قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إنه لا بد من أن تقومَ المؤسساتُ الدينيةُ بنشرِ ثقافةِ الِاستيثاقِ والتّثبّتِ مِن المعلوماتِ وتمييزِ المواقعِ الموثوقةِ مِن غيرِها، وذلكَ وَفْقَ خُطةٍ مدروسةٍ .

وأضاف عامر خلال ترؤسه جلسة "الاستخدام غير الرشيد للوسائل الإلكترونية"، باليوم الثاني للمؤتمر ال٣٤ للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني"، أنه لا بدّ مِن وجودِ رقابةٍ لما يَنشرُهُ الدعاةُ مِن موادَّ إعلاميةٍ، وحتَّى يسهُلَ الأمرُ يتمُّ إعدادُ منصةٍ إلكترونيةٍ توضعُ عليهَا الموادُّ التي تُقرُّهَا المؤسساتُ الدينيةُ.

وأشار إلى أن المؤتمر يتناول موضوعًا غايةً في الأهميةِ، هوَ مِن واجباتِ الوقْتِ، مشيرا إلى أهمية الاعتناء بالجوانبِ التي تتصلُ بالفضاءِ الإلكتروني التي تحتاجُ إلى يقظةٍ ووعي وعملٍ جادٍّ يُؤمّنُ مُستقبلَ أوطانِنا وأبنائنا.

ولفت عامر، إلى أنَّ الأخلاقَ تتأثر تأثرًا واضحًا بما يَتلقاهُ الناسُ مِن موادَّ إعلاميةٍ مختلِفةٍ، وهو ما يَتوفرُ بكثرةٍ خلالَ الفضاءِ الإلكترونيِّ، الذي مِن أهمِّ خصائصِهِ إتاحةُ فُرصِ التواصلِ للجميعِ، وهذَا وإنْ بَدَا مَزيَّةً لدَى كثيرٍ مِن الناسِ إِلَّا أنّهُ في ذاتِهِ يُشكّلُ مُشكلةً كُبرَى، حيثُ إِنَّهُ أتاحَ للجميعِ مُؤهّلينَ وغَيرَ مُؤهلينَ، سالمِي النوايَا أو غيرَ سَالميهَا، أنْ يَتواصلُوا وأنْ يَعرضُوا ما لديهِم، ومعَ التشويشِ على الثقافَةِ الدينيةِ الصحيحَةِ، والمنهجِ الأزهريِّ الوسطيِّ، وغيابِ العقليَّةِ الناقدةِ، وأسسِ المنهجِ العِلميِّ.
ونوه رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إلى أنه يمكن تقسيمُ ما أُتيحَ مِن خلالِ الفضاءِ الإلكترونيِّ بحسَبِ عُنوانِ المؤتمرِ إلى قِسميْنِ رئيسين أولهما الِاستخدامُ الرشيدُ في الدعوةِ، وهذا يحتاج إلى تكثيفُ الجهودِ للظهورِ وسَطِ هذا الزخْمِ ، وتوحيدُ الجهودِ بحيثُ تتضافرُ فيمَا بينَها، ويُكملُ بعضُها بعضًا، لا أنْ تعملَ بصورةٍ فرديةٍ فيؤدِّي هذَا إلى تَكرارِ العملِ، وتَفرُّقِ الجهدِ، وتَشتيتِ المستخدِمِ، وأيضا استخدامُ وسائلِ التواصلِ الحديثةِ بشتَّى صُورِهَا بصورةٍ تكامليَّةٍ أيضًا، فالِاقتصارُ على بعضِ الوسائلِ يحولُ دُونَ الوصولِ إلى كلِّ الفئاتِ المستهدفَةِ داخلَ الوطنِ أو خارجَهُ.

وأكد عامر أنه يَنبغي التطويرُ التِّقنيِّ المستمرُّ للمواقعِ الإلكترونيةِ والوسائلِ التِّقنيّةِ المستخدمَةِ في الدعوةِ بما يَتناسَبُ مع الفئاتِ المستهدفَةِ المختلفةِ، وأيضا يجب مراعاةُ طَرائقِ العَرضِ الجذّابةِ للموادِّ القَيّمةِ الموجودةِ، كما يَنبغي الإعلانُ عنْهَا بشكلٍ جذَّابٍ ومُكثّفٍ يَضمنُ جَذبَ الفئاتِ المختلِفةِ.

وأشار إلى أن التطرفُ الدينيُّ لا يَقتصرُ على صورةٍ واحدةٍ فقط بل هوَ يَشملُ عدَّةَ صُورٍ فالدعواتِ المتطرفَةِ التي تُؤسّسُ للإرهابِ، وإنْ لم يكنْ هذا بصورةٍ مباشرةٍ، فبعضُ التياراتِ المتطرفةِ يعرضونَ أمورًا باعتبارِهَا مِن أصولِ العقيدةِ الصحيحةِ، ويُقرّرونَ هذا ويكررونَهُ حتى يَنغرسَ في نفوسِ العوامِّ أنَّ مَن لا يقولُ بهذَا مبتدعٌ أو كافرٌ، وبالتالي قد يخرجُ مِن أولئكَ العوامِّ مَن يستحلُّ سفكَ دماءِ مَن يراهُم مخالفينَ لعقيدتِهِ.
كما أنَّ التطرفَ يَشملُ الدعواتِ التي مِن شأنِهَا التشكيكُ في ثوابتِ الدِّينِ والقِيَمِ وإثارةِ الشُّبهَاتِ وإنْ بصورةٍ غيرِ مُباشرةٍ، وهوَ ما يجبُ تصحيحُهُ، وبيانُ الشروطِ التي يجبُ توافرُهَا فيمَن يَتكلّمُ في الدينِ. 

