جدل حول إجازة مجمع اللغة المصري الترند والترويقة
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أجازت لجنة الألفاظ والأساليب بمجمع اللغة العربية في القاهرة، يوم أمس السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، استخدام لفظ "التِّرِنْد" وجمعها "ترندات"، على منصات التواصل الاجتماعي، في خطوة أثارت جدلًا.
ويهدف المجمع اللغويّ إلى الحفاظ على سلامة اللغة العربية، وجعلها "وافية بمطالب العلوم والفنون والحفاظ عليها من الضياع والعبث، والعمل على وضع معجم تاريخيّ لغويّ يُعنى بدراسة اللهجات العربية الحديثة في مصر وغيرها من البلاد العربية" بحسب موقعه الرسمي.
وعرّف المجمع كلمة "الترند" بأنها "موضوع ساخن جديد يُثار على منصّات التواصل الاجتماعيّ، فينتشر بسرعة في فترة زمنية قصيرة، ويهتمُّ به الجمهورُ، ويتداولونه بالحديث فيه والتعليق عليه ويتبادلون الأخبار عنه بكثرة".
وأثار الموضوع الذي تقدّم به عضو المجمع، محمد رجب الوزير، غضب بعض المدونين، الذين اعتبروا الكلمة دخيلة على اللغة العربية، بينما يرى آخرون أنها أصبحت شائعة رغم وجود بدائل فصيحة لها.
بينما أرجع المجمع في منشور له عبر فيسبوك، وجه الاعتراض إلى "عدم ورودها في المعاجم"، بينما أجيزت باعتبارها "معرَّبة عن الأصل الإنجليزي الذي يعني اتِّجاها أو نَزْعة أو مَيْلا أو موضة".
وجاء ذلك، ضمن إجازة مجمع اللغة التاريخي لبعض الكلمات الحديثة الأخرى، من بينها كلمات "الترويقة، والترويسة، وترهّل، والترميز"، إلا أن خطوة إجازة كلمة "الترند" قوبلت بانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقال المدون، حازم إمام، عبر حسابه على فيسبوك إن من المحزن أن مؤسسة مثل مجمع القاهرة تلجأ للتسهيل حدّ التفريط في المجال اللغوي، وأضاف أن الموظف الذي عرَّبها على مواقع التواصل الاجتماعي "رائج" أعلم منهم باللغة، بحسب تعبيره.
بدوره، أشار أستاذ أصول الفقه، مصطفى القليوبي، إلى أن تعريب الكلمات أمر مختلف عليه بين أساتذة وعلماء اللغة العربية، وأضاف "رأى بعضهم أنه يجوز تعريب كلمة (ترند) لكن ينبغي أن يكون لها بديل عربي شائع يتكلم به العرب، ويكون أكثر رواجًا، ورأى بعضهم أن الدخيل يغزو الأصيل!".
في حين قال المدون، عبدالله عوض: "إن هناك شيئا من العبثِ يتسلل مجمع اللغة العربية"، واستطرد قائلًا:"رحم الله من قال: والمعلوم أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة كثير التساهل فلا تؤخذ عنه الإجازات".
تفصيح العاميةوقبل أقل من عام، أجاز مجمع اللغة العربية في مصر استعمال كلمات "استعبط" و"يستعبط" و"استعباط" العامية المتداولة بين المصريين لوجود أصل عربي صحيح لها، ليعيد الجدل القديم الجديد بشأن إجازة المجمع استعمال كلمات عامية أو أجنبية مختلف عليها.
وقال المجمع آنذاك إن لجنة الألفاظ والأساليب أجازت استعمال لفظ "استعبط" كما في عبارة "استعبط فلانٌ فلانًا" بمعنى "تصوّره أو ظنَّه عبيطًا"، و"استعبط فلانٌ" أي ادَّعى العباطة.
وأشار المجمع إلى أن هذا الفعل لم يرد في مبناه ومعناه في أي من المعاجم، لكن لجنة الألفاظ والأساليب رأت إجازته استنادا إلى ما جاء في المعجم الوسيط: "رجل عبيط" أي أبله غير ناضج، وأن كلمة "عبيط" محدثة، فكأن الفعل "استعبط" بمعناه المذكور على وزن "استفعل" قد أُخذ من الصفة "عبيط"، مما يجيز استخدامه وفقا لقرارات مجمع اللغة المصري، بجانب مضارعه "يستعبط" ومصدره "استعباط".
منذ سنوات يتبنى مجمع اللغة العربية بالقاهرة مشروع "تفصيح العامية"، وهو محاولة لتقريب المسافات بين اللغة العربية الفصحى وبين اللهجات العامية العربية التي تنتمي للغة العربية بأصولها المعجمية، وفقا لعضو مجمع اللغة العربية محمد العبد.
ولا يتوقف الأمر عند الألفاظ العامية التي يجيزها المجمع، بل يمتد الجدل إلى تعريب الكلمات الأجنبية وخاصة المرتبطة بالاختراعات الحديثة والتكنولوجيا، ولعل المثال الأبرز على ذلك هو محاولات مجمع اللغة العربية تعريب اسم موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عام 2014.
