الجزيرة:
2024-12-25@18:26:38 GMT

دور القدس في أي مواجهة عسكرية قادمة

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

دور القدس في أي مواجهة عسكرية قادمة

لا تكاد نشرة إخبارية أو برنامج سياسي في وسائل الإعلام الإسرائيلية -هذه الأيام- يخلو من الحديث عن مواجهة عسكرية مرتقبة في المنطقة، وتوقع سيناريوهاتها المتعددة وآثارها، سواء على الجبهة الشمالية المتاخمة للحدود اللبنانية، أو الجبهة الجنوبية المحيطة بغزة، أو حتى مناطق الداخل الفلسطيني. ويتم الحديث عن هذه المواجهة في الإعلام الإسرائيلي وكأنها أصبحت حتمية، مما يعيد للأذهان الأجواء التي سبقت حرب 2006 بين إسرائيل ولبنان.

تجد التقارير المختلفة تتحدث عن سيناريوهات اغتيال قيادات فلسطينية تتهمها إسرائيل بإشعال الضفة الغربية، وعن إمكانية تدخل حزب الله اللبناني واستعداده للمشاركة في معركة في حال تنفيذ أي عملية اغتيال على الأراضي اللبنانية، وغير ذلك مما بات يملأ الصحافة والتلفزة العبرية. لكن الفروق بين هذه المواجهة -إن حدثت- ومواجهة عام 2006 كبيرة من حيث الظروف السياسية المحلية والإقليمية. وأبرز هذه الفروقات هو نوعية التكوين الحاكم في إسرائيل اليوم، الذي يقوده اليمين المتطرف وتيار الصهيونية الدينية بزعامة الثنائي الكاهاني سموتريتش وبن غفير. يؤمن هذا التيار بالحرب الدينية المقدسة ويعتقد أنها السبيل الوحيد للخلاص في معناه الديني. وهذا يعني أن الأماكن المقدسة قد تصبح إحدى نقاط تصعيد التوتر في المنطقة قبل أي مواجهة من هذا النوع، وقد تكون من أبرز المناطق التي تتأثر بها في الوقت نفسه.

جماعات المعبد المتطرفة، التي تتلقى اليوم دعمًا غير محدود من وزارة الأمن القومي بزعامة بن غفير، قد تتخذ خطوات استفزازية دون توجيه مباشر من بن غفير

يأتي الحديث عن المواجهة العسكرية الشاملة بينما تتأهب القدس لموسم من أطول مواسم الاقتحامات والاعتداءات على المقدسات خلال السنة، وهو موسم بداية السنة العبرية وما يليها حتى نهاية عيد العُرش. حيث يبدأ هذا الموسم في 16 من شهر سبتمبر الحالي ويستمر لـ22 يومًا حتى 7 من شهر أكتوبر المقبل. وهذا الموسم يبدأ مع عيد رأس السنة العبرية، حيث تحاول الجماعات المتطرفة نفخ البوق (الشوفار) داخل المسجد الأقصى المبارك، يتبعه ما تُسمى "أيام التوبة"، وهي عشرة أيام تنمو فيها أداء صلوات معينة بملابس محددة داخل المسجد، وتصل إلى "يوم الغفران" الأكثر أهمية في السنة كلها، وبعده بقليل تبدأ أيام عيد العُرش التي تمتد من نهاية سبتمبر حتى نهاية الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل.

وتعتبر الجماعات المتطرفة للمعبد، التي تشكل العمود الفقري للتيار الكاهني وتيار الصهيونية الدينية، أن هذا الموسم كل عام هو الموسم السنوي المقابل لشهر رمضان المبارك عند المسلمين من حيث طول المدة وارتباط الطقوس الدينية التي تقيمها هذه الجماعات في المسجد الأقصى بفكرة السيطرة على المكان وفرض وجودها فيه. وعادةً، تتخذ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية احتياطات خاصة في هذه الفترة لمنع تطور استفزازات هذه الجماعات إلى تصعيد شعبي فلسطيني مع مركزه في القدس. ولهذا السبب، سمحت شرطة الاحتلال، على سبيل المثال، لأفراد هذه الجماعات بنفخ البوق في عيد رأس السنة العبرية داخل المسجد الأقصى المبارك مرتين على التوالي خلال العامين الماضيين، مع الحفاظ بصرامة على عدم توثيق الحدث أو تصويره بأي شكل، سواء من قِبل حراس المسجد الأقصى والمصلين فيه أو من أفراد هذه الجماعات المتطرفة، ومنعت أي تغطية إعلامية له تمامًا، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات واسعة في المنطقة.

