جريدة الوطن:
2024-09-08@13:48:45 GMT

حول التغيرات الوطنية المنتظرة قبل العام 2024

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

حول التغيرات الوطنية المنتظرة قبل العام 2024

اعتدنا أن تكُونَ الشهور الأربعة (9-12) من الفترة الزمنيَّة التي يتمُّ فيها تشكيل مجلس عُمان مليئة بالإشاعات ووجهات نظر الرأي العامِّ حَوْلَ تغيُّرات وطنيَّة قادمة، خصوصًا تلك التي تعيد تشكيل مجلس الوزراء وغيره من مؤسَّسات وأجهزة الدوَلة، تحديدًا ما يقَدِّم مِنْها خدمات عامَّة للمواطنين أو حتى يتداخل في أنشطته ومسؤوليَّاته الرسميَّة مع تلك الخدمات والمصالح الشَّعبيَّة والوطنيَّة.


الرأي العامُّ، وفي هذه الفترة الزمنيَّة، يبدأ بإعادة تقييم ذهني للعديد من القيادات السِّياسيَّة (الوزراء) والقيادات التنفيذيَّة (الوكلاء والرؤساء التنفيذيِّين) وفق اعتبارات ومعايير معيَّنة لسْنَا في صدد التطرُّق إليها في هذا الطرح، ولكن ما يهمُّ هو أنَّ للمُجتمع رأيًا ووجهة نظر تتناقل عَبْرَ الشارع ووسائل الإعلام والاتِّصال، خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمْرٌ إيجابي وصحِّي، خصوصًا في جانب تمكين وعي المُجتمع والمشاركة السِّياسيَّة حيال مختلف القضايا والمصالح الوطنيَّة.
في الجانب الآخر تُسهم الآراء المُجتمعيَّة، خصوصًا ما يُنشر مِنْها عَبْرَ المنابر الإعلاميَّة، بالإضافة إلى آليَّات التقييم الرسميَّة وعلى رأسها اللجنة الخاصَّة التي تتبع جلالة السُّلطان (أعزَّه الله) كما هي موضحة في المادَّة (65) من النظام الأساسي للدَّولة رقم (6/2021) تساعد على إعادة النظر في شأن التمديد لهذا المسؤول أو ذاك أو عدم ذلك، وأقول إنَّ من المُهمِّ للغاية أخذ رأي المُجتمع بعَيْنِ الاعتبار ويتمُّ ذلك عَبْرَ ما ينقل إلى المؤسَّسة المعنيَّة عَبْرَ الجهات والشخصيَّات الموثوقة، خصوصًا أنَّ القيادات المطلوبة في الفترة القادمة، وبالإضافة إلى قدرتها على القيادة والتغيير، فهي أيضًا يجِبُ أن تنالَ ثقة المُجتمع وإلَّا فإنَّ اختيار الشخصيَّات التي لا يثق بها المُجتمع سيؤثِّر في ثقة المُجتمع في الحكومة.
«تلك الأهمِّية والمكانة التي يتمتع بها المسؤول مرهونة بإدراك الشخص الذي يحتلُّ موقع المسؤوليَّة أنَّه موظف يتولَّى خدمة النَّاس، وأنَّ ذلك هو مبرِّر احتلاله لموقعه… صحيح أنَّه لا يُمكِن للمرء أن يصنعَ معجزة، ولكنَّ مسؤولي البلاد ملزمون بأن يستوعبوا أوجاع العباد والبلاد، فيما لو كان هنالك تفاوت طبقي أو غلاء في الأسعار، أو البطالة، أو إذا كان مستوى الإنتاج منخفضًا، ولا بُدَّ للشَّعب أن يعيَ ذلك أيضًا. ولكنَّ الفَرق بَيْنَهم وبَيْنَ مَن هو في موقع المسؤوليَّة، أنَّ هذا الأخير ينبغي أن يعرفَ جذور المشاكل ويبذلَ جهده لحلِّها، مع أخذ رأي المُجتمع ووجهات نظره بعَيْنِ الاعتبار».
من المؤكَّد أنَّ هناك اعتبارات سياسيَّة وإداريَّة عديدة في اختيار القيادات العُليا التي ستقُودُ دفَّة التنمية في هذا الوطن الكريم وفق رؤية سلطنة عُمان 2040، معايير مهنيَّة وأخرى شخصيَّة، ولكن ما يجِبُ أن يوضعَ في الاعتبار ورغم الأهمِّية القصوى للمعايير السابقة بكُلِّ تأكيد فإنَّ امتلاك الشخصيَّة المختارة لاعتبارات نَفْسيَّة ومُجتمعيَّة مُهمٌّ كذلك، خصوصًا تلك القدرة على زراعة الأمل والثقة في المُجتمع، القدرة على التواصل والاتِّصال مع الرأي العامِّ، بالإضافة إلى جانب مُهمٍّ آخر، وهو امتلاك القدرة على التفكير والتخطيط الاستراتيجي؛ لأنَّ هذه القيادات ستتحمَّل مسؤوليَّة توجيه الدفَّة وليس التجديف في القارب الإداري، والتوجيه يختلف عن التجديف في قارب الحكومة.
مع الوقت يزداد وعي المُجتمع وثقافته ومعارفه السِّياسيَّة والإداريَّة، تزداد إمكاناته على النَّقد والتقييم مع توسُّع الشريحة المتعلِّمة والانفتاح على بقيَّة المُجتمعات والثقافات، الأمْرُ الذي يجِبُ أن يقابله هذا ـ إن لَمْ يكُنْ من الملزم أن يتجاوزَه ـ ارتفاع الوعي والفكر والإمكانات الشخصيَّة لدى المسؤول الذي يقع عليه الاختيار، وأن توضعَ تلك الأسباب والاعتبارات محلَّ اعتبار عِند الاختيار، خصوصًا أنَّ وطننا العزيز مُقبلٌ خلال السنوات القادمة ـ حاله كحال بقيَّة الدوَل والمُجتمعات ـ على تغييرات عديدة ومختلفة في الذهنيَّة والسلوك المُجتمعي من جهة، بالإضافة إلى التحوُّلات الحاصلة في البيئة الوطنيَّة والدوليَّة، سواء في الجانب السِّياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو غير ذلك.
كلمة أخيرة: المُجتمع ينتظر شخصيَّات لها قَبول مُجتمعي، قادرة على توطيد ثقة المُجتمع بمؤسَّسات الدَّولة، شخصيَّات تزرع الأمل في النفوس عَبْرَ أعمالها وتصريحاتها، شخصيَّات تصنع القرار من الميدان ومن عقبات وتحدِّيات المُجتمع، وليس ممَّا يُنقل لها أو يُقال لها فقط، شخصيَّات يجدها المُجتمع في السرَّاء قَبل الأزمات، شخصيَّات فتحت أبوابها ونوافذها للشمس والهواء النَّقي وليس تلك التي أخذت المنصب وجاهةً فأغلقت أبوابها ونوافذها أمام النَّاس.

