جريدة الوطن:
2025-02-24@07:35:04 GMT

أصداف : الحاكي

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

أصداف : الحاكي

من الوثائقيَّات التي استمتعتُ بها كثيرًا فيلم «الحاكي» الوثائقي، الذي وصلني من الصَّديق الأستاذ الدكتور حارث عبود، الإعلامي والباحث الذي عمل طويلًا في المجال الإذاعي. يبدأ الوثائقي بصوت البلبل الذي يذكِّر العراقيين بافتتاح إذاعة بغداد في ساعات الصباح الأولى من كُلِّ يوم، ويعلن الدكتور حارث عبود بصوته المتميز افتتاح الإذاعة من قلب بغداد، ثمَّ يظهر الصوت الشَّجي الذي يستمع إليه جمهور الحاكي الواسع، صوت فيروز في أبهى نغمات وأجمل الكلمات حتى أصبحت جزءًا من صباحات العراقيين على مدى عقود.


اختيار موفَّق لعنوان «الحاكي» الذي يعني الراديو، وطالما استخدم العرب مفردة مذياع، لكنَّ الحاكي يبدو أقرب إلى المعنى، الذي ينطوي عليه عالَم الإذاعة ويُعدُّ من المفردات المستحدثة في اللغة العربيَّة وفي لغات العالَم الأخرى، إذ كان هذا الاختراع أحد اختراعات القرن العشرين، وشهد تطوُّرًا ملحوظًا في النصف الثاني من القرن الماضي (القرن العشرين) حتى تحقَّقت قفزات هائلة مع دخول التقنيَّات الحديثة.
في مفتتح الوثائقي يقول الدكتور حارث عبود، إنَّ مُدُن العراق وناسَه يغوصون في أعماق التاريخ، وإنَّ مجالس المثقَّفين تتواصل في انعقادات لا تنتهي. يقول الدكتور عبود (حياة العراقيين منذ الأزل على ضفاف أنهارهم)، وفي عشرينيَّات القرن العشرين بدأت الصحف العراقيَّة تروِّج وتتحدَّث عن صندوق أسود اسمه (الراديو)، وأنَّ مَن يتنعَّم بامتلاك هذا الصندوق سيستمع للأخبار التي تحدُث في العالَم ويستمع إلى الموسيقى والغناء وغير ذلك الكثير.
يشير إلى معلومة تاريخيَّة بذِكْره أنَّ أجهزة (الراديو) في تلك الفترة لَمْ تكُنْ بمتناول العراقيِّين، لكنَّها تنتشر في معسكرات الانتداب البريطاني في العراق. وأوَّل نشاط للراديو في العراق كان في بعض المقاهي البغداديَّة، حيث ظهر (الراديو) اللاسلكي في صيغته البدائيَّة. وكان مقهى الباروديَّة في منطقة الفضل برصافة بغداد، أوَّل مَن أنشأ راديو، حيث يتمُّ افتتاح البثِّ بآياتٍ من القرآن الكريم ويؤرَّخ لذلك في العام 1933.
في حين كانت أوَّل تجربة رسميَّة للبثِّ الإذاعي في العام 1932. وبثَّت الإذاعة في بدايتها خِطابًا للملك فيصل الأوَّل ومحاضرات للراحل نجيب الريحاني وقصيدة للشاعر جميل صدقي الزهاوي وبعض الأغاني العراقيَّة والعربيَّة.
بدأت محاولات تأسيس الإذاعة في ظروف غاية في الصعوبة في ذلك الوقت، وكانت تبثُّ لساعتيْنِ ثمَّ تتوقف، واقتصرت على بعض مناطق بغداد وليس كُلَّها.
بعد إذاعة الزهور الخاصَّة بالملك الشَّاب غازي انطلقت إذاعة بغداد في الأوَّل من يوليو ـ تموز 1936.
ويطوف بنا هذا الوثائقي الأخَّاذ في عوالم بثِّ «الحاكي»، الذي يزخر بالمعلومات ويتوقف في أهمِّ محطَّات البثِّ الإذاعي في العراق.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
wzbidy@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي

بغداد اليوم - بغداد

قدم أستاذ العلوم السياسية، خليفة التميمي، اليوم السبت (22 شباط 2025)، قراءة أكاديمية حول إمكانية استقطاب دمشق لقيادات عراقية معارضة للنظام السياسي في بغداد، موضحًا العوامل التي قد تؤثر على هذا التوجه. وأشار التميمي إلى أن زيارة بعض الشخصيات المعارضة العراقية للعاصمة السورية ولقاءها بنخب سياسية تعكس وجود تحركات ذات أبعاد سياسية، قد تحمل إشارات إلى إعادة رسم أدوار المعارضة العراقية على المستوى الإقليمي.