في هذا الموسم من هذا العام، يسعى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير -كما هو عادته- لإثبات قوته وسيطرته على الشرطة. وهو يطمح في تصعيد الوضع في الأراضي الفلسطينية بأي طريقة ممكنة، حتى وإن كان ذلك يعني الاصطدام مع المؤسسة الأمنية، كما شهدنا في قراره بتغيير مواعيد زيارة الأسرى لتصبح مرة كل شهرين بدلا من مرة كل شهر، قرار تم رفضه من قِبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. وبناءً على ذلك، لا يمكن استبعاد محاولة بن غفير لتصعيد الوضع في المسجد الأقصى خلال هذه المناسبات الدينية التي تستمر لمدة 22 يومًا، من خلال السماح بأعمال استفزازية.

في نفس الوقت، جماعات المعبد المتطرفة، التي تتلقى اليوم دعمًا غير محدود من وزارة الأمن القومي بزعامة بن غفير، قد تتخذ خطوات استفزازية دون توجيه مباشر من بن غفير. وذلك بناءً على ثقتها بولائه الكامل لها واستعداده لحماية أي تحرك من قبلها بحق الأماكن المقدسة في القدس. هناك اليوم عدة مؤشرات تدل على هذا التوجه. من أبرزها التصعيد الأخير ضد مصلى باب الرحمة، حيث اقتحمت شرطة الاحتلال المكان في فجر الجمعة الأولى من شهر سبتمبر الجاري، عابثة بمحتوياته ومحطمة له بشكل غير معتاد. وهذه الأحداث تعكس نية سلطات الاحتلال في تهيئة المنطقة لفرض وجهة نظرها حول مصلى باب الرحمة، خاصة بعد فشلها في إغلاقه أو استعادة السيطرة عليه عقب هبة باب الرحمة في عام 2019.

هذا التصعيد قد يمثل عاملا أساسيا -وإن كان غير مباشر- في زيادة الاحتقان وتسخين المنطقة، موجهًا إياها نحو مواجهة عسكرية واسعة على عدة جبهات. قد تكون أوسع من مواجهة عام 2021، خصوصًا إذا دخل حزب الله اللبناني الصراع. في حال حدوث مثل هذه المواجهة، ستكون القدس بلا شك من أبرز ميادينها. لا أقصد المواجهة العسكرية داخل القدس بالضرورة، ولكن الانشغال العالمي بمواجهة على الجبهتين اللبنانية والغزّية قد يدفع بعض أفراد جماعات المعبد المتطرفة لاتخاذ خطوة جريئة وخطيرة مثل محاولة فرض تقسيم مكاني داخل المسجد الأقصى، أو السيطرة على أحد مبانيه أو مرافقه، مثل باب الرحمة أو الساحة الشرقية أو التصويرة الجنوبية الغربية، ليحولوها إلى مكان يقيم فيه المستوطنون طقوسهم الدينية. بعض قادة الصهيونية الدينية قد يستغلون هذه المرحلة للسيطرة على الحاخامية الكبرى في إسرائيل، خصوصًا مع اقتراب موعد انتخاب الحاخام الأكبر نهاية السنة العبرية في شهر سبتمبر الحالي.

إن السيناريو الذي يمكن أن يمنع اليمين الإسرائيلي من محاولة استغلال الأوضاع وفرض سيطرته على الأقصى هو الفعل الشعبي الذي أثبت كفاءته في القدس في السنوات الماضية، حيث إن أي هبة شعبية شاملة تشكل في الحقيقة حاضنةً اجتماعية للأماكن المقدسة، وهو ما يخشاه المستوى الأمني الإسرائيلي لأنه يفهم أن القدس تشكل الخاصرة الأضعف لإسرائيل، ولذلك فإن اللجوء إلى سيناريو الهبة الشعبية قد يكون هو الاتجاه الطبيعي الذي تسير إليه الأحداث في القدس في حال وجود شواهد قوية تدل على تحضير الاحتلال للسيطرة الكاملة أو الجزئية على المسجد الأقصى قبيل أو خلال أي مواجهةٍ عسكرية قادمة. وهذا يعني أنه يجب توجيه النظر دائما نحو الصراع المركزي في القدس باعتباره الأكثر حساسيةً على الإطلاق بين جميع مناطق الاحتكاك. فالاعتداءات في القدس ستكون وقودا قد يحرك الأوضاع ويسهم في تقريب أي مواجهةٍ عسكريةٍ في المنطقة كلها، لا في القدس فقط.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المسجد الأقصى هذه الجماعات الأمن القومی داخل المسجد باب الرحمة هذا الموسم فی المنطقة أی مواجهة فی القدس بن غفیر

