المراهقون والعلاقات السامة
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
ظهر في الأوان الأخير علاقات بَيْنَ شباب وشابَّات في مقتبل العمر وبَيْنَ ما يُسمَّى بالذِّئاب البَشَريَّة والتي تخطف مِثل هؤلاء الأشخاص المراهقين، حيث يتمُّ استدراجهم عَبْرَ أشخاص خارج البلاد، فيتمُّ التغرير بهم وإقناعهم بالتخلِّي عن وطنيَّتهم ودِينهم بأساليب محترِفة تدرَّبوا عليها عَبْرَ طُرق مختلفة، حيث يتمُّ إقناعهم بالهجرة إلى الخارج، وبدء حياة أكثر تحرُّرًا ومتعة من حياتهم الحاليَّة بَيْنَ أهليهم وأوطانهم، وبيئة أكثرا إشراقًا وانفتاحًا من التي تربَّوا فيها، فينساقون نَحْوَ الهاوية والعياذ بالله.
وقَدْ تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية الكثير من هذه الحالات التي باتت ـ وللأسف ـ مؤرقة لكثير من الأُسر المحافظة والتي تخاف أن ترى النور في اليوم التَّالي بِدُونِ أبنائها أو بناتها في محيط بَيْتها.
ومن هنا يجِبُ أن يأتيَ دَوْر الأُسرة والإعلام والمدرسة والمسجد، وكذلك مجالس العِلْم في توجيه المُجتمع بضرورة النُّصح والإرشاد والتَّوجيه بخطورة الوضع، وعدم الانجراف نَحْوَ مِثل هذه العلاقات السَّامَّة والتي لا همَّ لها سوى تجريد الشَّباب الصغار من دِينهم والانسلاخ من هُوِيَّتهم الإسلاميَّة وكره وطنهم، وإغرائهم بأُمور ليس لها أصل ولا واقع وقَدْ قالها جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في خِطابه السَّامي الموَجَّه نَحْوَ المُجتمع العُماني بمختلف شرائحه ذاكرًا التربية: (تربية الأبناء لا تتمُّ عَبْرَ شبكات التواصل، تربية الأبناء هي جزء من أصل المُجتمع العُماني، عِندما يتشرَّب أبناؤنا عاداتنا وتقاليدنا، والتمسُّك بالأُسرة والمُجتمع هي سبيل نجاح المُجتمع).
إنَّ الأبناء عِندما يكبرون أمامنا نلاحظ تغيُّرًا في تصرُّفاتهم، فهم هنا في مرحلة المراهقة فتصبح بذلك عقولهم طريَّة فيتأثرون بالكثير من الأحداث حَوْلَهم والمُغريات الدنيويَّة، فتجدهم تارةً يميلون لأصدقاء السُّوء، وتارةً أخرى يسمعون كلام مَن حَوْلَهم من الأخيار، فهم بذلك لا يزالون في مرحلة يجِبُ معها التعامل أكثر حذرًا مع التوازن بَيْنَ النُّصح في بعض المواقف وبَيْنَ الجدِّيَّة، كما عَلَيْنا أن نراقبَ تصرُّفاتهم من بعيد ومَن يصاحبون ومع مَن يتحدثون، وهنا نخلق التوازن المطلوب والمعقول.
لذا ندعو جميع الأُسر بالمحافظة على أبنائهم وبناتهم وأن يكُونُوا أكثر حِرصًا من ذي قَبل، وتوجيه كُلِّ أساليب النُصح والإرشاد، ودعوتهم لقراءة الكُتب التي تُعينهم على فَهْمِ الحياة من منظور أخلاقي وتربوي، كذلك ندعو أولياء الأمور بعدم وضع أبنائهم وبناتهم في موضع الانغلاق على أنْفُسهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة في الحياه وتلبية متطلباتهم والترفيه عَنْهم، كذلك دعوتهم لحضور ما يفيدهم والاستماع إلى المحاضرات التي تتحدث عن خطورة الانحراف عن الدِّين الإسلامي والاستسلام لمِثل هذه الدَّعوات، وعدم الانصياع لِمَا يجرُّهم للانحراف عن الفطرة التي فطرهم الله عَلَيْها، وعدم الخوف أو التردُّد في الإبلاغ عن أيِّ تواصُل يصلهم من الخارج عَبْرَ شبكات التواصل الاجتماعي أو أيِّ وسيلة أخرى تدعوهم فيها للهجرة إلى خارج الوطن، وإيقاف مِثل هذه الحسابات والإبلاغ عَنْها لدى الجهات المعنيَّة بسلطنة عُمان.
