تجلَّى التنافس الأميركي ـ الصيني على الاستحواذ على خطوط التجارة العالَميَّة في قمَّة مجموعة العشرين المنعقِدة في الهند لتدفعَ الولايات المُتَّحدة باتِّجاه مشروع «ممر» طموح من شأنه أن يربطَ الهند وأوروبا في مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينيَّة المعروفة والتي تسعى إلى نقل التجارة عَبْرَ طُرق الحرير القَدْيمة، بالإضافة إلى الطُّرق البحريَّة من الصين إلى أوروبا.


ويعتمد الممرُّ الأميركي على نقل البضائع عَبْرَ خطوط السِّكك الحديد والنقل البحري التي تمرُّ بالشرق الأوسط، مع دَوْر قيادي للمملكة العربيَّة السعوديَّة، حيث تمَّ في هذا الصَّدد التوقيع على اتِّفاق مبدئي في نيودلهي، بَيْنَ الولايات المُتَّحدة والسعوديَّة والإمارات والاتِّحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقًا لبيان نشره البيت الأبيض.
وقال الرئيس الأميركي معلِّقًا على هذا التوقيع «إنَّه أمْرٌ مُهمٌّ حقًّا»، متحدِّثًا عن اتِّفاق «تاريخي» خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيِّين.
كما رأت المفوضيَّة الأوروبيَّة أنَّ المشروع «أكبر بكثير من مجرَّد سكك حديد أو كابلات»، مشيرة إلى «جسر أخضر ورقمي بَيْنَ القارَّات والحضارات».
ووفقًا لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان فإنَّ واشنطن تطمح من المشروع أن «يُعزِّزَ التكامل في الشرق الأوسط»، بما في ذلك بَيْنَ «شركاء غير محتملين».
ويطرح هذا المشروع الطموح مجموعة من التساؤلات حَوْلَ ما إذا كانت الهند ستستطيع أخذ مكان الصين بصفتها (مصنع العالَم)؟ وهل ستعمل على تحقيق التدفُّق المطلوب للسِّلع مثلما هو الحال مع الصين، بالإضافة إلى جاهزية البنية الأساسيَّة الرئيسة في الدوَل التي سيمرُّ بها الممرُّ وماهيَّة الاتِّفاق على مشروع البنية الأساسيَّة الرئيس، والذي لا يزال جدوَله الزمني غير واضح..؟ وما الموقف من «مبادرة الحزام والطريق» التي شهدت استثمارات ضخمة في عددٍ من الدوَل النامية لبناء البنية الأساسيَّة كالموانئ وشبكات السكَّة الحديد والمطارات أو المُجمَّعات الصناعيَّة؟

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تهديدات ورد وتحذير.. إلى أين يتجه الصراع الأميركي الإيراني؟

في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، تزداد التكهنات حول مستقبل هذا النزاع الذي يحمل في طياته مخاطر قد تهدد استقرار المنطقة والعالم.

ويواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديا كبيرا في حال اندلعت الحرب، حيث ستجد الولايات المتحدة نفسها غارقة في صراعات الشرق الأوسط، مما سيزيد من تعقيدات حساباتها، ويؤثر على توازناتها في مواجهة التحديات المتزايدة من الصين وروسيا.

والثلاثاء، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015 قد لا يعجب ترامب، إلا أنه يتضمن "التزاما حيويا" من جانب إيران لا يزال قائما، وهو التزام استفادت منه حتى الولايات المتحدة بعد انسحابها الأحادي من الاتفاق.

وأوضح الوزير أن إيران "تؤكد مجددا أنها لن تسعى أبدا، تحت أي ظرف من الظروف، إلى امتلاك أو تطوير أو حيازة أي أسلحة نووية".

وأضاف أن هذا الالتزام لا يزال ساريا، وحتى الآن، لا يوجد دليل واحد على أن إيران قد انتهكت هذا التزامها، مشيرا إلى تصريحات مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، تولسي جابارد، التي أكدت هذا الموقف مؤخرا.

