيسيل تقاريره وكتاباته وقادته أسفاره إلى فلسطين عام ١٩٤٨ - وحصل على أول تأشيرة دخول من الدولة اليهودية الجديدة فى مايو ١٩٤٨ - ثم إلى أفريقيا وبورما وأفغانستان. وقام بتأليف عمل كبير فى عام ١٩٥٠ وحمل اسم «جولة المحنة».. وهذا العمل عبارة عن لوحة جدارية يصور فيها المجتمع المعذب فى الفترة ما بين الحربين العالميتين. وتتواصل الأعمال بعد ذلك: «عشاق التاجوس» (١٩٥٤)، «وادى الياقوت» (١٩٥٥)، «شاهد بين البشر» (١٩٥٦)، «الأسد» (١٩٥٨)، «ليسوا كلهم ملائكة» (١٩٦٣). وفى عام ١٩٦٢ انتخب عضوا فى الأكاديمية الفرنسية.
وتوفى جوزيف كيسيل بسبب اضطراب فى الأوعية الدموية فى ٢٣ يوليو ١٩٧٩ ولا ننسى أيضا أن هناك جائزة أدبية تحمل اسمه ودفن فى مقبرة مونبارناس فى باريس.
معلومات عن الكاتب:
شارل دو بلوندان.. تخرج فى كلية إدارة الأعمال الكبرى، وبعد استكشاف الشرق الأوسط والعيش فى الأردن لدراسة اللغة العربية، قرر تأسيس وكالة Billet de France الإعلامية فى عام 2019، والتى يرأس تحريرها. وكتب العديد من التقارير الرئيسية عن الأوضاع فى أرمينيا وموريتانيا وأوكرانيا وغيرها من الدول.. يكتب، هنا، عن المراسل الصحفى الفرنسى صاحب البصمات المعروفة فى الصحافة الفرنسية، إلى جانب شغفه بالموسيقى، إلى أن استقر وكتب عدة كتب مهمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فى عام
إقرأ أيضاً:
الأنبا توما يترأس قداس عيد الشهيد العظيم مار جرجس وتطييب ذخائره بكنيسته بساحل طهطا
ترأس مساء أمس، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الشهيد العظيم مار جرجس، وتطييب ذخائره، وذلك بكنيسته، بساحل طهطا.
شارك في الصلاة الأب بولس سنادة، راعي الكنيسة، والقمص أنطونيوس سبع الليل راعي كنيسة السيدة العذراء مريم، بالخزندارية.
وفي عظته، تأمل الأنبا توما في لقّب القديس مار جرجس بـ"أمير الشهداء"، لأنه قدّم شهادة إيمانية عظيمة في سبيل المسيح، وأظهر شجاعة وإصرار رغم التعذيب القاسي، الذي تعرّض له، من أجل الدفاع عن إيمانه.
وقال الأب المطران: لقد رفض مار جرجس التخلّي عن إيمانه وعبادة الأوثان، فواجه اضطهادًا شديدًا، وسلسلة من العذابات الرهيبة، لكنه استمر بإعلان إيمانه بكل شجاعة وصبر، فاستشهد أخيرًا بسبب هذا الإيمان الثابت، وأصبح رمزًا للمسيحيين في التضحية، والنصرة الروحية، مما أكسبه لقب "أمير الشهداء".
واستكمل صاحب النيافة: بالطبع لقب "أمير الشهداء"، الذي أُطلق على القديس مار جرجس، ينبع من عدة أسباب ترتبط بشخصيته، وحياته، واستشهاده البطولي، كما تعرّض مار جرجس لأبشع أنواع التعذيب، مثل: تمزيق جسده، وضعه على عجلة مسننة، وغمسه في الجير الحي، ومع ذلك، ظل ثابتًا على إيمانه، حيث كان الله يقويه بمعجزات شفائه أمام الجميع، مما جعل الكثيرين يؤمنون بالمسيحية، بسبب قوته الروحية.
وأكد راعي الإيبارشية أن اسم مار جرجس ارتبط بالعديد من المعجزات، التي حدثت خلال حياته، وبعد استشهاده، مما عزز مكانته كشفيع، وقائد روحي للمسيحيين. كذلك، قصته ألهمت المؤمنين على مر العصور، لتحمل الآلام بشجاعة في سبيل إيمانهم.
وفي الختام، شدد نيافة المطران لهذا كله، استحق مار جرجس لقب "أمير الشهداء"، باعتباره نموذجًا فريدًا في التضحية والثبات، وواحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ الكنيسة.