إقرأ أيضاً:

"القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال بدأ عملية عسكرية في طولكرم فجر اليوم.. تخلف ودمارًا واسعًا

كشفت مراسلة قناة “القاهرة الإخبارية” في رام الله، ولاء السلامين، عن مستجدات الأوضاع في الضفة الغربية، مشددة على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بعملية عسكرية في مخيم طولكرم، منذ فجر اليوم.

عملية عسكرية في مخيم طولكرم قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات طولكرم شمالي الضفة الغربية الكيان الصهيوني يقتحم طولكرم ويفرض حصارًا على مخيمها

وأوضحت أن هذه العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم توسعت لاحقًا لتشمل مخيم نور شمس، مؤكدة أن مخيمات طولكرم تتعرض لاستهداف مكثف من قبل قوات الاحتلال، حيث لا تزال العملية العسكرية في مخيم طولكرم مستمرة.

 

وتابعت: “هناك شهيدًا يبلغ من العمر 18 عامًا ارتقى برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي فجر هذا اليوم”، مشددة على أن طائرة مسيرة قامت قبل ساعات قليلة بقصف موقع بالقرب من حارة الحمام في مخيم طولكرم، ما أسفر عن استشهاد سيدة وإصابة ثلاثة آخرين، موضحة أن هناك تعزيزات عسكرية تصل للجيش الإسرائيلي في طولكرم بين الحين والآخر، ما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى تقطع شبكات الإنترنت والكهرباء.

 

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال استهدفت مسجد السلام داخل طولكرم، حيث هدمت أحد جدرانه خلال العملية، مؤكدة أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها أجزاء من المسجد للتدمير، وكانت وزارة الأوقاف الفلسطينية قد أمنت المسجد وأعادت ترميمه بعد الاستهداف الأول، إلا أن الاحتلال هدم أحد جدرانه مجددًا وأغلق محيطه بالسواتر الترابية خلال العملية العسكرية الأخيرة.

أفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضت حصاراً على مستشفيات مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، في إطار تصعيد ميداني متواصل يشمل عمليات اقتحام واعتقالات واسعة في مختلف مناطق الضفة.

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين، إضافة إلى عمليات القصف المدفعي والاقتحامات المتكررة في نابلس وجنين وطولكرم.

كما شهدت الأيام الماضية تصعيداً موازياً في القدس المحتلة، حيث أغلق الاحتلال عدة طرق عقب محاولة طعن.

وتواجه المستشفيات في طولكرم والضفة الغربية ضغوطاً هائلة بسبب تزايد أعداد المصابين جراء المواجهات، في حين تُمنع الطواقم الطبية من الوصول بحرية إلى الجرحى والمصابين، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.

استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزة

استشهدت فلسطينية وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح بينهم طفل في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى في حي الدرج بمدينة غزة اليوم"الثلاثاء".

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا"،أن طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم مما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت لتلقي العلاج.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهرأكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهيدا، و107,764 مصابا،أغلبيتهم من النساء والأطفال،وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.

وفي سياق آخر اقتحم مستوطنون، اليوم "الثلاثاء" المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت محافظة القدس، بأن 240 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة،ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية،في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنون يجددون اقتحام الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • "القاهرة الإخبارية": جيش الاحتلال بدأ عملية عسكرية في طولكرم فجر اليوم.. تخلف ودمارًا واسعًا
  • قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات طولكرم شمالي الضفة الغربية
  • استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزة
  • ماذا ينتظر الأقصى مع اقتراب عيد الأنوار اليهودي؟
  • نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها
  • بحماية من شرطة العدو الصهيوني.. قطعان المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية