فيروس كوفيد-19 يتطور بسرعة في الغزلان فهل يعود إلينا بمتحور جديد؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
لم يختف فيروس "سارس-كوف-2" التاجي الذي يقف خلف جائحة "كوفيد-19" بعد، ولا يقتصر الأمر على أنه لا يزال يصيب البشر على نطاق واسع، ولكن وفقا لدراسة جديدة، فإنه قد انتقل من البشر إلى الغزلان ذات الذيل الأبيض، حيث يبدو أنه يتطور بسرعة.
مسح أنوف الغزلانووفقا لأبحاث سابقة، قد يكون الفيروس الآن شائعا بين الغزلان ذات الذيل الأبيض في أجزاء من الولايات المتحدة.
وفي الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، تقصى الباحثون عدوى "سارس كوف-2″ عن طريق مسح أنوف الغزلان التي ترعى بحرية في جميع أنحاء ولاية أوهايو بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ومارس/آذار 2022، واستخدموا مسحات الأنف لأخذ عينات من 1522 غزالا تم العثور عليها في 83 مقاطعة من مقاطعات الولاية البالغ عددها 88 مقاطعة.
وأظهر التحليل الجيني للمسحات وجود عدوى نشطة بـ"سارس-كوف-2" في 10% من الغزلان، مع العثور على حالة إيجابية واحدة على الأقل في 59% من المقاطعات التي تم اختبارها.
كما جمع الباحثون عينات دم عدد من الغزلان للبحث عن أدلة على إصابات سابقة، ودلت العينات على وجود أجسام مضادة محددة. وبناءً على تلك النتائج، يقدر الباحثون أن ما يقرب من 24% من الغزلان في ولاية أوهايو قد أصيبت بفيروس "سارس-كوف-2" في مرحلة ما.
يقول أندرو بومان المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الأوبئة البيطرية في جامعة ولاية أوهايو "نتحدث عموما عن انتقال العدوى بين الأنواع كحدث نادر، لكن يبدو أنها تنتقل بين الناس والحيوانات بسهولة تامة".
ويشير الباحثون إلى أن الغزلان ذات الذيل الأبيض قد تكون بمثابة مستودع للفيروس، مما قد يؤدي إلى نشره إلى الحيوانات البرية الأخرى والماشية والبشر. يقول بومان إن "الأدلة تتزايد على أن البشر يمكن أن يحصلوا عليها من الغزلان، وهذا ليس مفاجئا بشكل جذري".
واكتشف بومان وزملاؤه فيروس كورونا في غزلان أوهايو في 9 مواقع في ديسمبر/كانون الأول 2021، ووجدوا أنه كان أكثر انتشارا بالقرب من التجمعات البشرية الكثيفة.
ويقول بومان، في البيان الصحفي المنشور على موقع جامعة ولاية أوهايو، إنهم توسعوا في البحث بجميع أنحاء ولاية أوهايو ليروا ما إذا كانت هذه مشكلة محلية لكنهم وجدوها في الكثير من الأماكن، ومن ثم تبين أنها ليست مجرد حدث محلي.
ويضيف أنهم ظنوا أنه ربما يكون ذلك في الغزلان الحضرية فقط لأنهم على اتصال وثيق بالناس، لكنهم وجدوا الغزلان في المناطق الريفية من الولاية إيجابية.
أظهر العديد من الغزلان دليلا على التعرض لسلالة دلتا شديدة العدوى، والتي كانت السلالة الأكثر انتشارا بين البشر في الولايات المتحدة خلال فترة الدراسة، وكانت هناك أيضا علامات على متغير ألفا، الذي بلغ ذروته بين البشر في عام 2021.
وأفاد الباحثون بأن التركيب الجيني لمتغيرات دلتا في الغزلان يطابق ذلك المنتشر بين البشر في ذلك الوقت، ويشير هذا إلى "انتشار" الفيروس من البشر إلى الغزلان.
ووجدت الدراسة أنه بعد أن التقط غزال فيروس كورونا بطريقة ما من إنسان، بدأ الفيروس على ما يبدو في الانتشار بين الغزلان البرية في مجموعات، مع توسع بعض المجموعات خارج مقاطعة واحدة.
يقول بومان "من المحتمل أن يكون هناك عنصر توقيت لما وجدناه، فقد كنا بالقرب من نهاية ذروة متحور دلتا عند البشر، ثم رأينا الكثير من الدلتا في الغزلان". ويضيف أن فكرة احتفاظ الغزلان بسلالات انتهت من الفيروس منذ ذلك الحين لدى البشر هو أمر أقلق الباحثين.