محمد بن سعيد الفطيسي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
azzammohd@hotmail.com
MSHD999 @

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الم جتمع خصوص ا من الم

إقرأ أيضاً:

“الوطنية للإعلام” تتخذ الإجراءات اللازمة لترقية العاملين المستحقين الترقي في يوليو 2024

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة حسين زين، عن قيام كافة قطاعات الهيئة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، لترقية العاملين المستحقين الترقي بقطاعات الهيئة، والمستوفين المدة البينية حتى 30 يونيو  2024.

وقالت الهيئة في بيان لها، إن ذلك يأتي تنفيذًا لموافقة مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على مشروع القرار المُقدّم من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بترقية الموظفين بالجهاز الإداري للدولة، الذين أتموا المدد البينية اللازمة للترقية، إلى المستويات الوظيفية الأعلى حتى 30 يونيو 2024؛ حيث وجّه حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، كافة القطاعات، بإعداد كشوف أسماء المستوفين شروط الترقي، والقيام  بالتنسيق والتواصل مع الأجهزة المعنية، لحين صدور القواعد التنفيذية للقرار، وتنفيذ الترقيات للعاملين على الفور

وأكدت الوطنية للإعلام، برئاسة حسين زين، لكافة العاملين بها، أنها تبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الإصلاح المالي والإداري بكافة القطاعات؛ بهدف الحفاظ على الاستقرار المالي والوظيفي لهم، وأن ما تم مؤخرًا من تنفيذ التسويات والترقيات، والعمل على تدبير الموارد المالية اللازمة لتنفيذها، يأتي فى إطار الجهود المتواصلة لتحسين مستوى معيشتهم، والعمل أيضًا على مواكبة وتنفيذ كافة الإجراءات والقرارات، التي تتخذها الدولة المصرية، من أجل تحسين مستوى معيشة المواطنين، ودعمهم، والتخفيف عنهم، لمواجهة أعباء الحياة.

وأشارت "الوطنية للإعلام" إلى أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الإجراءات والخطوات، التي من شأنها تحقيق المزيد من أهداف الإصلاح المالي والإداري بكافة القطاعات.

مقالات مشابهة

  • خبير آثار يطالب بحذف اسم مصطفى وزيري من البرديات التي كشفتها بعثته الأثرية
  • "أزمات وكوارث التغيرات المناخية"… تدريب خاص للعاملين بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية
  • مختص يكشف عن الأعراض التي تسبق عجز الرجل في غرفة النوم.. كن حذرا
  • “الوطنية للإعلام” تتخذ الإجراءات اللازمة لترقية العاملين المستحقين الترقي في يوليو 2024
  • «ماكينة أهداف تقترب من الأهلي».. من هو السودي كارلوس ستراندبرج صفقة «الأحمر» المنتظرة؟ عاجل
  • برنامج اقتصادي جديد في تركيا.. ما التحولات المنتظرة؟
  • بنموسى يحذر كبار المسؤولين في وزارة التربية الوطنية الإقتراب من المال العام لتفادي تكرار فضيحة المخطط الإستعجالي
  • المجبري تطالب بإعادة تخطيط مدينة غات وغيرها من المدن الجنوبية للتكيف مع التغيرات المناخية
  • الدرميش: هناك ارتباك لدى عامة الناس خصوصًا مع أزمة السيولة
  • محاضرة حول "تأثير التغيرات المناخية على الزراعة في إفريقيا"