كما أنَّ التطرفَ يشملُ الدعواتِ التي تُخالفُ المنهجَ الأزهريَّ الوسطيَّ وتُشتّتُ الجماهيرَ.
وشدد أن هذه كلُّها دعواتٌ متطرفةٌ هدّامةٌ تعملُ على هدمِ الدينِ وزَعزعَةِ كيانِ الوطنِ؛ لأنَّ الدينَ مُقوِّمٌ أساسٌ مِن مُقوّماتِ ودعائمِ الوطنِ، والحفاظُ على الوطنِ هوَ حفاظٌ على المقاصدِ الشرعيةِ الضروريةِ الخمسةِ .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

ثالث الشُجعان

نقلت وكالة رويترز للأخبار عن أنطونى جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، ما يشير إلى أى مدى بلغ التجبر الإسرائيلى، ليس فقط على الفلسطينيين فى أرضهم المحتلة، ولكن أيضًا على الذين هُم خارج فلسطين. 

فالوكالة نقلت عن جوتيريش أن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب، يرفض استقبال مكالماته التليفونية منذ بدء الحرب على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر من السنة الماضية!.. إن لنا أن نتصور معنى ألا يتمكن رئيس المنظمة الدولية الأم فى العالم من الحديث مع رئيس وزراء دولة تمارس الإبادة الجماعية فى حق شعب أعزل على مدى ما يقرب من السنة الكاملة! 

ولا سبب فى رفض استقبال مكالمات جوتيريش إلا أنه يرفض السكوت منذ بدء الحرب على ما يمارسه جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين من إبادة.. وهو لم يرفض ذلك من مكتبه هناك فى نيويورك وفقط، ولكنه جاء إلى غزة أكثر من مرة، ثم وقف عند معبر رفح يخاطب ما تبقى لدى العالم من ضمير. 

ولهذا كان هدفًا للهجوم من جانب اسرائيل ولا يزال، ووصلت البجاحة بحكومة التطرف إلى حد الحديث عن أنه لا يصلح أمينًا عامًا للمنظمة! 

وفى مرات كثيرة كانت الأمم المتحدة تنعقد لاتخاذ اجراء ضد الإبادة التى تمارسها إسرائيل، وكان جوتيريش شجاعًا فى كل مرة، وكان يبادر إلى مواجهة الإسرائيليين بجرائمهم ضد الغزاويين بالذات، وضد الفلسطينيين فى العموم، وكانت اشتباكات كلامية تقع بينه وبين وزير الخارجية الاسرائيلى أثناء انعقاد المنظمة على مستوى الجمعية العامة، أو على مستوى مجلس الأمن، ولكنه لم يكن يبالى وكان يتحلى بكل شجاعة ممكنة. 

ولأن اجتماعات الجمعية العامة السنوية سوف تنعقد فى موعدها الثابت آخر هذا الشهر، فلقد دار كلام كثير عما إذا كان نتنياهو سيحضر، وعما إذا كان سيتكلم مع الأمين العام إذا حضر؟.. وعندما سألوا جوتيريش فى هذا الأمر كان شجاعًا كعادته، بل كان متسامحًا مع الصلف الإسرائيلى لأبعد حد، فقال إن رئيس حكومة التطرف إذا رغب فى الاجتماع به فلا مانع عنده فى هذا الأمر. 

الحقيقة أن الأمم المتحدة لم تعرف أمينًا عامًا فى شجاعة هذا الرجل، اللهم إلا الدكتور بطرس غالى، ومن قبله داج همرشولد.. فالثلاثة حفروا أسماءهم بمداد من نور على جدار المنظمة، والثلاثة كانوا شجعانًا بمثل ما كانوا رجالًا. 

 

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: مناهج الأزهر الشريف تقوم على محاربة التطرف والإرهاب
  • رئيس الشؤون الدينية: الخطاب الملكي عزّز قيم التسامح والوسطية والقيم الإسلامية النبيلة التي تنتهجها بلادنا المباركة
  • رئيس نزاهة: الخطاب الملكي وضح نهج الدولة في تحقيق مصلحة الوطن ورعاية المواطن
  • ثالث الشُجعان
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لدينا الكثير من القدرات التي لم نستخدمها بعد
  • رئيس عربية النواب يطالب المحافظين بدعم "الزراعة" لتحقيق الأمن الغذائي
  • ولي العهد يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • رئيس الإذاعة الأسبق يطالب بحذف أغنية قمر سيدنا النبي.. لهذا السبب
  • رئيس مصلحة الجمارك يكشف لـ«الوطن» إجمالي سيارات المعاقين المسجلة في المنظومة