صراحة نيوز:
2024-07-28@08:48:06 GMT

طوقان يكتب في حق الشبيلات

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

طوقان يكتب في حق الشبيلات

صراحة نيوز – بقلم عبدالفتاح طوقان

اخي المهندس ليث شبيلات ، ابا فرحان ادامك الله و اطال عمرك .
الساعه الرابعة فجرا في تورنتو كندا يوم ٣/١٢/٢٠٢٠ وقد ادميت قلبي و اوجعتني بحديثك النقي الصادق وطهارة وصفاء نيتك لاجل اردن نظيف متميز حر دستوري .

وتذكرت البداية من اكثر من ٣٠ عاما معا ليلة اقفال الفرز لاول انتخابات نيابية تخوضها وانا وانت معا بمفردنا نسير على اقدامنا الساعه الثالثه فجرا من الكلية العلمية الاسلامية بالدوار الثاني حيث لاحت بشائر اكتساحك الانتخابات التكميليلة لعام 1984 في عمان والزرقاء ، في طريقنا الي الشميساني حيث توقفنا امام مبنى المخابرات القديمة ودققت بابها بيدك وانت تصرخ بحرقة غدا انا قادم للافراج عن زملائنا المعتقليين .

حينها دار حوارنا التالي واضعه في نقاط ،
اولا : ياعبد الحمد لله نجحت واتطلع الي يوم اكون مثل الزعيم سليمان النابلسي الذي اجمع عليه الاسلاميين و الشيوعيين و القوميين والبعثيين.
اقول لك اليوم بعد ٣٠ عاما الا فرحان لقد تفوقت عليه و تحقق ذلك الاجماع الشعبي الى درجة ان فارس صديقنا المشترك رحمه الله ابن سليمان النابلسي الذي اصبح نائبا في البرلمان ثم نائب رئيس وزراء ان وضع صفحات كاملة في جرائد للاردن حين ترشح للنيابة ( انتخبوا فارس النابلسي صديق ليث شبيلات ) فنجح في نفس دائرتك والفضل يعود لك .

ثانيا قلت لي : ياعبد لو اعتقلت يوما هل تعاهدني ان تقف معي و تكفلني ، فاجبتك نعم وقد اعتقلت و لفقت لك تهما انت بريء منها و حضرت بنفسي ” الوحيد ” مخترقا المحكمة العسكرية و تقدمت بطلب تكفيلك ودخلت عليك في غرفة حجزك و كانت معك المرحومة زوجتك وانتم جالسين علي الارض و دفعت انا ثمن العهد غاليا وانا فخور رافعا راسي لاجل وطني و لو عاد الزمن لما ترددت لحظة في اعادة الموقف لان الاردن يستحق مواقف الرجال.
وحينها قال لي نايب مدير المخابرات ياعبد انت انسان وطني لكن صفحتك البيضاء بها نقطة سوداء اسمها ليث شبيلات واجبته السواد هو عنوان الوفاء لا يضيرني بل يشرفني.

ثالثا قلت لي : ياعبد ربما احتاج الي مسدس للدفاع عن نفسي لاني بما احمل من مباديء و فكر سيعرضني يوما للضرب و الاغتيال لابد ان ادافع عن نفسي ، تم الضرب والحمد لله لم يتم الاغتيال ولكني اخشي عليك باحاديث ” الوداع” التى تبثها وهنا لا ادعوك للتوقف بل للاستمرار لاجل للاردن و الاجيال القادمة المغيبة ، وانا عهدتك رجلا نظيفا ابيا لايهادن في الحق و لايجامل في الوطن فسر على بركة الله.

وهنا اود ان اشهد للتاريخ وهو جزء مما اضعه في مذكراتي ” اوراق مبعثرة ” ما قاله الملك الحسين عنك في احد اجتماعات خريجي كلية فيكتوريا بعد ان اعتقلت و سجنت و افرج عنك و اصطحبك بسيارته من السجن الي منزل والدتك العظيمة .

قال الملك الحسين اتمنى ان يكون في الاردن اكثر من ليث شبيلات لانه يفعل صلاحيتي كملك ، هو الوحيد “الناصح الصادق ” الذي منحني حق ” العفو عنه مثل حق اعتقاله” وهذه صلاحيات ملك .

وقد كتبت ما قال واعيده هنا
Laith is The only sincere advisor who fulfills the powers of the king in terms of ordering arrest, imprisonment, release and pardon
حماك الله ابو فرحان وامد في عمرك ولا اعرف العمر الطويل لمن فقد ارحل قبلك عاشقا للاردن متيما بحبه فاقراء علي السلام ان رحلت قبلك و استرد الله امانته في غربتي و هجرتي القسرية .

اخوك وشريك رحلة كفاحك محب وطنه
عبدالفتاح طوقان

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن أقلام عربي ودولي أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام اخبار الاردن أقلام عربي ودولي أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

عبدالرحمن قناوي يكتب: لماذا نحن هنا؟

بينما يصرخ أحد المطربين الموجوعين من غدر الصحاب، حدّثت صبي القهوة، مستنكرا: «مش عارف إيه اللي بتسمعوه ده يا عبده وبتستحملوه إزاي»، فرد بسرعة: «دول عندنا زي أم كلثوم بالنسبالكم يا أستاذ».. كلماته التي قالها بتلقائيته المعتادة معي صدمتني مرتين، الأولى لأنه ذكرني أن قطار العمر جرى دون عودة وأنه «فات الميعاد» منذ زمن، والثانية للمقارنة بين الست وذلك الموجوع صاحب الاسم الغريب، تلك المقارنة السريعة البسيطة التي وضع بها ذلك الفتى صاحب الـ15 عاما حدا فاصلا بين جيله ومن سبقوه، كشف بها عن انسلاخ جزء من المجتمع من هويته، وتخليه عن تراثه وثقافته.