وأشار عراقجي، إلى أن التعاون الدبلوماسي نجح في الماضي، وأنه لا يزال بإمكانه تحقيق نتائج إيجابية في المستقبل.

تهديد وحرب كلامية 

ودخلت الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وإيران مرحلة حرجة، وسط مخاوف متزايدة من انفلات الأوضاع، حيث رفع الجانبان سقف التهديدات العسكرية والنووية في ظل انسداد الأفق السياسي، ما يعكس التوترات المتصاعدة.

ولايزال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يمضي في سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، ملوحا بالخيار العسكري.

وأكد ترامب أن العقوبات المفروضة على طهران تهدف إلى تقليص صادراتها النفطية وتخفيض مصادر دخلها إلى الحد الأدنى، مؤكدًا أن القادم سيكون "أعظم" في ما يخص الإجراءات ضد إيران.

تحذير روسي

من جانبها حذرت روسيا من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى عواقب كارثية. 

وتسعى روسيا إلى تقليل التصعيد بين الطرفين، حيث أعربت موسكو عن معارضتها لأي حلول عسكرية في النزاع الحالي.

ووصفت تهديدات واشنطن باستخدام القوة ضد إيران بأنها "غير مناسبة"، محذرة من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى "عواقب كارثية".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع مجلة (الشؤون الدولية) الروسية: "التهديدات تسمع بالفعل، والإنذارات تسمع أيضا".

وأضاف: "نعتبر مثل هذه الأساليب غير لائقة ونستنكرها ونعتبرها وسيلة (للولايات المتحدة) لفرض إرادتها على الجانب الإيراني".

إيران ترد: السلاح النووي خيار في حال الاستفزاز

من جهة أخرى، حذر مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، من أن أي خطأ في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني قد يدفع طهران إلى اتخاذ قرار بتطوير سلاح نووي.

وأوضح لاريجاني في تصريحات له: "نؤكد أننا لا ننتج أسلحة نووية، لكن إذا استهدفت القوات الأميركية أو الإسرائيلية منشآتنا النووية، سنضطر إلى اتخاذ قرارات مختلفة تشمل تصنيع سلاح نووي للدفاع عن أنفسنا".

إيران تستعرض قوتها العسكرية

وعلى الصعيد العسكري، أكد مسؤولون إيرانيون جاهزيتهم التامة لمواجهة أي تهديدات، حتى لو كانت هذه التهديدات ضئيلة.

ولفتوا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك ما لا يقل عن 10 قواعد عسكرية في المنطقة، بالإضافة إلى وجود حوالي 50 ألف جندي أميركي، جميعهم في مرمى الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

إسرائيل: استعدادات للحرب المحتملة

من جانبها، تتوجس إسرائيل من أي تصعيد محتمل، حيث أعلنت عن إجراء استعدادات لمواجهة هجمات انتقامية قد تشنها إيران باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، حيث تراقب تل أبيب عن كثب تطورات الوضع في المنطقة تحسبا لأي تطورات مفاجئة.

مقالات مشابهة

  • تهديدات ورد وتحذير.. إلى أين يتجه الصراع الأميركي الإيراني؟
  • فتحي سند: القمة 130 المنكوبة.. الضرب تحت الحزام بدأ
  • الاطلاع على أحوال المرابطين بالحزام الأمني لمدينة ذمار
  • أحجار نهرية ملساء تمتص الضغوط وتنشط الدورة الدموية في رأس تنورة
  • بدء التسريح في القطاع الصحي الأميركي .. والعدد قد يصل لـ10 آلاف
  • كيف ستواجه إيران البلدوزر الأميركي؟
  • "أورايا" سفيرة مبادرة "الحزام والطريق" في فيلم جديد
  • صحفي يناشد إطلاق سراح شقيقه المختطف بسجون مليشيا الانتقالي بعدن
  • مفتي الهند: أخلاق رمضان يجب أن تستمر معنا طوال العام
  • تجليس مفريان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الجديد في الهند مار باسيليوس جوزيف