وبحسب البيان الصحفي فإن فيروس "سارس-كوف-2" يتطور في الغزلان بسرعة أكبر مما يحدث في البشر، وفقًا لفحص الطفرات في العينات الفيروسية، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ينطوي عليه ذلك بالضبط بالنسبة لنا. وربما يتطور الفيروس بشكل أكبر في الغزلان وينتشر إلينا مرة أخرى، ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن الدراسة تشير إلى أن التطعيم ضد فيروس كورونا يوفر الحماية.
ووفقا للبيان فإنه، حتى لو كانت متغيرات فيروس كورونا المأخوذة من الغزلان لا تشكل تهديدا مباشرا لنا، فإنها لا تزال قادرة على إحداث دمار في الحيوانات الأليفة أو الحياة البرية. ووفقا للبيانات حتى الآن، يشير بومان، إلى أن حوالي 70% من الغزلان ذات الذيل الأبيض التي تتجول بحرية في ولاية أوهايو لم تتعرض بعد لفيروس "سارس-كوف-2".
يقول بومان إنه "إذا استمر هذا المسار لسنوات، ولدينا فيروس يتكيف مع الغزلان، فهل يصبح هذا هو الطريق الذي يؤدي إلى إصابة الحيوانات المضيفة الأخرى، أو الحياة البرية أو المنزلية؟ نحن لا نعرف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ولایة أوهایو فیروس کورونا فی الغزلان بین البشر
إقرأ أيضاً:
خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
#سواليف
أصبح #الذكاء_الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من مختلف جوانب حياتنا، وقد حقق تقدماً كبيراً في #مجالات_متعددة.
إلا أن هذه التقنية تثير بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة والأمان، كما يخشى البعض من أن تحل محل البشر في بعض #الوظائف.
والذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة نظم الحاسوب لعمليات الذكاء البشري، بهدف تحقيق أمر ما. وقد حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن هذه التقنية تجعل البشر أغبياء.
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد حلَّل الخبراء عدداً من الدراسات السابقة التي تُشير إلى وجود صلة بين التدهور المعرفي وأدوات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً في التفكير النقدي.
مقالات ذات صلة ثورة علمية.. الذكاء الاصطناعي يحل لغزا حيّر العلماء لأكثر من مئة عام 2025/04/29وتُشير إحدى الدراسات التي تم تحليلها إلى أن الاستخدام المنتظم للذكاء الاصطناعي قد يُسبب ضموراً في قدراتنا المعرفية الفعلية وسعة ذاكرتنا، بينما توصلت دراسة أخرى إلى وجود صلة بين «الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وانخفاض قدرات التفكير النقدي»، مُسلِّطة الضوء على ما أطلق عليه الخبراء «التكاليف المعرفية للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي».
وأعطى الباحثون مثالاً لذلك، باستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية؛ حيث تُحسِّن هذه التقنية كفاءة المستشفيات على حساب الأطباء، والذين تقل لديهم القدرة على التحليل النقدي لحالات المرضى واتخاذ القرارات بشأنها.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الأمور تؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة غباء البشر؛ لافتين إلى أن قوة الدماغ هي مورد إن لم يتم استخدامه فستتم خسارته.
وأكد الخبراء أن اللجوء لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» في التحديات اليومية مثل كتابة رسائل بريد إلكتروني مُعقدة، أو إجراء بحوث، أو حل المشكلات، له نتائج سلبية للغاية على العقل والتفكير والإبداع.
وكتب الخبراء في الدراسة الجديدة: «مع ازدياد تعقيد المشكلات التي يُحمِّلها البشر لنماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة، نميل إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي «صندوقاً سحرياً»، أي أداة شاملة قادرة على القيام بكل ما نفكر فيه نيابة عنا. وهذا الأمر تستغله الشركات المطورة لهذه التقنية لزيادة اعتمادنا عليها في حياتنا اليومية».
إلا أن الدراسة حذَّرت أيضاً من الإفراط في التعميم وإلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي وحده في تراجع المقاييس الأساسية للذكاء في العالم، مشيرين إلى أن هذا الأمر قد يَنتج أيضاً لتراجع اهتمام بعض الحكومات بالتعليم، وقلة إقبال الأطفال على القراءة وممارسة ألعاب الذكاء.