الصدمة التي سببها لي صديقي الصغير دفعتني لإطلاق تساؤلات عديدة عن النقطة التي وصلنا إليها من تدني الذوق العام، والخروج من عمق عباءة الأصالة والتمسك بالجذور، إلى تلك المنطقة الضحلة التي تعلقنا فيها بالقشور والغث الذي لا يبقى، وأصبح جيل كامل لا يستطيع التفريق بينه وبين السمين، ويفضله عليه كذلك!

تساؤلات كثيرة دارت في خُلدي عن تراجع الهوية وانسحاقها بين محبي ذلك «الترزيع» الصوتي، وآخرين لا يكادون يتحدثون اللغة العربية من الأساس، وانتقلوا من خلط بعض الكلمات من لغاتٍ أجنبية بحديثهم للظهور بشكل «مودرن»، إلى التحدث الكامل بتلك اللغات بشكل كامل، مع نسيان اللغة الأم، وجدتني أسأل نفسي: «لماذا نحن هنا؟».

لم أجد إجابة على أسئلتي إلا في ذاكرتي، التي يتزين كل مكان فيها بمكتبةٍ ضخمة، كنت أقضي فيها ساعات طويلة، من مركز شباب القرية إلى مدارسي من الثانوية إلى الإعدادية، قطعًا لم يقرأ صبي القهوجي كتاب «عن صحبة العشاق.. رواد الكلمة والنغم» للمبدع الراحل خيري شلبي، لم يمر أمام عينيه استشهاده بكلمات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن كوكب الشرق، الذي قال فيه إن صوت أم كلثوم كان صوتا زعيما.. لو توفرت له الفرصة لقراءته لما جرؤ على ذلك الوصف.

هؤلاء الشباب والصبية الذين لا يتحدثون العربية، لم يقضوا ساعاتٍ طويلةٍ وسط آلاف الكتب، لم يقرأوا روائع الأدب العالمي بترجمة الهيئة العامة للكتاب، لم يعيشوا بين «عبقريات» العقاد و«أيام» طه حسين و«يوميات» توفيق الحكيم و«عبرات» المنفلوطي»، لم ينهلوا من نهر عمرو بن كلثوم ولا شربوا من كأس أبو نواس، ليعتاد لسانهم لغتهم، وتتمسك أرواحهم بجذورهم.

أصبحنا هنا لأننا لا نقرأ، إذ يثبت تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو العام الماضي، أن الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنويًا، بينما الطفل الأمريكي يقرأ 6 دقائق يوميًا، ومعدل ما يقرأه الفرد في العالم العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، بينما أكدت مؤسسة الفكر العربي أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويًا، بينما لا يتعدى متوسط قراءة المواطن العربي 6 دقائق سنويًا، وكذلك إصدارات الكتب في الدول الأوروبية هي الأخرى أكثر بكثير من العالم العربي، بمعدل 100 كتاب في أوروبا مقابل كتابين فقط في منطقتنا، وينشر العالم العربي 1650 كتابا سنويًا، في وقت تنشر فيه الولايات المتحدة 85 ألف كتاب سنويًا.

أرقام تثبت التراجع المرعب للقراءة وقيمتها، ما نتج عنه فقداننا لهويتنا الثقافية وجذورنا، تراجع بدأ باختفاء مشروع «مكتبة الأسرة» وما كانت توفره من كنز ثقافي هائل في كل منزل بالمجان تقريبا، واكتمل باختفاء المكتبات من المدارس ومراكز الشباب، فالجيل الجديد لم يترعرع على إعلانات «مهرجان القراءة للجميع»، ولم ينشأ على القراءة داخل مدرسته، ولا يعرف شيئا عن مهنة «أمين المكتبة»، تراجعٌ استمر وكبُر وتوحش حتى أصبحنا هنا، في ضوضاء المقهى الذي يختلط بها صوت الموجوع بغدر الصحاب مع حديث بلغة أجنبية لمجموعة من الشباب على المنضدة المجاورة، وصوت صبي القهوة يصيح لأحد السائلين عن الطريق: «إنت إيه اللي جابك هنا.. لف وارجع من الأول هتلاقي الطريق».

 

 

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. “التيك توكر” السوداني الشهير أبو أحمد يعود لإثارة الجدل بمقطع مع إحدى الفتيات: (أنا بسوق بنمرة خمسة والجربوكس فل) والفتاة ترد عليه: (وانا المكنة بتاعتي فل أوبشن)
  • وليد عبدالله لعبدلله المعيوف: الله يكتب لك الخير في الجاي .. فيديو
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُنة (12)
  • الدكتور عبدالمنعم السيد يكتب: الأهمية الاستراتيجية للذهب
  • جدعون ليفي يكتب عن وحشية إسرائيل
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. وصلت الرسالة: بضـربة حجر وبعضّة كـلب
  • د. منجى على بدر يكتب: أسعار المنتجات البترولية وآثارها
  • الفلاحات يكتب .. تحية للسجناء الأحرار كل باسمه و رسمه
  • أبناء الشمس (٣)
  • عبدالرحمن قناوي يكتب: لماذا نحن هنا؟