في ذلك الوقت، أجاز مؤتمر المجمع المنعقد في مارس/آذار 2014 طائفة من الألفاظ المشتقة من فيسبوك، حيث قرر المجمع تعريب اسم الموقع ليكون "فُسْبُك" (على وزن فُعْلُل)، ودعا لاستخدام الفعل "فَسبكَ" للتعبير عن نشر نص أو صورة على فيسبوك.
وأقر المجمع ألفاظا أخرى مثل "الفُسبُكيّ" للدلالة على الشخص المنسوب إلى الموقع، وجمعها "فسابكة"، و"فَسْبكة" اسم يخص عملية التواصل من خلال الموقع أو استخدامه، و"المُفسْبَك": هو النص أو المنشور الذي يتمّ تداوله عن طريق الموقع.
لكن غرابة الكلمات وإقرارها بعد سنوات طويلة من إنشاء الموقع وشيوع الكلمة الأجنبية، منعت تداول هذه الألفاظ بين العامة أو الكتاب والإعلاميين على السواء.
والأمر نفسه تكرر مع كلمات أخرى أقرها المجمع لكنها اندثرت ولم تستخدم، مثل "المِرْناة" بدلا من التلفاز أو التلفزيون، و"الناسوخ" للدلالة على جهاز الفاكس، و"المِسَرّة" أو الهاتف للتعبير عن جهاز التليفون.
يذكر أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أنشئ في 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 1932 بمرسوم وقع عليه الملك فؤاد، وتكون آنذاك من 20 عضوًا، من العلماء المعروفين بتبحّرهم في اللغة -نصفهم من المصريين والنصف الآخر من العرب والمستشرقين-، بما يجعله عالمي التكوين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجمع اللغة العربیة التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
بـ 3 مليارات جنيه.. السويس يفتتح أكبر مجمع طبي في القناة مزودًا بأحدث التقنيات
أعلن الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، عن استحداث 7 أقسام إكلينيكية جديدة بمجمع السويس الطبي، التابع للهيئة في محافظة السويس، إحدى محافظات المرحلة الأولى لتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن الأقسام الإكلينيكية المستحدثة تشمل أقسام جراحات "العمود الفقري"، و"الأوعية الدموية"، و"القلب"، و"الصدر"، و"المخ والأعصاب"، و"الرمد"، و"وحدة السكتة الدماغية". ويأتي هذا التطوير في إطار سعي الهيئة المستمر لتقديم خدمات طبية متقدمة وشاملة لأهالي محافظة السويس وإقليم القناة.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن مجمع السويس الطبي يُعد الأول من نوعه في محافظات القناة، حيث تم إنشاؤه على مساحة 35 ألف متر مربع وبتكلفة إجمالية بلغت 3 مليارات جنيه. ويعكس هذا المشروع نقلة نوعية في خدمات الرعاية الصحية بالمنطقة، إذ يسعى إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة وتلبية احتياجات المواطنين الصحية بكفاءة عالية.
وأشار رئيس الهيئة، إلى أن المجمع يعمل بطاقة استيعابية كبيرة تصل إلى 427 سريرًا، منها 109 أسرّة للرعاية المركزة، بالإضافة إلى 64 عيادة خارجية، و70 ماكينة للغسيل الكلوي، و16 غرفة عمليات، و54 حضّانة.
وأضاف رئيس الهيئة أن المجمع الطبي يشمل منصة رقمية متطورة لإدارة المباني (BMS) باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتُعد هذه المنصة الأولى من نوعها في المنشآت الصحية التابعة للهيئة. وتتيح هذه المنصة مراقبة نسب الإشغال الحجوزات بفعالية، إضافةً إلى التحكم الآمن في التكييف المركزي، ومراقبة حية لمعدلات استهلاك الموارد المختلفة. كما تدعم المنصة الالتزام بالتباعد ومعايير مكافحة العدوى، وتوفر نظام إنذارات لضغوط الغازات الطبية ومستشعرات للحرارة، بما يسهم في تحقيق أعلى مستويات السلامة والجودة داخل المجمع.
وأوضح رئيس الهيئة العامة، أن المجمع قدم حتى الآن أكثر من 700 ألف خدمة طبية وعلاجية لما يقرب من 300 ألف متردد، شملت حوالي 375 ألف خدمة تشخيصية، بالإضافة إلى إجراء 5500 عملية جراحية متقدمة، و702 قسطرة تداخلية، و309 عمليات تُجرى لأول مرة، مما يعزز دور المجمع كركيزة أساسية في تحسين جودة الرعاية الصحية بإقليم القناة.
وأكد رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، على استمرار الهيئة في دعم وتطوير خدمات الرعاية الصحية باستخدام أحدث التقنيات الطبية، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في خدمة المواطنين، وفقًا لرؤية مصر 2030 الهادفة إلى تحقيق الاستدامة والريادة في القطاع الصحي بمصر.