حفظ الله أبناءنا وبناتنا من كُلِّ سوء ومَكْروه، وجعلنا قدوة حسنةً لَهُم، وأعاننا على تنشئتهم وتربيتهم التربية الصالحة، وأعانهم الله على مغريات الحياة، وثبَّتهم على الدِّين الإسلامي الحنيف ليكُونُوا قدوة للأجيال القادمة.
أفلح بن عبدالله الصقري
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الم جتمع
إقرأ أيضاً:
وفاة واصابة 94 شخصا بحوادث مرورية في الحديدة بالعيد
وذكرت إحصائيات إدارة المرور بالمحافظة، أنه تم تسجيل 35 حادث سير خلال فترة الإجازة، نتج عنها وفاة ثمانية أشخاص، وإصابة 86 آخرين بإصابات متفاوتة، بينها 64 إصابة بليغة، توزعت بين 49 ذكراً و15 أنثى، إضافة إلى 22 إصابة طفيفة.
وبينت أن الحوادث تنوعت بين التصادم المباشر بين المركبات، الذي كان الأكثر دموية، وحوادث الدهس للمشاة التي بلغت 11 حادثاً، إلى جانب 14 حادث تصادم بين السيارات والدراجات النارية، وحادثين بين دراجات نارية، وستة حوادث انقلاب مركبات.
وأفاد مدير عام مرور الحديدة، العقيد محمد النويرة أن الخسائر المادية الناجمة عن هذه الحوادث تجاوزت 40 مليون ريال.
وأوضح أن السرعة الزائدة، والأعطال الفنية بالمركبات، والإهمال من قبل السائقين، والسير عكس الاتجاه، والتجاوز الخاطئ، والدخول المفاجئ، وعدم الانتباه أثناء القيادة، كانت أبرز أسباب الحوادث.
وتشهد خطوط السير وشوارع الحديدة حركة مرورية كثيفة خلال الأعياد والمناسبات، حيث يتوافد آلاف المواطنين إلى السواحل والأسواق والمناطق الترفيهية، ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث في ظل عدم التزام بعض السائقين بالضوابط المرورية.
وشددت إدارة المرور على ضرورة التقيد بالقواعد والقوانين المرورية، سيما أثناء السفر عبر الطرق الطويلة وفي الشوارع الرئيسية بالمحافظة.
ودعت السائقين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بالسرعات المحددة، وعدم المجازفة بأرواحهم وأرواح الآخرين، مؤكدة ضرورة تفقد المركبات بشكل دوري لضمان سلامتها الفنية، وعدم الانشغال باستخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة.
وحثت إدارة المرور على احترام إشارات المرور في التقاطعات والتوقف عند الإشارات الحمراء لضمان سلامة الجميع.
وجاءت هذه الحوادث رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة المرور لتعزيز الرقابة الميدانية، وتكثيف الحملات التوعوية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي المروري لدى السائقين والمشاة.
وتواصل الإدارة تنفيذ برامجها الإرشادية والإجراءات التنظيمية للحد من الحوادث، إلى جانب تكثيف تواجد الدوريات المرورية في الشوارع العامة ومداخل المدن خلال فترات الذروة، ما ساهم في التقليل من حجم الخسائر مقارنة بأعوام سابقة، رغم التحديات وكثافة الحركة المرورية خلال موسم العيد.
وأكد مدير عام مرور المحافظة، أن الإدارة مستمرة في تنفيذ خططها الميدانية والتوعوية، داعياً الجميع إلى التعاون والالتزام بقواعد المرور، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
وشدد على أن السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر كافة الجهود، بما في ذلك تعزيز دور الأسرة في توعية أبنائها بضرورة الالتزام بالقواعد المرورية، إضافة إلى التعاون مع السلطات المعنية لتوفير بيئة مرورية آمنة للجميع.