الملف السياسي وأهمية التوازن

تأتي هذه التطورات في ظل تحولات سياسية في سوريا، حيث بدأت قيادات جديدة تمسك بزمام القرار بعد الثامن من كانون الأول الماضي. وفقًا للتميمي، فإن استقطاب دمشق لهذه القيادات وتحولها إلى نقطة ارتكاز لنشاطها أمر محتمل، لكنه مرهون بموقف القوى الإقليمية والدولية، خاصة في ظل الضغوط الغربية على بغداد. كما أن العراق يسعى للحفاظ على توازن في علاقاته مع سوريا، تجنبًا لأي تصعيد دبلوماسي قد ينعكس سلبًا على مصالحه الاستراتيجية.


الأبعاد الاقتصادية وعراقيل تجارية

وبحسب مراقبين وعلى الصعيد الاقتصادي، فإن أي تحرك سياسي لدعم المعارضة العراقية في سوريا قد يواجه عقبات اقتصادية، لا سيما أن دمشق تخضع لعقوبات دولية تحدّ من قدرتها على تقديم دعم مالي أو لوجستي لأي طرف سياسي خارجي. العراق، من جانبه، يحاول تجنب التصعيد الاقتصادي مع الغرب عبر الحفاظ على قنوات تواصل دبلوماسية وتجارية متوازنة مع دمشق.


الأمن وتأثيرات محتملة

أمنيًا، يشير التميمي إلى أن استضافة دمشق لشخصيات معارضة قد يثير حساسية داخل العراق، خصوصًا مع استمرار التوترات الأمنية بين البلدين. كما أن أي نشاط سياسي معارض قد يضع دمشق أمام تحديات داخلية، خصوصًا مع تأثير القوى الغربية في صناعة القرار السوري خلال الأشهر الأخيرة.


الملف الدبلوماسي وموقف العراق دوليًا

تشير المعطيات إلى أن بغداد تتعرض لضغوط دبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دمشق، لكنها في الوقت ذاته تحاول تجنب الدخول في أي تحالفات قد تفسر على أنها تحدٍ للغرب. التميمي أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تؤثر على القرار السوري، وهو ما يجعل أي تحركات سياسية في دمشق مرهونة بمواقف واشنطن وعلاقتها مع بغداد.


خطوة ضرورية لمصلحة العراق

في ظل هذه التوازنات، يرى التميمي أن العراق بحاجة إلى اتباع سياسة واقعية تضمن عدم تصعيد المواقف مع سوريا، وفي الوقت ذاته تمنع تحول دمشق إلى مركز معارضة مؤثر على استقرار بغداد. ويدعو إلى تعزيز القنوات الدبلوماسية لضبط أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب.


سيناريوهات متعددة

يبقى استقطاب دمشق للمعارضة العراقية احتمالًا قائمًا، لكنه يعتمد على مدى التغيرات في الموقف الدولي والإقليمي تجاه سوريا. في الوقت ذاته، يحاول العراق الموازنة بين الضغوط الغربية وحاجته إلى علاقات مستقرة مع دمشق، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على سيناريوهات متعددة، تتأثر بحسابات المصالح والقوى الفاعلة في المنطقة.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

مقالات مشابهة

  • كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشنطن
  • النفط النيابية: تصدير النفط من الإقليم تحت إشراف شركة سومو
  • السوداني: العراق وإيران جسدان في روح واحدة
  • الحمى القلاعية.. تقصير وزارة الزراعة يدفع الفلاحين ثمن انتشار المرض
  • رد غير مباشر على بغداد: دمشق تحتضن المعارضة العراقية للنظام السياسي
  • الأمم المتحدة: على العراق أن يعمل لصالحه لا “للغير”
  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • وزير خارجية الشرع يلغي زيارته المزمعة إلى بغداد غداً
  • تركيا تعلن قتل 9 من عناصر حزب العمال الكردستاني شمالي العراق
  • غداً ورسمياً.. وزير خارجية الشرع في بغداد - عاجل